مجموعة “بن لادن” كانت مستهدفة من “بن سلمان” قبل “حادثة الرافعة”
بأعجوبة شديدة نجت مجموعة “شركات بن لادن، فضلا عن ارتباطات السعوديين الـ15 المشتركين فيها” من تبعات حادث 11 سبتمبر، والحرب التي شنتها الولايات المتحدة على دول ومؤسسات وهيئات وجمعيات ورموز سياسية ودعوية وخيرية، وبنوك ومصارف، بعد أن ظهر للحكومة السعودية وواشنطن وحلفاءها انقطاع صلة “مجموعة بن لادن”، بزعيم تنظيم القاعدة “اسامة بن لادن”، وأنه خرج تماما من اي مساهمات في المجموعة، وليس له صلة بأي من أخوته واشقاءه، وأن وضعه المالي صفي تماما وحصل على ميراثه،
ولكن جاء حادث سقوط رافعة الحرم المكي، والذي ذهب ضحيته 107 شخصا واصيب 238 أخرين، ونتائج التحقيقات في الحادث، التي حملت “مجموعة شركات بن لادن” المسؤولية، والعقوبات الصارمة التي فرضت على المجموعة, لتثير تساؤلات حول مستقبل المجموعة، فهل تعصف تداعيات حادث الرافعة بأمبراطورية بن لادن؟
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، – طبقا للبيان الرسمي الذي بثته وكالة الانباء الرسمية – أمر بعقوبات صارمة على المجموعة، ومنعها من الدخول في “مشاريع جديدة”، و”منع سفر أعضاء المجموعة لحين انتهاء التحقيقات”، مما يثير تساؤلات حول مستقبل شركات بن لادن، وقال البيان الرسمي الصادر من الديوان الملكي أن الملك سلمان اطلع على تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادث سقوط رافعة الحرم، والذي انتهت فيه إلى انتفاء الشبهة الجنائية، و”أن السبب الرئيس للحادث هو تعرض الرافعة لرياح قوية بينما هي في وضعية خاطئة، وأن وضعية الرافعة تعتبر مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع، والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسية عند عدم الاستخدام، أو عند هبوب الرياح، ومن الخطأ ابقاؤها مرفوعة”،
وقال البيان “أوصت اللجنة بتحميل المقاول ( مجموعة بن لادن السعودية ) جزءاً من المسؤولية عما حدث لما أشير إليه من أسباب، وإعادة النظر في عقد ( الاستشاري شركة كانزاس ) ومراجعة أوضاع جميع الروافع الموجودة بالمشروع والتأكيد على توفير جميع متطلبات واحتياطات الأمان والسلامة فيها”.
وطبقا لبيان الديوان الملكي “أصدر المقام الكريم أمره بإحالة نتائج التحقيق وكافة ما يتعلق بهذا الموضوع إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام لاستكمال إجراءات التحقيق مع ( مجموعة بن لادن السعودية )، وإعداد لائحة الاتهام وتقديمها للقضاء للنظر في القضية ، وإلزام مجموعة بن لادن السعودية بما يتقرر شرعاً بهذا الخصوص “.
واضاف البيان “نظراً لما أشير إليه حول مسؤولية المقاول ( مجموعة بن لادن السعودية ) وتقصيره فقد أصدر أمره الكريم كذلك بمنع سفر جميع أعضاء مجلس إدارة مجموعة بن لادن السعودية، والمهندس / بكر بن محمد بن لادن وكبار المسؤولين التنفيذيين في المجموعة، وغيرهم ممن لهم صلة بالمشروع وذلك حتى الانتهاء من التحقيقات وصدور الأحكام القضائية بهذا الشأن، وإيقاف تصنيف ( مجموعة بن لادن السعودية )، ومنعها من الدخول في أي منافسات أو مشاريع جديدة، ولا يرفع الإيقاف إلا بعد استكمال التحقيقات وصدور الأحكام القضائية في هذه الحادثة، ويعاد النظر في التصنيف في ضوء ذلك ، وبما لا يؤثر على المشاريع الحكومية التي تقوم المجموعة حالياً بتنفيذها، وتكليف وزارة المالية والجهات المعنية بشكل عاجل بمراجعة جميع المشاريع الحكومية الحالية التي تنفذها مجموعة بن لادن السعودية وغيرها، للتأكد من اتباع أنظمة السلامة والحرص على ذلك ، واتخاذ ما يلزم وفقاً للأنظمة والتعليمات .”
وقد تم البدء بهذا المشروع العملاق في عام ١٩٥٥ م، واستمر في تنفيذه خلال عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، الذي خلف الملك سعود وانتهى في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز مستغرقاً عشرون عاماً من الجهد والإتقان.
