رسالةٌ “صادمةٌ” من الجبير إلى المُعارضة السورية: الأسد باقٍ وعَليكم التعايش مَعه.. هل قرّرت السعوديّة غَسل يَديها والانسحاب من الملف السوري؟ وما هي البدائل المُقترحة؟
نقلت مراسلة RT في جنيف دينا أبي صعب عن مصدر في المعارضة السورية أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات أن الرئيس السوري الأسد باق.
وحسب المصدر قال الجبير للمعارضة أن على الهيئة الخروج برؤية جديدة وإلا ستبحث الدول عن حل لسوريا من غير المعارضة، منوها بأن الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكنا خروج الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، “وأننا يجب أن نبحث مدة بقائه في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة”.
كما نقلت مراسلتنا عن مصدر في المعارضة السورية أن مؤتمر الرياض المقبل سيعلن نهاية دور رياض حجاب.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات أعلنت عن تشكيل لجنة خاصة للتحضير لعقد مؤتمرها بالرياض وتأمين سبل نجاحه. فيما نفى يحيى العريضي، المستشار السياسي لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” السورية المعارضة، ما نقلته قناة “روسيا اليوم” عن أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أبلغ المنسق العام للهيئة رياض حجاب، أن “الأسد باقٍ” في المرحلة الانتقالية، وأن على المعارضة الخروج برؤية جديدة.
وتحدث العريضي لـ”الخليج أونلاين”، الأحد 6 أغسطس، عن ما دار بين الجبير وحجاب في اجتماع عقد بمقر الهيئة في الرياض، مساء الخميس 3 أغسطس، مبيناً أن “الوزير السعودي شجع حجاب على توسيع الهيئة لأطياف المعارضة الأخرى، وتعهد له بأن المملكة ستيسر أمورها وتدعمها، كما أشاد بأداء الهيئة خلال جولات المفاوضات الماضية في جنيف”.
وأضاف قائلاً: “السيد حجاب أكد للجبير رغبة الهيئة بالتوسع؛ لسحب ذريعة أن المعارضة متشرذمة من القوى التي لا تريد حلاً في سوريا (دون أن يسميها)”.
وحول ما ذكرته “روسيا اليوم” أن الجبير طالب المعارضة بالقبول ببقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، نفى العريضي ذلك، وأشار إلى أن “الجبير لطالما أكد أن الأسد سيرحل إما بعملية سياسية أو عسكرية”. موضحاً أن “علاقة المملكة مع المعارضة السورية كانت متوازنة ولم تفرض عليها أي شيء”.
كان السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي في “قمّة القَسوة”، وهو يُبلّغ السيد رياض حجاب، رئيس الهيئة العُليا للمُفاوضات، وأعضاءها أثناء اجتماعه بهم في الرياض بعد تهميش “طالت مُدّته”، أن “الرئيس السوري بشار الأسد باقٍ في السلطة وأن عليهم الخُروج برؤية جديدة وإلا سنَبحث عن حل لسورية بدون المُعارضة”. الرّسالة التي حَملها السيد الجبير للمُعارضة السورية التي تتخذ من عاصمة بلاده مقرًّا لها، كانت “صادمة”، إن لم تكن غير “مُفاجئة”، صادمة لأن هذه المُعارضة كانت تُعوّل كثيرًا على الرياض كداعمٍ رئيسيٍّ لها، وتضع كل بيضها في سلّتها، وصدقت تأكيدات الجبير المُتكرّرة حول رحيل الرئيس الأسد بالقوّة أو المُفاوضات، و”غير مُفاجئة” لأن الوقائع تغيّرت في ميادين القتال، ولم يَعد مُستقبل الأسد مَطروحًا على مائدة البحث لعواصم القرار العالميّة، وواشنطن على وَجه الخُصوص.
بعد قرار الرئيس دونالد ترامب وَقف برنامج تدريب وحدات من قوّات الجيش السوري الحر وتسليحها بتوصية من جورج كومبو، رئيس وكالة المخابرات المركزيّة الأمريكيّة التي تُشرف على هذا البرنامج، كان واضحًا أن موقع الرئيس بشار الأسد في قمّة السلطة في سورية بات أصلب من أي وقت مضى منذ سبع سنوات، وأن المُعارضة السورية المُسلّحة ستُواجه على الأرجح مصير قوّات “الكونترا” في أمريكا الجنوبية، التي أسستها المخابرات الأمريكيّة وسلّحتها، للإطاحة بنظام اورتيغا نيكاراغوا. ما لا يعرفه الكثير من قادة المُعارضة السورية، أن الدول الخليجيّة ليست صاحبة القرار النهائي، ولا يُمكن أن تُقدم على أي خطوة تتعلّق بدعم الجماعات المُسلّحة، وتمويلها، إلا بعد التشاور، بل وتُلقي، التعليمات الواضحة والحاسمة في هذا الخُصوص من القيادة الأمريكية، وتصريحات ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية ومدير وكالة الـ”سي أي ايه” السابق، التي برّأ فيها دولة قطر من تُهمة دعم الإرهاب، واحتفلت بها قناة “الجزيرة”، وقال فيها “أن الولايات المتحدة هي التي طلبت من قطر استضافة قيادة “حماس″، ومُمثّلين عن حركة “طالبان” في الدوحة، هي أحد الأمثلة في هذا الصدد. ما لم يَقله السيد الجبير، أو قاله ولم تَذكره التسريبات عن مُجمل لقائه بأعضاء الهيئة العليا، أن الولايات المتحدة سلّمت “مُكرهة” ملف سورية برمّته لروسيا، وأنها أدركت أن معركتها في سورية خاسرة، وأن التحالف الذي تقوده موسكو، ويضم إيران والجيش العربي السوري، وقوّات “حزب الله” يُحقّق انتصارات مُتتالية في جَبهات القتال، وآخرها استعادة مدينة السخنة، آخر معاقل “الدولة الإسلامية” في مدينة حمص، وباتت قوّات الجيش السوري تتقدّم نحو مدينة دير الزور في الشرق، وجنوب الرقّة. لا نَعرف ما هي “الرؤية الجديدة” التي يريد السيد الجبير من المعارضة السورية الخروج بها، لكن ما يُمكن قراءته بين سطور كلماته يقول صراحةً “عليكم بالتفاوض مع الرئيس الأسد للعودة إلى دمشق، في إطار مُصالحة شاملة. من يُكابر ويَرفض تصديق هذه الرواية الافتراضية يعيش في كوكبٍ آخر، فسورية في بداية الأزمة قبل سبع سنوات هي غير سورية الحاليّة، وهذا يَنطبق على السعودية أيضًا. المصدر “الرأي اليوم”