بالفيديو..تعرف على تاريخ صعدة وعلاقة الحوثيين بها وأسباب ودلالات قصفها

أزاميل/ تقرير وثائقي: ما هي اهمية محافظة صعدة ولماذا قرر التحالف العربي استهدافها مباشرة؟

Advertisements
Advertisements

مدينة صعدة

تتميز محافظة صعدة بتاريخ حضاري وموروث ثقافي وشعبي عريق فلها تكوين عمراني وروحاني فريد و نسيج معماري متميز فهي تمر اليوم بفترة تحول حاسمة تواكب التطور السريع الذي تشهده مدن ومحافظات اليمن الأخرى ،وما يخشاه الإنسان هو زحف الحياة المعاصرة ومدى تأثيره على معالم المدينة التاريخية إلا إذا حظيت المدينة ببرنامج صيانة وأحياء يكفل لها التخطيط الحضري السليم الذي يوفر إيقاعا ملائماً في التطور وفي الوقت نفسه لا يغفل التراث المدينة واستمرارية ..

وفي هذا الحوار الشامل الذي أجرته الصحيفة مع الأخ احمد محمد المرتضى مدير مكتب الثقافة والسياحة بصعدة الذي سلط فيه الضوء على جوانب تاريخية وثقافية وعادات وتقاليد للإنسان “الصعدواي” فإلى” نص الحوار..
*بماذا يمكن الحديث عن الوجه التاريخي للمحافظة؟
**تعتبر محافظة صعده من أجمل محافظات اليمن السعيد لما تتمتع به هذه المحافظة من مناخ متنوع وتضاريس متباينة وامتداد جغرافي كبير يبدأ من المناطق الصحراوية شرقاً مروراً بمناطق المرتفعات الشمالية والشمالية الغربية يتوسط ذلك منخفض حوض صعده إلى جانب الإرث التاريخي المتوارث من قرون متفاوتة ودويلات وحضارات متعاقبة فلمحافظة صعده مكانه هامة في خارطة اليمن عبر التاريخ حتى اليوم حيث تزخر بالعديد من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية ناهيك عن توفر المعالم السياحية الجمالية والصور الطبيعية والمناظر الخلابة الساحرة التي حاكتها بدقة متناهية عناية الصانع الحكيم .


