رفيقة كل فرد منا في فصل الصيف. من أكثر المشروبات استهلاكاً في الحر. إنها البيرة على أنواعها. نشربها لأنها منعشة وتروي الظمأ وخفيفة.
هل فكّرتَ يوماً بمنافع الجعة التي تحتسيها تحت أشعة الشمس أو في المساء وأنتَ تتابع مباريات “المونديال”؟ في المقابل، هل فكّرتَ أيضاً بمفعولها العكسي حين يتخطى تناولك لها المعدِّل المقبول؟
في الأسطر الآتية، حقائق ودراسات قد يجهلها كثيرون من عشّاق البيرة.
تقوّي العظام
تحتوي على نسبة عالية من مادة “السيليكون”، المرتبطة بصحّة العظام. وقد أشارت دراسة قامت بها الجامعة الاميركية Tufts ومراكز علميّة أخرى إلى أن الرجال والنساء الذين تقدموا في العمر ويشربون ما يعادل كوباً أو كوبي بيرة يومياً يتمتعون بعظام قويّة مقارنة بأبناء جيلهم.
الا أن الدراسة نفسها توصلت الى ان ارتفاع عدد البيرة يومياً عن اثنتين له مفعول عكسي.
أما عن انواع البيرة التي تحتوي على أعلى نسبة من “السيليكون”، فقد اشارت دراسة اجريت عام 2010 الى أن البيرة الخالية من الكحول والبيرة الـLight هي من أقلّ الأنواع احتواء لتلك المادة.
تقويّ القلب
عام 2011 أجري تحليل شامل لـ16 دراسة سابقة أجراها باحثون من المؤسسة الايطالية للبحوث والعلاج على 200 ألف شخص، توصل الى ان نسب الاصابة بأمراض القلب أقّل بـ31% عند الاشخاص الذي يشربون نصف زجاجة بيرة يومياً.
في المقابل، ارتفعت النسب عند الاشخاص الذي لا يستهلكون البيرة، وفي الوقت نفسه عند الذين يستهلكون أكثر من الكميّة المشار اليها.
أما جامعة هارفرد، فأكدت النتائج بدورها، واشارت في تقارير عدّة الى أن تناول البيرة بكميات معتدلة ومنطقيّة يخفضّ نسب الاصابة بأمراض قلبيّة ما بين 25 و40%، لما تلعبه من دور في خفض الكوليستيرول المضّر.
تحافظ على صحّة الكليتين
استثنت دراسة فنلنديّة البيرة من بين كل انواع المشروبات الروحيّة الأخرى، للتأكيد انها قادرة على خفض نسب تشكّل حصى في الكليتين بنسبة 40%.
وذلك لأنها تحتوي على كميّة كبيرة من الماء المسؤول عن تشغيل الكليتين، وعدم تعريضهما للجفاف المضّر لهما ولعملهما.
تحفزّ عمل الدماغ
قنينة بيرة يومياً قادرة على ابعاد عنك خطر الاصابة بمرض الالزهايمر، وفق دراسة صدرت قبل اعوام قليلة.
وقد وجدت هذه الدراسة التي اجريت على 11 الف شخص، أن مستهلكي البيرة بكميّة معتدلة اظهروا نسباً أقلّ بـ21% من سواهم في ما يتعلّق بصحّة عمل الدماغ.
بالاضافة الى ذلك، اعتبر العلماء أن مستهلكي البيرة بدوا وكأنهم أصغر بـ18 شهراً في ما يتعلق بعمل دماغهم.
تقلّل من خطر الاصابة بالسرطان
توصلت دراسة برتغالية الى ان نقع اللحمة بالبيرة تزيل 70% من الخلايا المسرطنة المسماة Heterocyclic amines أو HCAs المنتجة عند عمليّة القلي.
العلماء حمّلوا مسؤوليّة ذلك الى السكر الذي تحتويه البيرة والذي يمنع هذه الخلايا من التشكّل.
البيرة ترفع نسب الفيتامينات في الجسم
فحصت دراسة المانية نسب فيتامين B6 في دمّ أشخاص يشربون البيرة يومياً مقارنة بأشخاص لا يشربونها.
