#عطوان :الثلاثي الامريكي التركي السعودي يريد إسقاط الأسد وتكرار ما حصل في العراق وليبيا واليمن بعد فشل اجتماع فيينا سيدفع #السعودية للتدخل عسكريا بسوريا ومواجهة الروس و”بوتينهم”
بعد انهيار اجتماع فيينا الرباعي الذي ضم وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية بفعل الخلاف حول بقاء الاسد..تساءل الكاتب عبد الباري عطوان في مقال نشره الجمعة، عن الخيارات التي ستلجأ إليها #السعودية وقطر وهل سيكون الخيار العسكري وتمدد “عاصفة الحزم” إلى سوريا..مشيرا إلى نجاح القيادة الروسية في “شق” المعسكر العربي المعارض للرئيس الاسد الذي تبلور في بداية الازمة،
واوجز هذا ما أسماه بـ”النجاح” في ثلاث نقاط:
الاولى: اخراج الاردن من المعسكر السعودي التركي جزئيا او كليا، وانخراطه في المعسكر الروسي السوري الايراني، بطريقة او باخرى، ويتضح ذلك من خلال توصل لافروف، وبعد اجتماع مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، في فيينا الى “اتفاق على تنسيق العمليات الجوية والعسكرية في سورية”، وهذا يعني تكوين غرفة عمليات مشتركة من ضباط وعسكريين من الجانبين كمقدمة للقضاء على “جيب” المعارضة السورية في درعا.
الثانية: اصرار لافروف على توسيع دائرة الدول المنخرطة في بحث الازمة السورية، وضم كل من ايران ومصر اليها، اي عدم تركها حكرا على الدول الاربع، الامر الذي يعني “تعويمها” بطريقة او باخرى. الثالثة: نجاح الدبلوماسية الروسية في “تهميش” الدور القطري في الملف السوري، ولو على صعيد الجهود السياسية على الاقل، ويتضح هذا من الغاء امير قطر، تميم بن حمد زيارة قال انه كان ينوي القيام بها الى موسكو الاسبوع الحالي، كلفتة احتجاجية.
الثلاثي الامريكي التركي السعودي يريد إسقاط الأسد وتكرار ما حصل في العراق وليبيا واليمن
ولفت إلى أن الثلاثي الامريكي التركي السعودي يريد ان يحقق النتيجة نفسها التي تم التوصل اليها في العراق وليبيا واليمن، اي تغيير النظام السوري سلما او حربا، حربا من خلال التدخل العسكري او الاحتلال، وسلما من خلال عملية سياسية تؤدي الى قطع رأس السلطة، او تنحيه، على غرار ما حدث في اليمن، ولكن النتائج في الحالات الثلاث جاءت كارثية بالنسبة الى الشعوب، وعدم استقرار وإرهاب بالنسبة الى الجيران.
واعتبر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال كلمة السر الاهم بعد الاجتماع وهي أن “الشعب السوري هو من يقرر مصير الاسد”، فيما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير “اجتماع فيينا اكد على عدم وجود موقف مشترك بشأن مصير الاسد”.
وتابع “والسؤال المطروح الآن هو حول الخطوة التي يمكن ان يتخذها المعسكر السعودي بعد انهيار لقاء فيينا، وتمسك القيادة الروسية بالرئيس الاسد؟
مبينا ان الجواب على هذا السؤال يجب ان ينطوي عل تطورين مهمين الاول: الزيارة التي يقوم بها حاليا الى تركيا فريق اول ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان رئيس هيئة اركان الجيش السعودي للتحضير لدعم عسكري سعودي موسع للمعارضة السورية المسلحة، وكان الدكتور نواف عبيد المستشار في السفارة السعودية في واشنطن قد اكد على حسابه على “التويتر” ان صواريخ “تاو” المضادة للدروع التي في حوزة المعارضة السورية، جاءت من السعودية التي اشترت 13795 صاروخا منها، من امريكا بقيمة 900 مليون دولار.
الثاني: تصريحات السيد خالد العطية وزير الخارجية القطري لـ”سي ان ان” قبل بضعة أيام التي قال فيها ان بلاده ترحب بالموقف السعودي الذي عبر عنه السيد الجبير، ويهدد باللجوء الى الخيار العسكري في سورية، واضاف “ان قطر لا تستبعد الخيار العسكري اذا جاء لحماية الشعب السوري من وحشية النظام.. و”سنقول نعم لهذا الخيار بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى.. وهناك العديد من الطرق لدعم المعارضة”. وتوقع عطوان أن تتمدد “عاصفة الحزم” في سورية نظرا للتهديدات السعودية”، غير انه قارن بين نتائج التدخل في اليمن الذي يواجه صعوبات جمة، لافتا إلى ان “تبني الخيار العسكري هذه المرة لن يكون ضد النظام السوري وحده، لأنه سيصطدم بالروس وطيرانهم وصواريخهم وبوتينهم !
وكان وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، أعلن بعد الاجتماع الرباعي في فيينا أن الخلافات لا تزال قائمة حول موعد رحيل الأسد وصرح الجبير لقناة “العربية”، “نحن لا نعترض على توسيع الاجتماعات”. وأضاف “السعودية تتمسك ببيان جنيف رقم واحد كما أن المملكة تتمسك بوحدة سوريا، ودخول البلاد إلى مرحلة انتقالية، ووضع دستور جديد، وتنظيم انتخابات”.
وهذا الاجتماع الرباعي المخصص للنزاع في سوريا يعقد للمرة الأولى من دون إشراف من الأمم المتحدة على أمل إيجاد حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ آذار 2011.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن اجتماع فيينا بهدف استطلاع أفق الحل السياسي للحرب في سوريا قد أثمر أفكاراً قد تغير مسار ما يجري في هذا البلد. وأضاف كيري للصحافيين بعد الاجتماع في فيينا “أنا مقتنع بأن اجتماع اليوم كان بناء ومثمراً”، مبينا أن الدول الأربع ربما تجتمع مرة أخرى بحلول 30 تشرين الأول.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه يريد مشاركة مصر وإيران في أي محادثات مستقبلية بشأن سوريا.
وكان لافروف يتحدث في فيينا بعد اجتماع شاركت فيه الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية لبحث سبل الحل السياسي للحرب الأهلية السورية.
وقال لافروف للصحافيين بعد الاجتماع في تصريحات بثها التلفزيون الروسي الرسمي “طلبنا أن تجرى الاتصالات المستقبلية بصورة أكثر تمثيلا”. وأضاف أنه يعني مشاركة إيران ومصر على وجه الخصوص.
وشدد لافروف، الجمعة، على ضرورة ترك “الشعب السوري” يقرر مصير رئيس النظام بشار الأسد، وهي مسألة تثير انقساماً بين موسكو وواشنطن.
وصرح لافروف للصحافيين في فيينا أن “مصير الرئيس السوري ينبغي أن يقرره الشعب السوري”، مكرراً رفض روسيا لتنحي الأسد.