قبل بضعة أشهر كان الرجل الأكثر نفوذاً في إنكلترا، تتبعه حشود المساعدين، وجماعات الصحفيين والمصورين النهمين، الذين يتنافسون للحصول على الأخبار، لكنه الآن مجرد رئيس وزراء سابق، تتناقل المواقع الخبرية صورته بين الناس العاديين، فلا يمكن التمييز بينه وبين عابري السبيل في هذه المدينة البريطانية.
ديفيد كاميرون الذي يبلغ اليوم 49 عاماً، التقطته الكاميرا هذا الأسبوع جالساً بقدمين حافيتين على حائط موقف السيارات في كورنوول، جنوب شرق إنكلترا، يتناول السمك والبطاطا ويحدق فيما حوله بلا هدف، بحسب تقرير لصحيفة “ديلي ميل”
وقال الكاتب توم أوتلي Tom Utley في صحيفة “ديلي ميل” إن كاميرون يتناول طعامه مع امرأة يبدو أنها زوجته، كون أحد الأشخاص في الصورة يخفي وجهها، في حين أن 3 غرباء يجلسون على السور، من دون أن يدركوا أنهم على بعد سنتيمرات من الرجل الذي كان إلى وقت قريب رئيس حكومة المملكة المتحدة.
واعتبر أوتلي أن الصورة التي تم التقاطها الثلاثاء الماضي تتحدث أكثر من آلاف الكلمات التي يمكن أن تصف مأساة هذا الصيف في بريطانيا، والتغييرات الكبيرة والفورية في المصائر، بعد الاستفتاء الذي انتهى بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهذه القسوة المطلقة للنظام السياسي في بلادنا؟.
وأبدى الكاتب دهشته من ظهور كاميرون على هذا النحو المتواضع، فيما يبقى لرؤساء أمريكا مكانة مهيبة بعد خروجهم من البيت الأبيض، كما أن معظم رؤساء الحكومات البريطانية يحتفظون برونق المنصب الخطير، حتى بعد سنوات من مغادرتهم مقر الوزارة، وضرب مثلا على ذلك برئيس الوزراء الأسبق جون ماجور.