كتاب قام بتأليفه سغموند فرويد عام 1927. يحكي في هذا الكتاب رؤيته عن أصل ونشأة الاديان وتطورها ويحللها تحليلا نفسيا ويكتب عن مستقبل الأديان. ويرى فرويد ان الأديان عبارة عن اعتقادات خاطئة.
بالنسبة لفرويد الأديان عبارة عن أوهام وأمنيات. يقول فرويد في الفصل السادس من هذا الكتاب : “ظهرت الاديان نتيجة رغبات وأماني قوية أرادها البشر منذ القدم “. ويفرق فرويد بين الأوهام والأخطاء ويضرب مثالين عليهما، المثال الأول عن الخطأ هو أن أرسطو كان يظن أن الهوام هي تطور طبيعي لروث الحيوانات أما مثال الوهم فهو أن يعتقد مجموعة من العنصريين أن العرق الآري هو الوحيد الذي يستحق الحضارة. وهذا وهم لأنه ببساطة حقائق مبنية على تمنيات. ويوضح فرويد ذلك : “ما يميز الوهم عن غيره أنه مستمد أساسا من أمنيات الإنسان، لكن ليس بالضرورة أن تكون كل الأوهام خاطئة” ويعطي مثالا على ذلك هو أن فتاة فقيرة تحلم وتتوهم بأن أميرا سيتزوجها وهذا الأمر غريب لكنه ليس مستحيلا.
الدين عبارة عن وهم[عدل] بالنسبة لفرويد الأديان عبارة عن أوهام وأمنيات. يقول فرويد في الفصل السادس من هذا الكتاب : “ظهرت الاديان نتيجة رغبات وأماني قوية أرادها البشر منذ القدم “. ويفرق فرويد بين الأوهام والأخطاء ويضرب مثالين عليهما، المثال الأول عن الخطأ هو أن أرسطو كان يظن أن الهوام هي تطور طبيعي لروث الحيوانات أما مثال الوهم فهو أن يعتقد مجموعة من العنصريين أن العرق الآري هو الوحيد الذي يستحق الحضارة. وهذا وهم لأنه ببساطة حقائق مبنية على تمنيات. ويوضح فرويد ذلك : “ما يميز الوهم عن غيره أنه مستمد أساسا من أمنيات الإنسان، لكن ليس بالضرورة أن تكون كل الأوهام خاطئة” ويعطي مثالا على ذلك هو أن فتاة فقيرة تحلم وتتوهم بأن أميرا سيتزوجها وهذا الأمر غريب لكنه ليس مستحيلا. أصول وتطور الدين[عدل] يقول فرويد ان الدين عبارة عن اوهام مقدسه. ثم يقول ان الفرد هو عدو المجتمع وعدو للتحضر [1] . وان لدى الفرد رغبات خطرة لابد ان يكبحها لحماية هذا المجتمع. ” ومن هذه الرغبات زنا المحارم واكل لحوم البشر والرغبة في القتل ” . ويرى فرويد ان طبيعة الإنسان هي انه غير اجتماعي ومتمرد دائما وعنده رغبه جنسية قوية جدا ورغبة في الدمار. وتظهر رغبة الإنسان في التدمير عندما يكون مجبرا على التعامل مع غيره في مجتمع واحد. ويرى فرويد انه لا بد من سيطرة الاقلية على الاكثرية في المجتمع ثم يقول ” وهذا لان افراد المجتمع عموما ليسوا على قدر كبير من الذكاء والثقافة لانهم لا يستطيعون كبح هذه الغرائز والرغبات ولا يمكن اقناعهم بضرورة نكران هذه الرغبات والغرائز، وهذه الاقلية تحمي هذه الجموع من بعضها البعض وتضبط تصرفاتهم “. التحليل النفسي للدين[عدل] الدين في تحليل فرويد هو نتيجة لعقدة أوديب. وهو نتيجة لعجز الإنسان أمام العالم حيث ينتظره صراع مع الحضارة وصراع مع الطبيعة ومن ثم مواجهة الموت. الإنسان يحتاج إلى الله مثل حاجة الطفل إلى أبيه. يقول فرويد ” مهام الإله هي ثلاث أن يبعد عن الناس شرور الطبيعة. وأن يعطي الإنسان الرضى بالقدر. وأن يعوض الإنسان عن المعاناة والتضحيات التي يقوم بها هذا الإنسان في حياته. ” ← The Arabs From a Japanese Perspective Nobuaki Notohara.تشفير الرئيس →
مقتطفات من كتاب ” مستقبل وهم ” لـ فرويد Posted on November 14, 2015 by civicegypt محمد سكرانه
حين يكون المرء قد عاش طويلا فى جو ثقافة بعينها، وحين يكون قد بذل قصارى جهده فى أحيان كثيرة ليكتشف أصولها وطرق تطورها، لابد أن يحس ذات يوم بإغراء يدعوه الى أن يدير ناظريه فى الإتجاه المعاكس ويتساءل بينه وبين نفسه عما سيكونه المصير اللاحق لهذا الثقافة والتحولات التى لامفر من ان تنتابها.
