- انباء عن محاولة خمسة دُول على تأسيس بيتا سياسيا للسنة العراقيّين، كل دولة تقترح خمسة قيادات سنية وتتكفل بتزكيتهم ودعمهم، السعودية وتركيا والامارات وقطر والأردن.
- تتشابك التحليلات عن مصير الأقليات الدينية في مناطق الصراع التي تتواجد فيها داعش في العراق وسوريا، والكل يراهن على عمليات تغيّر ديموغرافي يبدأ بالتهجير وينتهي بالخطف والقتل والتهميش.
- وهذا التحليل يوافق خريطة طريق إعادة تكوين المنطقة التي لا تزال تأزم الوضع في الشرق الأوسط والقوى الكبرى قد فشلت في السيطرة على العناصر الخطرة فيها، وأصبحت تلك العناصر لها غاياته الاستراتيجية الواضحة في تصدير خطرها نحو الغرب “العالم الغني”، وهذا التهديد له آثاره المدمّرة في المدى المنظور. 4. وهذا ما تدركه ايران وتركيا جيداً، لذلك كانت ميولهم مع إطالة أمد الحرب على الإرهاب، والإمعان في فضح عوراته ونشر مآسيه كي ترفض الحواضن السنية الفكر المتطرّف الذي يزعم حمايتهم ويرضون بالواقع.
- أما الحديث عن تقسيم العراق وسورية الى دول بحسب الطائفة والقومية فهو حديث عن مستقبل ليس بالقريب لامتصاص الغضب، فليس من المعقول أن تسمح القوى الكبرى وتركيا وإيران والسعودية أن تكون هناك دولة سنية يحكمها عناصر متطرّفة من تنظيم البغدادي أو أنصاره.
- السنة في العراق ثلاث فئات وكل فئة منقسمة على نفسها وفي سورية ٥ فئات وهي منقسمة على نفسها أيضا، وكذلك الشيعة في العراق أحزاب غير منسجمة مع بعضها، ولكن هناك تخادم مصالح الدول مع طموحات تلك الفئات في الحكم وتحقيق الأمتيازات المعنوية والمادية، ولذلك يتم التلاعب بهم وحسب قاعدة” لكل فئة طريقتها بالتخادم”.
- بداية سقوط نينوى كان ارتداداً لأحداث عالمية كبرى، فبعدها أعلن البغدادي دولة الخلافة، وتأسيس الحشد الشعبي، وإزاحة المالكي عن الولاية الثالثة، وظهور التحالف الدولي بقيادة أمريكا، كل ذلك كان له تأثير على العالم و دول جوار العراق، وتسبب في ظهور تحالفات ومصالح سياسية مختلفة وجديدة…
- وولدت تلك الأحداث الكبرى فرصة فرضت روسيا الاتحادية كدولة منافسة للتحالف الدولي في سورية والعراق، وأعطت إيران قوة في حواراتها النووية..
- الحديث بالتفصيل عن المقاومين من ابناء نينوى ومدونيها ومصادر المعلومات الاستخبارية الإرشادية غير سهل، ليس لقلة المصادر الأخبارية فقط ولكن لتداخل كثير من الحكايات في بعضها، فالمقاومة هناك كلمة عريضة يدخل فيها، العرب والكرد والتركمان والايزيدية والشبك والمسيحيين .
- والمتتبع لخلايا المقاومة في نينوى يجد صعوبة تصنيفها لأنها خلايا محلية ومناطقية تتفق في الإطار العام، فهي تمثل أبناء نينوى وتؤمن بمبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية ومناهضة داعش ومباركة التعايش، ولكن يختلفون في تفاصيل معينة، وقد ينتسب لخلايا المقاومة في الجماعة الواحدة أشخاص مختلفين فمنهم ذو توجّه قومي وآخر ديني لكنهم متفقون على أهداف عامة…وكذلك بسبب المخاطر الأمنية وتأثير جواسيس داعش فإن هذه الخلايا كثيراً ما كانت تنحل، ويحدث اندماج لبعضها مع خلايا أكبر.
