كيف نفهم البعد الرابع ونتعرف على سر الأبعاد الـ11 في الكون؟- كارل ساغان حاول ان تتأمل هذه الفكرة و تعممها على جميع افكارنا و مواقفنا.
ربما ان تفكيرك و رؤيتك للاشياء لا تتجاوز البعدين. اغلبية البشر يعيشون سجون عالمهم المحدود و لا يستطيعون رؤية الابعاد الاخرى للحقيقة.
دائماً ما يُبهرنا العلم بما يقدمة لنا خصوصاً في العقود الأخيرة من القرن العشرين وأحياناً يأتى العلم بما لا تتخيله العقول وبعد كل ذلك نرى أن العلم لم يتوصل إلا إلى نسبة ضئيلة جداً من الأسرار المحيطة بنا
. وها هى الأبعاد الإحدى عشرة واحدة من الأشياء التي يتوقف عندها العقل لكى يستطيع تحليلها وتخيلها, والتي يتم دراستها حالياً عن طريق ” نظرية الأوتار”.
وهي مجموعة من الأفكار الحديثة حول تركيب الكون تنص هذه الأفكار على أن الأشياء أو المادة مكونة من أوتار حلقية مفتوحة و أخرى مغلقة متناهية في الصغر لا سمك لها.
تشبه أوتار الكمان أو الجيتار!
وهذه الأفكار تستند إلى معادلات رياضية معقدة، وكي نتخيلها أكثر فهى تشبه أوتار الة الكمان أو الجيتار، وعند العزف عليهما نحصل على نغمات مختلفة نتيجة إرخاء أو شد الأوتار.
وبالعودة إلى عالم الفيزياء، فأن الذرات في المادة بدءًا من جسد الكائنات الحية وانتهاءً بالنجوم البعيدة تتكون من أوتار دقيقة مهتزة.
وبحسب هذه النظرية فإن الكون ما هو إلا سيمفونية أوتار فائقة متذبذبة، فالكون عزف موسيقي ليس إلا، ومن الممكن معرفة الكون ومما يتكون من خلال معرفة الأوتار ونغماتها.
حلم أينشتاين
كان حلم أينشتاين الأخير هو تجميع قوى الفيزياء الاساسية الأربعة (القوة الجاذبية – والقوة الكهرومغناطيسية – والقوة النووية الشديدة – والقوة النووية الضعيف) في نظرية واحدة ” نظرية كل شىء “.
وهذه النظرية هي التي تسمى الأن ” النظرية- أم”، أو نظرية الأوتار الفائق، محاولة لشرح طبيعة الجسيمات الأولية والقوى الأساسية في الطبيعة ضمن نظرية واحدة.
و هذا الحلم يقابله تحديات كبيرة أهمها: عدم قدرة العلماء على توحيد أو موائمة أهم نظريتين في الفيزياء، وهما:
1- نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين: التي تدرس وتصف المظاهر العيانية الكبيرة والثقيلة (كالنجوم والمجرات) ” الأشياء الكبيرة “.
2- ميكانيكا الكم: والتي تهتم بدراسة ووصف الأشياء الدقيقة والصغيرة مثل( الجزيئات والذرات والالكترونات).
المشكلة أن نظريتي النسبية والكم تنفيان بعضهما!
ويكمن التحدى في أن نظرية النسبية العامة ونظرية ميكانيكا الكم، تنفي إحداهما الأخرى، بحيث لا بد أن تكون واحدة منهما فقط على صواب!
أي لا يمكن توحيد نظرية تضم هاتين النظريتين الكبيرتين المؤثرتين مع بعضهما في نظرية واحدة.
أى لا يستطيعون موائمة النظرية النسبية العامة التي تصف الثقالة (الجاذبية) والتي تطبق على البنى واسعة المجال (نجوم، مجرات)، مع نظرية ميكانيكا الكم التي تصف القوى الأساسية الثلاث الأخرى (والقوة الكهرومغناطيسية – والقوة النووية الشديدة – والقوة النووية الضعيف)، والتي تطبق على الأشياء الدقيقة والصغيرة مثل( الجزيئات والذرات والالكترونات).
الأبعاد الإحدى عشرة
تفتح ” نظرية الأوتار” و “نظرية الأوتار الفائقة” المجال للابعاد الإحدى عشر، لكى تكمل ما تزيده لنا من حيرة، فدائما ما اريد ان اعرف ما بهذا الكون الخارجى من اسرار.
لكن احياناً يأتي العلم بما لا تتخيله العقول وتتلخص الأبعاد الإحدى عشر في:
- الأبعاد الثلاثة المعروفة ( الطول – العرض – الارتفاع ).
- الوقت أو الزمن (هذا البعد الذي تطرق إليه آينشتاين ).
- سبعة أبعاد كونية اخرى ( أبعاد افتراضية مثبتة رياضياً لتكوين هندسة موحدة للكون بأكمله).
ثم جاءت الحواسيب الآليه عالية الكفائة لتقول أنهما 16 بُُعدا، وليس 11 فقط!.
لكننا سنتعرف عن أهمية هذه الافتراضات “وجود ابعاد كونية اخرى غير محسوسة “.