معظم الناس وجدوا انفسهم مكرهين على الإكتفاء بواحد من تلك المجالات أو بحفنة ضئيلة منها، وكلما كانت معلوماتنا عن الماضى والحاضر أقل، داخل حكمنا على المستقبل المزيد من الريب والشكوك.
ما يبدعه الإنسان يسهل تدميره والعلم والتقنية اللذان يشيد عليهما إبداعه يمكن أن يستخدما أيضاً فى تقويضه وتخريبه.
ص 18 أن المثل العليا تحتذى بأشكال النشاط الأولى التى تأذن بها مواهب فطرية وظروف خارجية لحضارة بعينها، ثم تتثبت هذه الأشكال الاولى فى صورة مثل أعلى حتى تكون قدوة تقتدى. وشعور الرضى والإرتياح الذى يمنحه مثل من المثل العليا للمشاركين فى حضارة معينة هو من طبيعة نرجسية، والأساس الذى يقوم عليه هو الإعتزاز بما تم تحقيقه بنجاح. وحتى يأخذ ذلك الشعور بالرضى والإرتياح كامل أبعاده، تقوم كل حضارة بمقارنة نفسها بالثقافات الأخرى التى نذرت نفسها لمهام أخرى وشادت لنفسها مثلاً عليا أخرى. وبفضل هذه الفوارق والإختلافات تدعى كل حضارة لنفسها حق إزدراء الحضارات الأخرى. هكذا تصبح المثل العليا الثقافية علة شقاق وعداوة وبغضاء بين الجماعات الثقافية المختلفة وكذلك بين الأمم على ماهو ظاهر للعيان.
صـ 22
ما من إنسان يعلل نفسه بوهم أن الطبيعة قد روضت، وقليلون هم الذين يجرؤون على أن ياملوا فى تسخريها بكاملها ذات يوم للإنسان. واليكم العناصر التى تهزأ بكل نير قد يحاول الإنسان فرضه عليها : الأرض التى تزلزل وتنشق وتبتلع الإنسان وماصنعت يداه، الماء الذى يثور ويفيض ويغرق كل شىء، العاصفة التى تكنس ما فى طريقها. الأمراض التى بتنا نعلم منذ أمد قصير ليس الا أنها تنشأ عن هجوم كائنات حية أخرى. لغز الموت الموجع الذى لم نوجد له حتى الآن أى ترياق والذى لن نجده له أبداً
قد اشتبه أكثر شعوب العصور القديمة موهبة بأن المويرا يسمون مقاماً على الآلهة وأن الآلهة أنفسهم يخضعون للقدر وكلما فازت الطبيعة بمزيد من الاستقلال الذاتى وكلما نفض الآلهة أيديهم منها وانسحبوا منها تركزت الترقبات كافة أكثر فأكثر على مهمتهم الثالثة وأضحت الأخلاقية ميدان إختصاصهم الفعلى.
