نعوم تشومسكي: ترامب حصيلة مجتمع متداع وماض بقوة نحو الانهيار وصف المفكر السياسي الأميركي نعوم تشومسكي مرشح الجمهوريين للانتخابات الأميركية دونالد ترامب بأنه “حدث فريد لا مثيل له في الغرب المتحضر”. وسلط في حوار للوكالة الألمانية، من مكتبه الكائن بمعهد مساشوستس للتكنولوجيا بكامبريدج الأميركية، الضوء على الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى بروز نجم ترامب. الوجه الآخر لأميركا واشنطن – يعتبر نعوم تشومسكي واحدا من أهم المفكرين المعاصرين، وقد وجه انتقادات حادة للغاية للسياسة الأميركية في السنوات الأخيرة، التي انعكست نتائجها على التطورات المحيطة بانتخابات الرئاسة الأميركية، والتي تجلت كأحسن ما يكون التجلي في صعود نجم المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
نبوءة كارتون سيمبسون العاشرة بتولي ترامب رئاسة أميركا تحققت فعلا بعد 16 عاما!
تعرف على مستشار ترامب اللبناني وليد فارس الذي يؤكد انه سيصنف الإخوان كإرهابيين مع 3 فيديو
وصف تشومكسي ترامب بأنه ظاهرة فريدة من نوعها، لم تتكرر مطلقا في أي من الأمم الصناعية الغربية المتحضرة. وقال موضحا “فلنأخذ على سبيل المثال المنافسات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب في السنوات الأخيرة، رأينا فيها مرشحين شعبويين أكثر خطورة من ترامب، مما دفع قواعد الحزب إلى التدخل لتصفيتها، على غرار ما حدث مع ميشيل باكمان، وريك سانتورم وهيرمان كين. ولكن يبدو أن قيادات الجمهوريين لم تتمكن هذه المرة من عمل شيء”.
نعوم تشومسكي: البشرية مهددة بالفناء بسبب الجمهوريين ولا أستبعد حربا نووية!
بالفيديو..#تشومسكي: #إسرائيل وأميركا أكبر دولتين نوويتين وإرهابيتين..و #إيران النووية لا تخيف أحدا !
وتحدث المفكر الأميركي في رده على سؤال عن علاقة المشكلات -من انعدام مساواة وعنصرية وفجوات اجتماعية وصراعات هوية- التي تواجهها الولايات المتحدة بصعود ترامب، قائلا إن “هؤلاء الذين يؤيدون ترامب ليسوا من الفقراء؛ أغلبهم من الطبقة العاملة البيضاء، الذين عانوا التهميش خلال حقبة النيوليبرالية، ولنكن أكثر دقة؛ بداية من عصر رونالد ريغن”. وأضاف تشومسكي أن الديمقراطيين تخلوا عن هذه الجموع في السبعينات، على الرغم من مواصلة ادعائهم عكس ذلك. ومنذ مدة طويلة لم يعد ممكنا الحديث عن “طبقة عمالية” في الولايات المتحدة؛ يجب الحديث عن “طبقة وسطى” عند الإشارة إلى “الطبقة العمالية”.
فوكوياما:ترامب نقطة تحول للنظام العالمي نحو عصر القومية الشعبوية وبوتين وأردوغان من ظواهرها
ويؤكد أنه “تم التخلي عن هذه الطبقة بكل بساطة. وصار الأمر يتعلق أكثر بالرواتب، فيما لا يريد أحد أن يتذكر أنه خلال عهود نمونا كانت الرواتب مرتبطة بإجمالي الناتج المحلي وبالإنتاجية. هذا العهد قد ولى منذ منتصف السبعينات (من القرن الماضي). كل شريحة من المجتمع تم التخلي عنها، وصارت معلقة. هذه الشرائح تشعر الآن بالمرارة وتضمر أحقادا”.
الشعبوية في أوروبا
لا يقتصر الأمر على هذه الأسباب فحسب؛ إذ تتوسع القائمة لتشمل، وفق تشومسكي، “عاملا آخر يعرفونه جيدا في أوروبا، يتمثل في تعزيز الشعبوية والقومية المتطرفة. وهناك ارتباط مباشر بين دعم الشعبويين المستبدين والتحمّس لصعود ترامب. الكثير منهم يشعرون بأنهم مهددون بصعود النسوية، وآخرون ( يشعرون بأنهم مهددون) من قِبل أوضاع يعتبرونها مُخلّة بالنظام الذي يرونه ملائما. من هذا الخليط خرجت توليفة شديدة الخطورة”.
