القاعدة

صحيفة أمريكية: داعش والقاعدة لن يتحالفا وهذه هي الأسباب

ازاميل/ متابعة: يتراجع تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا خلال هذه الأيام الجارية ويعاني من خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد والمعلومات والإمكانيات المالية أيضا، وهذا يعني تضاؤل قدرة التنظيم، الذي يقع الآن تحت ضغوط شديدة، وقد يميل قادته للانضمام إلى قوات تنظيم القاعدة، كما خسر تنظيم القاعدة بعض الجماعات الفرعية لصالح داعش، وهذا يعني خسارة الحرب الدعائية لصالح ما يسمى بدولة الخلافة.

Advertisements
Advertisements

وحدد الصحيفة ثلاثة اسباب تمنع تحالف داعش مع القاعدة وهي العداء الشخصي واختلاف المناهج والتنافس العقائدي

وفي هذا السياق، قالت صحيفة “ريل كلير وورلد” الأمريكية إنه علاوة على ذلك، في أجزاء من سوريا، كما هو الحال في القلمون، تعاون بعض القادة المحليين من داعش وبشكل دوري مع جبهة النصرة، الجماعة المحلية لتنظيم القاعدة، لمحاربة الجيش السوري، موضحة أن هناك بعض الشائعات غير المؤكدة بشأن المجال التكفيري عبر الإنترنت تقول إن زعيم تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري” سيحل تنظيم القاعدة ويمنح الجماعة الإقليمية استقلالها.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه يخشى كثيرون من أنه إذا انضمت القاعدة إلى قوات داعش، فإن اندماج القدرات والموارد من شأنه أن يشكل خطرا كبيرا على بقية العالم، وبالتأكيد هذا الخوف مبرر وله بعض الأسباب، فالحركة التكفيرية الموحدة من شأنها أن تشكل تهديا كبيرا أكثر مما تشكله الحركة الحالية المنقسمة، ومع ذلك، بسبب بعض العوامل، فإنه لا يبدو أن أيا من داعش أو تنظيم القاعدة يمكن أن يقبل مثل هذا الاندماج.

العداء الشخصي

وترى “وورلد” أن هناك عدة عوامل مهمة تحافظ على الانقسام بين داعش وتنظيم القاعدة، ولعل أكثر هذه العوامل وضوحا هو الصدام بين أفراد التنظيمين، حيث يوجد قدر كبير من العداء الشخصي بين خليفة داعش “أبو بكر البغدادي” وزعيم تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري” وزعيم جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” تتجلى هذه العداوة الشخصية في دعاية داعش التي تقوم بهجمات شخصية مباشرة ضد “الظواهري” و”الجولاني”، على سبيل المثال، مجلة داعش الصادرة باللغة الإنجليزية، التي تعرف باسم دابق، صورت “الظواهري” كرجل لعوب وكاذب وفي الطبعة السابعة وصف داعش الظواهري بالمنحرف عن طريق اتهامه بأنه بتخلى عن التراث النقي الذي تركه “أسامة بن لادن” وحول تنظيم القاعدة إلى عقيدة خاطئة، من جانبه، وصف “الظواهري” مقاتلي داعش بالخوارج، والمتطرفين المتمردين، كما وجه “الجولاني” وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الكثير من الانتقادات إلى “البغدادي”.

Advertisements

اختلاف المناهج

وتشير الصحيفة إلى أن الصراع يتجاوز الهجوم الشخصي، فداعش تخالف العديد من مبادئ ومنهج القاعدة الذي دونه “الظواهري” بعنوان “إرشادات عامة للجهاد” في سبتمبر 2013، وتشعر داعش بالغضب وخاصة مع توجيهات “الظواهري” بتجنب استهداف الطوائف الإسلامية الأخرى، إذ وجه الظواهري فروع تنظيم القاعدة والأفراد المسلحين للتركيز في المقام الأول على محاربة الولايات المتحدة و”التحالف الصليبي” ومهاجمة من أسماهم بـ “الطوائف الضالة”.

يرى تنظيم القاعدة نفسه كمنظمة رائدة، تركز الهجوم على الولايات المتحدة وحلفائها في التحالف الصليبي لإضعافهم ولإيقاظ الجماهير، وتحريضهم على الثورة ضد حكامهم، وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة وداعش يشتركان في معتقداتهما الدموية، فهما يؤمنان بانخراطهما في معركة كونية مع الخير ضد الشر، ليستبدلا المجتمع الفاسد بآخر مثالي، إلا أن داعش أكثر وحشية.

Advertisements

تصارع الإيدلوجيات -المنافسة-

وذكرت الصحيفة أنه ربما يكون تجاوز الخلافات أسهل إذا كان العداء الشخصي هو العقبة الوحيدة التي تفصل بين تنظيم القاعدة وداعش، خاصة إذا قتل واحد أو أكثر من الشخصيات المتحاربة، وحتى لو لم يقاتل جبهة النصرة وداعش بعضهما البعض في سوريا، ولم يقاتل تنظيم القاعدة وفروعه داعش في أماكن أخرى، فإن الإيديولوجيات المتصارعة للجماعات تجعل المصالحة صعبة للغاية، وهذا أمر واضح لأّن كلا التنظيمين تماديا إلى هذا الحد من التصريح بالخلافات بينهما، توضيح الاندماج مع جماعة وصفت الأخرى سابقا بالمرتدين أو الخوارج هو مهمة معقدة وصعبة لقادة الجماعتين.

Advertisements

وتشير “ريل كلير” إلى أنه لا تقل الإيديولوجية أهمية بالنسبة لتنظيم القاعدة وداعش، وفي الواقع فإن أعضاء التنظيمين على استعداد للموت من أجل معتقداتهم، وعلى الرغم من زعم البعض أن القادة التكفيريين يستخدمون الدين للتلاعب بالآخرين، إلا أن أفعالهم بجانب معتقداتهم المتطرفة، تشير إلى صدقهم، ولأن كل واحد من التنظيمين يدعي أنه يمتلك فهما حصري للتفسير الصحيح للإسلام فيما يتعلق بالجهاد، فمن غير المرجح أن يحدث اندماج بينهما، وبالإضافة إلى ذلك، بعد إعلان داعش بأنها القيادة لجميع المسلمين، فمن غير المحتمل أن تصبح تابعة لتنظيم آخر.

وتختتم الصحيفة بقولها: ربما يؤثر بعض أعضاء هذه التنظيمات، أو حتى الوحدات الفرعية، في الطرف الآخر، خاصة إذا كان ضعف أحد الأطراف لا يمكن إصلاحه، ومع ذلك، بسبب خلافاتهما لا يمكن التوفيق بينهما، مما يجعل تصورالاندماج الشامل للتنظيمين في جبهة عالمية واحدة أمرا صعبا.


 

المصدر: البديل/ الثلاثاء, مايو 5, 2015 | ريهام التهامي