وجهت الصحف المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي كثيرا من الانتقادات للممثل المصري عادل إمام على دوره كأستاذ يساري مناهض للحكومة في مسلسل “أستاذ ورئيس قسم” الذي يعرض في شهر رمضان، وذلك على خلفية مواقفه السياسية المعروفة والتي تتناقض مع الدور الذي يلعبه في المسلسل. يواجه الممثل المصري عادل إمام لانتقادات على دوره في مسلسل “أستاذ ورئيس قسم” لكون دوره كأستاذ يساري معارض للنظام “غير مقنع” للجمهور الذي انطبعت في ذهنه مواقفه الرافضة لثورة 25 يناير.
وتوزعت هذه الانتقادات بين مقالات ظهرت في الصحافة المحلية اعتبرت أنه يصعب على الممثل إقناع الجمهور بشخصية مضادة تماما لما هو معروف عن شخصيته، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشرت صحيفة الوفد على موقعها الإلكتروني “يحتاج الأمر إلى قدر من الجهد في التقمص، خاصة أنه مع انتشار الميديا صارت حياة الفنان الشخصية في متناول الجميع”.
https://www.youtube.com/watch?v=ZAiRz26ePAs
وقال الناقد طارق الشناوي “عادل إمام غير قادر على إقناع الجمهور بدور الأستاذ اليساري الذي ساهم في قيادة ثورة 25 يناير لأنهم يعرفون موقفه الحقيقي المعارض لهذه الثورة ويعرفون تأييده لنظام الرئيس (السابق) حسني مبارك”.
وكان عادل إمام اتخذ مواقف حادة معارضة لثورة 25 يناير ومؤيدة لنظام مبارك، وهاجم في مقابلات تلفزيونية المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس السابق في بدايات الاحتجاجات التي اندلعت في أوائل العام 2011 وأسفرت عن سقوط النظام.
وقال عضو مجلس إدارة مهرجان الإسكندرية لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط أسامة عبد الفتاح “ليس من حق إمام أن يقوم بمثل هذا الدور خصوصا وأنه أحد المدافعين عن نظام مبارك وتوريث الحكم لابنه جمال”.
ويؤدي عادل إمام في مسلسل “أستاذ ورئيس قسم” دور الأستاذ اليساري فوزي جمعة. وتتضمن الحلقات العشر المعروضة حتى الآن مواجهات للأستاذ اليساري مع الأجهزة الأمنية، وصولا إلى مواجهات مع رئيس الوزراء. والمسلسل من إخراج وائل حسان وتأليف يوسف معاطي وتبدأ أحداثه أواخر عام 2010.
وتضاف هذه الانتقادات على تلك التي تلقاها عادل إمام في السنوات السابقة، والتي تركزت فنيا على تفرده بدور البطولة واعتماده على حضوره الشخصي ونجوميته على حساب الإتقان في الحبكة والسيناريو والإخراج.
أما سياسيا، فبعدما كان الإسلاميون هم العدو اللدود لعادل إمام، ولاسيما بسبب أفلام مثل “طيور الظلام” انتقد فيها التيار الإسلامي، انضم اليسار إلى قائمة خصومه، وذلك بعد أن بات اليسار في مرمى سخرية أفلامه منذ مطلع العقد الماضي، ولا سيما فيلم “السفارة في العمارة”.
وفي هذا السياق، اعتبر الروائي عزت القمحاوي أن بعض المشاهد في المسلسل حولت شخصية الأستاذ الجامعي اليساري إلى “شخصية كاريكاتورية”.
وتحول عادل إمام في السنوات الماضية إلى المسلسلات بعد ربع قرن من الابتعاد عنها، وذلك على خلفية تراجع الإنتاج السينمائي في مصر منذ ثورة 25 يناير وما تلاها من اضطرابات. وكان أول مسلسلاته الجديدة “فرقة ناجي عطا الله”، تلاها ثلاثة مسلسلات بينها المسلسل الأخير الذي ينتقد فيه مختلف التيارات السياسية.
فرانس 24 / أ ف ب