بالفيديو..العدالة ضد السلطة;مناظرة تاريخية بين المفكرين الكبيرين فوكو وتشومسكي حول الطبيعة البشرية
وعن خطورة هذه الظاهرة يقول تشومسكي إن الأمر “يتعلق بالتغيير الجذري الذي يطرأ على المنظومة السياسية؛ فالولايات المتحدة في الحقيقة هي دولة الحزب الواحد، ذي الوجهين السياسيين؛ أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي.
لكن في الحقيقة، الأمر لم يعد على هذا النحو: لا زلنا بالفعل دولة حزب واحد، ولكنه حزب رجال الأعمال، الذي ليس له سوى وجه واحد، ولم يعد مهما ماذا يسمى، بعد أن اتجه الحزبان نحو اليمين. قبل عقدين من الزمن كان بالإمكان أن تصبح هيلاري كلينتون الخيار الأفضل بالنسبة إلى التيار المعتدل بين الجمهوريين”.
لكن عند الأخذ بعين الاعتبار، على سبيل المثال الملايين من مؤيدي برني ساندرز، يمكن التفكير في حزب جديد، حسب رأي تشومسكي الذي يضيف “لو كانت لدينا حركة عمالية نشطة ومناضلة على غرار ما كان عليه الوضع في الولايات المتحدة في ثلاثينات القرن الماضي، لكان من الممكن أن تجمع بين أنصار ترامب وساندرز الآن، على الرغم من أوجه الاختلاف الكثيرة بينهما، إلا أنه يجمعهما الغضب والاحتقان نفساهما بسبب الضغط الواقع على الطبقة العمالية والفقراء. هذا ربما سيكون البداية لكيان جديد”.
شاهد أوباما يلتقي ترامب ويتعهد بمساعدته على النجاح والأخير يقول ناقشت معه نقاط الخلاف!!
ويرجع الوضع الصعب للأحزاب التي تحتل المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة الأميركية إلى الإرث البريطاني حيث لا يوجد تمثيل سياسي متوازن، وإنما نظام انتخابي يعتمد على الأغلبية، وهـذا ما يزيد من صعوبة الأمر.
مجتمع متداع
وصف تشومكسي ترامب بأنه حصيلة مجتمع متداع وماضٍ بقوة نحو الانهيار. لكنه أكّد في رده على تساؤل عما إذا كان ذلك يعني تهاوي المنظومة السياسية، بقوله “يجب أن نعترف بأن الوضع في أوروبا أسوأ. ففي أوروبا تعرضت الديمقراطية لضربة عنيفة حينما نقلت سلطة القرار السياسي إلى بروكسل. إنه تطور صادم.
الولايات المتحدة انحدرت من الديمقراطية إلى البلوتقراطية (حكم طبقة الأثرياء)، مع ملحقات ديمقراطية.
نعم هنا يوجد قدر كبير من الحرية، ومجتمع مفتوح، وهناك الكثير من الأشياء الإيجابية، ومع ذلك وبكل بساطة، لا تحصل غالبية المجتمع على الحد الأدنى من التمثيل”.
ويتحدث المفكر اليساري عن ثلاثة أرباع المجتمع، ممثلوهم لا يكترثون لهم، خاصة الشريحة ذات الأجور المتدنية، ويزداد النفوذ كلما انضمت المجموعة إلى شريحة أعلى راتبا، إلى أن نصل إلى أعلى شريحة لنجد طبقة الواحد في المئة التي تتحكم في كل شيء.
المصدر: العرب مارتين بيالكي [نُشر في 2016/10/20، العدد: 10430، ص(6)]
«تشومسكي» تنبأ بـ«ترامب» قبل 6 سنوات.. أمريكا ستكون أخطر من ألمانيا النازية
تنبأ المفكر والفيلسوف الأمريكي، «نعوم تُشومسكي»، بسيناريو وصول شخصية مثل «دونالد ترامب»، إلى سدة الحكم في أمريكا قبل نحو 6 سنوات، محذرا من أنه في حال حصول ذلك فإن أمريكا ستدمر ذاتها ذاتيا، وستشكل خطورة على العالم أكثر من تلك التي مثلتها ألمانيا، أيام حقبة النازية.