الأفكار الدينية تنبع من ضرورة الدفاع عن النفس ضد تفوق الطبيعة الساحق
ان السيطرة النفسية هى التى تمهد الميدان أمام السيطرة المادية
الله هو أب موقر معظم والحنين الى الأب هو فى جذر الحاجة الدينية.
الأفكار الدينية معتقدات. توكيدات تتعلق بوقائع العالم الخارجى أو الداخلى وعلاقاته، وهذه المعتقدات تعلمنا أشياء لم نكتشفها بأنفسنا وتتطلب من جانبنا فعل الإيمان.
طريق الإقتناع الشخصى للإيمان بالمعتقدات يبدأ بـ :
التصديق لأن أسلافنا الأوائل كانوا يؤمنون بها.. نحن نملك أدلة وبراهين يعود تاريخها الى تلك الأزمنة البدائية بالتحديد وقد تناقلتها الأجيال حتى وصلت الينا.. من المحظور طرح مسألة صدقها وصحتها.. لأنها فعل متهور كان يُعاقب عليه فى الماضى بأصرم القصاص ولا يزال المجتمع اليوم ينظر بعين الإستهجان الى من يتجرأ على تكرارها.
النقطة الثالثة لابد أن تثير شكوكنا الى اقصى درجة لأن مثل هذا التحظير لا يمكن أن يكون له بالفعل سوى دافع واحد : فالمجتمع يعلم أى اساس واهن تقوم عليه مذاهبه الدينية، ولو كانت الحال على غير ما نقول لكان المجتمع وضع بكل تأكيد المادة الضرورية فى متناول كل من يريد الوصول الى اقتناع شخصى ثم ان علينا أن نؤمن لأن أسلافنا آمنوا لكن هؤلاء الأسلاف كانوا أشد جهلاً منا بكثير وكانوا يؤمنون بأشيائ يتعذر اليوم قبولها. فالأدلة التى تركوها لنا ميراثاُ مدونة فى نصوص يحيط بها هى نفسها الشك، فهذه النصوص تعج بالتناقضات والمراجعات والتدليسات ولايمكن الوثوق اليها حتى تتكلم عن وقائع ثابتة. أما ما تدعيه لنصها الحرفى أو على الأقل لمؤداه وفحواه من وحى إلهى فليس بذى وزن كبير، إذ أن هذا التوكيد يشكل هو نفسه جزءاً من تلك المنظومة المذهبية المطلوب تمحيصها والتحقق منها ولا يمكن لأى فرضية كائنة ما كانت أن تبرهن على نفسها بنفسها.
وهكذا ان ذلك الجزء من ميراثنا الثقافى الذى يمكن ان تكون له أعظم الأهمية بالنسبة الينا والذى من مهمته أن يفسر لنا ألغاز الكون وأسراراه وأن يؤالف بيننا وبين أوصاب الحياة، إن ذلك الجزء بالتحديد هو الذى يقوم على أقل الأدلة متانة وأكثر البراهين وهياً.
المذاهب الدينية لا تخضع لمقتضيات العقل والمنطق بل تتعالى عليهما لذلك لا ضرورة البتة لفهم هذه الأخيرة.
الحق أنه ليس ثمة سلطة تعلو على سلطة العقل ولا حجة تسمو على حجته.
أؤمن به لأنه مُحال. أوغسطينوس
الإحساس المُرعب بالضائقة الطفلية أيقظ الحاجة الى الحماية.. الحماية بالحب وهى حاجة لباها الأب وإدراك الإنسان أن هذه الضائقة تدوم الحياة كلها جعله يتشبث بأب، أب أعظم قوة وأشد بأساً هذه المرة. فالقلق الإنسانى إزاء أخطار الحياة يسكن ويهدأ لدى التفكير بالسلطان الرفيق العطوف للعناية الإلهية.
