قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ان بلاده لن تسمح ابداً بإقامة دولة كردية في جنوب تركيا، في اشارة الى شمال سوريا, معرباً عن استيائه من تقدم مقاتلي حزب العمال الكردستاني في المعارك ضد مقاتلي داعش وسيطرتهم على مزيد من الأراضي الاستراتيجية بشمال وشمال شرق سوريا.
ونجح الكرد في ربط ثلاث مقاطعات حكم ذاتي كردية اعلنت قبل عام في شمال سوريا، ونجحوا في ادارتها وانتخاب مجالس حكم لها وتشكيل قوات لحمايتها. وأوضح أردوغان, بكلمة له خلال مأدبة إفطار رمضانية: “اقول للمجتمع الدولي، انه مهما كان الثمن، لن نسمح مطلقا باقامة دولة جديدة على حدودنا الجنوبية في شمال سوريا”. واتهم اردوغان المقاتلين الكرد الذين سيطروا على مناطق واسعة شمال سوريا بالعمل على “تغيير التركيبة الديموغرافية” في المناطق التي سيطروا عليها. وقال مسؤولون أتراك ان مقاتلي وحدات حماية الشعب الموالية لحزب العمال الكردستاني، قامت بطرد العرب من قرى وبلدات سيطروا عليها. وينفي الكرد أي تلميح بوجود “تطهير عرقي”.
واعتبر اردوغان مايجري في سوريا والعراق بأنه “سايكسبيكو جديدة”, وذلك ردا على الاتهامات التي وجهت لتركيا بمساعدة مقاتلين من داعش للدخول سرا إلى مدينة كوباني وارتكاب مجازر بحق نحو 200 مدنيا.
لمغرد التركي الشهير عوني:أردوغان قرر الهجوم على سوريا وسيقصف بالمدفعية داعش لـ”إبعاد الشبهات عنه”
وجدد أردوغان نفيه لدعم داعش ان “اتهام تركيا باقامة صلات مع اي منظمة ارهابية محض افتراء كبير”.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية هذا الأسبوع إن هجوم داعش على كوباني، هو نتيجة مباشرة لدعم تركيا للمسلحين الإسلاميين المتشددين على مدى سنوات. ونفى إردوغان بغضب هذا الاتهام واتهم وحدات حماية الشعب الكوردية بشن “حملة تشويه مضللة”.
وتنظر تركيا بارتياب كبير للتقدم العسكري الكردي بسوريا في مواجهة تنظيم داعش، خشية أن يؤدي ذلك لإنشاء دولة كردية مستقلة تمتد لاحقا الى جنوب تركيا. ويعد مصير الكرد في تركيا أحد أكثر الأسئلة إلحاحا في السياسة التركية.