من هو عبد الوهاب الساعدي ..؟
الفريق الركن الملقب بـ ( رومل العراق ) هو عبد الوهاب عبد الزهرة زبون الساعدي ولد في العماره و ترعرع في بغداد ( مدينة الصدر) خريج الكلية العسكرية الأولی دورة 69 ومن الأوائل في دورته ، خدم في صنف القوات الخاصة وعندما أصبح برتبة نقيب دخل كلية الأركان وتخرج منها عام 1996 من الدورة 61 كلية أركان برتبة رائد ركن ومن العشرة الأوائل وحصل على تقديرٍ عالٍ ثم بعدها دخل كلية القيادة ، وعندما أصبح برتبة عقيد دخل كلية الحرب ليتخرج ضابط حرب ، وإستمر في دراسته العسكرية حتی أكمل الماجستير في العلوم العسكرية ولكونه متفوقاً والأول في الأركان شغل منصب إستاذ محاضر في كلية الأركان ، في زمن النظام السابق ، وقد تخرج على يديه العديد من ضباط الركن العراقيين والعرب وهذه دلالة على مقدرته وكفاءته كون لا يحاضر في هذه الكلية إلا أصحاب الكفاءات والتميز .
إنتقل الی العمل في جهاز مكافحة الإرهاب وأصبح رئيس أركان قوات مكافحة الإرهاب ( يوازي في منصبه رئيس أركان الحرس الجمهوري العراقي سابقاً ) وأشرف علی تخريج الكثير من مقاتلين العمليات الخاصة . عند سقوط الرمادي مركز محافظة الأنبار في 2014 بيد تنظيم داعش وسقوط أغلب مدن المحافظة كذلك ذهب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي ليقود أفواج الفرقة الذهبية في الأنبار وتحديداً مدينة الرمادي وإستمر الساعدي في قيادة أفواج الذهبية بالرمادي حتی حرر الكثير من الأحياء داخل الرمادي وهو أول من إقتحم منطقة الملعب وحي الضباط والبكر وحررها من داعش وإستمر في قيادة الذهبية حتی حرر أغلب أحياء مدينة الرمادي وكان يأكل ويشرب وينام مع الجنود في داخل الكمائن والبيوت في المتقدم وكان لا يرتدي الرتب العسكرية ويقاتل مع الجنود وكان يبتعد عن الإعلام وإنشغل في التحرير ، وأهالي وشيوخ الأنبار يشهدون له بالكفاءة .
وبعد إنجازاته في الأنبار صدر أمر تعيينه من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية قائداً لعمليات صلاح الدين بدلاً من الفريق الركن علي الفريجي في 5 سبتمبر 2014 وكان لا وجود للقوات المسلحة العراقية هناك إلا في قاعدة سبايكر وجامعة تكريت ومصفی بيجي حيث كانت الذهبية صامدة في هذه الأماكن , وكانت قيادة عمليات صلاح الدين لا تمتلك قوات كافية للتحرير ومسك الأرض إلا أنه وبهذا العدد البسيط خرج الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي بقوات من الذهبية ولواء الرد السريع الثالث وفوج الشهيد اللواء فيصل الزاملي وحرر منطقة آلبو طعمة والمحزم والحمرا والمزرعة والمالحة ودخل مركز بيجي وحرر وسط بيجي بعد أن سماها داعش بـ”بيجي العصية” في الشهر 8 من 2014 وذهب الى شمال بيجي وحرر قرية آلبو جواري ودخل مصفی بيجي وفك الحصار عنه بعد شهور من الحصار وبعدها تعرض للإصابة في معارك بيجي ورقد في المستشفی لمدة .
