قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد 9 أبريل/ نيسان 2017، إعلان حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة.
وجاء ذلك الإعلان في خطاب متلفز للسيسي عقب اجتماع لمجلس الدفاع الوطني لبحث الوضع، في أعقاب تفجيرين في كنيستين بمدينتي الإسكندرية وطنطا، أسفرا عن مقتل 44 وإصابة 126 آخرين، حسب وزارة الصحة المصرية.
وأضاف السيسي، في خطابه، أنه “سيشكل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الذي سيعطيه كل الصلاحيات التي يمكن بموجبها مواجهة الإرهاب على مختلف الأصعدة”، دون مزيد من التفاصيل.
وتابع الرئيس المصري غاضباً: “نحن في مواجهة طويلة ومستمرة ومؤلمة، وسيقدم فيها ضحايا كثر من الجيش والشرطة والقضاء وأقباط مصر”.
و”مجلس الدفاع الوطني” هو المجلس المكلف بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها.
ويضم المجلس في عضويته رئيس مجلس الوزراء، ورئيس البرلمان، ووزراء الدفاع والخارجية والمالية والداخلية، ورئيس المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية.
ويتعيّن على السيسي إرسال قراره إلى مجلس النواب خلال سبعة أيام للحصول على موافقته.
وتوسّع حال الطوارئ سلطة الشرطة في توقيف المشتبه بهم ومراقبة المواطنين وتحدّ من الحريات العامة في التجمع.
وطبّقت حال الطوارئ في مصر لعقود، طوال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنّها ألغيت في أيار/مايو 2012 إبان حكم المجلس العسكري الذي خلف مبارك.
وكان إلغاء حال الطوارئ مطلبا رئيسياً للناشطين الذين قادوا الثورة ضد مبارك.
ويُشار إلى أنّ حال الطوارئ معلنة في شمال سيناء منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014 ويتم تمديد العمل بها كل ثلاثة أشهر.
ومساء الأحد تبنَّى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الهجومين، وكشف عن أسماء الشخصين اللذين نفَّذا هجومين على الكنيستين في الإسكندرية وطنطا، مشيراً إلى أنهما استخدما سُترتين ناسفتين.
وقالت وكالة “أعماق”، التابعة للتنظيم المتطرف في بيانٍ، إن أحد مقاتليها ويدعى “أبو البراء المصري” انطلق نحو الكنيسة المرقسية في الإسكندرية وفجَّر سترته الناسفة، وأضافت أن الانتحاري الثاني الذي نفَّذ تفجير كنيسة مارجرجس هو “أبو إسحاق المصري”، لافتةً إلى أنه استخدم أيضاً سترة ناسفة.
وبحسب الوكالة فإن التفجيرين أدَّيا إلى مقتل 50 شخصاً وإصابة 140 آخرين.
وأعلنت مصر، الحداد 3 أيام على ضحايا التفجيرين، فيما أصدر وزير الداخلية مجدي عبد الغفار قراراً بإقالة اللواء حسام خليفة، مدير أمن الغربية، وتعيين اللواء طارق حسونه بدلاً منه.
ويأتي التفجيران اليوم، قبل نحو أسبوعين من زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس لمصر، يومي 28 و29 أبريل/نيسان الجاري، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2000؛ حيث أجرى آنذاك البابا يوحنا بولس الثاني زيارة إلى القاهرة.