أزاميل/ بغداد: عثر ثلاثة مواطنين روس على جثة مديرة معهد صحافة الحرب والسلام في العراق البريطانية جاكي ستون في المرافق الصحية لمطار اتاتورك الدولي في مدينة اسطنبول، وذلك إثر تأخرها باللحاق برحلتها المقررة الى مدينة اربيل.
وقال الموقع الاخباري التركي “BGN” الأحد، عن وكالة دوغان التركية للأنباء أن المواطنة البريطانية “سوتون” البالغة من العمر 50 عاماً وصلت إلى اسطنبول قادمة من لندن على متن الخطوط الجوية التركية لتغادر إلى أربيل بالعراق حيث تعمل مديرة لمعهد “صحافة الحرب والسلام” هناك.
واوضحت الوكالة، أن “ستون تأخرت عن رحلتها المقررة الى مدينة اربيل، وكان من المقرر أن تقلع طائرتها في الساعة 12:15 صباحا بالتوقيت المحلي”، مشيراً إلى نقل جثتها إلى معهد الطب الشرعي في أسطنبول.
ووفقا للصحافة التركية فأن سوتون توجهت نحو مركز الخدمة في مكاتب الترانزيت في مطار أتاتورك للاستفسار عن الحل، وكانت إجابة الموظف بأن التأخير سببه المسافر والأفضل حجز تذكرة سفر جديدة بموعد آخر”.
واوضح الموقع أن “ستون تأخرت عن رحلتها المقررة الى مدينة اربيل، وكان من المقرر أن تقلع طائراتها في الساعة 12:15 صباحا بالتوقيت المحلي”.
وبعد ذلك وجدت جثتها في حمامات منطقة الترانزيت المُخصص للقادمين وكانت مشنوقة بِرباط حذائها.
فيما اكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل المواطنة البريطانية في اسطنبول مؤكدة أنها “ستقدم مساعدتها القنصلية لأسرتها في هذا الوقت العصيب’.
وتعليقا على الحادث قالت جين بيرس، مديرة برنامج الأمم المتحدة للأغذية العالمي في العراق “ببساطة، انا لا أصدق ما تقوله التقارير الإخبارية عما حصل”.
ووصفت زميلتها في الجامعة الوطنية الاسترالية كريستيان بلور Bleuer، وهي من الذين يعرفونها جيدا على صفحتها في تويتر : جاكي عملت في العراق وأفغانستان ويمكن اعتبارها أقوى وأشد امرأة يمكن ان تقابلها، مضيفة فكيف يمكن للشرطة التركية أن تقول إنها انتحرت لأن رحلة طيران فاتتها؟
وأضافت “لا أريد ان أستعين بنظرية المؤامرة ولكن إذا ادعى الأتراك ان الكاميرات الأمنية في إسطنبول كانت عاطلة، فأن هذه إشارة قوية على أن هناك جريمة حدثت بحق سوتون”.
وقال مصدر مقرب من مديرة المعهد لـ”أزاميل” ان “حكاية” انتحار سوتون لا يمكن تصديقها فهي تسافر لعشرات المرات سنويا، وهي نشطة جدا ولا تعاني من اية مشكلة نفسية او جسدية”.
ورجح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “اغتيال سوتون لأسباب مجهولة” فعملية قتلها جرت بطريقة لا يتقنها إلا القتلة المحترفين والمأجورين او العاملين في شبكات استخبارية”.
وقد شغلت سوتون منصبها هذا المتخصص بتدريب الصحافيين على تغطية النزاعات، خلفاً للاعلامي والناشط عمار الشابندر الذي قتل في تفجير ببغداد في الثالث من أيار الماضي، وكانت تدير قبل ذلك مشروعاً لمنظمة آيركس في العراق”،
وساهمت الراحلة بتنظيم عدد كبير من المؤتمرات والنشاطات الإعلامية والإنسانية الخاصة بحرية التعبير وحرية الإعلام داخل وخارج العراق.
وكانت سوتون قد حضرت الثلاثاء الماضي 13 أكتوبر احتفالية في لندن برئيس المعهد السابق الشهيد عمار الشابندر، وكان من اصدقائها المقربين.
انفجار سيارة مفخخة ثانية مستهدفة مجلس عزاء “عمار الشابندر” في الكرادة
يذكر أن موقع السومرية نيوز تناول الخبر على أن الضحية تم العثور على جثتها في المراحيض، ولم يشر إلى قضية انتحارها التي نشرتها الصخف التركية على الرغم من انه نشر استشهد بصورة الخبر الأصلي من المواقع التركية والذي كان يحمل عنوانا عريضا بالانكليزية يؤكد انتحارها.
ولكن وفي أغلب الأحوال فأن انتحار أي شخص كان برباط حذائه ليست عملية سهلة حتى لو شاء هذا الشخص فعل ذلك بشدة، وعلى الأخص في تواليت عمومي لا توجد به اية أغراض يمكن استعمالها، كما انه تواليت يشهد حركة كثيفة وفقا للمصدر.
وكان معهد الحرب والسلام الدولي وبحضور زوجة الاعلامي العراقي ورئيس المعهد السابق عمار الشابندر دعا الثلاثاء الماضي الى احياء ذكرى الشابندر في كنيسة سانت برايدس وسط لندن وسط جمع من أصدقائه ورؤسائه وأقربائه ومعارفه.
وقال المدير التنفيذي للمعهد أنتوني بوردين في الاحتفالية وفققا لما نقلته “إيلاف” أن وفاة عمار الشابندر هي مأساة لعائلته الجميلة وصدمة عميقة لكل واحد منا في معهد الحرب والسلام.
فيما تحدثت الكاتبة الألمانية سوزان فيشر عن مناقب الشابندر (39 عاما ) كما تحدث العديد من رؤسائه المباشرين عن تصميمه وعزمه وايمانه الذي لايلين.
وكان الشابندر بين قتلى سيارة ملغومة انفجرت قرب مطعم شعبي وسط العاصمة بغداد يوم 2-5 هذا العام وارتفع عدد قتلى انفجارها إلى 15 قتيلا.
وتخرج الشابندر الذي عاد إلى العراق بعد سقوط حكم الرئيس السابق صدام حسين في 2003، بعد أن حصل على شهادة في علم الاجتماع والعلاقات الدولية من جامعة ويست مانيستر في لندن.
وقال بريت ماكغورك، مساعد المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، في تغريدة له انذاك على تويتر، “اليوم في بغداد، سرق الإرهابيون حياة صديقي… لن يتمكنوا أبدا من إسكات روحه، أو روح الشعب العراقي”.