كذبت منظمة الصحة العالمية خبرا نشره أحد المواقع الالكترونية وأعادت صحيفة “الشرق الأوسط” استخدامه في متن وعنوان تقرير لها، وتسبب في موجة غضب شعبية ورسمية في العراق. ونسب الخبر للمنظمة الدولية تحذيرها من تزايد “حالات حمل غير شرعي” في مدينة كربلاء العراقية بالتزامن مع احياء مراسم دينية. و قالت المنظمة الأممية في بيان نشر على موقعها الرسمي إنها “تنفي بشدة” و”تستنكر استخدام اسمها في خبر عار عن الصحة نشر على موقع “أصوات حرة” يدعي أن أحد إعلامي المنظمة في جنيف صرح بخصوص الزواج غير الشرعي خلال المراسم الديني”. وأضاف البيان “وإذ تدين المنظمة بأشد عبارات الإدانة إقحام اسمها في تقرير مفبرك لا يمت لمبادئها بصلة، فإنها تتحرى حالياً عن مصدر الخبر الخاطئ وقد تلجأ إلى مقاضاة ناشريه”. وقد سارعت صحيفة الشرق الأوسط، الصادرة في لندن عن المجموعة السعودية للابحاث والتسويق، إلى حذف الخبر من موقعها الالكتروني وحذف صورة نسختها الورقية المصورة من الموقع ايضا، ووضع صورة عدد اليوم الفائت بدلها. كما نشرت لاحقا نص بيان التكذيب الصادر عن المنظمة الأممية، مرفقا بإعلان الاستغناء عن مراسلها في العراق لنشره “معلومات مغلوطة”. وقالت الصحيفة “إنها تنشر هذا النفي لتصحيح المعلومات المغلوطة التي تضمنها، كما تعلن أنه تم ايقاف التعامل مع محرر الصحيفة في بغداد الذي تسبب بنشر التقرير، وتؤكد أنها تلتزم بالمعايير المهنية الأخلاقية والدقة والموضوعية”. ولم تشر الصحيفة في نفيها إلى الموقع الذي تقول منظمة الصحة أنه نسب الخبر الملفق اليها. وكانت الصحيفة استخدمت التصريح المذكور وضمنته في سياق تحقيق نشرته عن احياء مراسم “زيارة الأربعين” في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، حيث يتوجه مئات الآلاف من الزوار الشيعة الى مرقد الامام الثالث لديهم، الحسين بن علي. ووضعت الصحيفة التصريح المفبرك “تحذير أممي من حالات الحمل غير الشرعي” في كربلاء عنوانا لتحقيقها الذي يتحدث عما تقول الصحيفة إنها مشاركة “ثلاثة ملايين زائر بينهم مليونا إيراني يرافقهم عناصر الباسيج” (الحرس الثوري الإيراني)، في مراسم احياء أربعينية الأمام الحسين في كربلاء غدا”. غضب وندد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان ما نشرته الصحيفة وقال إنه يمثل “اساءة للشعب العراقي”. وقال البيان إن التقرير الملفق الذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط “يشكل اساءة للشعب العراقي الغيور الذي يقاتل ويضحي بخيرة ابنائه دفاعا عن الارض والشرف والكرامة ، وعليه فإننا نطالب هذه الصحيفة والجهة المالكة لها بتقديم اعتذار للشعب العراقي على التقرير السيئ الملفق الذي كذبته منظمة الصحة العالمية”. وأضاف “وفي الوقت الذي ندعو إلى الابتعاد عن نشر الأخبار المضللة والتحريضية ، فإن العراق يحتفظ بحقه في مقاضاة الصحيفة المذكورة وفق الاصول والقوانين المعمول بها”. وقد اثار تحقيق الصحيفة غضبا كبيرا في الشارع العراقي، انعكس في الآلاف المشاركات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي التي اتهمت الصحيفة بإهانة العراقيين والتطاول على شرف العراقيات. كما نشر العديد من المواقع الاخبارية العراقية تعليقات وكلمات غاضبة ضد تقرير الصحيفة. صدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء العراقين حيدر العبادي وصف تقرير الصحيفة بأنه “يشكل اساءة للشعب العراقي الغيور الذي يقاتل ويضحي بخيرة ابنائه دفاعا عن الارض والشرف والكرامة”. وطالب رئيس الوزراء العراقي “الصحيفة والجهة المالكة لها بتقديم اعتذار للشعب