كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن أن مجموعة باحثين يدرسون طرق ووسائل محو “ذكريات الخوف” من الذاكرة.
وأجريت تجربة مؤخرا وفق التقرير على فئران، حيث أظهرت أصوات معينة لذكريات سيئة ومؤلمة، واكتشفت أن هناك طريقة جديدة لمسح هذه الذكريات من الدماغ، ويشير العلماء إلى إمكانية استخدام الاستنتاج الذي توصلوا له إما لإضعاف أو تقوية ذكريات معينة دون المساس بذكريات أخرى. ووفقا لما توصلوا له، فإن ذلك من شأنه مساعدة المصابين بالتدهور المعرفي، أو القلق الدائم بعد الصدمة عن طريق إزالة الذكريات المخيفة من عقوله والحفاظ على النافعة منها. وقال الباحث المساهم في كتابة الدراسة من جامعة كاليفورنيا بريفرسايد، جون هيونغ تشو: “يمكننا استخدام هذا الأسلوب حتى نتحكم بشكل انتقائي بذاكرة الخوف المقبول فقط، وسيتم الحفاظ على كافة ذكريات الخوف التأقلمي والتي هي ضرورية للحياة اليومية”. وأشار التقرير إلى أن العلماء أجروا دراسات سابقة لاستكشاف طرق تتنوع من فحص صورة للدماغ واستخدام الذكاء الاصطناعي وحتى استخدام المخدرات والعقاقير. وقد كشفت الدراسة التي أجراها تشو وزمليه وونغ بن كيم والمنشورة في مجلة “نيورون” الدورية، أن الفريق استخدم فئرانا معدلة وراثيا لفحص المسارات والقنوات الواصلة بين المنطقة في الدماغ المختصة بمعالجة صوت معين، وبين المنطقة المختصة بالذكريات العاطفية والتي تسمى اللوزة الدماغية “أميجدالا”. وقال تشو “إن الفئران مميزة لأننا نستطيع من خلالها تعيين وتعقب مسارات معينة توصل إشارات محددة إلى اللوزة الدماغية، وعلى إثر ذلك سيتسنى تحديد أي المسارات يطرأ عليها التغيير عندما تتعلم الفئران أن تخشى صوتا معينا”. وشبه الأمر بكرة متشابكة من خطوط الهاتف، وكل خط يوصل معلومات سمعية معينة إلى اللوزة الدماغية. في الجزء الأول من التجربة قام العلماء بإسماع الفئرانَ صوتين أحدهما مرتفع الطبقة والآخر منخفض، ولكن عند إسماعها الصوت المرتفع بث العلماء صدمة كهربائية خفيفة في أقدام الفئران. وعندما جاء الدور من جديد لسماع الصوت ذا الطبقة المرتفعة وحدها تجمدت الفئران بمكانها من الخوف، فيما لم يكن هناك استجابة مماثلة عن سماع الصوت الآخر ذي الطبقة المنخفضة. ويعد ذلك أراد العلماء اكتشاف الفروقات بين مساري الصوت المرتفع والصوت المنخفض في دماغ الفئران، فاكتشفوا أنه في الفئران التي تعرضت لصعقة كهربائية بالتزامن مع الصوت العالي، أصبحت الروابط أقوى ضمن مسار “الطبقة العالية” فيما لم يطرأ أي تغيير على المسارات الأخرى. كما وجد الفريق أن الفئران إن تعرضت بعد ذلك مرارا لأصوات الطبقة المرتفعة إياها لكن من دون التعرض لصعقات كهربائية فإنها تفقد خوفها، في عملية تسمى “انقراض الخوف”. وقال تشو “إن ذهاب الخوف هو الأساس النفسي للعلاج التعريضي الذي يستخدم بمعالجة اضطراب قلق ما بعد الصدمة”. وأضاف أنه “بعد العلاج التعريضي بأسبوعين يعود الخوف للانتكاس من جديد أو يتكرر بصورة عفوية.” وبين أن الدراسة الجديدة تقدم لنا تفسيراً لذلك، فحتى بعد انقراض الخوف، وجد الفريق أن المسار العصبي للطبقة مرتفعة الصوت ظل قوياً لدى الفئران.