ازاميل/ متابعة/ حميد الكاتب: في هذا المقطع من خطبة الشيخ سنستمع لكلام بطعم الالم والإحساس بالحيف والجور الذي تعاني منه قطاعات واسعة من الشعب العراقي، حديث منطقي-واقعي لا علاقة له بالاحكام الدينية، لا توجد فيها احكام ولا تحريض علني، بل عتب واحساس بالظلم، مقارنة بين حدثين كلاهما بشع، ولكن ردة الفعل إزاهما مختفلة بشكل شاسع،
الشيخ هنا لا يلوم “الآخر” طائفيا بل يلوم ممثلي الطائفة نفسها من محاولتهم المتواصلة والتي لا تعرف الملل لإرضاء الآخر الذي لا يرضى ولن يرضى أبدا، كما أثبتت آلاف التجارب.. ولو فعلت له الأعاجيب، وأرضيته باعز واثمن ما لديك.
المشكلة جوهريا هي في الثقافة التي تربى ونشأت عليها أجيال تلو أجيال، وعمل من خلال “ملقنيها” من رجال الدين والسلطة آنذاك وإلى الآن، على غرز مشاعر الكراهية تجاه الطوائف والقوميات الأخرى، ولأهداف وصولية سياسية، لا تلجأ للنصوص الدينية إلا لتلبية حاجاتها السلطوية.
وها نحن نشاهد عشرات اللقاءات بل المئات التي تظهر فيها شخصيات “مثقفة” ومتنورة علميا وثقافيا ومتحضرة أيضا، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع النظر بمنطقية وتجرد للحقائق، بل تندفع غريزيا وبحكم العادة في مناصرة الخطأ ونشر مبادئ لا صلة لها بحقوق الانسان ولا بعدم التمييز بين البشر التي تمكن الجنس البشري بعد ىلاف السنين من الانتصار لها ، فيما عدا طبعا منطقتنا العربية والإسلامية التي مازالت تفتخر بالتمييز بين البشر ولأسباب حتى غير جسدية بل عقائدية-فكرية.