العراقي على التقرير السيئ الملفق الذي كذبته منظمة الصحة العالمية” مشددا على أن “العراق يحتفظ بحقه في مقاضاة الصحيفة المذكورة وفق الاصول والقوانين المعمول بها”. كما نقل عدد من وسائل الإعلام العراقية تعليقا لرجل الدين الشيعي، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، نشر على موقعه الرسمي وصف فيه تقرير الصحيفة بأنه “تعد وقح على ملايين الناس” وأضاف “ومعه لابد لها من الاعتذار والا سنطالب باغلاق المكتب بطرقنا المعهودة”. ودعا الصدر الحكومة العراقية الى التعامل مع ما اسماه بهذه “الجريمة” بحزم، واصفا إياها بأنها تقع “ضمن السياسات الطائفية القذرة” داعيا الحكومة السعودية أيضا الى “التعامل معها بحزم”. وقبل اصدار المنظمة نفسها بيانا لتكذيب الخبر، اجرى “بيت الاعلام العراقي” رصداً على الخبر ومضمون البيان بعد ساعات على صدوره توصل الى عدم صحة البيان بعد تدقيق الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية على الانتريت بنسخته العربية والانكليزية، اضافة الى صفحات التواصل الرسمية التابعة الى المنظمة ذاتها على فيسبوك وتويتر.
الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية على الانتريت بنسختيه العربية والانكليزية
http://www.who.int/ar/
http://www.who.int/en/
الحساب الرسمي لمنظمة الصحة العالمية على تويتر وفيسبوك
https://twitter.com/WHO
https://www.facebook.com/WHO/
وتابع “بيت الاعلام العراقي” ايضا الصفحة الرسمية للمتحدث بأسم المنظمة غريغوري هارتل على “تويتر” ولم يجد اي بيان او موقف صادر منه حول ما جاء في الخبر المنشور في صحيفة “الشرق الاوسط” وتناقلته لاحقا عشرات المواقع المحلية والعربية من دون تدقيق.
الحساب الرسمي على تويتر للمتحدث باسم منظمة الصحة العالمية غريغوري هارتل
https://twitter.com/HaertlG?lang=en&lang=en
ووجد “بيت الاعلام العراقي” ان اخر بيان رسمي صدر عن المنظمة في الشان العراقي قبل يوم 20 تشرين الثاني (نوفمبر) كان يتعلق بتفجير انتحاري جرى بواسطة استخدام سيارة اسعاف طبية طاول مدينة سامراء (شمال بغداد) في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، اذ دان البيان الحادثة واعتبرها “تهديد للقدرة على تقديم الرعاية الصحية والخدمات الطبية العاجلة في العراق”. بيان المنظمة:
http://www.who.int/mediacentre/news/statements/2016/attacks-using-ambulances/ar/
وعلى وقع تصاعد الجدل المحلي والعربي حول الخبر المفبرك، اصدر الموقع الاقليمي للمنظمة بيانا رسميا ظهر يوم 20 تشرين الثاني (نوفمبر)، كذب فيه رسميا ما جاء في البيان المنسوب اليه في صحيفة “الشرق الاوسط”.
وقال الخبير الأمني والكاتب العراقي هشام الهاشمي
وقال الكاتب والاعلامي عمار السواد
صيغة العنوان الرئيسي: تحذير أممي من حالات الحمل غير الشرعية، والعنوان الآخر: الباسيج ومليونا زائر ايراني، والصورة جندي عراقي موجود في نينوى بحالة ذهول جراء انفجار سيارة مفخخة. أي قارئ غير عارف بوضع العراق، سيفهم الأمر كالتالي: ان الرجال العراقيين في الجبهات والعراقيات يحملن “حملا غير شرعي” بوجود الباسيج الإيراني!
بالطبع ليس جديداً على الإعلام في الشرق الاوسط ممارسة التدليس والتحريض واثارة النزاعات في بلداننا، لكن ان يصل الأمر الى هذا المستوى، وينسب الى منظمة الصحة العالمية “الغربية” التي تصبح بقدرة قادر “مأذونا إسلامياً” يحدد الحمل الشرعي من غير الشرعي، فهذا هو الرخص. وهي المنطلقات نفسها التي لم تفكر بالنازحات الا كمشاريع “جنسية” او “زواجية”، والتي حولت اخواتنا الإيزيديات الى إماء.