أزاميل/ بيروت/رويترز – قال زعيم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا في مقابلة أذيعت يوم الأربعاء إن جماعته تسعى للسيطرة على دمشق والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وفيما دعا العلويين إلى التبرأ من بشار الاسد، والعودة إلى “حضن الإسلام”، قال باحث إعلامي ان ماميز اللقاء هو ان “جهاد” الجولاني ليس جهادا مفتوحا مع الجميع بل يقتصر على سوريا وحزب الله فقط.
ونشر الكاتب والمحلل الامني هشام الهاشمي على صفحته الشخصية في الفيسبوك قراءة وتحليلا لمختلف محاور هذا اللقاء واوجزها في ثمان نقاط جديرة بالمناقشة، ونقدمها في أدناه:
١-لا جديد في اللقاء بالعموم، خطاب الجولاني الهادئ نفسه دون مفاجآت أو مراجعات ولا صورة، وانحياز أحمد منصور مخالف لعادته؛ تبنى خطاباً معتدلاً بعكس التوقعات، وجهاديّاً منفتحاً في مراحل عدّة من اللقاء، لم يهاجم الفصائل المقاتلة باستثناء تنظيم «داعش» الذي أتهمه بالتعاون مع الأسد، وسانده قتالاً ولوجستياً في القلمون بشكل واضح ضد الجبهة.
٢-في قراءة سريعة لما قاله الجولاني، أعطى إشارات واضحة بسقوط بشار الأسد، والذي هو يعتقد أنه بالنهاية سقوط حتمي لحزب الله، من هنا دعا الجولاني القوى السياسية اللبنانية للتعاون مع الجبهة على الأرض لإسقاطهما معاً، مشيراً أن ذلك أصبح مجرد وقت فقط، وأن أيّ متابع للأوضاع الجاريّة يدرك هذا الأمر، قاطعاً الشك باليقين الانتصار المؤكد للجبهة في القلمون؛ والتي ستكون بداية الدخول لدمشق، موضحاً أن قيادتهم للمعركة فيها كانت أسلوب حرب العصابات، لهذا قاتلوا بعددٍ قليل من المقاتلين.
٣-وكرر الجولاني مراتٍ في حديثه الارتباط العضويّ بين بشار الأسد، وحزب الله وأن سقوطه يعني زوال الحزب، ملوحاً بتقديم وثائق تؤكد أن الطائرات الأمريكية والسورية تتعاون حتى في السماء، منوهاً أن مفاوضات جنيف، وأمم المتحدة، وكل المؤتمرات الأمريكية ودعواتها لن تحل شيئاً من القضية، وأن كل من يخرج عن طور ورأي الإرادة الأميركية تعاقبها مباشرةً، ومع ذلك لن تشارك الجبهة بالعملية السياسية، لأن الأمريكان يساندون النظام بكل الأشكال، ولم تساند يوماً الجبهة كما يظهره الإعلام.
٤-وكشف الجولاني أن قوات خراسان التي ظهرت أخيراً بدعة وصناعة أميركية بامتياز، لذلك من الطبيعي أن تواجه الجبهة تحديّات كبيرة ثلاثية الأبعاد.. من التحالف الدولي؛ والنظام وميليشياته؛ وإيران، ومع ذلك لن نستخدم الشام في قتل الغرب الأمريكي والأوروبي.
٥-وأوضح أن الجبهة لا تلقي الدعم سوى من الأفراد والمسلمين حصرا ودون شروط، وأن باب فتح العلاقات مع أيّة دولة من أجل الدعم مغلق تماماً، وستظل الجبهة تعتمد في دعمها على الغنائم التي تأخذها من النظام، قائلاً: «ليس لنا أيّة علاقة أو دعم من أيّة دولة إسلاميّة كانت؛ أم غير إسلامية.
٦-وعن رأي الجبهة بأهل «السنة» والمسلمين في سوريا بشكل عام، قال الجولاني: «نحن لا نكّفر المسلمين إلا من ارتكب فعلا منافيا للدين الإسلامي، حربنا ليس مع النصارى، ولن نحملهم الحرب الدائرة، لذلك ما يهمنا شريعة الله عز وجل».
٧-وبعث الجولاني رسائل اطمئنان للجنود وأبناء الطائفة العلوية بالقول: «كل جندي يقاتل مع النظام، ويسلم نفسه قبل المعركة سيعود لأهله سالماً، ولن نحاسبه أو نحاكمه، ومن يتبرأ من الطائفة العلويّة؛ ومن الطاغية بشار الأسد سيكون في أمان، ولن نقتل من لم يرفع السلاح في وجهنا مهما كانت طائفته؛ وأن الطائفة العلويّة أدركت عجز النظام في الدفاع عنها، وأن المعركة لن تنتهي في القرداحة؛ وإنما في دمشق، وأن من يبقى يقاتل مع بشار من الطائفة تنتظرهم مجزرة كبرى!!.
٨-أهم ما ورد في لقاء الجولاني أنه قدم تطمينات للعلويين وهذا يؤكد أن وجهة جيش الفتح القادمة هي عقر دار النظام في الساحل! وأهم من ذاك أنه لن يستخدم الشام كنقطة لمحاربة دول العالم وحربنا ستقتصر على محاربة الأسد و”حزب الله” فقط .