وعاد الى الأنبار ليقود بعدها قوات الذهبية والجيش والقوات المتجحفله معها نحو معركة تكريت الفاصلة حيث خلع رتبته وأقسم أن لا يرتديها إلا بعد تحرير تكريت ، وفعلاً حرر حي القادسية في تكريت وفك الحصار عن جامعة تكريت وحرر تقاطع الديوم وحي الديوم ليدخل تكريت من الغرب والشمال ويدخل مركز المدينة والقصور الرئاسية ويعلن عن تحرير مدينة تكريت بالكامل ، نعم ثلث محافظة صلاح الدين حررتها القوات المسلحة العراقية بقيادة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي . خلال العمليات في صلاح الدين لم يرى عائلته لمدة 11 شهر ، حيث كان يصر على البقاء في قيادة العمليات وعدم النزول وذلك لقيادة المعارك بنفسه ، وقد أُطلق عليه لقب “رومل العراق Rommel of Iraq” تشبيهاً بالقائد الألماني الشهير رومل في زمن هتلر وقد إستحق اللقب بجدارة لحنكته العسكرية وخبرته العالية في القيادة والتخطيط . والآن يسطر أروع الملاحم في معركة الموصل وكان نموذجا كارزميا للقائد العسكري الذي يجمع بين الحنكة العسكرية ومهارة التعامل مع المدنيين المتواجدين في مناطق القتال وكسب قلوبهم
وقد برزت بشكل واضح في الموصل مشاعر المدنيين تجاه الساعدي/ من خلال لهفتهم للقائه واطمئنانهم لوجوده بينهم … فيما كتب الكاتب صالح الحمداني ردا على نص نشره الشاعر سعدي يوسف ضد الساعدي قال فيه:
أفضل الردود على إتهامات الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، جاء من الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي نفسه، فلقد تجاهل هذا الضابط -البسيط القيافة والذي تشبه ملامح وجهه وشاربيه وتسريحة شعره آلاف العراقيين البسطاء – ما قاله الشاعر عن كونه ضابط برتبة شرفية (دمج)، وبأنه هدّم الموصل، وبأنه “عار” على قبيلته الكبيرة، و المنتشرة في محافظة ميسان وفي بغداد بشكل رئيسي، ويتسنم العديد من أبنائها وبناتها الكثير من المراكز والمناصب والوظائف في الحكومة العراقية، وفي القطاع الخاص والأدب والفكر والصحافة والاعلام، شأن أبناء وبنات القبائل الكبرى في العراق.
آراء سعدي يوسف السياسية كانت مثار جدل منذ سقوط نظام صدام حسين، وأغلبها مبني على معلومات غير دقيقة شأن موقفه الأخير من الساعدي، المتخرج من كلية عسكرية، و معروف بين أقرانه، وهو – بالمناسبة – مفخرة السواعد منذ برز إسمه بقوة في المعارك ضد داعش. ولم يقم بهدم الموصل ولا غيرها، فالحرب مع تنظيم إرهابي، لا يشبه الحروب التقليدية، لذلك يصعب الحفاظ على المدن من الدمار أثناء القتال، فعقيدة داعش القتالية وقواعد الاشتباك لديها لا تشبه ما لدى ديغول وجيشه، ولا ما لدى هتلر وقواته، ليتم الحفاظ على الموصل كما باريس!
شعبية الساعدي الكاسحة جعلت العديد من مدوني فيسبوك يدافعون بشراسة عن هذا الرجل، وقد قاموا بنشر صور قديمة له مذ كان ملازما ثان في الجيش العراقي، وكتبوا عن تاريخه، والمنطقة التي ولد وترعرع وعاش فيها، وهاجموا سعدي يوسف بعنف، وكتب أكثر من شاعر عراقي معروف عن تجربة سعدي يوسف بقسوة، أعتقد أنه يستحقها!
أخطأ سعدي يوسف في توجيه سهام نقده للشخص الخطأ، كما أخطأ من قبل في معاداة حزبه: الحزب الشيوعي العراقي، حين خوّن الجميع وإختار لنفسه لقب نرجسي هو: “الشيوعي الأخير”!
لا أفهم في الشعر كثيراً لأقيم مسيرة سعدي يوسف الشعرية، لكنني أستطيع أن أقيّم مواقفه الانسانية والسياسية جيداً. فالرجل شابه الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد في مواقفه السياسية والانسانية الغريبة. كما شابه أكثر من شخصية عراقية معارضة لنظام صدام حسين، ممن إختلط لديهم كره صدام كديكتاتور مع كره العراق كوطن !
في أمان الله