فلتسقط الثورة.. الى الابد! “هكذا كان يحكم صدام! “

فلتسقط الثورة.. الى الابد!

وخصوصا الثورة التي تتغنى بها!

عامر بدر حسون

لم يرد اسمه ضمن اعضاء “مجلس قيادة الثورة” في انقلاب البعث عام 1968.. والصورة الوحيدة التي ظهر فيها كانت مع رئيس الانقلاب احمد حسن البكر وهو يحمل بندقيته كمرافق دون رتبة.
لكن ماهي الا اسابيع وشهور وسنوات حتى تقدم المرافق المجهول ليصبح رئيسا لـ “مجلس قيادة الثورة” ورئيسا لكل شيء في الحزب والدولة!
حصل هذا بعد ان القى بكل اعضاء “مجلس قيادة الثورة” الى الموت فرادى ومجموعات، واحتفظ لنفسه بتابعين امينين هما عزت الدوري وطه الجزراوي..
وكان اسمه الرسمي يومذاك “صدام التكريتي”!

Advertisements
Advertisements


وعندما خطر له تغيير اسمه الى صدام حسين، ارغم الجميع على الغاء القابهم: طه الجزراوي اصبح اسمه طه ياسين رمضان، وعزت الدوري اصبح عزت ابراهيم والخ.. كانت القاب الانقلابيين تقول اشياء عنهم مناطقيا وعائليا وربما طائفيا، وكانت هناك رغبة في دفع هذه “الشبهة”.
وشطب الكتاب والصحفيين والفنانين والسياسيين القابهم وكتبوا مديحا بالقرار وصاحبه.. ولا غرابة فهي ثقافة تعيش على نفقة الحكومة!
ووصل به الامر، ذات قرار، الى تحريم نشر واذاعة الشعر الشعبي.. ثم قرر، هو بالذات، اعادته للحياة فانتعش وسوّد وجه حياتنا بنشر الاحقاد والقيم المنحطة ناهيك عن التملق الذي لايمكن تصديقه!


وقرر ان تكون له شجرة نسب، وانتهى نسبه بالطبع للامام علي بن ابي طالب! ثم انه قرر ان يطلب من المواطنين توفير شجرة نسب لكل منهم.. !
ثم انه صنّع شيوخ عشائر من شخصيات هامشية من اجل تقديم البيعة له باسمهم وباسم عشائرهم..
هذه القرارات المتناقضة، وغيرها كثير، اتخذها رجل واحد هو صدام حسين.. فالثورات والانقلابات تنتهي عادة بيد رجل واحد هو الاكثر خسة وقدرة على التامر والبطش.


عندما تقوم بانقلاب وتنجح فيه.. فانك ستسمي انقلابك ثورة!
وكما بدأت ثورتك بالقتل فانك ستستمر فيه وتوسعه باسم الشعب والامة والدين والوطن والخ..
وستكون عندك مقابر جماعية لاتهتم حتى بتوثيقها فاغلب الضحايا دفنوا باوراقهم الثبوتية!
وستكون عندك الحروب في كل الاتجاهات..
ستعاقب في البداية من تراه في الجامع من رفاقك.. لكنك في النهاية ستعاقب الرفيق الذي يتخلف عن اداء الفرائض الدينية!
وهكذا وهكذا..


لا اريد ان اعدد “مآثر” الانقلابات العسكرية العراقية فنحن نحصد اليوم ما زرعته فينا وفي بلدنا.
لكنني اريد الاشارة، بمناسبة شهر الثورات، الى اخطرها في حياتنا وهو “نمط التفكير”!
دون نمط التفكير هذا لن تكون عندك مقابر جماعية او اعتقالات او انتهاكات.. ولن تكون عندك حروب او حصار!


كل تلك الكوارث ستتبع القيام بالانقلاب والإستيلاء على السلطة بالقوة، حتى وان سميت انقلابك: ثورة شعبية!
سترغم الناس على تبني افكارك.. وستغير افكارك وفقا لمصالحك ومزاجك.. وستعادي الاصدقاء وتصادق الاعداء.. وستمنع بالقوة من ينصح او يعترض او يبدي رايا.. وستعيد العمل بقرار مجلس قيادة الثورة القاضي باعدام من ينتقد الرئيس شفويا او كتابة!
انها مسالة وقت فقط.. فهذا هو مصير الاستيلاء على السلطة بالقوة.. مهما كانت الاسباب والشعارات والنوايا!

Advertisements

انقلاب البعث سمي بالثورة البيضاء لانه انقلاب قصر ولم يقتل فيه احد عند تنفيذه.. فكيف بمن يريدها ثورة تاتي على اليابس والاخضر من الفاسدين؟!


عندما تبدأ بهجاء صندوق الانتخابات كخيار بشري عظيم وتحت اية ذريعة.. فانك تتبنى “مجد” المقابر الجماعية وتحلم بان تواصل القاء الناس فيها ومهما كانت نواياك!

تلك مسيرة الانقلابات.. ولن تجد لمسيرتها تبديلا!

اعيد هنا مقاطع من منشور ذكرني به الفيس بوك بهدف السؤال: هل اصبحت لنا خبرة وحصانة من الانقلابات ومجازرها؟

Advertisements

 

..

المصدر: صحفة الاعلامي عامر بدر حسون

Advertisements

شاهد أيضاً

خامنئي في ذكرى الحرب العراقية-الإيرانية:كانت حربا عقلانية وكان صدام مجرد أداة!

وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، الأثنين، الحرب العراقية – الإيرانية في ذكراها الأربعين بأنها كانت …