الأبعاد الأساسية الثلاثة
1-الطول : ويمكن أن يُُمثل في خط مستقيم. 2-العرض : ويمكن أن يُُمثل في المربع ” مساحة “. 3-الإرتفاع : يمكن أن يُُمثل في المكعب ” حجم “. 4- الُبُعد الرابع – الزمن.
لكي نفهم مفهوم البعد الرابع نتخيل عندما نريد معرفة إحداثيات أو مكان طائر يطير في السماء فسوف نحدد مكانه عن طريق الراصد ” الشخص “، فسوف يقول ها هو الطول أو البعد “س” والعرض “ص” والإرتفاع “ع”.
وعندما ترى الطائر مرة آخرى لكى تتأكد من الإحداثيات هل ستراه كما كان عند أخذ الإحداثيات؟!!.
بالطبع لا! لأن اللحظة التي تم فيها أخذ الاحداثيات الاولى كانت في زمن مختلف عن المرة الثانية وهكذا.
ولتحديد مكان هذا الطائر يجب القول أن البعد “س”، والعرض”ص”، والارتفاع “ع”، في اللحظة ” ز”، ألا وهو وهذا هو البعد الرابع ” الوقت “، أو الزمن ليربط بين الزمان والمكان.
ونستطيع أن نقول عليه الزمكان (الزمان – مكان).
وظهر هذا البعد الذي تطرق إليه آينشتاين في نظريته النسبية، ليحدد مكان جسم ما في الفضاء الشاسع بطريقة أكثر تحديداً بالإعتماد على عنصر الزمان، بدلا من الإعتماد على الثلاثة محاور للمكان فقط.
وقال أينشتاين” لا يمكن توصيف أى حدث في الكون بدون اضافة بُعد رابع “.
وتكون هذه الأبعاد الأربعة أكثر الأبعاد فهما وتخيلاً وبداية من البعد الخامس،
فهى أبعاد افتراضية ليست محسوسة ولكن أهميتها هى تكوين هندسة موحدة للكون.
الأبعاد الكونية
تبدأ بالبعد الخامس الذي افترضه العالم” ثيودور كالوزا “، عندما حاول حل التناقض بين النظرية النسبية العامة مع نظرية ماكسويل للقوة الكهربية المغناطسية التي تتحدث عن القوى داخل الذرة.
فقال ” كالوزا” لكى يتم حل هذا التناقض لابد من فرض بعد اخر غير محسوس ” البعد الخامس”.
ثم جاء علماء الرياضيات وقالوا أن الأرقام الرياضية العادية “1.2.3. ….. ” التي تصف الأشياء الكبيرة نسبياً، لا تستطيع وصف العلاقات بداخل الذرة، ولا يمكن دراسة العالم المتناهى في الصغربهذه الأرقام.
لذلك جاءت” الأعداد المركبة” لدراسة المعادلات داخل الذرة، ودراسة ما بداخل الذرة هندسياً.
لذا أصبح لدينا الأن هندستين هما: هندسة الكون الكبير “هندسة ريمان”، و “هندسة إقليدس”.
وهذا يتنافى مع نظرية الكون الموحد، بمعنى أن وجود نوعين من الهندسة، ونوعين من الأرقام معناه “استعمال مكيالين لقياس شىء واحد”.
ومعنى هذا أن تصورنا للكون الموحد خطأ من البدايا ونحن نفهم هندسة الكون بطريقة خطأ ولحل هذا التناقض هو أن نفترض أن هناك بُعد سادس للكون غير منظور أو محسوس أيضاً.
وهذه الافتراضات لتكوين هندسة موحدة للكون بأكمله.
حل التناقض: افتراض وجود 11 بعدا!!
ثم بعد ذلك جاء العالم ” كالوزا كلاين” وقال لكى يتم التخلص من جميع هذه التناقضات، ولكى لا يخل مفهومنا للكون، لابد من أن نفترض ان هناك 11 بُعدا.
وهناك من جاء بعده وقال 13 بُعدا، وتباينت الآراء حول أعداد الأبعاد الكونية ولكن نستطيع القول إن العلماء أجمعوا على أنه هناك أبعاد إضافية غير محسوسة أثبتتها المعادلات الرياضية.
وأكدوا أن لابد من فرضها كضرورة حسابية، لكى يتم حل العديد من التناقضات بين وجود نوعين من الهندسات ونوعين من الأرقام، ووجود نظريتين متناقضتين ( النسيبية وماكسويل ).
وبدون افتراض هذه الفرضية، ينهار مفهوم العلماء للكون ولكى تنسجم هذه المعادلات المتناقضة. لابد من فرض هذه الفروض، كى نكون هندسة موحدة للكون بأكملة لا يوجد بها أى تناقضات.
وسواء كانت الأبعاد الخفية 11 بُعدا او 16 بُعدا، فالعامل المشترك هو وجود أبعاد خفية غير محسوسة، مثل “الصفر”.
والذي هو فرض رياضى يقوم عليه علم الرياضيات، لكنه ضرورى جدا فيه.
المصدر : ويكيبيديا
بتصرف و تنسيق : Dzintervontion