*السياحة البيئة ماذا عنها والاهتمام بها؟
** السياحة البيئية لما تمتلكه من أهمية كنشاط عالمي وصناعة عصرية وفي ظل التوجه الجاد من الدولة والحكومة للاهتمام بالسياحة وتطوير الحركة السياحية وعلى وجه الخصوص السياحة البيئية والتي تعد ثروة وطنية مدفونة تستلزم حسن الاستغلال والاستفادة منها لتحقق عائدات مالية يكون المستفيد الرئيسي منها المحافظة على البيئة وتحسين ظروف السكان المحليين .فالسياحة البيئية في محافظة صعده تخلق لدى الزائر انطباع جيد فلها مناخ سياحي متنوع يتمازج مع المنظر الطبيعي الخلاب للمدينة لجوها الهادئ و العليل – فالإرث الفني والثقافي والتاريخي وميزت الطابع المعماري الخاص وفرادة العادات والتقاليد الجميلة والتنوع النباتي والحيواني مكونات أساسية للجذب السياحي في محافظة صعده .
* ماذا عن المدينة التاريخية القديمة ؟
** تمتلك ألمدينه أهميه كبيرة فقد ورد ذكرها فيما عثر عليه من نقوش المسند الحميرية اليمنية القديمة مما يدل على أهمية صعده في تاريخ اليمن القديم وربما يكتشف الكثير لوا جريت إعمال تنقيب في موقع المدينة القديمة التي تقع عند سفح جبل (تلمص) وحصنه المنيع وكانت صعده محطة هامه على طريق التجارة .ويعود بناء مدينة صعده بوضعها الحالي الى بداية القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي ومدينة صعده ذات طراز معماري فريد حفظت لنا نموذجاً فريداً بين فنون العمارة في اليمن وتنوع أنماط العمارة في محافظة صعده بحسب أطرافها المتباعدة وتخلف المواد المستعملة في البناء مابين الطين والأحجار والأجر .غير أن مدينة صعده تنفرد بطابع معماري متميز مادة بناءه الطين المخلوط بالتبن ويرفع البنيان على مراحل زمنية خلال كل فترة منها يبني مدماكاً سمكة حوالي ( 60سم) وكل سبعة مداميك تتكون من طابق يتلوه مدماكاً آخر حتى يكتمل البناء بالطين الذي يتلاءم مع بيئة الإنسان حيث يعكس البرودة في الصيف والدفء في الشتاء. فسور مدينة صعده الذي يعتبر أهم المعالم السياحية ليس مدينة صعده التاريخية فحسب بل يعتبر من أهم المعالم السياحية في اليمن لأنة الوحيد الذي لا يزال قائماً بين أسوار المدن العربية القديمة الأخرى وقد بني بمادة الطين والتبن بشكل دائري متعرج وذلك لصد الهجمات على المدينة ويتخلل السور أربعة أبواب أشهرها باب اليمن – وباب نجران وهو بـ(25)برجاً من أبراج المراقبة ونوب الحراسة وله ستة عشر سلما ً وقد بني في عهد الإمام شرف الدين عام (140هـ) ويبلغ طوله حوالي ( 3326متر) وارتفاعه من الخارج ( 8 ثمانية أمتار) عند أرضية السور وثلاثة أمتار عند السطح أما كل عدد من الحارات داخل سور مدينة صعده أسوار من المنازل لها أبوب بحيث تشكل الحارات مدن صغيره مسورة داخل السور الكبير .أضف إلى ذلك المساجد القديمة ذات المآذن والقباب والزخارف والنقوش ومنها ما تمثل نماذج رائعة للعمارة اليمنية الإسلامية واشتهرت البعض منها كمدارس فكرية وعلمية عبر مئات السنين منها المدرسة العلمية الملحقة بجامع ( الإمام الهادي) التي كانت وما تزال لها مكانة رفيعة بين المدارس العلمية الأخرى مثل مدارس زبيد ومن ابرز خريجي هذه المدرسة ( لسان اليمن الهمداني ونشوان ألحميري والجلال وبن إسحاق ) وغيرهم الذي أثر والمكتبة اليمنية بما أبدعوه وخلفوه ويوجد بمدينة صعده وحدها (14مسجداً ) أهمها وأكبرها جامع ( الإمام الهادي ) من أهم وأقدم المساجد باليمن الذي يرجع تاريخ بناءه الى أواخر القرن الثالث الهجري (288هـ) التاسع الميلادي .
*الأزياء ألشعبيه لها ميزة خاصة في صعدة ؟
