أزاميل/ متابعة:
سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني ، حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . سماحتكم ، وارث مدرسة النجف الأشرف العريقة ، وزعيم حوزتها الدينية . والمرجع الديني الأعلى لعموم الشيعة في العالم . مدرسة النجف الأشرف ، التي كانت ومازالت وستبقى بإذن الله ، نبراس هدى وفضيلة ومثابة للناس ايام المحن .. انت وارث أولئك الهداة الميامين الذين بذلوا دمائهم في الشعيبة ١٩١٤ وثورة العشرين الخالدة .. مدرسة النجف الأشرف .. هي التي دافعت عن الدولة العثمانية ” السنية” ايام الحرب الاولى ، وهي التي أسست دولة العراق الحديثة وسماحتكم ، تعلم ان الفقيه المجاهد الشيخ محمد رضا الشبيبي هو الذي سافر الى الحجاز لدعوة الشريف فيصل بن الحسين ، لتتوجه النجف” ملكا. ولا اريد سرد التاريخ المشرق والمشرف للنجف الأشرف فسماحتكم ، تعرف تفصيليا ، مناقب الشرف والعزة والكرامة والوطنية في تاريخنا المجيد .. وسماحتكم ، تعرفون جيدا .. الجهود والدماء التي بذلها علماؤنا طوال تاريخهم دفاعا عن الناس والوطن والدين .. سماحتكم ، تعرف .. ان تاريخ علمائنا وأسلافنا مشرق .. ولم يورثونا ما نخجل منه . ولكننا اليوم .. وللاسف .. في حيرة شديدة .. هل احزاب الشيعة الحاكمة في العراق اليوم ، هم ورثة أولئك النبلاء
سماحة المرجع .. انت تعرف ، ان احزاب السلطة الشيعية الحاكمة اليوم في العراق . كلهم من غير ” مقلديكم” ولكن احزاب السلطة الشيعية الحاكمة في العراق الان،لم يستطيعوا الوصول للحكم لولا ” دعمكم” لهم منذ سقوط النظام السابق ، الى اليوم .
سماحة المرجع .. ان الفساد في العراق ليس منحصرا ب ” الأحزاب الشيعية” ، وإنما يشمل كذلك الأحزاب الكردية والسنية ..ولكني ، اركز على احزاب السلطة من الشيعة فقط ، لإنهم قد تلفعوا ب عبائتكم .. وأكلوا الأخضر واليابس ب اسمكم الساسيون المفسدون الشيعة ، للأسف محسوبون عليكم . ومع علمي بطهارة ساحتكم من فسادهم ، ولكنهم مهما كان فهم من المحسوبين عليكم . ولقد نبّهتُ ايام الانتخابات الاولى الى ضرورة ابتعاد الأحزاب الشيعية عن التلفع برداء ” المرجعية” لئلا يصيب المرجعية شيئ من غبار السياسيين وها هو المحذور قد وقع ..فإن التاريخ سيذكر .. ان أحزابا شيعية ، حكمت العراق ب” دعم” من المرجعية ولكن تلك لاحزاب لم تُخلف خيرا في تاريخها
سماحة المرجع .. تعلمون ان الفساد في العراق الذي تمارسه احزاب السطة من الشيعة .. تجذّر بعيدا في الدولة والمجتمع والاخطر في ظاهرة فساد احزاب السلطة من الشيعة ، انهم يصولون ويجولون في العراق بسيف ” المرجعية الرشيدة” .. وسماحتكم ترون غليان الشعب العراقي عموما والشيعة خصوصا ، ضد الفساد والفشل الذي تعاني منه احزاب السلطة من الشيعة ..
سماحة المرجع إنك لم تؤسس حزبا ولا يد لك في تأسيس اي حزب سياسي شيعي او غيره . ولكنك تبنيتَ احزاب السلطة الشيعية ولذلك فأنت المسؤول عنهم سماحة المرجع إن ايران ، كما تعلمون .. هي التي أسست او شاركت في تأسيس او تمويل وتوجيه تلك الأحزاب ، ولا يد لجنابكم في ذلك .
سماحة المرجع أنتم تعلمون .. ان تلك الأحزاب ، لهم إمامان ؛ إمام ظاهر .. هو جنابكم وإمام باطن .. هو الزعيم الإيراني خامنئي سماحة المرجع أني اشهد للتاريخ انك لا يد لك في تأسيس احزاب السلطة الشيعية ولكن التاريخ سيكتب عنك ،ان تلك الأحزاب قد وصلت للسلطة بدعمكم سماحة المرجع حفاظا على اسمكم الكريم وعلى تاريخ المرجعية الرشيدة .. يجب ان تضعوا ” حدا” فاصلا بينكم وبين احزاب السلطة الشيعية .. سماحة المرجع أنتم تعلمون .. ان الزعيم الإيراني خامنئي ، ليس مرجعا دينيا فحسب وإنما زعيم دولة جارة هي “ايران” .. وأنتم تعلمون .. ان العراق سيبقى عراق .
