أزاميل/ متابعة: أكد الشاعر والباحث العراقي، الاثنين، أنه لن يعود إلى بلده العراق مرة أخرى، لأنه لا يريد ان يكرر خطأه مجددا، بسبب ما حصل معه عندما عاد عام 2003 مع عائلته وادى لاختطاف ابنه البكر مروان، وفيما شدد على أنه سيواصل من مكانه في الخارج، تقديم الكثير للعراق ولبغداد، انتقد المثقفين لأنهم لا يدركون دورهم في تنوير المجتمعات ولا يفصلون بين هذه المهمة وانتماءاتهم “الفئوية” الضيقة.
وقال الماجدي في الحوار إن كل العوالم الافتراضية عن وجود أماكن أخرى للحياة، صنعت فقط من أجل تقديم العزاء للإنسان، وأن هذا الأمر يصلح للأدب وليس للحقيقة”، في إشارة منه إلى العوالم والمعتقدات الدينية.
كاشفا أنه يعمل حاليا على كتابة رواية، وهو أمر لا يعتبره هروبا من الشعر، بل تنويعا، مشددا على أنه “يفرح كثيراً بولادة روائيٍّ ويحزن أكثر لولادة شاعرٍ، لأن الشعر فنّ صعب، ولا ينجح فيه إلا القلّة.
جاء ذلك في حوار سريع أجرته معه ثقافة ( سما اليوم ) عبر محررها حسين الهاشمي في عددها الصادر يوم الاثنين 16 / 3 / 2015. الذي كتب مقدمة للحوار هي : لا يحتاج إلى تعريف، وكيف يمكن أن توجز سيرته في حوار سريع مثل هذا .. كيف ، ومسقط رأسه الإبداعي والفكري يمتد من سومر في جنوب هذا الدهر والسر والكنز الجريح أو الأفق العميق المسمى (عراق ) ، وحتى هبوطه في مملكة الأراضي المنخفضة ، حيث يقيم هناك ..؟ هو المفتون بالشعر والمسرح والميثولوجيا والتاريخ القصي والأديان القديمة.. وهو العاشق للكتابة ولكن عشقه للحياة أكثر _ كما يقول عن نفسه _ .
وأدناه نص الحوار:
• وفق تجربتك الشخصية ، هل حقا (الحياة هي في مكان آخر ) ؟
- لا ، الحياة هنا على الأرض، وتاريخها يتّضح يوماً بعد آخر، وكل العوالم الافتراضية عن أماكن أخرى للحياة صنعت من أجل تقديم العزاء للإنسان ولكي تجعله قوياً متماسكاً يشعر بجدوى حياته ولم تصنع كحقائق مطلقة، الغريب أننا لا نشعر بنعمة الحياة على الأرض ونبددها في ظنون ومسالك وضعت من أجل سعة الروح والخيال لتنعش قوانا، نهمل واقعنا ونهمل أجسادنا وما تحتويه من كنوز ونهمل كل شيء من أجل (حياة في مكان آخر ) وهو أمر يصلح للأدب وليس للحقيقة.
• هل كتبت أو اقتربت من القصيدة التي حلمت بها يوما ؟ – كلا ، لكني قدمت نماذج اقتربت من هذا ولم تتطابق مع الحلم كلياّ ، مازلتُ أعتقد أني غير مقروءٍ بشكل جيدٍ ، ومازال كثيرون يحيلوني إلى نصوصي الشعرية الأولى ، وبعضهم إلى المشهورة بالإسم كثيراً ، لكني كتبت ما يقرب من 40 مجموعة شعرية فيها مئات بل آلاف النصوص ، لم يقرأها أحد بتمعنٍ ورويةٍ ، وأزعم أن فيها الكثير مما حلمت أن أكتبه .
• لماذا يهرب الشعراء اليوم إلى الرواية ؟ هل تسميه هروباً ؟ ، أنا أسميه تنويعاً في طريقة عرض تجاربهم ، النثر والسرد عالمان مذهلان ولابد لكل شاعر أن يقدم فيهما ما يستطيعه ، أنا شخصياً في صدد نشر الرواية الأولى لي قريباً . فن السرد فن عظيم وأن يتمكن منه شاعرٌ فهذا مكسبٌ عظيم للشاعر وللرواية ، أنا مع هذا التوجه كليّا ، بل وأقول بأن الشاعر إذا تمكن من كتابة روايةٍ ناجحة فعليه أن يستمر بنجاحه حتى لو كلفه هذا ترك الشعر نهائياً . أفرح كثيراً بولادة روائيٍّ وأحزن لولادة شاعرٍ ، لأن الشعر طريقٌ صعبٌ لا تتمكن منه إلا نفوس عظيمة تحتاج الصبر والألم بطريقة فائقة وقد لاتصل إلى شيء في النهاية ، أما الرواية فطريقها متنوع ومفتوح وإمكانية النجاح فيها واردة جداً.
• بماذا يفكر المبدع الماجدي بعد كل انجاز ؟ – أفكر بالذي بعده ، أنا لم أتوقف يوماً عن الكتابة فهي عالمي الأعظم ، وتجدني أحيانا أعمل في أربعة أو خمسة كتبٍ في الوقت ذاته . أعشق الكتابة ولكني أعشق الحياة أكثر منها.
• باختصار شديد : مثقفونا اليوم ؟ – مثقفونا اليوم لا يدركون دورهم القيادي الكبير في تنوير المجتمعات ولا يفصلون بين هذه المهمة وبين انتماءاتهم الضيقة سواء كانت أيديولوجية (سياسية أو دينية ) أو عرقية أو طائفية أو حتى فئوية . بصراحة أقول لك المثقف الحقيقي هو الذي يرتفع فوق كل هذه المصائد ولا يقع فيها ، وأي مثقف لا يحمل مشروعاً تنويرياً هو ليس بمثقفٍ من وجهة نظري ، الثقافة هي أن نتقدم إلى الأمام ولا نعود إلى الوراء .
• متى تعود إلى بغداد ؟ – لن أعود ، لم يبقَ في العمر الكثير ، ربما أزور بغداد زيارة قصيرة لكني لن أعود .عدت في المرة السابقة عام 2003 فما الذي حصلت عليه سوى الأذى ولذلك لن أكرر خطأي، أنا هنا أقدّم للعراق ولبغداد الكثير فهما يسكناني أينما ذهبت.