ازاميل/ بغداد: أصدر محافظ بغداد علي التميمي، الخميس، بيانا اوضح فيه ملابسات العبارة التي أطلقها حول الطيار الذي قصف خطا منزلا في العاصمة بغداد، مؤكدا أن سبب قوله جملة “سيد من جماعتنه” أثناء زيارته لموقع سقوط قنبلة من إحدى الطائرات في منطقة النعيرية شرقي بغداد، وفيما أكد أنه سمع ثلاث روايات بشأن الحادثة، اشار الى ان بعض اراد تصوير الحادث بأنه ذو مسحة طائفية مقصودة.
وقال التميمي في البيان إن “وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت جملة (سيد من جماعتنه) التي نطقت بها انا شخصيا اثناء تواجدي في منطقة النعيرية في بغداد الجديدة بعد قصف ثلاثة منازل، وفي الوقت الذي لا انكر نقلي لتلك العبارة اود تبيان بعض الامور لكل المتصيدين بالمياه الآسنة وليست العكرة لانهم لها عاشقون”.
شاهد أبرز ردود أفعال العراقيين على تعليق #محافظ_بغداد على قصف #النعيرية..ومقارنتها بالاعظمية
بالفيديو..حادثة قصف طائـرة سوخوي لمنطقة سكنية في النعيرية ببغداد الجديدة
وأوضح التميمي “عندما وصلت مكان الحادث الاليم وكنت اول الواصلين واخرهم، سمعت ثلاث روايات الاولى ان البيت انفجرت به عبوة والثانية ان الطيار ايراني الجنسية والرواية الثالثة ان الطيار سعودي”، متسائلا “لا اعلم كيف يتم تحليل هذا الحادث الذي يحدث لأول مرة في منطقة بغداد الجديدة”.
وتابع أن “أحد الضباط جائني بعد ساعة تقريباً وقال لي ان قائد القوة الجوية يريد الحديث معك بالهاتف، فقال لي ان الحادث نحن نتحمله فقلت له هل الطيار اجنبي أم عراقي؟ فقال لي انه (سيد من جماعتنه) يعني عراقي الهوية من (جماعتنه)”، مشيرا الى ان “الجميع يعلم ان قائد القوة الجوية كردي القومية لكنه تكلم بنفس وطني وَقّال من (جماعتنه) وانا ذكرت مقولته نصاً فقالوا لي سيد من جماعتنه بمعنى انه عراقي وليس سعودي او ايراني”.
وأكد أن “الانتماء للطائفة ليس مثلبة او سُبة او منقصة فالواقع الاجتماعي العراقي متنوع دينيا وطائفيا واجتماعيا وهي تركيبة تنسحب على بنائه الاجتماعي او المناطقي وحتى السياسي”، لافتا الى “انني اثناء تواجدي في ساحة الحادث الذي ذهب ضحيته عائلة بريئة نتيجة لخطأ قائد طائرة السيخوي رايت الاجواء مشحونة جدا وكل شخص يفسر ويحلل بما يتماشى مع امزجة المفجوعين”.
واوضح أن “البعض حاول تغذية الشحن الطائفي وتصوير الحادث بأنه ذو مسحة طائفية مقصودة، لان الحادث يحصل لاول مرة بهذه الطريقة والوضع العام للبلد غير مستقر”.
وذكر التميمي أن “دور الانسان الواعي هو قول الحق وتوضيح بعض الجزئيات المهمة التي ان بقيت مبهمة ربما يستغلها البعض من تجار الطائفية، ولكوني كنت متأكداً من هوية قائد الطائرة عراقي وكانت جموع المواطنين المفجوعين تظن ان قائد الطائرة ينتمي لاحد دول الجوار او متواطئا في لحظة انفعال واكيد لديهم اسبابهم في ما يظنون، لذلك اوضحت لهم هويته وقلت لهم ما قاله قائد القوة الجوية (سيد من جماعتنه) يعني عراقي وهي الحقيقة حتى لا يتم التصعيد الطائفي ويتهم الجيران و شركاء الوطن بفعل هم ليسو طرفا فيه”.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت سابق، مقطع فيديو يظهر محافظ بغداد علي التميمي وهو يتحدث مع الاهالي في منطقة النعيرية شرقي بغداد ويقول لهم إن “الطيار سيد من جماعتنه”.
ويرى مراقبون أن العبارة واضحةومفهومة من قبل أغلب العراقيين، وبغض النظر عن قوة الحجة التي اوردها المحافظ لتبرير ما قاله، فأن التقسيم الطائفي في الوظائف والتعيينات باتت أشبه بالقوانين و”المستحقات” التي لا يجوز تجاوزها، وهي تقسيمات لم تتولد من تلقاء نفسها بل بفعل السياسيين أنفسهم سواء كانوا كردا او سنة او شيعة، ويكفي المنصب الذي حصل عليه المحافظ نفسه دليلا على ذلك.