- أن يكون الشخص متعايشا مع داعش، يعني أن لا يعتبر له حق بالحياة من قبل الدولة المتحالفة بالضد من داعش، كما ينعدم الرابط القانوني بينه وبين الدولة التي ولد ويعيش فيها فليس له حقوق وهو متهم والكل يسيء الظن به.نشأت ظاهرة المتعايش مع داعش مع أحتلال داعش المناطق الغربية والشمالية في العراق وحيث عمدت داعش الى تذويب الهوية الوطنية والقومية وتفعيل المناهج الداعشية، حيث توجب على الأهالي التحاكم الى شرعية تفرض عليهم عادات وتقاليد فيها رهبانية وتطرف.
- في غرب العراق بعد هزيمة القوات الحكومية العراقية واندلاع موجة التمدد الداعشي في حزيران ٢٠١٤، سعت داعش لتطوير هويتها الخاصة، لتواجه مسألة من هم السنة الذين يشملهم مفهوم المؤمن بداعش والذي يستحق الأمان والكفالة المالية، وقد كان للظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أثر كبير على انخراط نسبة كبيرة من ابناء تلك المدن مع داعش.
- سجل مدونو نينوى أن الوجود العسكري والأمني لداعش لم يكن كافيًا لإحداث التغيير الاجتماعي والثقافي لدى أهالي مدن وقرى جنوب نينوى، ولم يؤمن الا القليل من الأهالي بهؤلاء الذين جاءوا في ركب داعش، وعملوا في خدمتها، سوى ما كتبه المدونون عن المنافقين والتكفيرين الذين انظموا لداعش لحاجات مالية ولتقارب بالافكار التكفيرية، وقد ظهرت هناك عمليات ثأر عشائرية تسببت بمنازعات واقتتال بينهم.
- وما كتبه المدونون عن سياسة داعش وتطرفها ضد من لم يبايع من الأهالي هو الكثير، وما خلفوه من اسأت واضطهادات وإعدامات تمثل أهمها في مدينة القيارة نفسها.
- للدواعش محاولات كثيرة لتغيير عادات وتقاليد أهالي القيارة إلى سمات داعشية في الملبس والتدين والسلوك الشعبي، وما يرتبط بها من تقاليد وممارسات…لكن أهم ما يلفت النظر أنه لا تفاعل حقيقي بين الدواعش الأجانب “المهاجرين” والعراقيين “الانصار”، ولأن وجود عشيرة الجبور الكثيف في جنوب نينوى مهّد السبيل إلى أن تكون داعش غير مستقرة وليس هي بالمدينة الآمنة لسكن المهاجرين من عامة الدواعش ومن كبارهم على السواء..
- وإذا كان التراث الشعبي الموصلي الأدبي قد تجاهل الدواعش، فإن الثقافة الشعبية لقرى ومدن جنوب نينوى حافظت لنا على الكثير من مفردات العادات والتقاليد الموصلية الأصيلة. وهو ما يعني، في التحليل أنعدام التفاعلات على مستوى العلاقات بين الأهالي الموصليين وبين الدواعش المهاجرين.
- ولا ينكر أي مراقب تقصير علماء سنة العراق في الجهود المبذولة في إيضاح حقيقة المكفرة، وذلك منذ أن انزاح تنظيم القاعدة امام الصحوات عام ٢٠٠٨، نعم وجدت جهود للشيخ ابي المنار العلمي والشيخ فتحي الموصلي والشيخ ابي قصي الغريري في فضح فكر ومنهج التكفير، ولكن هذه الجهود تظل فردية، وأما المشايخ في الوقف السني الذين سكتوا عن محاربة التكفير ربما لأنهم يحملون أجندات سياسية، او لأنهم يخافون من بطش مقاتلي التنظيمات التكفيرية، او هم جزء من اطراف اللعبة، وهم الوجه الشرعي لأولئك الأمراء المتطرفين!!
- لقد عمل نظام البعث ومنذ عهد الرئيس احمد حسن البكر ان لا يجعل لسنة العراق مرجعية شرعية، بل المفتي اصبح في عالم النسيان والشعور السني به في مكان آخر. المفتي في زمان البعث (صوفي مذهبي) وينبغي ان يكون قريبا من الدوري أمثال عبد الرزاق السعدي وعبد الغفار العباسي، والواحد من هؤلاء محاط بمجموعة من المخابرات والأمن الصدامي، وهم من يفتون في اذنه وتقول له ماذا يفعل وكيف يتصرف وبما يفتي!!
