شاهد الآلاف يشيعون جثمان الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن بينهم رئيس مجلس الشورى

وصل منذ قليل جثمان الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية المصرية، الشيخ عمر عبد الرحمن، والذي وافته المنية بسجنه في الولايات المتحدة الأمريكية السبت الماضي، إلى مطار القاهرة الدولي بمصر، تمهيدا لصلاة الجنازة عليه، ثم دفنه بمقابر الأسرة بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد الانتهاء من إجراءات تسليم الجثمان.

Advertisements
Advertisements

وتجمع العشرات من أبناء وقادة الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، منهم رئيس مجلس الشورى أسامة حافظ، ونائب رئيس الحزب الدكتور نصر عبد السلام، وأحد مؤسسي الجماعة الإسلامية كرم زهدي، بالإضافة إلى المحامي منتصر الزيات، وعدد من أفراد أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن ومحبيه في مطار القاهرة لاستلام الجثمان.

وكان محمد، نجل الشيخ عمر عبد الرحمن، قد ذكر أن طائرة “مصر للطيران” رحلة رقم (986)، والتي تحمل جثمان والده غادرت أمريكا في الساعة السادسة مساء بتوقيت أمريكا، وأن الجثمان سيصل اليوم صباح الأربعاء في حدود الساعة الحادية عشر بتوقيت القاهرة في مطار القاهرة الدولي.

وأشار في تصريح له إلى أن الجنازة والصلاة سيكونا بالمسجد الكبير بمدينة الجمالية في محافظة الدقهلية بجوار المقابر.

وأصدرت أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن بعض التوصيات التي وصفتها بالهامة بالنسبة لمشيعي الجنازة على رأسها إتباع السنة ولزوم هدي النبي — صل الله عليه وسلم- من بداية الأمر إلى منتهاه.

Advertisements

وأضافت في بيان لها الأربعاء أنه ستتم محاولات للوصول بالجنازة على صلاة العصر إلى مقابر الجمالية بالدقهلية، وستسلك الجنازة طريق المطار- الطريق الإقليمي- الإسماعيلية- طريق بورسعيد ثم المنزلة — الجمالية، ولن تسلك طريق الإسكندرية الزراعي لازدحامه ومنعا لتعطيل المرور.

https://www.youtube.com/watch?v=v6vaYYkr_go

وأكدت الأسرة أنها “ستكتفي بالعزاء على القبر، فمن أدرك الدفن سينصرف منعاً للزحام، ومن لم يدرك يمكنه تقديم العزاء أمام دار العائلة بالجمالية، ومن لم يمكنه السفر اليوم للجنازة؛ فيمكنه تقديم العزاء في اليوم التالي أمام منزل العائلة بالعمرانية في الجيزة أو في أي مقر من مقرات الجماعة الإسلامية تخفيفا على المسافرين”.

Advertisements

ونوهت إلى أن الجهات التي ترغب في تأبين الشيخ عمر يمكنها ذلك بعد الانتهاء من مراسم الجنازة، لينفصل التأبين تماما عن مراسم الجنازة.

إلى ذلك، أكدت الجماعة الإسلامية أنها لم تصدر أي بيانات بشأن تعنت السلطات المصرية أو الأمريكية بخصوص جنازة الشيخ عمر عبد الرحمن، مضيفة: “إن الحقيقة والإنصاف يقتضيان أن نقرر بأن السلطتين تجريان اتصالات مباشرة مع أسرة الدكتور عمر لتيسير إجراءات وصول الجثمان وتشييعه”.

Advertisements

وذكرت في بيان لها مساء الثلاثاء، أنه “لا صحة مطلقا لما نشر في بعض وسائل الإعلام من مماطلة أو تعنت السلطتين”، مناشدة وسائل الإعلام بتحري “الدقة في نشر أي بيانات خاصة بالجماعة، حيث إن المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية هو المصدر الوحيد لإصدار بيانات الجماعة”.

ونعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ عمر عبد الرحمن، قائلا:” تلقينا بقلوب مؤمنة بقدر الله وفاة الشيخ عمر (رحمه الله تعالى) والذي قضى مؤخرا في سجون الولايات المتحدة الأمريكية بعد ثلاث وعشرين سنة قضاها مظلوما صابرا محتسبا عند الله”.

وأضاف في بيان له أمس- :”فقدت الأمة الإسلامية واحدا من الدعاة إلى الإسلام، نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمةً واسعةً ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، وأن يلهم أهله وذويه، ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب”.

“عمر عبد الرحمن” في سطور

ووُلد “عمر عبد الرحمن” في 3 أيار/ مايو 1938 بمدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية، وفقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماما لمسجد في إحدى قرى محافظة الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيدا بكلية أصول الدين، له مجموعة من المصنفات التي أثرت المكتبة الإسلامية، وكتب العديد من المقالات الدعوية الرافضة للظلم. وتعرض للكثير من المضايقات، وتم إيقافه عن العمل في الكلية عام 1969، حتى تم اعتقاله في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1970 بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وعقب الإفراج عنه، تمكن من الحصول على الدكتوراه، وحصل على “رسالة العالمية” بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، لكن تم منعه من التعيين. وفي أيلول/ سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ الشهيرة التي أصدرها “السادات”، إلا أنه تمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في تشرين الأول/ أكتوبر 1981.

وتمت محاكمته في قضية اغتيال “السادات” أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة، ثم خرج من المعتقل في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 1984، وظل يمارس الدعوة ويهاجم سياسة “مبارك”، وبعد اعتقاله عدّة مرات سافر للسودان ومنها إلى أمريكا ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، وعُوقب بالسجن مدى الحياة، وتضامنت معه الكثير من المنظمات الحقوقية والشخصيات الوطنية.

وأعلن الشيخ عمر تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية بمصر عام 1997، وتعرض للكثير من الانتهاكات داخل السجون الأمريكية رغم كونه ضريرا وعمره يتجاوز السبعين عاما، ومصاب بعدّة أمراض، وكان يُسمح له بمكالمة هاتفية كل 15 يوما تتيحها له إدارة السجون الأمريكية منذ اعتقاله.

وفي 29 حزيران/ يونيو 2012، تعهد الرئيس محمد مرسي في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهده والعمل على تحرير الشيخ عمر الذي هنأ من داخل سجنه الشعب المصري على فوز “مرسي” بانتخابات الرئاسة.

وقد فشلت كل الجهود والدعوات المطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن أو نقله لأحد سجون مصر أو استقباله بإحدى الدول العربية، إلى أن توفي في 18 شباط/ فبراير الجاري عن عمر 78 عام في سجنه بالولايات المتحدة الأمريكية.

Advertisements

شاهد أيضاً

مقال: كيف أصبح الإسلام ورجال الدين أداة بيد النخب الحاكمة؟

السياسة مهمة بالشرق الأوسط وكذلك الدين:أشكال من الاستغلال السياسي للإسلام  Advertisements Advertisements بقلم حكيم خطيب-أكاديمي …