هل نسير في درب كوارث هجره الاخرون؟ اصرار الاسلاموي الاخوانجي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على محاكمة الداعية الاسلامي التركي العالمي محمد فتح الله كولن، وتحميله مسؤلية الانقلاب الفاشل في تركيا ومحاول القضاء عليه ،هو حالة تقليدية ومتوقعة ،(( اسلاموي يحاول تحطيم اسلامي ))، ولفهم الامر فلنعرف من هو الداعية محمد فتح الله كولن؟ محمد فتح الله كولن هو داعية اسلامي اجتماعي من اصول تصوفية ،له شعبية واسعة و اتباع في كل انحاء تركيا وله اتباع عبر دول العالم بضمنها الدول العربية وخصوصا ،له انتشار وقبول واسع في المغرب . محمد فتح الله كول يتزعم حركة اسلامية فلسفتها (الاسلام الاجتماعي والديمقراطية ) فهو وخلافا لاحفاد حسن البنا من اسلامويي الاخوانجية السنة والدعوجية الشيعة، لا يؤمن باستغلال الاسلام لاغراض سياسية والوصول الى الحكم باسم الاسلام ،،بل يؤمن بنشر العقيدة الاسلامية اجتماعيا كقيم دينية واخلاقية، ويؤمن بالديمقراطية وتداول السلطة سلميا وبعلمانية الدولة .. اذن ،،،،اصبح مفهوما الان عقدة الكراهية والخوف التي يكنها الاسلاموي الاخوانجي رجب اردوغان ازاء الاسلامي محمد فتح الله كول ،،فالاخير يشكل تحديا وجوديا لشرعية الاخوان الاسلامية، ،فالاخوان يقبلون ويتحملون ان يكون منافسهم علمانيا او ملحدا او يمينيا او يساريا، بل يسعدهم ذلك، لانهم سيقدمون انفسهم على انهم سكرتارية الله وانهم المسلمون و ان منافسهم كافر حاقد على الاسلام، اما ان يكون منافسهم مسلما اسلاميا ديمقراطيا اجتماعيا يؤمن بعلمانية الدولة فذلك ما ينسف مكتب سكرتاريتهم لله، وهذه ظاهرة سياسية قديمة مرت بها كل التجارب العالمية التي تقودها حركات ايديولوجية عقائدية، فالحركات العقائدية تكون اكثر عدوانية ازاء الحركات النابعة من ذات الحاضنة الثقافية، لانها تهدد شرعيتهم في التمثيل المطلق لها.
ولعل شراسة حزب الدعوة في العراق في التامر واستهداف ومحاولة تسقيط المرجعية الشريفة في النجف، مثالا ساطعا على عدوانية الاسلامويين ازاء من يهدد مشروعية سكرتاريتهم لله. كما ان الصراع الدموي الحاصل بين داعش و جبهة النصرة (القاعدة )، هو ايضا صراع وجودي من مفهوم عقائدي حول شرعية احدهما في تمثيل (ابن تيميه ) . كل الحركات العقائدية عبر التاريخ الانساني شهدت مثل هذا الصراع الشرس بين الاقربين عقائديا لان الاخر المشابه يمثل تحديا لمشروعية الحركة، اي انه ليس حكرا على الاسلامويين والمسلمين، بل هو من سمات الحركات العقائدية جميعها،
فكلنا اطلعنا مثلا على الصراع الشرس الذي نشب في الحركة الشيوعية العالمية بين الستالينية والتروتسكية والتصفيات الدموية لتي رافقت هذا الصراع عبر العالم، وكذلك صراع مشروعية التطبيق للشيوعية وتمثيلها بين الصين والاتحاد السوفييتي، والذي قسم واضعف جبهة الطرفين في مواجهة امريكا والغرب الراسمالي. بعد مآسي صراع الشرعية العقائدية وما تكلفه لكل الاطراف، اكتشف العالم وسائل سلمية حضارية، لاستيعاب هذا الصراع وادارته لكننا نعيش مرحلة وجوا يمنعنا من الافادة من تجارب من سبقنا.
