منع محافظ النجف لؤي الياسري، الفرقة السمفونية الوطنية العراقية من العزف والمشاركة في أحد المهرجانات الثقافية المقامة في المحافظة بحجة أن “العرض يسيء إلى قدسية المدينة”، وفق ما أعلنه قائد الفرقة محمد أمين عزت.
وأكد عزت، في حديث صحفي أن “الفرقة وبدعوة من قبل إحدى منظمات المجتمع المدني جاءت إلى النجف لتقدم عرضها الأول في المحافظة خلال مهرجان شبابي يضم فعاليات ثقافية وفنية، وكانت الفرقة “متحمسة جدا” لأنها لم تعزف في هذه المحافظة من قبل، وعند وصولها تفاجأت بقرار المحافظ قبل 12 ساعة فقط بمنعها من العزف بحجة أن “العرض يسيء إلى قدسية المدينة، وطالب منظمي مهرجان “صانعو السلام” بإلغاء الفقرة”.
وعبّر عزت عن تفاجئهم بقرار المحافظ لأنهم جاؤوا إلى النجف على أثر الموافقة المبدئية من قبل الحكومة المحلية بعزف الفرقة في المهرجان، واصفا القرار الذي اعتبره خللا في ثقافة المحافظ بغير المهني وغير المدروس، بحسب تعبيره.
وأضاف أن “الفرقة لا تتوقف عن عزف السمفونية في النجف وسنحاول وبكل ما نحمل من حب لهذا الوطن أن نعزف الحياة في جميع محافظات العراق”.
من جانبه أعرب رئيس منظمة “صانعو السلام”، عمار النجار، في مؤتمر صحفي عن أسفه للجماهير، قائلا “إننا نستغرب هذه التصرفات من قبل محافظ النجف حيث إننا قمنا بتقديم طلب رسمي قبل أكثر من شهر وحصلنا على الموافقة الرسمية والشفوية لإقامة المهرجان متعدد الفقرات لكنه وقبل أقل من 12 ساعة قرر أن يبعث عناصر أمنية قامت بمنع ممارسة الفريق أعماله داخل القصر الثقافي في النجف”.
وأردف النجار أنه تعرض إلى التهديد في حال تم عزف السمفونية في القصر الثقافي، حسب قوله.
من جهة أخرى، أوضح الناشط المدني علاء السفير، أحد أعضاء منظمة “صانعو السلام”، أنهم تعرضوا إلى التهديد والوعيد من قبل أحد ضباط الأمن بالمحافظة، مشيرا إلى أن الأخير “قام وبأمر من المحافظ بالدخول إلى القصر الثقافي ووجه لنا عبارات غامضة ورسالة شفوية من قبل المحافظ، لكننا عزمنا على إقامة المهرجان وذهبنا إلى المحافظ للاستفسار لكنه رفض استقبالنا وأبلغنا عن طريق مدير مكتبه أنه قرر إلغاء المهرجان الذي كان من المقرر أن يذهب ريعه للأطفال المصابين بمرض السرطان” .
وأكدت منظمات المجتمع المدني التي كانت حاضرة في المؤتمر الصحفي، على أن “محافظ النجف يستهدف الشباب بشكل مباشر، وأنه يستغل الدين بهذا الاستهداف لأنه يعتبر أن هذه النشاطات تسيء إلى قدسية المدينة”، مطالبين مجلس المحافظة بالتدخل وبشكل مباشر في الحد من هذه التصرفات “غير مسؤولة”، بحسب تعبيرهم .
ويرى المراقبون أن السمفونية لا تسيء إلى قدسية محافظة النجف كما يراها البعض، بل إنها تعطي رسالة الحب والسلام في الوقت الذي انتشرت فيه رسائل الكره والحقد وأصوات الحروب، مؤكدين أن ما يسيء إلى المحافظة وقدسية النجف هي “المحسوبيات والمنسوبيات وانتشار النفايات وازدياد أعداد الفقراء والمحتاجين والأرامل والتجاوز على المناطق الخضراء”.
الجدير بالذكر أن الفرقة السمفونية الوطنية العراقية تأسست بشكل رسمي عام 1959، ومارست عملها الثقافي والفني في العراق وخارج العراق. ورغم عدم تقديم الدعم لها من قبل المعنين لكنها تعزف رغم الظروف الصعبة والتهميش من قبل النظام السابق، لكنها لم تمنع ولا مرة من ممارسة عزفها وسط جماهيرها ومحبيها.
واحتجت صفحات الناشطين في الفيسبوك على المحافظ
وقال منصور الناصر : محافظ النجف يمنع الفرقة السمفونية العراقية من العزف في النجف، لأنها مدينة مقدسة ويمدح صدام ضمنا بهدف ذم الموسيقى ويقول إنه احترم النجف! يعني طلع صدام “أحسن” من الموسيقى التي سيذهب ريع حفلها للمرضى! بالمناسبة: شنو معنى عبارة مدينة مقدسة؟ يعني بغداد مثلا أو البصرة أو العمارة أو الناصرية مدن نجسة أو مدنسة؟ ثم هل يعرف أهل الحل والعقد ان كلمة “مدينة” تعني لغويا المرأة العبدة او الجارية، وهذا أمر غير مقدس طبعا؟ . على أية حال: كنت أتمنى أن تشهد النجف هذا الحفل السيمفوني، تخيلوا حيئنذ كم ستتضاعف قدسية المدينة وعلى العكس تماما مما يظنه هذا المحافظ “الأريب”