حقائق عن الدراما التركية :تشاهدها ١٠٠ دولة والعائدات: ٣٥٠ مليون دولار سنويا وفي طريقها لغزو الصين واليابان! ومن الاسواق الجديدة: المكسيك والبرازيل والاسواق المستقبلية: الصين والهند واليابان. نوع المشاهدة: الشرق الأوسط: العاطفية والحياة اليومية أمريكا اللاتينية: المسلسلات التاريخية أوروبا: القضايا الاجتماعية والإنسانية
“القوة الناعمة” أو “سياسة الدبلوماسية الناعمة” هي مفهوم يتجلى بأوضح أشكاله وأهدافه في نموذج توظيف الدراما التركية في العالم العربي، بما يخدم أهداف السياسية الخارجية التركية.
القوة الناعمة مصطلح سياسي صاغه الأمريكي “جوزيف ناي” من جامعة هارفرد، واستخدمه لوصف “القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع”.
ويضرب المثل بالدراما كأداة فنية لها أهداف سياسية غير مباشرة يمكن تصديرها لدعم الانتشار الناعم إقليمياً ودولياً.
تركيا تمارس هذا النموذج بنجاح، إذ تمكنت خلال العقد الأخير من جذب المواطن العربي اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً فضلاً عن التعاطف مع قضاياها الداخلية والخارجية.
تؤكد الكاتبة التركية بلين أوزقان أن الدراما التركية كان لها تأثير “القوة الناعمة” للتعريف بتركيا وثقافتها وتاريخها في العالم الخارجي.
ويقول الكاتب الأمريكي نيك فيفاريللي إن تركيا تحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الدراما الأكثر انتشاراً، إذ صُدّرت الأعمال الدرامية التركية إلى 142 دولة حول العالم عام 2016 بالمقارنة مع 50 دولة عام 2012.
وارتفعت إيرادات المسلسلات التركية من 300 مليون دولار عام 2015 إلى 350 مليون دولار عام 2016 وتهدف صناعة السينما التركية إلى الوصول لرقم مليار دولار عام 2023.
ولكن “هيئة أبحاث الجمهور الفرنسية” كان لها رأي آخر، إذ أكدت أن 75 مسلسلاً تركياً عرضت على الشاشات العربية عام 2016 بإجمالي إيرادات بلغت 600 مليون دولار، واحتلت السعودية المرتبة الأولى من حيث المشاهدة.
وارتفع متوسط سعر الحلقة الواحدة من المسلسلات التركية في العالم العربي من 500 دولار عام 2007 إلى 50 ألف دولار عام 2017.
ووفقاً لبيانات التنسقية الدبلوماسية العامة لرئاسة الوزراء التركية، فإن تركيا تنتج نحو 100 عمل درامي سنوياً، تُصدّر منها قرابة 15 عملاً إلى دول الشرق الأوسط والبلقان وأمريكا اللاتينية وغيرها، ويصل عدد مشاهدي الأعمال التركية إلى 400 مليون مشاهد خارج تركيا.
وتشير بيانات وزارة الجمارك والتجارة التركية إلى أن الدراما التركية ساهمت في رفع حجم صادرات تركيا من الأكسسوارات والحلى والملابس وفنون الموضة والديكور بنسبة 8.92%، والألعاب الإلكترونية بنسبة 26.51%، والأعمال الروائية بنسبة 18.11%، وذلك خلال السنوات الأخيرة.
ويؤكد الكاتب والباحث التركي هاقان دمير، أن “لدى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط شغفاً كبيراً بتركيا، جزء كبير منه بسبب المسلسلات التركية وما عكسته الدراما من صور جديدة ومختلفة قريبة إلى قلوب المشاهد العربي. فكان لها تأثير أعمق عليه للتعرف على العالم التركي وكانت أبلغ من تأثير أي عدد من المقالات”.
ما جناه العالم العربي
تأثر المشاهد العربي كثيراً بالدراما التركية خلال السنوات الأخيرة، ما انعكس على حياته اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، إذ أضحت مصدراً جديداً ومختلفاً للدراما وتجديداً للعاطفة داخل أفراد الأسرة العربية التي وجدت ضالتها في الرومنسية المنشودة داخل حلقات ومواسم المسلسلات التركية المدبلجة.
