أزاميل/ متابعة/ DW: ما أكثر الوعود التي أطلقها نتانياهو خلال حملته الانتخابية، فكيف يمكن له تحقيقها بعد ان فاز حزبه في الانتخابات ؟ خاصة وأنه سيكون تحت ضغوط داخلية وخارجية بسبب سياساته السابقة.
خطف رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو الفوز بالانتخابات البرلمانية التي جرت يوم أمس الثلاثاء (17 آذار/ مارس 2015) في الساعات الأخيرة. بعد أن كان متأخرا في نتائج الاستطلاعات أمام المعسكر الصهيوني، بأربعة مقاعد. وبعد إحصاء كل الأصوات تقريبا اليوم الأربعاء بلغ عدد المقاعد التي فاز بها حزب اليكود الذي ينتمي له نتانياهو 30 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا متقدما بفارق كبير على الاتحاد الصهيوني المعارض الذي حصد 24 مقعدا.
مهمة نتانياهو القادمة في عملية تشكيل حكومته لن تكون سهلة. فعلى طاولته ملف السلام المتعثر مع الفلسطينيين والملف النووي الإيراني وملف تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ومع البيت الأبيض الحليف الأكبر لإسرائيل، خاصة وأن نتنياهو قد صرح في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية إذا ما أعيد انتخابه، متراجعا عن التزامه السابق بالتفاوض على قيام دولة فلسطينية مستقلة. كما تعهد بالمضي قدما في بناء مستوطنات بالأراضي المحتلة. ومثل هذه السياسات تتحدى الرؤية الأساسية التي يتبناها الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرؤساء السابقين للولايات المتحدة من جمهوريين وديمقراطيين.
“فوز الذعر” والهاجس الأمني
وعلى موقع “دير شبيغل” الألماني الإلكتروني، كتبت حررة للشؤون السياسية نيكولا ابه تقول “إن فوز نتانياهو هو فوز الذعر”. وتعني بذلك قدرة نتانياهو خلال الأسابيع الماضية على إدارة سياسة الخوف بين الناخبين الإسرائيليين حول قضايا تمس بقاءهم. كما كتبت أن “سياسة الذعر هذه التي اتبعها نتانياهو انعكست على سلوكه كلما اقترب يوم الاقتراع، فأصبح نتانياهو نفسه مذعورا من خسارة الانتخابات وفقد السلطة. وظهر هذا بشدة على تصرفاته وتصريحاته التي أصبحت أكثر تطرفا. لكن لفوزه وسياسته خلال الحملة الانتخابية نتائج”.
لكن في إسرائيل هناك من له وجهة نظر مختلفة. إذ يرى المحلل الإسرائيلي ايلي نيسان، في حوار مع DWعربية أن تصريح نتانياهو تندرج ضمن الدعاية الانتخابية فقط، ويشير نيسان إلى أنه لا مفر أمام نتانياهو ألان من الاهتمام بقضايا امن إسرائيل، إذا ما شكل حكومة ائتلافية، لكنه أكد “أن نتانياهو سيتجه إلى البيت الأبيض بعد تشكيل الحكومة ليطرح قضية السلام مع الفلسطينيين على بساط البحث مع اوباما”.
وبعد أن اعتبر المحلل السياسي إيلي نيسان أن تصريحات نتانياهو خلال حملته لم تكن سوى للاستهلاك المحلي والدعاية الانتخابية، أشار إلى أنه أخطأ خلال قيادته الحكومة السابقة وقال “نتانياهو ارتكب عدة أخطاء وأكبرها هو توجهه للكونغرس الأميركي، رغم معارضة اوباما”. غير أن نيسان يرى أن نتانياهو تعلم من أخطاءه السابقة. “لهذا يجب على الحكومة القادمة أن تنسق وتعمل مع الاتحاد الأوروبي وأميركا. وعلى الغرب أن يعي أيضا المشاكل الأمنية التي تحدق بإسرائيل”.
فوز نتانياهو: علامة شؤم للفلسطينيين والإسرائيليين أيضا!
نتانياهو سيقود الحكومة الإسرائيلية للمرة الرابعة منذ أول حكومة شكلها عام 1996، فهل ستدفعه خبرته السياسية للمناورة مع الأحزاب اليمينية التي سيشكل معها الحكومة للدفع بعملية السلام. أكرم عطا الله يقول “هذا صعب على نتانياهو لأن الأمر محسوم بالمعنى القومي والمعنى الأيدلوجي بالنسبة له. وإذا أراد أن يثبت غير ذالك فعليه أن ينفذ انسحابات حقيقية، وأن يخضع لتسوية حقيقية تنتهي بحل الدولتين”.
ومع تعثر عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين اتهم السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا أفي بريمور نتانياهو بالعمل على “الضم التدريجي” للمناطق الفلسطينية. ففي تصريحات لمحطة “فونيكس” الألمانية التليفزيونية قال بريمور إن نتائج الانتخابات البرلمانية في إسرائيل أزاحت بعيدا فرص استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. وذكر بريمور أن نتانياهو ليس شخصا مجهولا وطريقة تفكيره معروفة على نحو كاف، وقال: “إنه محمل بدوافع أيديولوجية. هذا يعني: لا دولة للفلسطينيين، بل ضم تدريجي للمناطق الفلسطينية. وهو يحتاج من أجل ذلك إلى بناء مستوطنات”. وحذر بريمور من أن الائتلاف اليميني الذي يسعى إليه نتانياهو سيجعل إجراء “مفاوضات حقيقة وصادقة مع الفلسطينيين” أمرا غير ممكن.