- منذ عام ٢٠٠٤ حاول الشيخ حارث الضاري الإخواني، وضع اليد على صفة الافتاء لسنة العراق، من خلال زعامته ل( هيئة علماء المسلمين)، لكنه حين خرج عن رؤى الاخوان وخطهم السياسي نبذه معظمهم، فترك العراق، وتركه غالب سنة العراق لسلبية فتاويه، ودفاعه عن القاعدة ومقاتلي الفكر التكفيري، في اكثر من حوار على قناة الجزيرة وغيرها ..
- حاول الاخوان بعد الضاري وضع يدهم على صفة الإفتاء لسنة العراق مرة اخرى من خلال مجلس علماء العراق لكنهم فشلوا، فجأوا على راس المجمع الفقهي بالعلامة احمد حسن الطه المتقارب معهم، وهم يراهنون على دعم الوقف السني للمجمع الذي فيه من خيرة علماء وشيوخ اهل السنة( الاخوان والسلفية والصوفية) وأنهم راهنوا على نجاحه، ولكن المؤسف ان ثمن الصورة التي صنعهاالبعثية لمفتي سنة العراق، افشل مشروع صناعة أكثرية سنية تتبع وتلتف حول مرجعية شرعية سنية متمثلة بالمجمع الفقهي لكبار علماء سنة العراق، وايضاً وقد مضى زمن على تاسيس المجمع الفقهي ولم يصدر فتوى او بيان ضد الفكر التكفيري بالتحذير منه او بالتعريف به!!!..
- اما السلفية فكانت لهم مغامرة في صناعة دار إفتاء خاص بهم نهاية عام٢٠٠٣، جاء بها الشيخ العلامة صبحي السامرائي والشيخ عبدالحميد الراشدي والدكتور محمود المشهداني والدكتور فخري القيسي والشيخ مهدي الصميدعي والشيخ عبدالستار الجنابي وبدعم معظم الهيئات الشرعية للفصائل المسلحة السلفية، وأسسوا ما يعرف ب( الهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى) لكنهم فشلوا لأسباب عديدة من ابرزها، التمويل كونهم ليس لديهم دعم من الوقف السني، وانشغال معظم شيوخ الهيئة بقتال الامريكان، وانقسامهم في موضوع العمل السياسي وحكم نازلة الجهاد وحكم كتابة الدستور وحكم الدخول في البرلمان والحكومة!!!
- واما الصوفية؛ فهم منذ البداية اعتمدوا على تقاليد أسسها لهم نظام البعث في رئاسة دار الإفتاء المعروفة عندهم ب ( مفتي الديار العراقية) حيث تولى بعد العلامة عبدالكريم المدرس الصوفي هذا اللقب اكبر تلاميذه الشيخ جمال عبدالكريم الدبان الذي ترأس دار افتار الصوفية حتى عام ٢٠٠٧ وبعد وفاته تم اختيار الشيخ رافع الرفاعي، المشهور بمواقفه المناصرة لحزب البعث جناح عزة الدوري، والذي لم يصدر منه أية فتوى تندد بالفكر التكفير المتطرف!!
- واما آلِ السعدي؛ فهم مع امتلاكهم ذخيرة العلم، والتقدم به، الا انهم عرفوا بنصرتهم لحزب البعث، وسعيهم وراء المال السياسي، وخير شاهد على ذلك فشلهم في قيادة الحراك الشعبي السني، وفتواهم في حرمة الانتخاب عام ٢٠١٤.. ومتابعتهم لأهواء البعث، ولم يذكر عنهم موقف ضد الفكر التكفيري!!
- واما الشيخ الدكتور احمد الكبيسي، فانه صاحب جراءة على الصحابة ولديه شطحات فقهية وفكرية، افقدته قبوله عند عامة سنة العراق.. فضلا عن تاريخه المتناقض بين فكر جماعة التحرير والفكر الإخواني والصوفي احيانا والتشيع السياسي في احيان اخر!!