فوجدوا ان النسبة اعلى بمرتين من الذين لا يتناولونها واعلى بـ30% من عشّاق النبيذ.
تحمي من الجلطات
اكدت دراسة لجامعة “هارفرد” ان تناول البيرة باعتدال يساعد في التقليل من خطر تشكّل كتل دم صلبة في الشرايين، وبالتالي انسدادها والتسبّب بجلطات قلبيّة، دماغيّة وعنقيّة.
أفضل من النبيذ في خفضّ ضغط الدمّ
النبيذ جيّد جداً بالنسبة الى ضغط الدمّ، ولكن البيرة أفضل!
ففي دراسة قامت بها أيضاً جامعة “هارفرد” على 70 الف شخص بين عمر الـ25 والـ40، وجدت ان شاربي البيرة بمعدلات معتدلة يومياً همّ اقّل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدمّ من سواهم.
وهو أحد ابرز اسباب الاصابة بالازمات القلبيّة، وتحديداً مقارنة بالأشخاص الذي يفضلون استهلاك النبيذ او المشروبات الأخرى.
تبعد خطر الاصابة بداء السكري
دراسة اخرى لجامعة “هارفرد” تعود الى عام 2011، اجريت على اشخاص تعمّدوا رفع معدلات استهلاكم للبيرة، توصلت الى ان نسب اصابتهم بداء السكري انخفص بنسب 25%.
تطيل العمر
فائدة مفاجئة، نعم. بحسب مراجعة وتحليل لمجموعة من 50 دراسة علميّة، قام بها المعهد الاميركي للزراعة (USDA) ثبت أن مستهلكي البيرة بنسب معتدلة يعيشون أطول من غيرهم.
Usda قدرّ أيضاً أن شربها باعتدال يمنع 26000 حالة وفاة سنوياً نتيجة قدرته على منع الجلطات والأزمات القلبيّة وحتى الاصابة بداء السكري.
تساعد في عمليّة الهضم
البيرة وخصوصاً السمر منها، تحتوي ما يعادل غراماً واحداً من الالياف في كل كوب (cl 30) عكس النبيذ الذي يفتقد الى الالياف.
وبالتالي، فهذه الالياف تؤدي دوراً مهماً جداً في عمليّة الهضم.
علماً ان النقص في الالياف يسبّب متاعب هضميّة تصل الى الاسهال او الى الامساك.
تمنع الارق
تحتوي البيرة على حامض الـNicotinique وعلى مادة الـLactoflavin.
وهما مادتان معروفتان بقدرتهما على منع الارق، وبالتالي مساعدة الاشخاص على التمتّع بنوم هنىء.
تحارب القلق والتوتر
توصل باحثون من جامعة “مونتريال” الى أن كوبين من البيرة يومياً قادران على ازالة توتّر يوم بكامله والقلق المصاحب له.
تمنع الزكام وخاصة مع العسل!َ
البيرة الساخنة هي افضل علاج للزكام، فهي تساعد على تحسن الدورة الدمويّة وعمليّة التنفّس.
كما تسهم في تخفيف آلام المفاصل وتعمل على تقويّة جهاز المناعة لمحاربة أي أمراض قد يتعرّض لها الجسم.
وإذا كنت تعاني الزكام المتكرّر، وخصوصاً في فصل الشتاء، ما عليك إلاّ إحتساء بيرة ساخنة. وان لم تستلذ بها ساخنة، اضف اليها 4 ملاعق صغيرة من العسل واشربها.
تحسّن البشرة
تحتوي البيرة على بعض الفيتامينات المسؤولة عن تحسين البشرة وتحفيز الصبغات، وتالياً فإن تناولها كفيل بحصولك على بشرة نضرة واكثر نعومة.
بين البيرة و الجزر: علاقة حب!!
لا تحضر البيرة على المائدة الاّ بوجود عنصر مهم يرافقها في معظم الأحيان، وهو الجزر. الجزر الذي يشكّل جزءاً مهماً جداً من مائدتنا وحتى من طفولتنا، لكونه من أكثر الخضر التي ارغمنا على تناولها نظراً الى فوائدها الصحيّة.
