أزاميل/ لندن/ وكالات:
توقعت صحيفة عطوان “الرأي اليوم” أن تؤدي قضية “المفقودين” الايرانيين وأعدادهم بالمئات الى “مواجهة” عسكرية سعودية إيرانية..وقالت تحت عنوان حرب سعودية ايرانية على جثامين ضحايا كارثة الحج في منى..ان إيران صعدت الهجوم..وفيما عززت الرياض دفاعاتها..ومن بينها عدم تقديم الاعتذار الذي طلبه خامنئي، ورفضها فكرة ادارة اسلامية للاماكن المقدسة والتي تعد خطا احمر سعودي.
ومن ابرز “المفقودين” السفير الإيراني السابق في لبنان “غضنفر ركن أبادي”؛ وهو أحد الأعضاء البارزين في بعثة مكتب المرشد علي الخامنئي إلى الحج، وهو الذي قرأ بيان الإمام في الحجيج. – “حميد ميرزاده”: مراسل إذاعة طهران ومدير الإنتاج والبرامج فيها، – “حميد حسيني” مراسل قناة الإخبارية الإيرانية – “أحمد فهيما” من وزارة الخارجية الإيرانية – ثلاثة من بعثة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم
- وأدناه اسماء أعضاء بعثة مكتب الإمام الخامنئي وهم:- “علي أصغر فولادغر”: مسؤول قسم الدراسات الإستراتيجية في الحرس الثوري
- حسن دانشف، – فؤاد مشغلي، – عمار مير انصاري، السيد حسن حسيني، حسيني كارغر، حسين بنسي
ووفقا للمعارضة السورية لنظام الأسد فأن “عطوان” يسعى من خلال أطروحاته المتكررة إلى إظهار أن جميع من يقاتل نظام الأسد في سوريا هم موالون فكريًّا، أو تابعون بشكل أساسي إلى “تنظيم القاعدة”، في مساعٍ واضحة لتسويق أطروحة النظام، وحلفائه الإيرانيين والروس وإظهارهم أنهم يحاربون ” الإرهاب ” بحسب ادعاءاتهم.
ويرى المناصرون للسعودية أن “عبد الباري” يخصص جزءًا كبيرًا من مقالاته للدفاع عن المواقف الإيرانية،وتدخلاتها في الدول العربية، وخاصة سوريا ، ولا تخلو مقالاته من التشهير بحلفاء الثورة السورية ، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وتركيا، وخاصة في قضية موت الحجاج بسبب التدافع في منى ، حيث شكلت مقالاته جزءًا من الحملة الإيرانية المعادية للسعودية.
ايران اخذت موقع الهجوم، حيث طالب المرشد الاعلى علي خامنئي المملكة العربية السعودية بتقديم اعتذار رسمي للامة الاسلامية والاسر المفجوعة، وتحمل المسؤولية كاملة عن هذه المأساة، فضلا عن حسن روحاني، رئيس الدولة الايرانية، الذي استغل خطابه يوم السبت امام الجمعية العامة للامم المتحدة للمطالبة باجراء تحقيق شفاف.
بدورها دافعت السلطات السعودية طوال الايام الاربعة الماضية عن نفسها وبدأت بـ”فتوى” الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي البلاد، عندما قال “ان التدافع كان امرا لا يمكن للبشرالسيطرة عليه”، واضاف مخاطبا الامير محمد بن نايف ولي العهد ورئيس اللجنة العليا للحج “انتم غير مسؤولين عما حصل لانكم بذلتم الاسباب النافعة المتاحة لكم”.
ولكن السيد عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي حمل الحجاج بطريقة غير مباشرة المسؤولية عما لحق بهم، عندما شدد على اهمية التزام الحجاج الانضمة والتعليمات التي تتخذها الاجهزة الامنية المعنية لخدمتهم والسهر على راحتهم”.
المشكلة الاخطر ليست في الحجاج الايرانيين المتوفين بل في “المفقودين”، وهناك تقارير مؤكدة تفيد بأن من بينهم شخصيات دبلوماسية وسياسية كبيرة، وقيادات في الحرس الثوري، والاجهزة الامنية الايرانية.
المسؤولون الايرانيون يقولون نحن نفهم ان يكون هناك قتلى وجرحى، ولكن لا يمكن ان نفهم ان يكون هناك مفقودين، ويلمحون الى “مؤامرة”، ولا يستبعدون ان يكونوا اما قد توفوا، ولا تريد السلطات السعودية الاعلان عن ذلك حتى لا يتضخم عدد القتلى، او انهم معتقلون لدى هذه السلطات، وهذا خروج عن الاعراف وحرمة الاماكن المقدسة وسلامة وامن حجاجها.
