كاتب يرد على دعوات التنويريين: ..تنقيح تراث أمّك!

أزاميل/ متابعة: نشر الشاعر والإعلامي شعلان شريف مقالا وجده مهما حول ظاهرة “التنويريين”..ووضع مقدمة عبر فيها عن رأيه في هذا المقال

Advertisements
Advertisements

وأدناه نص المقال مسبوقا بتعليق الشاعر شعلان شريف:

 

شعلان شريف م

Advertisements

 

أعجبتني هذه المقالة بخفة دمها وبمضمونها .. حول ظاهرة “التنويريين” الذين يعتقدون أن أفضل حل لإصلاح أحوال شعوبهم هي بشتمهم وشتم أجدادهم وتراثهم …

ينطبق مضمون هذه المقالة على الموجة “العلمانية” الغوغائية السائدة الآن التي تنافس “الإسلاميين” في درجة الغوغائية

.. لكنها تنطبق -في رأيي- أيضاً على الاسماء الكبيرة التي تفرغت في السنوات الأخيرة لشتم الإسلام والمسلمين كجزء من الجهد التنويري التثقيثي، مثل أدونيس ومحمود القمني ونوال السعداوي وآخرين.

Advertisements

تنقيح تراث أمّك!

بقلم محمد عبد الناصر/ الخميس, 02 أبريل 2015

– وأنت بتشتغل إيه يا إبني؟
= أنا مفكر تنويري يا عمي، معايا دكتوراه من جامعة فاكن شِتّ في تنقيح التراث!
– يعني إيه تنقيح التراث يا إبني؟
= يعني باطلع لك شجرة العيلة بتاعة حضرتك من لا مؤاخذة أمن الدولة، وأقول لك مين بقى من جدود حضرتك كان حرامي، ومين منهم كان سفاح وقاطع طريق، ومين من جدات حضرتك كان سلوكها بطال وخلفت مين من جدودك في الحرام، وأنا كفيل بإني أوضح لك حقيقتك يا عربجي يا سليل المجرمين يا ابن المومسات يا حقير يا اللي أهلك كلهم حوش ونوَر ولمامة وزبالة ومنحطين.. يا عمي!

تخيل أن شابا جلس في مجلس تعارف مع إحدى أسر الشعب المصري أو العربي الأصيلة المتدينة بطبعها، وبدأ تعريف نفسه بهذه الطريقة، كيف يمكن أن تتصور استجابة الناس لما سيقوله وللطريقة التي يعرض بها كلامه، حتى لو لم يخلُ من شيء من الصحة؟! احتفظ بالإجابة في سرك!

الإنسان العربي بصفة عامة إنسان مسكين، مبتلى في سياسييه، ومبتلى في مثقفيه، ومبتلى في اقتصاده، ومبتلى في بيئته، ومبتلى في رجال دينه، وفي أعز من يعرفهم.

هذا الإنسان المسكين يحتاج إلى تعهده بالرعاية والعناية كما تقوم مؤسسات رعاية الأيتام بالعناية باللقطاء وتربيتهم وتهذيبهم وتأهيلهم للعيش السوي والاندماج مع العالم.

لكن بعض أدعياء الاستنارة في هذا الزمن لديهم منهج مختلف، إنهم يأتون بالطفل اللقيط فيقولون له: “انت ياض عارف أمك كانت بتعمل إيه ياض؟ تحب أوريك شريط الفيديو اللي متسجل لها يلا؟!”، ثم عندما يقوم اللقيط من هؤلاء بفتح نافوخ المستنير منهم، إذا بهم يقولون: انظروا إلى ضحايا الإرهاب الغاشم وما يفعله أبناء المجرمين..!!

ارعوا المواطن العربي وأعيدوا تأهيله للعالم ولا تصبوا عليه لعناتكم وقسوتكم، لا أحد اختار ظروفه ولا ماضيه، لكن يمكننا اختيار مستقبلنا فقط، يمكننا أن نقرر أن تكون حياتنا القادمة صراعات ومعارك تكسير عظام، أو سلاما وأمانا.
لا أحد سيستفيد شيئا إذا أثبتت له أن أمه مثال الشرف والأخلاق كانت مومسا، هذا سيحطمه ولن يبنيه، وفر له أنت ظروفا بديلة ترعاه ليتجه إلى مسار آخر، التقدم الحضاري للشعوب تؤثر فيه عوامل كثيرة متشابكة، ليس من بينها تأليب الناس على أنفسهم بهذه الطريقة.

..

كما أن تراثنا ليس شرا كله، ليس جدارا مصمتا صلبا في وجه العقلانية، بل هو كسائر الإنتاج الإنساني تراث متنوع، انتقائية المتزمتين منه وتحميلهم تصرفاتهم عليه كمرجعية هو الذي يجعله يبدو بصورة معينة دون غيرها، وليس من الضروري حتى أن يشغلنا هذا التراث بتلك الطريقة إلى هذا الحد، إن التراث هو في النهاية تراث، أما تغيير حاضرنا وواقعنا فيحتاج إلى تغيير البيئة التي ألجأت الناس إلى انتقاء وإبراز أسوأ ما في هذا التراث ودفعتهم للتشبه به والارتكان إليه، إذا لم نسر في طريق هذا النوع من التغيير فنحن لا نريد أن نبني مجتمعا، ولكننا في الحقيقة نريد أن نتصارع، ونريد تسييل الدماء، ونعمل فقط بوعي أو بدون وعي لخدمة بعض أجهزة الخدمة الديكتاتورية المشبوهة التي دمرت الوطن وأخرته ولم تصلح حاله.

التقاط بملء الشاشة 4-4-2015 160758

Advertisements