فكما أنه لا يمكن أن يرغم أى شخص على الإيمان، كذلك لا يمكن أن يُرغم أى شخص على عدم الإيمان.
صـ48ــ49ــ50ـ51ــ52ـ
مهمة الفصل والترجيح والإختيار بين ما يأمر به الله نفسه وما يصدر عن سلطة برلمان كلى القدرة أو قضاء أعلى هى مهمة دقيقة وحساسة لذلك فمن الأفضل بلا نقاش أو جدال أن ندع الله بعيداً عن المسألة كلها وأن نقر بصدق وصراحة بالأصل البشرى البحت لجميع مؤسسات الثقافة وتعاليم الحضارة. وما أن يسقط عن هذه القوانين والشرائع ادعاؤها لنفسها منشأ مقدساً حتى تتحرر كذلك من تشنجها وثباتها غير القابل للتبديل، عندئذ ستتوفر للناس المقدرة على ان يفهموا أن تلك القوانين والشرائع لم توجد للجمهم وكبحهم بل لخيرهم وصالحهم وسيقفون منها موقفاً أكثر وداً وبدلاً من التطلع إلى إلغائها سيتطلعون الى تحسينها فقط ولو تم ذلك لكان بمثابة تقدم عظيم على الطريق التى تقود بنى الانسان الى التآلف مع الضغط الذى تمارسه عليهم الحضارة.
صـ60ـ61ـ62
التصحيح للفرائض الثقافية والحضارية لن يتوقف عند تجريدها مما تتسم به من عظمة وأبهة وقداسة بل أن المراجعة العامة لهذه الفرائض لابد أن تؤدى الى الغاء الكثير منها.
الحقائق التى تنطوى عليها المذاهب الدينية مشوهة ومموهة الى حد لا يستطيع معه البشر فى غالبيتهم ان يتعرفوا فيها الحقيقة.
ألا تأمل ملياً فى التضاد المحزن القائم بين الذكاء المشع لطفل جيد الصحة وبين الضعف العقلى لراشد متوسط !
أعتقد أنه لابد أن يمر وقت طويل قبل أن يشرع طفل من الأطفال بالإهتمام بالله وبأمور الغيب اذا لم يجد من يحدثه عنها فى وقت مبكر وقد تسلك الأفكار التى سيكونها عن ذلك نفس الطرق التى سلكها أسلافه لكننا لا ندع هذا التطور يتم من تلقاء نفسه بل نفرض عليه المذاهب الدينية فى سن لا تبيح له أن يعيرها اهتماماً ولا تمكنه من استيعاب اهميتها. صـ65
أفليس البندان الرئيسيان فى المناهج التربوية الحالية تأخير النمو الجنسى لدى الطفل وإخضاعه منذ نعومة أظافره لسلطان الدين ؟ فهل من العجب فى هذه الحال أن تكون المذاهب الدينية قد أضحت بالنسبة إليه منيعة غير قابلة للطعن يوم تتفتح لديه ملكة التفكير ؟ هل تعتقد على كل حال أنه فى صالح تطور الوظيفة الفكرية أن يسلط سيف التهديد بعذابات جهنم للحيلولة بين الفكر وبين التطرق الى مسألة لها مثل تلك الأهمية العظيمة ؟
صـ 67 **
لا يخالجنى شك فى أن الإنسان سيجد نفسه يومئذ فى موقف صعب اذ سيكون مرغماً على مجاهرة نفسه بكل عسره وضائقته وصغاره فى جملة الكون ؛ كما لن يعود هو مركز الخلق ومحوره وموضوع ألطاف عناية إلهية كريمة. سوف يجد نفسه فى الوضع الذى يجد فيه الطفل نفسه اذا غادر البيت الأبوى حيث كان يطيب له العيش ويلقى الدفء.