كما تأثرت الدراما العربية بالتركية من حيث الأفكار والقضايا المطروحة وطرق المعالجة الفنية وفنون وتقنيات التصوير والإخراج، خاصة في الدراما التاريخية والملحمية التي صورت فترات خضوع معظم الدول العربية للسلطنة العثمانية.
وعندما وُجّه سؤال إلى مشاهدي مصر وفلسطين عام 2011، “لماذا تقبلون على مشاهدة المسلسلات التركية؟”، أجابوا لكونها تستعرض فنيات وتقنيات عالية، فضلاً عن تقديم ثقافة جديدة قريبة من الطابع العربي والعالم الإسلامي.
وأوضح تقرير الصادر عن “هيئة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية” بتركيا أن 74% من مواطني العالم العربي يتابعون عملاً درامياً تركياً واحداً على الأقل ويعرفون اسم فنان تركي على الأقل.
كما تضمن التقرير استطلاع رأي في سبع دول عربية يوضح زيادة تعلق المواطن في هذه الدول بتركيا من 75% إلى 80% خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
الموضة التركية
أنعشت الدراما التركية سوق الملابس الجاهزة والأكسسوارات والحلى التركي، حسبما أكد المدير الإقليمي لشركة “قايرا” بالشرق الأوسط، فوركان أورتاقايا، موضحاً أن الأعمال الدرامية التركية أدت إلى زيادة صادرات تركيا من الملابس والأكسسوارات في دول الشرق الأوسط، وخاصة الإمارات وفلسطين ولبنان والأردن، وافتتاح فروع كثيرة للماركات التركية في معظم الدول العربية بعد زيادة الإقبال الشعبي على ما يشاهدونه في المسلسلات والأفلام التركية.
وتحولت تركيا إلى علامة هامة في “الموضة الإسلامية” التي اخترقت الأسواق العربية مؤخراً بالتزامن مع الغزو الدرامي، وتمثلت في الملابس الفضفاضة ذات الألوان الزاهية وأغطية الرأس المزركشة وتنوع الأكسسوارات التي تتسم بضخامة الحجم.
اختراق العالم العربي
تحضر في العالم العربي الدراما التركية الرومنسية والتاريخية والاجتماعية، بداية من مسلسل “إكليل الورد” الذي يعد أول إطلالة تركية على المشاهد العربي، عام 2004، ثم بمسلسلات “سنوات الضياع” و”نور” و”حريم السلطان” و”أسميتها فريحة” و”العشق الممنوع” نهايةً بالمسلسل التاريخي الذي يتم عرضه حالياً، “قيامة أرطغرل”.
تحظى الدراما التركية ونجومها بمتابعة كبيرة بين الجمهور العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة، ولكن أكثر ما يشغل بال الجمهور العربي هو الحياة الخاصة بهؤلاء النجوم، حيث اشتهر البعض من نجوم الدراما التركية بعلاقاتهم العاطفية التي شكّلت أجمل الثنائيات وما زالت تحت الأضواء.
وقد برزت هذه الثنائيات في بطولة المسلسلات التركية، إلا أن بعضها جاء من خارج الوسط الفني كما فعل آخر النجوم الأتراك مراد يلدريم الذي تزوج من الجميلة المغربية ايمان الباني وشكّلت قصة حبهم مادة دسمة للإعلام العالمي.
حيث أن النجمان بوراك أوزجيفيت وفخرية إفجان الذين ما زالا حبيبين منذ 3 سنوات، فيما بدأت علاقة النجمين كرم بورسين وسيريناي ساريكايا منذ سنة ونص تقريباً.
أما بيرين سات وزوجها كينان دوغلو واللذان يُعدان أشهر الثنائيات الرومانسية التركية، تزوجا من 4 سنوات، وخالد آرغنش وزوجته بيرجوزار كوريل من الثنائيات المحبوبة جداً في تركيا خاصة أن زواجهما دخل عامه السابع.
وميرفي بولغور وزوجها المطرب مراد دالكيتش تزوجا عام 2014، أما أوزجي جوريل وسيركان شاي أوغلو جمعتهما علاقة حب منذ عام 2014.
وكيفانش تاتليتوغ وزوجته باشاك تزوجا في باريس عام 2016 وهما من أشهر الثنائيات في تركيا.
وأبرز الثنائيات التركية نستعرضها في الألبوم التالي:
بيرين سات وزوجها كينان دوغلو