وان ايران ستبقى ايران..وان العلاقات التاريخية بين الشعبين لن تُلغى وجود الدولتين .ان احزاب السلطة الشيعية ، لم تميّز بين تأسيس علاقات حسنة مع ايران ، وبين الذوبان في أوامر وتوجيهات السلطة الإيرانية .. سماحة المرجع وأنتم تعلمون..ان “معظم” احزاب السلطة الشيعية، سعتُ ما زالت تسعى لترسيخ نفوذ الدولة الإيرانية وهيمنتها في العراق ..
وأن “معظم” تلك الأحزاب، وبحجج مختلفة وممارسات عديدة سعت وما زالت تسعى لفرض سيطرة الدولة الإيرانية على جميع مقدرات العراق .
إن الوضع في العراق، معقد للغاية . وإن دوركم ك” كمرجع اعلى” في هذه البرهة من تاريخ العراق ، دور مفصلي وتاريخي شديد الأهمية.
شخصنة الفساد فساد آخر
سماحة المرجع ان توجيهاتكم لرئيس الوزراء حيدر العبادي..حسب ما ورد في خطبة جمعة كربلاء .. ” الضرب بيد من حديد” ضد الفساد والفاسدين ..توجيهات سماحتكم ب” الضرب بيد من حديد” لا أراها كافية لاقتلاع جذور الفساد.
..ولا ارى رئيس الوزراء العبادي مؤهلا او قادرًا على تنفيذها لا ننسى ان رئيس الوزراء حيدر العبادي ، هو احد أعضاء كتلة دولة القانون” وهي احد مكونات احزاب السلطة الشيعية .. سماحة المرجع إن ” شخصنة” الفساد ، هو بحد ذاته ، فساد آخر .
إن الفساد في العراق ” بنية عميقة الجذور” وليس اشخاصا فاسدين فقط .
سماحة المرجع إن “شخصنة” الفساد ، وتهييج الناس ضد أشخاص معينين وإسقاط كرامتهم وحرق مستقبلهم دون ادلة واضحة قانونية هو فساد آخر .. سماحة المرجع .. اننا نتطلع الى دور حاسم لكم لمكافحة أصول الفساد واجتثاثه من جذوره وليس لملمة مشكلة الفساد ، ببضعة أشخاص فاسدين او بريئين إن اهم أصل في الفساد اليوم .. هو استعمال ” العناوين ” المقدسة عند الناس ، سياسيا .
استخدام الدين والمذهب والتشيع سياسيا هو أسّ الفساد .
مَن يسرق ” اسم” الله والإسلام والتشيع .. يهون عليه سرقة أموال الدولة العراقية بل وكل دول العالم . سماحة المرجع وبما أنكم ” الأمين” على التشيع كمذهب .. عليك ان تنتزع اسم المذهب من ” احزاب السلطة الشيعية ” ، حفظا للمذهب والمرجعية سماحة المرجع إن خلع عباءة التشيع عن احزاب السلطة السياسية الشيعية ، هو خطوة ضرورية لتصحيح الأوضاع ، وجرعة حقيقية لمكافحة الفساد . سماحة المرجع .. اننا ننتظر منكم بيانا وضحا قاطعا لا لَبْس فيه ولا تأويل ؛
أن احزاب السلطة الشيعية في العراق ، لا تُمثل التشيع . بيان واضح من سماحتكم ؛ ان احزاب السلطة الشيعية لا تمثل التشيع ولا المرجعية وإنما تمثل نفسها فقط .. تلك ستكون وقفة تاريخية لكم مع شعبكم وأننا نتطلع لبيان قاطع منكم ” يُحرّم” استعمال المساجد والحسينيات لترويج ” احزاب” سياسية شيعية .
ونتطلع كذلك الى منعكم استخدام ” الرموز” الدينية وصور العلماء والمراجع كواجهات ل” الاحزاب” السياسية الشيعية . كذلك نتطلع الى بيان منكم ، يمنع رفع “الرموز والصور الشعارات” الإيرانية في العراق.. سماحة المرجع حفاظا على مكانتكم في التاريخ..ان تضعوا حدا فاصلا بين مرجعيتكم وبين ” الدولة الإيرانية” وولاية فقيهها وفقيهها .
سلام عليكم حفظ الله العراق والعراقيين .. وأحاط سماحتكم بعنايته ورعايته. #ايادجمالالدين
ملاحظة : المقال لا يعبر عن وجهة نظر “ازاميل”