أزاميل/ وكالات: نقلت صحيفة الوطن السعودية عن مصادر الغاء الملك سلمان المؤتمر الاقتصادي مع التشيك، ومطالبته بعدم المشاركة في جميع فعالياته نتيجة تصريحات المسؤوليين التشيك المعادية للاسلام، فيما امتنعت اغلب المواقع ووكالات الانباء العربية عن الإشارة إلى ماهية هذه التصريحات ومن الذي اطلقها.
وأشارت الوطن إلى تلقي مجلس الغرف السعودية توجيها من وزارة التجارة والصناعة بعدم إقامة المنتدى الاقتصادي، في تحرك قالت إنه يأتي إنفاذا لتوجيهات من الملك سليمان لوزارة الخارجية باتخاذ اللازم حيال تصريحات المسؤولين التشيكيين المعادية للدين الإسلامي، بحظر مشاركة أي جهة حكومية أو خاصة لحين معالجة الوضع.
وهذا هو التحرك الثالث من المملكة تجاه مسؤولين أوروبيين عقب خطوتين مماثلتين جرتا مع كل من هولندا والسويد – بحسب الصحيفة.
واشارت جملة في نص القرار المنشور وفقا لمواقع عالمية إلى انه صدر “بعد التأكد والتحقق من حقيقة هذه الإساءات”، بما يشير إلى أن القرار لم يصدر استنكارا لتصريحات محددة بل لمواقف سياسية عامة.
وبشكل غير مفهوم لم تتحدث جميع مواقع الإعلامية بالعربية عن ماهية هذه التصريحات غير إن الرئيس التشيكي طالما دعا لمواجهة “داعش” وقارنه بألمانيا النازية داعيا المجتمع الدولي إلى الاتحاد لتنفيذ عمل عسكري ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” لكي يدافع المجتمع عن نفسه من “محرقة كبرى”.
وقال زيمان، مطلع العام الجاري خلال كلمة ألقاها في منتدى لإحياء ذكرى المحرقة النازية نظمه المجلس اليهودي الأوروبي في براغ: “إذا أردنا تجنب وقوع محرقة كبرى وقتل جماعي للناس فنحن نحتاج لعمل عسكري موحد له قيادة على المستوى الدولي وتحت مظلة مجلس الأمن الدولي”. وقارن الرئيس التشيكي بين نمو الجماعات المتطرفة مثل “داعش” وألمانيا النازية، التي كان من الممكن احتواء نموها بسهولة خلال الثلاثينيات قبل أن تزداد قوتها.
ويشار إلى أن مجلس الغرف السعودية طبق العام الماضي قرار فرض مقاطعة على جميع الشركات الهولندية، بعد صدور أمر من المقام السامي، ينص على عدم تمكين الشركات الهولندية من المشاركة في تنفذ المشاريع المستقبلية في المملكة، بسبب ما صدر من رئيس حزب الحرية الهولندي من إساءة للسعودية والإسلام.
وكان أمر المنع يشمل المشاركة في تنفيذ المشاريع بشكل مباشر أو من الباطن، ودعا إلى تقليص حجم التأشيرات الصادرة ومدتها إلى أقصى حد ممكن لمصلحة الشركات والمستثمرين من هولندا، الذين لا يشاركون وقتها في مشاريع حيوية داخل السعودية.
وكان الرئيس التشيكي ميلوس زيمان اكد في حديث لصحيفة “عكاظ” نشر الأربعاء 2 حزيران أن “محاربة الإرهاب والتطرف هي واحدة من أولوياته العليا”، معتبرا أنه “أكبر تهديد للبشرية، ولذلك فإنه يشجع التعاون مع السعودية، والذي يمكن للبلدين أن يلعبا فيه دورا حيويا معا في هذه المعركة”، موضحاً “يمكننا التعاون في نواح كثيرة، بدءا من تبادل المعلومات الاستخبارية، وتدريب أفراد الأمن وتقديم المعدات ذات التقنية العالية والمشاركة في أعمال مشتركة ضد الإرهابيين”. واصاف: “السعودية هي شريكنا الاقتصادي الثاني في دول مجلس التعاون الخليجي بعد الإمارات العربية المتحدة، فهي لديها إمكانات نمو هائلة، وخاصة في قطاعات مثل البنية التحتية والصحة والتعليم والزراعة والغذاء والدفاع والصناعة”.
يذكر ان الرئيس التشيكي ميلوس زيمان قال مطلع الشهر الماضي إن “التطرف الإسلامي” يشكل خطرًا على أمن أوروبا أكثر من التدخل الروسي في شرق أوكرانيا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليف رئيسي للغرب في المعركة ضد المتطرفين الإسلاميين.
وأوضح الرئيس التشيكي في لقاء مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الاثنين، قال إن “السياسيين يختلفون في وجهات نظرهم حول ما إذا كانت روسيا أو تنظيم (داعش) الإرهابي من يمثل الخطر الأكبر، وأنا شخصيا أعتقد أن داعش هو الخطر الأكبر”، مستدلا بقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما “يمكن لروسيا أن تصبح شريكا استراتيجيا في مكافحة الإرهاب الدولي”.
وأضاف زيمان إن معدلات التأييد الشعبي لبوتين ارتفعت بشكل حاد بعد بداية فرض العقوبات، مشيرًا إلى أن “العقوبات ضد روسيا نجم عنها (نتائج عكسية) لأنها عززت الدعم الشعبي لبوتين الذي نحتاجه كشريك لنا وليس عدونا”.
وذكرت “وول ستريت جورنال” أن “تصريحات زيمان تأتي وسط أسوأ توتر بين الغرب وروسيا منذ الحرب الباردة. وعلى الرغم من أنه رئيس شرفي سلطته محدودة، يمكن للرئيس التشيكي ممارسة تأثيره السياسي على القضايا الخارجية والدفاع في هذا الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.