فوز ترامب اسقط الأيدلوجية .. و الأيدلوجيين نظرة من داخل أميركا …. …………………..
يتساءل الصديق عبد الحميد الصائح مستشهدا بتصريح لنعوم تشومسكي عن الحدث الجلل لفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة غير المتوقع للجميع مناصرين و معارضين ..!! هنا ادلو برأي في هذه القصة الغريبة العجيبة بالنسبة لنا نحن المغرمين بالبحث عن النغل و من بزره ..!!! اعتقد – بعد عشرة طويلة في الولايات المتحدة و معاشرة للأمريكان – ان الناخب الأمريكي لا يذهب الى صندوق الأقتراع محملا بايدلوجية مسبقة ابدا .. يذهب و في ذهنه بعض وعود المرشح الواضحة و الصريحة التي تمس حياته اليومية المباشرة .. ذهب الناخب الأمريكي الأبيض من الطبقة الفقيرة و المتوسطة و الثرية هذه المرة و كل منهم في ذهنه وعد من وعود ترامب .. بالنسبة للطبقة الفقيرة اطمئنت ان ترامب سوف لن يلغي برامج المساعدات الحكومية لمعدومي الدخل .. للطبقة المتوسطة التي تعاني من ضعف الأجور او قلة الفرص فهم يعزون ذلك الى كثرة وجود اليد العاملة المهاجرة الرخيصة خاصة المقيمة بشكل غير قانوني و التي نافستهم على فرص العمل و هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين عددهم 12 مليون حسب التقديرات .. و في ذهنهم ايضا الجدار الذي وعد ببناءه ترامب لأيقاف الهجرة من المكسيك و امريكا الجنوبية .. و في ذهنهم معضلة قانون الرعاية الصحية (اوباما كير) التي منحت شركات التامين فرصة لئيمة رفع الأجور و الرسوم بشكل مبالغ به خاصة لمن لا يعمل في شركة تتولى دفع بعض المستحقات التي تعين العامل ..
و في ذهنه تشدد ترامب ازاء الراديكاليين الاسلاميين و الأرهاب الذي اصبح مخيفا للأمريكي العادي .. و في ذهنه وعد ترامب في الغاء اتفاقية التجارة الحرة و العودة بالمصانع الأمريكية من المكسيك و الصين الى اميركا .. و في ذهنه وعد ترامب في زيادة الضرائب على البضائع الصينية المستوردة لغرض حماية المنتوج المحلي .. و في ذهنه فساد بعض السياسيين في العاصمة واشنطن ..هذا بالنسبة للطبقة المتوسطة .. اما بالنسبة للطبقة الثرية و اصحاب البزنس .. ففي ذهنهم وعد ترامب بتخفيض الضرائب .. و في اذهان الجميع خيبة اميركا في الشرق الأوسط و في العراق حصرا حيث ذكرهم ترامب بحجم المبالغ الهائلة التي انفقتها اميركا هناك و لم تجني سوى عراق واقع في الفوضى و الفساد والأرهاب و نفوذ ايران و دول الجوار الأخرى .. ترامب اكثر من مرة يلوم اوباما و هيلاري على سحب الجيش الأمريكي من العراق باعتباره سببا لظهور داعش .. و انصياع ادارة اوباما للنفوذ الايراني في العراق في صفقة مقابل اتفاقية البرنامج النووي الأيراني التي يعتبرها ترامب نكسة .. من جانب اخر التحقيق الذي فتحته FBI مع هيلاري حول خرقها لقانون الكتمان على اسرار الدولة من خلال استخدامها لأيميلها الخاص و اعادة التحقيق قبل اسبوع من الأنتخابات .. و مقتل السفير الأمريكي في بنغازي في عهد هيلاري كوزير خارجية .. و طول فترة الديمقراطيين في الحكم ثمان سنوات .. و عدم وضوح برنامج كلنتون حول القضايا التي طرحها ترامب بقوة و التي تعني المواطن العادي .. ثم الترويج الاعلامي الضخم لهيلاري جعل بعض انصارها يتكاسلون من الذهاب للأنتخابات بتوقعهم الفوز المحتم لكلنتون ..!! جملة هذه العوامل قادت الى فوز ترامب ….. أما حجي الأيدلوجيات و نعوم تشومسكي .. فميوكل خبز لعامل يبحث فرصة عمل او زيادة اجر … سوالف تشومسكي تفيد ديناصورات الحرب الباردة بالشرق الأوسط يكرزون بيها سوالف أكَلك و لا تكَول بالكَهاوي لو بعد ربع العركَ الأول .. فوز ترامب اسقط الأيدلوجية و الأيدلوجيين ..