لماذا تأجل الإعلان عن نوبل للآداب؟
فى الساعات الأخيرة قبل إعلان نوبل للآداب، زادت التكهنات وانفتح خيال الاستشراف، كالعادة تحبس الأوساط الثقافية فى العالم أنفاسها الآن، فى انتظار الغد الخميس، الذى يشهد الإعلان عن الفائز بها هذا العام.
هذا العام تأخر موعد الإعلان عنها، فسألت إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية عن السبب وخمنت الإجابة، إذ قالت فى تقريرها عن الجائزة أن البعض يفسر وقت الانتظار الطويل بالمعايير المتشابكة لاختيار الفائز، بين القيمة الأدبية والموقف السياسى.
ويعتبر الشارع السوري “ادونيس”، و الكاتب الكيني “جوجي وا تيونجو” المرشحين الاوفر حظا لدى النقاد والمراهنين لخلافة البيلاروسية سفيتلانا اليكسييفيتش.
ومع وجود نحو 220 مرشحاً للجائزة، تبقى مهمة توقع اسم الفائز بنوبل للآداب، مهمة شبه مستحيله،حيث تحبس الاوساط الثقافية في العالم انفاسها في انتظار اعلان الفائز، بعد ساعات قليلة فقط، في حالة ترقب واستنفار كبير، ساحتها مواقع التواصل الإجتماعي.
واعتبرت الصحافية المتخصصة بالشؤون الثقافية اسا ليندربورغ التي تراهن على فوز “جوجي وا تيونجو” ، في صحيفة “داجنس نيهيتر”، انه “بعد عدد كبير من الفائزين الاوروبيين الذين تحدثوا عن معاناة العبء الاستعماري لاوروبا حان الوقت لفوز كاتب راديكالي يصف جرائم الاستعمار والتعقيدات الناجمة عن ازالته”.
وفاز اربعة كتاب افارقة فقط بجائزة نوبل، وفي حال فوزه بجائزة العام 2016، سيكون تيونغو الاول الذي يكتب بلغة افريقية وهي كيكويو، اما الكتاب الافارقة الاخرون الفائزون فكانوا يكتبون اما بالانكليزية او بالعربية.
وفي حال حرصت الأكاديمية على مكافأة مصنفات تتداخل فيها القيم الأدبية بالمواقف العقائدية، فقد تختار الشاعر السوري ادونيس الذي يعتبر من اكبر الشعراء العرب المعاصرين الذي صب جام غضبه على الثقافة العربية والإسلامية الراهنة في الفترة الاخيرة.
وأوضحت الأكاديمية السويدية المانحة لهذه الجائزة فى نهاية سبتمبر أنها لن تعلن عن الفائز بجائزة نوبل للآداب خلال الأسبوع عينه الذى سيتم فيه الإعلان عن الفائزين فى الفئات الأخرى، لأسباب متعلقة بجدولها الزمني، وعادت فحددت 13 أكتوبر موعدًا لنوبل للآداب، وقال العضو في الأكاديمية، بير فوسبرج، على سبيل المزاح، فى تصريحات لوكالة “فرانس برس”: “يفسح ذلك المجال أمام مزيد من التكهنات حول هوية الفائز”.
محللون كثيرون رأوا فى هذا الإخلال بالتقاليد دليلًا على خلاف حول اختيار الفائز، وهو ما يجيب عن سؤال “مونت كارلو”، واعتبر بيورن فيمان، المسؤول عن الصفحة الثقافية فى صحيفة “داجنز نيهيتر” أن “المسألة لا تتعلق فى نظري بالجدول الزمني، بل إنها تعكس عدم توافق فى مسار منح الجائزة”. ويثير ماتياس بيرج، الصحفي المتخصص فى الشؤون الثقافية فى الإذاعة العامة “إس آر” فرضية أن يكون أعضاء الأكاديمية قد اختلفوا بشأن “فائز مثير للجدل على الصعيد السياسي، مثل الشاعر أدونيس السورى الأصل والحائز الجنسية الفرنسية الذى صب جام غضبه على الثقافة العربية والإسلامية الراهنة فى كتابه الأخير”.
ولفت فيمان إلى “احتمال أن يفهم قرار من هذا القبيل على أنه انحياز إلى موقف ما”.
وفى حال حرصت الأكاديمية على مكافأة مصنفات تتداخل فيها القيم الأدبية بالمواقف العقائدية، فيمكنها أيضا اختيار البريطانى سلمان رشدى، فهى لم تندد بالفتوى الصادرة فى حق كاتب “آيات شيطانية” سنة 1989، إلا فى مارس الماضى، أى بعد حوالى 30 سنة من رفضها اتخاذ أى موقف فى هذا الشأن بحجة التمسك باستقلاليتها.
وقبل يوم من الإعلان عن صاحب اللقب “جل ما نعلمه هو أننا لا نعلم شىء”، على حد قول مادلين ليفى الناقدة الأدبية فى صحيفة “سفينسكا داجبلاديت”.
وتلتزم الأكاديمية الصمت فى وجه التكهنات كلها وهي لفتت على لسان مستشارها العام أود شيدريش إلى أن “البعض يريد معرفة ما تحويه هدايا عيد الميلاد والبعض الآخر يريد الإبقاء على عنصر المفاجأة.. ونحن نريد مفاجأتكم”.
ويتوقع المحللون هذه السنة عودة أعمال الخيال، سواء في النثر أو النصوص المسرحية أو الشعرية، ولا يتوقع فوز اليابانى هاروكى موراكامى، المفضل لدى المراهنين والجمهور، إذ أن الأوساط الأدبية تعتبر أعماله سطحية.