الإنسان لايمكن ان يظل أبد الدهر طفلاً ولا محيص له فى نهاية الأمر عن المغامرة والمخاطرة بنفسه فى الكون المعادى. ( التربية بإسم الواقع)
أنت تخشى فى أرجح الظن ألا يتحمل الإنسان هذا الإمتحان القاسى ؟ لكن لنتعلق بحبال الأمل بالرغم من كل شىء. فإنه ليس بالمكسب القليل أصلاً أن يعلم الإنسان أنه ليس له قوى يعتمد عليها غير قواه الذاتية فهو سيتعلم فى مثل هذه الحال كيف يستخدمها على الوجه الصحيح ثم ان الانسان ليس بالكائن الذى لا حول له ولا طاقة فمنذ عهد الطوفان علّمه علمه الشىء الكثير وسوف يزيد أيضاً من قوته وقدرته أما فيما يتعلق بالضرورات الكبرى التى تنطوى عليها المقادير وهى ضرورات لا علاج لها ولا دواء فسيتعلم الإنسان كيف يتحملها بتسليم وإنقياد.
لا شك فى أن الإنسان سيتوصل يوم يقطع رجاءه من عالم الغيب أو يوم يركز كل طاقاته المحررة على الحياة الأرضية إلى ان يجعل الحياة قابلة للإحتمال من قبل الجميع ولن تسحق الحضارة بعدئذ أحداً. يومئذ سيكون فى وسعه أن يردد بلا أسف مع واحد من زملائنا فى الإرتياب وقلة التصديق :
أننا تاركون السماء
للملائكة والعصافير.
إننى أسلم لك بأن ذلك كله غير أكيد لكن ليس فى وسع المرء فى كثير من الاحيان أن يمسك نفسه عن المجاهرة بما يفكر به فى طويته ومن الممكن فى هذه الحال أن نعذره على ذلك بألا نحمله فوق ما يحتمل.
ضعف موقفى لا يعنى أبداً قوة موقفك !
مهما يكن صوت العقل خافتاً فإنه لا يتوقف أن لم يجد من يسمعه.
أنتم تريدون من إلهكم ان يبدأ الهناء بعد الموت مباشرة وتطلبون اليه أن يحقق المستحيل ولا تريدون أن تتخلوا عن مزاعم الفرد وإدعاءاته. إما هنا نحن العقل فلن يحقق من هذه الرغائب الا بقدر ما ستسمح به الطبيعة الخارجية وسيتم ذلك رويدا رويدا وفى مستقبل منظور.
أرجوك أن تلاحظ الفرق بين موقفك وموقفى من الوهم. فأنت لا معدى لك عن الدفاع بكل ما أوتيت من قوة عن الوهم الدينى لأن هذا الوهم إذا ما فقد حظوته وهو مهدد فعلاً بذلك بما فيه الكفاية فإن عالمك كله سينهار ولن يبقى أمامك إلا ان تيأس من كل شىء من الحضارة ومن مستقبل البشرية معاً. اما انا، نحن فأحرار من هذا الإستعباد فنحن على إستعداد للتخلى عن شطر لا بأس به من رغائبنا الطفلية ففى وسعنا أن نتحمل أن تنكشف بعض أحلامنا على انها أوهام !
لعل التربية المنعتقة من نير المذاهب الدينية لن تغير كبير شىء فى الماهية السيكولوجية للإنسان ولعل إلهنا العقل ليس خارق القوة ولعله لن يستطيع أن يفى الا بالنزر اليسير مما وعد به أسلافه والمتقدمون عليه واذا توجب علينا أن نقر ذات يوم بذلك فسنقر به بكل إستسلام وانقياد بيد أننا لن نقلع بسبب ذلك عن كل إهتمام بأمور الحياة والكون لان لدينا نقطة إرتكاز قوية ليس لديكم نظيرها فنحن نؤمن بانه فى مقدور العمل العلمى أن يعلمنا شيئاً ما عن واقع الكون وبأننا سنزيد بذلك من قوتنا وسنتمكن بالتالى من تنظيم حياتنا تنظيما أفضل واذا كان هذا الإيمان وهماً من الأوهام فإن وضعنا لا يكون مختلفاً فى هذه الحال عن وضعكم لكن العلم قدم لنا البرهان بالنجاحات الكثيرة والهامة التى حققها على أنه ليس وهماً !
