العلم والدين.. والدول الثلاثة الاديان، كل الاديان، خسرت العلم، واستعدته، حين قدمت نفسها منافسا للإنسان في اكتشاف هذا الكون وأسراره وخفايا، واعطت رؤية شاملة للحياة والمستقبل؛ ثم استطاع الانسان، مستعينا بالعلم، اكتشاف اسرار هذا الكون وخفاياه، واظهر كذب التفسيرات الدينية!!! لم تعترف الاديان ان تفسيرها للكون يستند لأساطير ورثتها عن كهنة، اغلبهم دجالون، كذابون، إنما اصرت على موروثاتها الخاطئة، وباتت تحارب العلم، وتتهم العلماء بالكفر والزندقة!!! بعض الدول سيطر عليها العلماء، فوضعوا الاديان في مكانها المناسب لها(المعبد)، وفرضوا عليها ممارسة دورها الروحي والاخلاقي، وعدم تجهيل الناس في تقديم تفسيرات (خرافية )للحياة، واستجابت الاديان في تلك الدول، بفعل السلطة التي قبض عليها العلماء.. وبعض الدول سيطر عليها رجال الدين، فاخذوا يعززون سلطتهم، ويقدمون للمجتمع تفسيراتهم وخرافاتهم، ولكنهم يأخذون من العلم والعلماء ما يعزز سلطانهم، مثلا يستفيدون من المنتجات الصناعية التي قدمها العلماء، في مجالات الطب والهندسة والاتصالات والنقل والاقتصاد والإدارة وغير ذلك، ولكنهم يعلقون على البناية التي يبنيها المهندس (العالم )صورة رجل الدين ويكتبون عليها (هذا من فضل الله) والحقيقة انها من فضل المهندس، واموال الشعب، وليست من فضل الله!!! لكنهم يكتبون أسمائهم على مؤلفاتهم (الخرافية)ولا يكتبون عليها (هذا من فضل الله) !!! انهم يسرقون المهندس ويسرقون الله معاً!!! ويوجد بعض الدول، ما تزال تعيش صراعا بين العلماء ورجال الدين، ولم تحسم معاركهم بعد !!! الأنموذج الاول: الدول العظمى والدول المتقدمة. الأنموذج الثاني: الڤاتيكان، والسعودية، وإيران، وإسرائيل، وطالبان، وداعش. الأنموذج الثالث: دول العالم الثالث. ما ينبغي ان نفهمه بعد تجارب قرون سبقتنا فيها امّم وشعوب، ان افراغ المجتمعات من تجربة روحية (دين)خطا كبير، لا يضعف المجتمع فحسب، بل يضعف الدولة ايضا؛ لان الخرافة، والأساطير، والدين، من حاجات الانسان الاساسية التي لايمكن الاستغناء عنها. ولكن يجب ان يوضع الدين في مجاله الطبيعي، وهو المعبد، المعبد هو المكان الذي يساعد الأفراد على للعروج الروحي، والاتصال بالمطلق، وإرواء (ظمأهم الوجودي)، لان هذا المجال يلبي حاجة إنسانية حقيقية للإنسان. وكذلك يجب ان نفهم ان العلم، والدولة، لا تصلحان (موضوعيا)ان يكونا بديلا عن الدين، اطلاقا، العلم لا يملك رأيا خارج مجال التجربة، والدولة لا معنى لها خارج دائرة تنظيم مصالح الأفراد وحمايتها !!! غيث التميمي كاتب وباحث 2016/11/14
المواد المنشورة لا تعبر بالضرورة عن راي أزاميل