ستراتفور تنشر خريطة لمعسكرين سنّي وشيعيّ وتتوقع استجابة #السعودية للاتفاق النووي مع #إيران

في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران، لم يكن بمقدور المملكة العربية السعودية أن تنتظر ببساطة بينما تعيد التغييرات الإقليمية تشكيل وجه المنطقة. شرعت المملكة العربية السعودية في بناء تحالف سني عربي يمكنه مواجهة ظل إيران الذي يتم بسطه في المنطقة. وقد شرعت المملكة العربية السعودية فعليًّا في مواجهة إيران على عدة جبهات متتابعة.

Advertisements
Advertisements

من ناحية تقود المملكة تحالفًا واسعًا من القوى الإقليمية بهدف صد الزحف الحوثي المدعوم من قبل إيران في اليمن.

ومن ناحية أخرى فإنها تقدم الدعم للعديد من الفصائل المعادية لنظام الأسد في سوريا، كما أنها تقوم بتمويل العشائر العربية السنية في العراق من أجل إقناعهم بالقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

على جانب آخر، تسعى المملكة لتوطيد علاقاتها مع حركة حماس في الوقت الذي حسنت فيه علاقتها مؤخرًا مع السودان وهو تكتيك أقل علنية يخدم مساعيها نحو تحقيق أهدافها الكلية.

ثانيًا، فإن الدعم السعودي لحركة حماس سوف يسمح بأخذ زمام المبادرة لمحاربة خطر الدولة الإسلامية الخامل الذي ينمو في قطاع غزة. وبالمقارنة بسائر العمليات والخطوات التي اتخذتها السعودية لمحاربة الدولة الإسلامية، فإن مساعدة حماس هي خطوة صغيرة، لكنها تتلاءم مع رغبة الرياض في أن ينظر إليها على أنها الخصم الأكثر استعدادًا وفعالية في محاربة الدولة الإسلامية في المنطقة.

يمكن لدعم حماس أن يساعد التحالف الإقليمي السعودي في مواجهة إيران من ثلاثة طرق، أولًا: عبر تقديم نفسها بوصفها المتبرع (الداعم) الرئيسي لحركة حماس فإن السعودية بإمكانها ممارسة ضغوط مباشرة على الحركة لاتباع نهجها بخصوص الديناميات الإقليمية في بلاد الشام. وكلما نجحت المملكة العربية السعودية في ممارسة المزيد من النفوذ والتأثير في المنطقة كلما كانت الولايات المتحدة أكثر ميلًا للاصطفاف مع مصالح المملكة بشكل عام.

Advertisements

ثالثًا، والأمر الأكثر وضوحًا، فإن دعم وتمويل السعودية للحركة سوف يقلل بالتبعية من اعتمادها على المساعدات الإيرانية. كما إصلاح المملكة العربية السعودية لعلاقتها مع حماس من شأنه أن يقلل من قدرة إيران على بسط نفوذها على المجموعة الفلسطينية. بما يعني أن إيران سوف تفقد أحد أقمارها الصناعية الإقليمية (بمعنى أصح أحد وكلائها) على هامش ميدان المعركة الرئيسي الذي يقع في قلب بلاد الشام وبلاد ما وراء النهرين.

ونتيجة لذلك، تسعى المملكة العربية السعودية لتوثيق علاقاتها مع حماس منذ عدة أشهر. وعلى الرغم من العقبات العديدة لإصلاح العلاقة بينهما، تحتاج حماس الداعم المالي والمملكة العربية السعودية لديها أموال للمساعدة. وعبر قرارها بأن تدعم حماس الآن، تبرهن المملكة العربية السعودية على قلقها الإقليمي المتنامي من انتشار تنظيم الدولة الإسلامية، وإثباته أنه أحد اللاعبين المؤثرين في بلاد الشام. هذه الأنواع من العلاقات البراغماتية هي نتاج حتمي للمصالحة بين الولايات المتحدة وإيران. ويوضح الرسم التوضيحي الشكل الذي ستبدو عليه الإستراتيجية السعودية الشاملة خلال الأشهر وربما السنوات القادمة.

مفاتيح الخريطة:

Advertisements

(1) اللون الأصفر: الدول العربية الموالية للمملكة العربية السعودية.

(2) اللون البرتقالي: دول سنية غير عربية مرشحة للانضمام للتحالف السعودي.

Advertisements

(3) اللون البنفسجي: المعسكر الشيعي الموالي لإيران.

(4) اللون الأحمر: ساحات المعارك والمواجهات.
(5) المناطق المظللة بالرمادي: المناطق التي ترغب إيران في مد دائرة تأثيرها إليها.

 

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

شاهد أيضاً

اعتقال داعشيات تونسيات خططن لتنفيذ اغتيالات داخل مخيم الهول

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال ثلاث نساء تونسيات خططن لتنفيذ اغتيالات داخل مخيم الهول. …