حداد عام في تركيا تضامناً مع ضحايا هجوم سيناء الإرهابي تشهد تركيا حداداً وطنياً، غداً الإثنين، تضامناً مع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في سيناء، شمال شرقي مصر، الجمعة الماضي.
وأفاد بيان صادر عن المركز الإعلامي برئاسة الوزراء التركية بأن الحداد، سيكون ليوم واحد، وسيشمل تنكيس الأعلام إلى النصف في عموم البلاد والممثليات التركية في الخارج، بحسب وكالة أنباء “الأناضول” التركية الرسمية.
وفي تصريح له في وقت سابق اليوم الأحد، قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، إن “80 مليون تركي يتشاركون آلام الشعب المصري”، مجدداً تضامن بلاده مع ضحايا هذا الهجوم الإرهابي.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أدان، أمس السبت، الهجوم الإرهابي، مؤكداً أن منفذي الهجوم “ليسوا مسلمين بل قتلة”.
وأسفر الهجوم على مسجد بمحافظة شمال سيناء المصرية، أول أمس الجمعة، عن مقتل 305 أشخاص، وإصابة 128 آخرين، وفق آخر حصيلة رسمية.
إمام مسجد الروضة في سيناء يروي أحداث الهجوم الدامي
من على سريره في مستشفى الحسينية في محافظة الشرقية بدلتا النيل، أكد إمام مسجد قرية الروضة حيث قتل 305 مصلين قبل يومين، أنه على استعداد للعودة الجمعة المقبل إلى هذه القرية لاستكمال الخطبة التي كان بدأها قبل أن ينهمر الرصاص على المصلين في المسجد.
“بعد نحو دقيقتين على بدء خطبة الجمعة، سمعت صوت انفجارين خارج المسجد، ثم وجدت المصلين يجرون خوفاً وهلعاً، قبل أن يدخل أشخاص المسجد وهم يطلقون النار على كل ما يتحرك أمامهم”، هكذا روى الإمام الشاب محمد عبد الفتاح (26 عاماً) اللحظات الأولى للهجوم، الذي يندر حدوثه داخل مسجد، والذي اعتبر من أكثر الاعتداءات دموية في العالم منذ اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وتابع الإمام، الذي طلب من أهالي قرية الروضة نقله إلى بلدته بعد الاعتداء، “سقطت خلف المنبر ولم أشعر بشيء سوى بشخصين أو ثلاثة يسقطون فوقي وهم ينزفون”.
ولم يصب الشيخ عبد الفتاح سوى بكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، لكن حالته العامة جيدة. ويؤكد أن “منبر المسجد شكل حماية” له، موضحاً أن المنبر المرتفع نحو مترين عن الأرض مشيد من الطوب والإسمنت، وليس من الخشب كما هي العادة في المساجد القديمة.
ويبدو أن الاعتداء الدامي لم يضعف من عزيمة الشيخ عبد الفتاح.
وقال بحماس: “لو ربنا شفاني سأذهب يوم الجمعة المقبل (إلى مسجد قرية الروضة) لألقي خطبتي، وسوف استأذن وزير الأوقاف (الذي يتبع إليه المسجد) بأن أكمل موضوع الخطبة الذي بدأته الأسبوع الماضي وكان عن (محمد نبي الإنسانية)”.
ولم يشأ الشيخ عبد الفتاح تقديم إجابة واضحة عن السؤال: “هل أنت صوفي؟”، واكتفى بالرد: “أنا من اتباع الله ورسوله”.
وكان استقبل السبت في غرفته بالمستشفى وفداً رفيع المستوى من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أهداه لوحة مزينة بآية قرآنية.
ويتحدر الشيخ من قرية سعود التابعة لمركز الحسينية (15 كيلومتراً شمال شرق القاهرة).
وقال الشيخ عبد الفتاح، إن توقيت الهجوم “ربما يكون مرتبطاً باقتراب موعد مولد النبي (محمد) الجمعة المقبل”.
تهديدات سابقة وتابع: “سمعنا من نحو سنة من أشخاص في قرية الروضة كلاماً عن تهديدات (من جهاديين) لوقف احتفالات مولد النبي”.
وأشار إلى أن المسجد الذي تعرض للهجوم هو الأكبر في القرية ويضم ساحة وزاوية، وهي أماكن يستخدمها الصوفيون عادة لإقامة احتفالاتهم وحلقات الذكر.
ويرجح الخبراء أن يكون تنظيم داعش، وراء الهجوم الدامي، ويشيرون إلى أن التنظيم سبق أن هدد واستهدف صوفيين في شمال سيناء باعتبارهم خارجين عن الإسلام.
كما يشيرون إلى أن هذا التنظيم سبق أن تجنب في السابق تبني هجمات نفذها، كما يتأخر أحياناً في تبنيها.
ورد المجلس الأعلى للطرق الصوفية على اتهامات تنظيم داعش مؤكداً في بيان اليوم الأحد، أن “التصوف ليس دخيلاً على الإسلام بل هو الإسلام بعينه في عباداته الكاملة وفي تطبيق ما دعا إليه الكتاب والسنة، وأنه يمثل الإحسان الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
وقرر المجلس إبقاء الاحتفالات التي يقيمها داخل مسجد الحسين في القاهرة وفي المساجد الأخرى بمناسبة ذكرى المولد النبوي الجمعة، رغم اعتداء الروضة.
لكن المجلس قرر إلغاء الموكب الصوفي الذي ينظمه سنوياً في ذكرى مولد النبي محمد في القاهرة، حداداً على ضحايا الهجوم. 24 – د ب أ