وجهة نظر سيجموند فرويد حول الدين
بقلم فيصل قريشي – أخصائي نفسي عيادي ::
سيجموند فرويد صاحب نظرية التحليل النفسي يرى الدين بانه مرض نفسي و قد أفادنا الدكتور صالح الصنيع في كتابه التدين و الصحة النفسية ( ص 18 – 22 ) و بين وجهة النظر من أقوال صاحب النظرية حيث قال : ( حيث يرى أصحاب هذا الاتجاه أن الدين سبب للإصابة بالأمراض النفسية ، وهذا واضح لدى زعيم مدرسة التحليل النفسي سيجموند فرويد [ 1856 – 1939م ] . وسنحاول فيما يلي استعراض أهم أفكاره في هذا الموضوع والتي ظهرت بشكل واضح في كتابيه ( قلق في الحضارة ) و ( مستقبل وهم ) وخصوصاً هذا الأخير ، والذي خصصه لمهاجمة الدين ودوره في حياة الناس . وسيتم ذلك في نقاط متتالية وفق ما يلي : 1 – يتناول فرويد المصاعب والمشاق التي تنغص على الإنسان سعادته وصحته النفسية ويصف لها مسكنات فيقول : [ إن حياتنا ، كما هي مفروضة علينا ، ثقيلة الوطء ، وتغل أعناقنا بكثرة كثيرة من المشاق والخيبات والمهام الكأداء . وحتى نستطيع لها احتمالاً ، فلا غنى لنا عن المسكنات … ولعل المسكنات على أنواع ثلاثة : أولها إلهيات قوية تتيح لنا أن نعتبر بؤسنا هيناً أمره ، وثانيها إشباعات بديلة تخفض من وطأته ، وأخيرها مخدرات تفقدنا الإحساس به . وليس لنا عن واحدة على الأقل من هذه الوسائل غناء ] ( قلق في الحضارة ص ص 20-21 ) . وواضح اعتبار فرويد في هذه العبارة الدين مسكن مشابه للمخدرات وهي مغالطة فكرية وعلمية لا تقوم على أساس . 2 – يربط فرويد بين السعادة وبين قطع الإنسان صلته بالواقع وبالدين لأن الدين هذيان جماعي فيقول : [ ثمة طريقة أخرى أكثر جذرية وأبعد شأوا ، طريقة ترى في الواقع العدو الأوحد ، ينبوع كل ألم . فبما أن الواقع يجعل حياتنا مستحيلة لا تطاق ، فلا بد من قطع كل صلة به ، إذا كنا نحرص على السعادة بصورة من الصور … متى ما سعت الكائنات البشرية بأعداد كبيرة إلى تأمين السعادة لنفسها وإلى الاحتماء من الألم بواسطة تشويه خرافي للواقع ( الدين ) . والحال أن أديان البشرية يجب أن تعتبر هذيانات جماعية من هذا النوع ] ( المرجع السابق ص ص 29-30 ) . 3 – يرى فرويد أن الدين هذيان وأنه يشوه الواقع ويزجر العقل ولا يحقق السعادة التي يبتغيها الإنسان فيقول : [ إن الدين يضر بلعبة التكيف والانتخاب تلك ، إذ يفرض على الجميع ، وعلى نسق واحد ، طرقه الخاصة للوصول إلى السعادة وللفوز بالمناعة ضد الألم . وتقوم خطته على تخفيض قيمة الحياة وعلى تشويه صورة العالم الواقعي تشويهاً بالغاً ، وهذا نهج يتخذ مسلمه له زجر العقل وتخويفه . وبهذا الثمن يفلح الدين ، بإلباسه أتباعه بالقوة ثوب طفولة نفسية وبزجهم جميعاً في هذيان جماعي ] ( المرجع السابق ص ص 34-35 ) . 4 – يقرر فرويد أن الإنسان محروم من السعادة لأن الحضارة تحرمه من ممارسة الجنس والعدوان فيقول : [ إذا كانت الحضارة تفرض مثل هذه التضحيات الباهظة ، لا على الجنسية فحسب بل أيضاً على العدوانية ، فإننا نفهم في هذه الحال فهماً أحسن لماذا يعسر على الإنسان غاية العسر أن يجد في ظلهما سعادته. وبهذا المعنى ، كان الإنسان البدائي محظوظ القسمة في الواقع لأنه ما كان يعرف أي تقييد لغرائزه. وبالمقابل ، كان اطمئنانه إلى التمتع مطولاً بمثل هذه السعادة واهياً للغاية . وقد قايض الإنسان المتحضر قسطاً من السعادة الممكنة بقسط من الأمان ] ( المرجع السابق ص 77 ) .
