كيف نربي بناتنا؟ لندن ــ دلال جويد قد تكون فكرة المساواة في التربية بين الذكور والإناث غير صحيحة تماما، إذ ما وضعناها في الموازين النفسية والتربوية، فالتكوين النفسي للبنت يختلف كثيرا عن الصبي خاصة في مراحل المراهقة. هذا ما يؤكد عليه ستيف بيدولف، عالم النفس البريطاني ذو الشهر العالمية ومؤلف اكثر الكتب مبيعا في مجال تربية الطفل، في كتابه الجديد “أهم عشرة أشياء تحتاجها الفتيات” الذي يشير به إلى أن واحدة من كل خمس فتيات تعاني من القلق في سن المراهقة من عدم قدرتها على أن تكون مثالية في مختلف أمور حياتها بدءا بالجسد ومرورا بالأداء الجيد في المدرسة، الأمر الذي يؤدي الى اضطرابات الاكل واللجوء الى الأدوية. ربما من المهم بين الحين والآخر أن نسأل انفسنا: هل نربي بناتنا بالشكل الصحيح؟ أو بالأحرى ما هو المطلوب لتنشأ البنت قوية وحرة وواثقة من نفسها والأهم من ذلك سعيدة؟ حسب رأي بيدولف اننا نساهم في تنمية الضغوط على الفتيات فنحرق مراحل عمرية مهم من الانتقال بين الطفولة والمراهقة، ونجعلها تحت ضغط التصرف كأمرأة من دون أن نعطيها الوقت الكافي للتأقلم مع التحولات الجسدية والنفسية، وهي حقيقة مهمة في مجتمعاتنا أكثر من غيرها، فغالبا ما تجد الفتاة انها محاسبة على أفعال وتصرفات كانت تقوم بها بشكل طبيعي قبل عدة أشهر، كما انها تجد نفسها محرومة من اللعب والتصرف حسب طبيعتها الطفلة حتى داخل الأسرة لأننا نقوم بالتعامل معها كامرأة صغيرة يجب أن تتغير أفعالها وأزياؤها وعلاقاتها، لتصبح اكثر صرامة وصعوبة، في الوقت الذي لا تستطيع ان تستوعب تلك التغيرات لكنها تخضع لها مجبرة غير سعيدة. ويناقش الكتاب أهمية وجود الأب أو الاب البديل في حياة البنت، فغالبا ما يعتقد الأب ان تربية البنت مسؤولية الأم، ومع ازدياد حالات الانفصال يكاد يبتعد الاب كليا عن ابنته فلا يعرف عن تفاصيلها اليومية ومشاعرها وحاجاتها أي شيء، وتتسع الفجوة بينهما وتشعر الفتاة بعدم الأمان وبأنها غير محبوبة لابتعاد والدها عنها وهو الرجل الأهم في حياتها، وهنا يؤكد بيدولف على أن الوقت لن يكون متأخرا ابدا إذا حاول الأب استعادة العلاقة والتقرب من ابنته فهو يستطيع فعل ذلك حتى بلوغها سن العشرين، مع انه من المهم أن تشعر الطفلة بالحب والامان في السنوات الأولى من عمرها لأن هذا الحب يجعلها قادرة على توجيه عاطفتها بشكل صحيح وهو ينعكس إيجابا على حياتها كلها. والكتاب جاء نتيجة سنوات من مناقشة الآباء والامهات حول مشاكل بناتهم وكيفية معالجتها، أما الأشياء العشرة من وجهة نظر الكاتب فهي ( أن تكون الطفلة محبوبة وآمنة، وأن تحظى بالقوت الكافي من الاهتمام، وأن تتعلم كيفية تكوين صداقات جيدة، وأن تتبادل الحب والاحترام مع الأب أو الأب البديل، وأن تتعلم كيف تكون يقظة، اضافة إلى وضع الحدود، وأهمية ان تكون جزء من الحركة النسائية، وان تكون محاطة بالقريبات (العمات والخالات)، وأن تتعرف على الحياة الجنسية وتطورات جسدها بشكل صحيح، إضافة إلى ضرورة أن تتعلم الاستمتاع والفرح بكونها أنثى تحافظ على صحتها وتنتقل بسلاسة إلى أن تكون امرأة سعيدة). المقال منشور أيضا في مجلة الشبكة العراقية