واني لادعو الله ان تستوعب الحركات الشيعية العراقية كلها هذا الدرس، لتجنب حرب شيعية شيعية عبثية، لن تؤدي الا للتدمير الذاتي. اما تركيا وصراع الاسلامويين الاخوانجية مع الاسلام الاجتماعي، فلنرى ما سيفعلون ,, سعد مالكي الماليماني
ملاحظة: المقال لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر أزاميل وفي موقف معاد واضح لاردوغان
وكان الداعية محمد فتح الله كولن خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفى أي علاقة له بمحاولة الانقلاب التى حدث فى تركيا ، وقال “أنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات”.
وندد جولن، فى تصريح خاص لقناة (سكاي نيوز) بالعربية من الولايات المتحدة الأمريكية مساء اليوم ، بمحاولة الانقلاب في تركيا ، وقال ” لا علاقة لي بمحاولة الانقلاب ولا أعرف من هم أتباعي الذين يتحدث عنهم أردوغان .. وفي كل مرة يحدث فيها انقلاب في تركيا يتم اتهامي”.
وأضاف “لم يكن طلب أردوغان بترحيلي رسميا وكان مجرد أحاديث .. ليس لدى أردوغان اتهامات تقدم لتنفيذ ذلك” ، وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية لم تتحدث معه حول الوضع في تركيا وليس هناك قناة تواصل.
ووجه رسالة إلى الرئيس التركي قائلا : “أقول لأردوغان ، وأعرف أنه لن يسمع رسالتي ، إنني أصلي من أجلي وأجلك ومن أجل سلام تركيا”.
وكشف أن الخلافات والانشقاقات بينه وبين أردوغان بدأت في فترة ولاية الرئيس التركي الثانية حين استخدم الديمقراطية لدعم مشروعه الشخصي ، وأضاف ” إن أردوغان استخدم النظام القضائي لتدعيم حكمه ، وهو يتهمني بدعم أطراف في تركيا لا أعرف عنها شيئا”.
الفيديو أدناه فيه يفتقد للموضوعية ومتحيز لأردوغان
لكنه يعطي تصورا عن وجهة نظر المعادية لغولن كما لم نجد مصدرا يؤكد رأيه في الحجاب
https://www.youtube.com/watch?v=SmaqjHlkBoM
ووفقا لمصدر آخر
هو المتهم الأول دائما فى أى حادثة تقع فى الأراضى التركية
حيث دعا الرئيس التركى، أمس السبت، الولايات المتحدة إلى تسليم الداعية فتح الله كولن الذى يحمله مسؤولية محاولة إسقاط الحكومة التركية التى قادها الجيش التركى مساء أول أمس الجمعة.
وقال الرئيس التركى، فى حشد جماهيرى لأنصاره:”على الولايات المتحدة أن تسلم هذا الشخص”، فى إشارة إلى كولن الذى يقيم فى ولاية بنسلفانيا والذى نفى ضلوعه فى محاولة الجيش إسقاط الحكومة، مضيفا: “ثمة لعبة مع الجيش، وهذا الأمر مرتبط بقوات خارجية”.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، أن بلاده ستساعد أنقرة فى التحقيق فى التحركات الأخيرة التى قادها الجيش التركى لإسقاط الحكومة، داعيا السلطات التركية لتقديم أدلة ضد المعارض فتح الله كولن.
وفتح الله كولن عمره (75 عاما) حليف أردوغان السابق الذى يدير من الولايات المتحدة شبكة من المدارس والمنظمات غير الحكومية والشركات، أصبح الخصم والعدو الأول للرئيس التركى منذ فضيحة فساد لنظام أردوغان كشفت فى أواخر عام 2013.
وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، اتهم الداعية المقيم منذ 1999 فى منطقة جبلية بولاية بنسلفانيا شمال شرق الولايات المتحدة بالوقوف خلف الحركة الأخيرة للجيش، ويتهمه بإنشاء “دولة موازية” للإطاحة به، وهو ما ينفيه أنصار الداعية كولن.
وفتح الله كولن له عدة كتب عن التصوف بشكل خاص مترجمة إلى أكثر من 30 لغة، وعددها 62 بشؤون إسلامية عدة، مذهبه “حنفى- صوفى”، داعية ومفكر إسلامى، ملم بالعربية والفارسية والإنجليزية، ولا يميل إلى تطبيق الشريعة فى تركيا، وضد تدخل الدين بالسياسة، أى بعكس أردوغان ومعلمه الراحل فى 2011 نجم الدين أربكان، الموصوف بأنه “أبو الاسلام السياسى” فيما المعروف عن محمد فتح الله كولن، أنه “أبو الإسلام الاجتماعى” ومؤسس وزعيم “حركة” لا اسم لها، وأنصارها بالملايين في تركيا وخارجها. وحركة فتح الله كولن يسمونها “حركة الخدمة” للإشارة إليها كتيار وهى دينية طبقا لما قرأت عنها “العربية.نت” في موقع “محمد فتح الله كولن” بالانترنت، وهو فى 32 لغة. وتملك الحركة مدارس بالمئات في الداخل والخارج، مع نشاط ممتد ومنتشر في جمهوريات آسيا الوسطى، مرورا بالبلقان والقوقاز، حتى روسيا والمغرب وكينيا وأوغندا. ولها أيضا صحفها، ومنها صحيفة زمان الشهيرة ووكالة جيهان، وكذلك مجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة.
كما للحركة شركات وأعمال تجارية ومؤسسات خيرية، ومراكز ثقافية خاصة بها فى دول عدة بالعالم، وتقيم مؤتمرات سنوية في بريطانيا بشكل خاص، وأيضا فى دول الاتحاد الأوروبي والقارة الأمريكية، وتتعاون مع جامعات شهيرة لتحثها على دراستها كحركة لها تأثيرات عالمية معززة بجذور محلية متأصلة.
واحتدم صراع أردوغان ضد كولن أكثر حين أغلقت الحكومة التركية فى 2013 سلسلة مؤسسات تعليمية تديرها “جماعة كولن” ضمن قوانين وتشريعات لإصلاح العملية التعليمية، وفى تبريره لإغلاق تلك المؤسسات “التى يزيد عددها عن 4000 مدرسة حول العالم” قال أردوغان: “الأمر يتعلق بإلغاء نظام تعليم غير شرعى لا يفيد إلا أولاد العائلات الثرية فى المدن الكبرى ويقحم الأولاد فى منافسة حامية” وفق تعبيره.
أنشأ فتح الله كولن النواة الأولى لجماعة الخدمة فى بداية سنة 1970 بمدينة أزمير التركية، غير أنها توسعت وأصبحت حركة قوية داخل البلاد وخارجها، وتعتمد الجماعة على فكر كولن وآرائه ومواقفه، وتوصف بأنها حركة اجتماعية صوفية تركز على مسلمى تركيا ومنفتحة أكثر على الغرب.
تركز حركة الخدمة فى عملها أساسًا على التعليم فهي تبنى المدارس داخل وخارج البلاد، كما أنها اخترقت المجتمع بإنشاء مؤسسات اقتصادية وإعلامية وطبية وثقافية وإغاثية. كانت القفزة الكبيرة فى نشاط الجماعة بعد انقلاب عام 1980، حيث استفادت من دعم الدولة ومن مساحات الحرية المتاحة، لتبدأ رحلتها مع إنشاء المدارس خارج تركيا، مرورًا بتكوين وقف للصحفيين والكتاب الأتراك، الجهة الممثلة للجماعة بشكل شبه رسمى.