وفي عام ١٩٦٤ م تم تكليف المعلم محمد بن لادن بالعمل في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وذلك لإعادة تغطية قبة الصخرة في القدس الشريف، وفي العام ١٩٨٩ م تم تأسيس مجموعة بن لادن السعودية، وقد توسعت أعمال الشركة لتشمل الطرق والمنشآت المتنوعة والمشاريع الحيوية والتي تشرفت مجموعة بن لادن السعودية بتنفيذها على اكمل وجه، كما تضم المجموعة العديد من الفروع في جميع أنحاء العالم مما عزز مكانتها كشركة رائدة للإنشاءات في الشرق الأوسط وكما تنامت البنية التحتية للمملكة العربية السعودية في وثبات قوية سريعة تنامت أيضاً مشاريع بن لادن في نفس الخطى لتلعب دوراً رائداً ومكملا لهذه النهضة العملاقة، حيث عهد إليها ببناء شبكة المواصلات والطرق السريعة عبر كل مدن ومناطق المملكة العربية السعودية.
ويقول المهندس بكر بن محمد بن لادن رئيس المجموعة أن تاريخ بن لادن يبدأ في عام 1931. في عهد جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، فقد اسس والدي المعلم محمد بن لادن شركته للمقاولات. والتي واكبت التطور الكبير للملكة العربية السعودية في مجالات البنية التحتيه والمشاريع العملاقة والتي كان اهمها التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين، والتي امتدت منذ عهد الملك عبدالعزيز ال سعود الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
ويضيف قائلا : في العام 1989م تم تأسيس مجموعة بن لادن السعودية تحت قيادة أخيسالم محمد بن لادن –رحمه الله- وقد توسعت أعمال الشركة لتشمل الطرق والمنشآت المتنوعة والمشاريع الحيوية والتي تشرفت مجموعة بن لادن السعودية بتنفيذها على اكمل وجه، كما تضم المجموعة العديد من الفروع في جميع أنحاء العالم مما عزز مكانتها كشركة رائدة للإنشاءات في الشرق الأوسط .
نبوءة مجتهد
وكان المغرد السعودي الشهير “مجتهد” قد كشف قبل أسابيع النقاب عن استحواذ “محمد بن سلمان” نجل الملك السعودي، والرجل الثالث في قمة هرم السلطة “ولي ولي العهد” على مشاريع توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وقال مجتهد في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.. “بعد استحواذه على أرامكو وصفقات السلاح قرر بن سلمان الاستحواذ على مشاريع توسعة الحرمين حتى يستكمل السيطرة على أكبر وسائل السرقة للمال العام، وتمكن بن سلمان بـ”فرمان” ملكي من زحزحة شركة بن لادن وإحالة كل المشاريع لشركة نسما التابعة له بل وإحالة ملكيات معدات بن لادن لشركة نسما”.
وأضاف مجتهد “لم يكتف بذلك بل قام بتكليف فريق خاص بتتبع الصفقات الأخرى في التوسعة والصيانة في الحرمين المكي والمدني لضمان حصوله شخصيا على عمولة من كل صفقة، وتابع قائلا: ولا يعرف مصير شركة بن لادن وهل ستطرد تماما أو يسمح لها بالعمل بالباطن تحت مظلة شركة نسما ولم تصل مجتهد معلومات عن ردة فعل بكر بن لادن شخصيا.
وتابع قد أمر “بن سلمان” بتتبع العقارات ذات التوثيق الضعيف في مكة المكرمة والمدينة المنورة وتسجيلها باسمه ثم استكمال إجراءات التعويض، وطبقا لذلك فسوف يفقد مئات الملّاك من الأشراف وغيرهم أملاكهم التي لم توثق بصكوك حديثة وسوف يجني منها “بن سلمان” عشرات وربما مئات المليارات، وتبعا لاستحواذ “بن سلمان” على مشاريع بن لادن فقد قرر بكر بن لادن الاستقالة من رئاسة المجموعة بعد أن صدم نفسيا وأحس بعجز كامل بعد هذه التطورات.
ومجموعة بن لادن، هي مجموعة شركات سعودية تعتبر من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي، وفي العالم اجمعه بإيرادات تقدر ب5 مليارات دولار، في العام ١٩٥٠ م منح الملك عبدالعزيز “المعلم محمد بن لادن” شرف توسعة المسجد النبوي في المدينة المنورة، وقد امتد العمل بهذه التوسعة إلى عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، وانتهى بنجاح تام، ونتيجة لهذا النجاح تم تكليف المعلم محمد بن لادن بتوسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة لتكون أول توسعة يشهدها التاريخ منذ ألف عام.
ولم يعرف بعد هل الرافعة العملاقة تابعة لشركة “نسما” التي يملكها نجل العاهل السعودي “محمد بن سلمان” ولي ولي العهد ووزير الدفاع، استولت على أعمال مشروعات التوسعة التي تتم في الحرمين الشريفين، أم تملكها شركة بن لادن التي عهد اليها أعمال التوسعة، وستكشف التحقيقات من يملك الرافعة العملاقة من الشركتين, وكان المغرد السعودي الشهير “مجتهد” ذكر قبل شهر أن معدات شركة بن لادن صارت تابعة لـ”شركة نسما” المملوكة لمحمد بن سلمان وقد استحوذت شركة نسما على كل مشاريع التوسعة في الحرمين الشريفين.
المصدر: وطن الدبور