ايران شكلت وفدا برئاسة الوزير علي جنتي للذهاب الى السعودية لمتابعة قضية هؤلاء، ولكن السلطات السعودية لم تمنحهم تأشيرات دخول بحجة ان السفارة مغلقة بمناسبة عيد الاضحى المبارك، الامر الذي اثار غضب الايرانيين، ولو رغبت لفتحتها، ولكنها ارادت توجيه رسالة “غاضبة” للسلطات الايرانية، ونجحت في ذلك ولو الى حين.
الازمة بين ايران والسعودية تتفاقم حاليا، ومرشحة للتفاقم اكثر في الايام المقبلة اذا لم يتم تطويقها، فالجناح المتشدد في ايران يطالب باتخاذ “اجراءات” بينما عقد البرلمان الايراني جلسة مغلقة، قالت مصادر ايرانية انها كانت صاخبة، واحتوت على تهديدات بضرورة الرد “الحازم”.
السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي اتهم الايرانيين بمحاولة تسييس مأساة الحجاج في رده على الرئيس روحاني، ولكنه نسي ان بلاده ايضا تقوم بالشيء نفسه، ومن استمع الى خطبة الشيخ صالح آل طالب امام الحرم يوم العيد التي هاجم فيها ايران والحوثيين والشامتين بكارثة منى، يدرك ما نقول.
المطالبات تزايدت بالتحقيق بالكارثة لمعرفة اسبابها اولا، والبحث عن “حل اسلامي” يضع حدا لهذه الكوارث المتكررة في المشاعر المقدسة في مكة دفعة واحدة، واللافت ان مثل هذه المطالبات لم تقتصر على ايران “الشيعية”، بل امتدت الى دول سنية وحليفة للسعودية.
وكان لافتا ان اقوى هذه المطالبات والانتقادات جاءت من قبل السيد محمد علي شاهين نائب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ورئيس مجلس النواب السابق عندما قال “ان بلاده (تركيا) يمكن ان تنظم الحج بشكل افضل من السعودية”، وتساءل “هل يمكن ان نتحدث عن القضاء والقدر فيما يحدث؟ واجاب قائلا “هناك اهمال في مجال السلامة، وهذه الوفيات نجمت عن الاهمال”، وكان اكثر جرأة من رئيسه رجب طيب اردوغان “عندما قال “ان الاماكن المقدسة تعود لكل المسلمين” داعيا الى “اجتماع للدول الاسلامية لايجاد حل لمشاكل السلامة”، وربما لهذه السبب جاءت تصريحات الرئيس اردوغان الاعتذارية للمملكة، والمدافعة عن موقفها، ولا نستبعد احتجاجا سعوديا ادى الى ذلك.
https://www.youtube.com/watch?t=95&v=DEfN2gei1Ws
ومن الجانب العراقي نشرت مواقع التواصل قضية مدير مكافحة الاجرام في بغداد الذي اختفى قبل حادثة تدافع منى لتظهر جثته بعدها بينهم، حسب الرواية الموجودة ادناه.وكانت مديرية مكافحة اجرام بغداد، اليوم الاحد، وفاة مديرها العميد الحقوقي اسماعيل حميد زاير، أثر حادث تدافع مشعر منى في مكة المكرمة.
واردف المصدر ، “كما توفي مع العميد في الحادث ذاته مدير عام بوزارة النفط لم يعرف اسمه بعد، إضافة إلى مستشار في الحكومة لم يعرف اسمه حتى الآن “.
يشار الى ان مصدرا حكوميا كان قد اشار الى، ان ” قائدا امنيا عراقيا رفيعا ربما يكون قد لقي حتفه في تدافع الحجيج في مشعر منى الذي اودى بحياة 717 حاجا حيث اختفى بعد حادثة التدافع″ .
ورجح المصدر ان ” يكون الفقيد قد لقي حتفه في الحادث ، حيث تقوم جهات عراقية مختصة بالتعاون مع السلطات السعودية بالبحث عنه بين ما تبقى من الجثث المجهولة التي عثر عليها بعد التدافع ” .
وكان العراق قد اعلن في وقت سابق عن انقطاع الاتصال بخمسة عراقيين بعد حادثة التدافع