ولكن ما هي هذه الفوائد؟
وفق قطاع الزراعة الاميركي، فان حبّة جزر متوسطة الحجم أو نصف كوب من الجزر المفروم، يوفر 25 وحدة حراريّة، 6 غرامات من الكاربوهيدرات، 3 غرامات من السكر وغراماً من البروتين.
كما أنه مصدر اساسي للفيتامين A، وقادر على توفير 210% من حاجة الجسم البشري يومياً، علماً انه يوفر 6% من حاجة الجسم للفيتامين C و2% من الكالسيوم والحديد.
ويحتوي ايضاً على مضاد الاكسدة Beta-carotene التي يمنحها اللون الارجواني، والذي يسهل على الجسم امتصاصه وتحويله فيتامين A.
ولن ننسى ان الجزر يحتوي ايضاً على الفيتامين K والمانغنيزيوم، والفوسفور، والماغنيزيوم، والفيتامين E والزنك.
أما عن المنافع الصحيّة الناتجة من هذه المحتويات، وفق الدراسات، الجزر قادر على التأثير ايجاباً لمنع الاصابة بأمراض السرطان، وتحديداً سرطان الرئتين وسرطان الدمّ وسرطان البروستات.
والمنفعة الاساسيّة فهي وفق طبيب العيون الدكتور جيل كوري، هي في تحسين النظر الذي يتأثّر بنقص الفيتامين A من الجسم، وتناول الجزر تالياً قادر على اعادة المستويات المتوازنة.
كذلك الجزر قادر ايضاً على تعديل مستويات السكر في الدم، وتأخير اعراض الشيخوخة، من دون ان نتجاهل آثاره المهمة على تحسين جهاز المناعة.
وماذا عن المكسّرات؟
بيرة وجزر لا ينقصهما الاّ المكسرات لتكتمل عدّة السهرة. غير أن هذه الاخيرة ما زالت مصدر قلق بالنسبة إلى الأفراد الذين يقصدون عدم الاكثار منها خوفاً من زيادة الوزن والكوليستيرول.
ولكن مفاجأة سارّة لمن يخشى السمنة: وفق دراسة حديثة نشرت في المجلة الاميركية للطب الغذائي، لم يعد ينبغي ان تخاف من تناول بعض المكسرات، وخصوصاً النيئة أو المحمّصة على الهواء.
علماً ان الدراسة التي جمعت 31 دراسة اخرى، استنتجت أن الاشخاص الذي تناولوا كمية من المكسرات يومياً، خسروا ما يعادل 500 غرام أكثر من غيرهم! ولكن خسارة الوزن ليست المنفعة الوحيدة التي توصلت اليها الدراسة بالنسبة إلى المكسرات.
فهذه الأخيرة قادرة على تخفيف نسبة التوتر والقلق، و المكسرات “المشكلّة” منها تحتوي على حامض الـAlpha linolenic، ولديها تأثير وقائي على القلب والشرايين. اللوز الموجود في المكسرات مصدر اساسي للفيتامين E وB والماغنيزيوم قادر على تحسين جهازك المناعي.
اللوز، الفستق، البندق، الكاجو تلعب أدواراً مهمّة في خفض خطر الاصابة بأمراض قلبيّة، وذلك وفق دراسة لجامعة “هارفرد”. فتلك المكسرات قادرة على تقليل نسب الكوليستيرول المضّر.
من جهتها، وجدت الجمعية الاميركية للبحوث السرطانية ان الحمية الغنية بالفستق قادرة على زيادة نسبة الاصابة بمرض سرطان الرئتين. ويرجح ان ذلك ناتج من وجود نوع من الفتيامين E المسمى “Gamma-tocopherol” الواقي من السرطان.
الفيتامين E يعتبر ايضاً غذاء الدماغ، ويمنع اي تدهور في الصحّة الدماغيّة مع التقدّم في العمر. الفستق تحديداً مصدر مهم بالفيتامين B المحافظ على صحّة الناقلات العصبيّة.