لوموند: خروج بريطانيا زلزال اوروبي اما انتخاب دونالد ترامب فهو زلزال عالمي!
الكاتب في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية «كريستوفر هوتون» أعاد التذكير بتنبؤ «تشومسكي» في مقال بعنوان «دونالد ترامب رئيسا.. لحظة تنبأ بها نعوم تشومسكي منذ 6 سنوات».
وقال في مقاله: «في أبريل/نيسان 2010، عرض نعوم تشومسكي رؤية مظلمة لمستقبل تنهار فيه أمريكا بسهولة. اليوم مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا، فإن هذه الرؤية بدأت تتحقق بشكل مؤلم».
وأضاف مستعرضا تنبؤ «تشومسكي» آنذاك: «لقد حذر الفيلسوف والمؤرخ والناشط من وصول شخصية كاريزمية إلى سدة الحكم في أمريكا مدفوعا بوعود براقة لعلاج أمراض المجتمع، وعدد العناصر الحملة التي يمكن أن تقوده إلى السلطة».
وليد فارس أبرز مستشاري دونالد ترامب يوضح حقيقة اتهام الرئيس الجديد بالعنصرية وغيرها
ورأى «هوتون» أن أوجه التشابه بين «هذه الرؤية وحالة ترامب متعددة وواضحة؛ من القوة العسكرية التي يتباهى بها الأخير إلى تضحيته بالمهاجرين غير الشرعيين (تعهد ترامب بطردهم من البلاد، وبناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك)». وهذا نص ما قاله «تشومسكي» آنذاك: «إن الولايات المتحدة محظوظة للغاية لعدم ظهور شخصية كاريزمية بها. هذه الشخصية الكاريزمية هي مثل المحتال الذي يدمر نفسه ذاتيا، مثل مكارثي أو نيكسون. إذا جاء شخص ما يمتلك هذه الشخصية الكاريزمية فإن هذا البلد سيكون في ورطة حقيقية بسبب الإحباط، وخيبة الأمل، والغضب المبرر في أوساط مواطنيها، وغياب أي استجابة لكل ذلك». وأضاف «تشومسكي»: «ماذا يمكن أن يفكر فيه الناس إذا جاء شخص وقال لهم: لقد حصلت على الجواب، لدينا عدو؟ لقد كان اليهود. اليوم سيكون المهاجرين غير الشرعيين والسود. سيقال لهم أن الذكور البيض أقلية مضطهدة. سيقال لهم يجب أن ندافع عن أنفسنا وشرف الأمة. وسيتم التعالي بالقوة العسكرية. وإذا حدث ذلك فإن أمريكا ستكون أكثر خطورة من ألمانيا أيام النازية. الولايات المتحدة هي أكبر قوة عالمية. وكانت ألمانيا قوية، ولكن كان لديها خصوم أكثر قوة. لا أعتقد أن كل هذا بعيدا جدا عن الحدوث».
مشاهير هوليوود يعبرون عن صدمتهم من فوز ترامب و باسم يوسف: سنشهد 4 سنوات كوميديا!
وتوقع «تشومسكي» أن هذا الشخص صاحب الشخصية الكاريزمية سيظهر من بين الجمهوريين، «ليس كل الجمهوريين، لكن الجمهوريين اليمينيين، الجمهوريين المخبولين، والذين سيكتسحون الانتخابات المقبلة».
ولفت إلى أنه لم ير أمريكا على هذا النحو منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وقال: «الجو العام في البلد مخيف. مستوى الغضب والإحباط والكراهية من المؤسسات كبير، أمريكا ذاهبة إلى أوهام التدمير الذاتي». وتحدى الجمهوري «ترامب» كل استطلاعات الرأي، وفاز أمس بالانتخابات الرئاسية، واعترفت الديموقراطية «هيلاري كلينتون» بهزيمتها.
ففي حوالي الساعة 3:00 بتوقيت نيويورك من يوم الثلاثاء، بلغ رصيد «ترامب» من المجمع الانتخابي 279 صوتا، مقابل 218 لـ«كلينتون»، ليفوز بالانتخابات محققا نحو 9 صوتا أكثر من الرقم الذي يحقق لها الفوز، وهو 270. بينما حصل على أصوات شعبية تزيد عن منافسته بما يقل قليلا عن مليون صوت.