**يلبس الرجال القميص أو الثوب والمصنف واللحفه وعلى ألرأس الغترة والعمامة والجنبية وفي مناطق مثل منبه يلبس المعوز مع ( السبيكي ) وهي أكبر من الجنبية واصغر من السيف .أما النساء فيلبسن ( ألسمسمي مشروق ، العطاف الجيلاني المسبغ الدولي) ويتحجبن”بشيلة” والفوطة ويلبسن الحلي والمجوهرات ( شبح.مرج.حروز فضية ، مرجان ، كرب ، شغطه ) وفي الريف تستخدم المرأة أدوات تجميل طبيعية مثل بعش الحشائش التي تضعها على الوجه لتقيها من حرارة الشمس وتعمل على ترطيب الجسم وكذلك تستخدم الكاذي والريحان وغير ذلك .
*الأسواق الشعبية بصعده إلى أي مدى ما زالت تحتفظ بخصوصياتها؟
**تقام في صعده أسواق شعبية أسبوعيه أهمها سوق الطلح والسبت وسوق آل عمار يوم الاثنين وسوق مدينة صعده والذي يتوسط المدينة وهو مفتوح طوال أيام الأسبوع ويكثر التسوق فيه يوح الأحد وهذه الأسواق يجد فيها الزائر العديد من معارض الصناعات الحرفية التي توجد في مدينة صعده .
*الصناعات الحرفية واليدوية.. ماذا بشأنها؟
**اشتهرت محافظة صعده تاريخياً بصناعة واستخراج الحديد الذي لا يزال خبث الحديد منثوراً في أماكن متفرقة واشتهرت بصناعة النصل الصعدي التي كان يتم تصديرها سابقاً إلى بغداد واشتهرت أيضا بدباغة وصناعة الجلود وصناعة الأدوات والأواني المنزلية المصنوعة من سعف النخيل بالإضافة إلى صناعة أجمل المصوغات الفضية التي تشتهر بهما صعدة كما تنفرد بصناعة المقالي (يسمى حرضي) ويستخدم لأعداد ألسلته الشعبية وتعتبر من الأواني الصحية الذي يتحمل أعلى درجات الحرارة ويتم استخراجها من المحاجر في مدينة رازح بالإضافة إلى أجود أنواع الأحجار من محاجر في محافظة صعده .
*ما هي المأكولات الشعبية التي تنفرد بها المحافظة ؟
** إذا أردنا الحديث في هذا الجانب فهي لا تختلف عن بقية محافظات الجمهورية في طريقة إعدادها إلا في بعضً منها ومن هذه الأصناف ألحلبه (ألسلته بنت الصحن – سبايا- سوسي- لحم الخراف المشوي ) لكن صعده تتميز بأكلة واحدة تسمى اكلة (الكواعب) وتعد من ملعقة من العجين المطبوخ وتحتسى بها بحساء اللحم وتأكل سويا ملعقة العجين والحساء .
*وطقوس الزواج .. كيف هي اليوم ؟
**هناك طقوس كانت تمارس سابقاً أثناء مراسيم الزواج لكنها اندثرت وهي عملية الختان كمظهر من مظاهر الزواج الذي لا يتم الا به والتي تعبر مدى صلابة وقوة وشجاعة الرجل بتحمله الألم والجلد اثناء أجراء عملية الختان له وسط حشد من الأقرباء والأهل بمن فيهم خطيبته.
وعملية الختان عادة كانت في الريف في فتره متأخرة ، وكانت هناك منطقة في محافظة صعده (منبه) و يتم عمل مراسيم الختان بصورة غريبة حيث يتم على الملاء وبحضور خطيبة المختون وإذا تألم العريس ( المختون) اوصرخ فإنه يحرم من خطيبته ولا يتزوج بها وكانت تصاحب هذه المراسيم رقصات وأهازيج وزوامل شعبية جميلة يتم ترديدها ويتنافس فيها أكثر من شاعر .أضف إليها بعض العادات التي تنفرد بها محافظة صعده والتي قد أندثر بعضها والبعض الأخر أخذ في الاندثار .(المغمله) هي موجودة في بعض مناطق مديريات “جماعة” وهي أن يتم عقد القران ويتم دفع جزء بسيط من المهر ويتم الدخول بها في غرفة في بيت ( أب الزوجة ) ولايتم الانتقال إلى بيت الزوج ألا بعد أن يفي بجميع المهر الذي عادة ما يستغرق جمعة عدة سنوات وبعد ذلك يتم عمل العرس ولايهم ان تكون الزوجة قد ولدت باثنين أولاد أو أكثر .
*ماذا عن المواقع السياحية والأثرية بالمحافظة؟
** قلعة السنارة وحصن حرم وحصن تلمص المساجد وأهمها جامع ( الإمام الهادي ) ومسجد النزاري وغيرها‘ وعدد من المواقع الأثرية الهامة مثل جبل ( أم ليلى ) منطقة المسلحقات – منطقة الخزائن – والتي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة بالإضافة إلى مشاهدة قرى سياحية كثيرة .هناك إمكانية لتنفيذ برامج للسياحية البيئية نظراً لوجود غابات ومناظر خلابة تؤهلها لان تكون من أهم المناطق الجاذبة للسواح اليمنيين .ومحافظة صعده تمتلك خصائص السياحة التاريخية والمناظر الطبيعية الساحرة والخلابة والقاع الممتدة المكسوة بالخضرة .

 

 

Advertisements