قطر تقبل الوساطة ونرفض أي فرض للوصاية عليها وأمير الكويت في السعودية اليوم لرأب الصدع قطر تعلن استعدادها لتسهيل الوساطة لرأب الصدع مع الدول الخليجية. وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يؤكد رفض بلاده أي محاولة لفرض وصاية عليها، ويقول إن قطع عدد من الدول الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة لن يؤثر على مسار الحياة الطبيعية في البلاد. الكويت وسلطنة عمان تتحركان في اتصالات مكوكية لاحتواء الأزمة، والرئيس التركي يعلن تضامن بلاده مع قطر ويجري اتصالات مع قطر والسعودية والكويت للمساهمة في إيجاد حل سملي للأزمة. أكدت قطر الثلاثاء استعدادها لتسهيل الوساطة لرأب الصدع مع الدول الخليجية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
تزامناً، يزور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح جدّة اليوم لتدارك الأزمة الخليجية في إطار الوساطة التي يقوم بها مع سلطنة عُمان.
من جهته، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رفض بلاده أي محاولة لفرض وصاية عليها. وقال إن قطع عدد من الدول الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع بلاده لن يؤثر على مسار الحياة الطبيعية في قطر.
وأضاف الوزير القطري في حديث تلفزيوني إنّ “قطر وانطلاقاً من تجارب سابقة أقرّت برنامجاً استراتيجياً يهدف لعدم تأثر الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين ولا المشاريع الحالية ولا المستقبلية للدولة”، مؤكداً أن “السلطات القطرية تسعى إلى تحقيق الرؤية الوطنية للدولة بشكل مستقل عن كل الظروف السياسية”.
كذلك أكد آل ثاني أن “التصعيد ضد قطر سبقته حملة تحريض غير مسبوقة شملت إساءات طالت رموز الدولة، ولم تقابلها الدوحة بالمثل، ولكن اختارت التعامل مع الموضوع بحكمة”، مشيراً إلى أن “أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قرر تأجيل خطاب له كان مقرراً أن يلقيه مساء الإثنين من أجل منح فرصة لجهود الوساطة التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح”.
وتحدث وزير الخارجية القطري عن تلقيه العديد من الاتصالات وإجرائه اتصالات أخرى مع عدد من نظرائه الذين عبّروا عن أملهم في احتواء الخلاف الخليجي بأقرب وقت، مؤكداً “تلقي عروض من أجل الوساطة”، إلا أنه أوضح أن “قطر تتمسك بحلّ الخلافات داخل المنظومة الخليجية”.
وبخصوص حملة التحريض التي استهدفت تشويه صورة قطر في واشنطن، أكد وزير الخارجية القطري أن “علاقات قطر استراتيجية وممتازة مع المؤسسات الأميركية الرسمية ولا تقاد عبر المؤسسات الهامشية المتطرفة”.
وقال إن “هناك العديد من التحديات في المنطقة كان من المفترض أن توحّد الخليجيين”. كذلك تحدث عن علامات استفهام كثيرة تثار عن مستقبل مجلس التعاون الخليجي الذي يجب أن يقوم على الوحدة والتضامن.
الخارجية القطرية ذكرت في بيان لها أن وزير الخارجية أجرى اتصالات هاتفية مع كل من وزير الشؤون الخارجية في تونس، ووزير خارجية السودان، ووزير خارجية الجزائر، ووزير خارجية المغرب، ومستشار رئيس وزراء باكستان للشؤون الخارجية. هذا وتقود كل من كل من الكويت وسلطنة عُمان، مباحثات مكوكية مع أطراف الخلاف الخليجي، لتدارك الوضع بعد أن هزت الأزمة الخليج والمنطقة العربية، حيث سيزور أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح جدة اليوم الثلاثاء. فقد أجرى الصباح، عقب استقباله الأمير خالد الفيصل مستشار العاهل السعودي واستلامه رسالة شفوية من الملك سلمان بن بعد العزيز، أجرى اتصالاً هاتفياً بأمير دولة قطر.
وبحسب وكالة “كونا” الكويتية، فقد تمنى أمير الكويت على أمير دولة قطر،”تهدئة الموقف وعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية، إتاحة للمجال لجهود رأب الصدع وحل الأزمة”، في إشارة تدل على أن الكويت بدأت تمارس جهوداً دبلوماسية لحل الأزمة.
يأتي ذلك في وقت يجري فيه يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، مباحثات واسعة في الدوحة ضمن زيارة غير معلنة مسبقاً، التقى خلالها أمير قطر، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وقالت الوكالة إن وزير الخارجية القطري اجتمع الاثنين مع بن علوي، حيث جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك. من جهته، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي مع أمير قطر عن تضامن بلاده مع دولة قطر في ظل الأزمة المتفاقمة مع بعض دول الخليج.
ونقلت وسائل إعلامية عن مصادر في رئاسة الجمهورية أن أردوغان أجرى اتصالات هاتفية مع كل من أمير قطر وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، مشيرة إلى أن أردوغان عرض على الزعماء الخليجيين استعداده للمساهمة في إيجاد حل سلمي للتوتر الحاصل بين دول المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان تلقى اتصالاً هاتفياً من أردوغان، وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
كما أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة الخليجية وسبل تجاوزها، واتفق الطرفان على الدعوة إلى الحوار لتسوية الخلاف بين قطر والدول التي قطعت علاقاتها معها.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن قبل ذلك أن بلاده مستعدة للمساعدة في تطبيع العلاقات الخليجية من جديد، وقال إن “استقرار منطقة الخليج هو استقرار لتركيا”.
وقالت الخارجية التركية إن التضامن الإقليمي ضروري أكثر من أي وقت مضى في وقت يتفاقم فيه عدم الاستقرار والأزمات في عدد من الدول بالمنطقة.
وكانت كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر أعلنت فجر الإثنين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين المغادرة، وأغلقت المجالات الجوية والمنافذ البرية والبحرية مع الدوحة. إلا أن الكويت وسلطنة عمان لم تقطعا علاقاتهما مع الدوحة.
الجزائر: نتابع ما يجري باهتمام بالغ وندعو للحوار
أما الجزائر فقالت الثلاثاء إنها تتابع “باهتمام بالغ” الوضع بعد قرار دول عربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وناشدت الأطراف المعنية حلّ خلافاتها عبر الحوار.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء الجزائرية “بعد أن دعت مجمل البلدان المعنية بانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتهم التي يمكنها بطبيعة الحال أن تؤثر على العلاقات بين الدول حثت الجزائر على ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف”.
وأضاف البيان أن الجزائر “تبقى واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وأن الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية، خاصة وأن التحديات الحقيقية التي تعترض سير الدول والشعوب العربية نحو تضامن فعّال ووحدة حقيقية كثيرة على غرار الإرهاب”.
ويذكر أن البيان هو أول رد فعل جزائري رسمي منذ أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر، في خطوة منسقة الإثنين.