نصير غدير يكتب عن العم كاظم .. وأداء الطفلة تارة صلاح مونيكا في برنامج the voice kids

 

Advertisements
Advertisements

نشر الكاتب العراقي نصير غدير Nassire Ghadire No’aima على صفحته في الفيسبوك مقالا احتفى فيه بالمطرب كاظم الساهر والكفلة تارة صلاح مونيكا وتحت عنوان “العم كاظم”

إليكم نصه : برنامج the voice kids بالنسبة لي أهم منه للكبار، فالأصوات التي تقدمت له وقُدِّمت فيه تتفوق بكثير عن ذاك، وهو يقدم قيماً مدنية تعيد الاعتبار للانفتاح الاجتماعي، ورفع التابو عن العواطف في المستوى الأسري في عصر التطرف الداعشي هذا، فالأطفال يغنون أغاني عن الحب والشوق والحرمان، ثم عبارات الغزل البريء والشفيف التي يتبادلها المدربون مع الأطفال، ثم تبادل الأحضان الأبوي والأمومي وتقبيل الأيادي، هذه صفعات توجه لمتطرفي القرن السابع الميلادي الذين يعيشون بين ظهرانينا؛The voice kids حتى الآن هو أقوى رد ومعالجة ثقافية لظاهرة داعش في العالم.

وفي ما يخص ظهور ‫#‏كاظم_الساهر‬ فيه، فقد تعرفنا فيه على روحه الأبوية أباً وجَدّاً، بعد أن تعرفنا على فهمه ووعيه العميقين بالموسيقى، واحترافه الشديد كذلك استقراره النفسي وركوزه ورزانته وصدقه الانفعالي وحتى جانبه العفوي وتلقائيته اللتين لم نطلع عليهما إلا من خلال البرنامجين، فصورة كاظم لدى كثيرين منا تقترن بالانضباط الواقع في الافتعال، تعرفنا على حكمته وقدرته التوجيهية كمعلم، وعلى مهاراته التواصلية مع الزملاء والزميلات، ومع المتنافسين وقدرته على كسب ود الجميع…
في لحظةِ “تارة” ظهر لنا جانب آخر، فبعد اكتشافه أنها ابنة صديقه وزميله في المسرح العسكري، وفرحه بها، وسؤاله الجميل عن صديقه الفنان الرائع صلاح مونيكا وعن صحته، وكل هذا خارج سياق المنافسة لم يضغط معنوياً على ابنة صديقه وقال لها “اخذي راحتك”، هذه مسؤولية نقاء إنساني لا يتحملها كثيرون صدقوني إلا من كان ذا قلب سليم، ومع هذا ليس هذا ما استوقفني في هذه اللحظة الجمالية؛ الجمالية فنياً وإنسانياً بل اللحظة الأكثر تأثيراً انفعالياً عندي هي بعد أن فرغ كاظم من احتضان تارة، لم يتصرف كمدرب معها، ولا كصديق أب، بل كعم هو الأقرب أسرياً من الطفلة،

وقال لها “يالله سلمي”، يعرف معنى هذا السلوك كل عراقي، فأنت حين تكون مع أصدقائك، ويدخل عليك ابنك أو ابنتك أو ابن أخيك أو أختك وتفاجأ به وتقبله وتسلم عليه وتفرغ من تحيته، تقول له يالله بابا سلم على عمامك، أرجوكم أرجوكم توقفوا عند هذه اللحظة، وعندها فقط وتفحصوها جيداً كم هي عراقية! وكم هي حميمة، وأسرية!

أصبح كاظم فجأة أباً وعمَاً لا بالمعنى التوسعي، كما يحدث كل مرة حين يتعامل مع الأطفال بروح الأبوة وبروح الجد، فبحسب علمي هو جدٌّ الآن إن لم أكن مخطئاً، لا ليس بهذا المعنى التوسعي الذي رأيناه كثيراً وهو يلاطف الأطفال، أو يحاول احتواء انفعالهم حين لا يختارهم أحد ويطيب من خاطرهم ويطمئنهم، بل بالمعنى الحقيقي، فقد تعامل كعم؛ عم من الأسرة وهذه الطفلة هي بنت أخيه وهو مسؤول عن سلوكها، ويجب أن يرعى هذا السلوك من باب مسؤولية العم،

Advertisements

 

طبعاً ومؤكداً لا تحتاج تارة هذا التوجيه فبأدبها وتربيتها، وهي بنت أستاذنا صلاح مونيكا وأخت أصدقائي وأولادي، فبهذه التربية وبحضورها وكارزماها كانت ستذهب لتحية المدربين الآخرين دون الحاجة لتوجيه كاظم، ولكنها عفوية العراقي الأسرية هي التي جرت كاظم لقول هذه الكلمة الأبوية العظيمة “يالله سلمي”.

سعيد سعادة مضاعفة بما قدمته لي تارة اليوم، قدمت لي صوتاً عظيماً، ولحظة تأملية عميقة في فهم علاقاتنا الإنسانية كعراقيين.



Advertisements

شاهد أيضاً

شاهد الحلقة الخامسة من برنامج ذا فويس كيدز 5

احداث الحلقة الخامسة من برنامج ذا فويس كيدز 5 بعد، قليل السبت 30 يناير 2016 …