5 – يرى فرويد أن الشعور بالذنب الذي جاءت به الأديان هو مشكلة الحضارة وبسبب نقص في شعورنا بالسعادة فيقول : [ كان قصدنا رغم كل شيء أن نصور الشعور بالذنب على أنه المشكلة الرئيسية لتطور الحضارة ، وأن نبين ، فضلاً عن ذلك ، لماذا يتوجب علينا دفع فاتورة تقدم هذه الأخيرة بنقصان في السعادة ناجم عن تعزيز ذلك الشعور ] ( المرجع السابق ص 103 ) . 6 – وإذا أردنا أن نعرف التعليل النفسي التحليلي لتكوين الأديان لدى فرويد فنجده يربطه بمرحلة الطفولة وحاجة الطفل للحماية مما يؤدي إلى وجود الآلهة ، حيث يقول : [ التعليل النفسي التحليلي لتكوين الأديان هو هو نفسه ، كما هو متوقع ، المساهمة الطفلية في تعليله الظاهر … حين يتبين الطفل ، وهو يشب ويترعرع ، أنه مقضى عليه بأن يبقى أبد حياته طفلاً ، وأنه لن يكون في مقدوره أبداً أن يستغني عن الحماية من القوى العليا والمجهولة ، يضفي عندئذ على هذه القوى قسمات وجه الأب ، ويبتدع لنفسه آلهة ، آلهة يخشى جانبها ويسعى إلى أن يحظى بعطفها ويعزو إليها في الوقت نفسه مهمة حمايته . وهكذا يتفق حنين الطفل إلى الأب مع ما يحس به من حاجة إلى حماية بحكم الضعف البشري ؛ كما أن رد فعل الطفل الدفاعي حيال شعور الضيق يتفق ورد فعل الراشد حيال الشعور بالضيق الذي يخالجه بدوره ، والذي يتولد عنه الدين وسماته المميزة ] ( مستقبل وهم ص ص 32-33 ) . وواضح في هذا النص الرأي البعيد عن العلمية لعدم وجود مايسنده علمياً ولتناقضه مع الفطرة السليمة للإنسان التي تعرف الإله الواحد سبحانه وتعالى . وسنؤجل الرد على آراء فرويد إلى أن ننـتهي من عرضها . 7 – يعود فرويد للتأكيد على أن الأديان توهمات وأن سبب وجودها هو الخوف الطفلي والقلق الإنساني إزاء أخطار الحياة ، فيقول : [ حين نوجه أنظارنا نحو التكوين النفسي للأفكار الدينية . فهذه الأفكار التي تطرح نفسها على أنها معتقدات ، ليست خلاصة التجربة أو النتيجة النهائية للتأمل والتفكير ، إنما هي توهمات ، تحقيق لأقدم رغبات البشرية وأقواها وأشدها إلحاحاً . وسر قوتها هو قوة هذه الرغبات . وبالأصل ، نحن نعلم ذلك : فالإحساس المرعب بالضائقة الطفلية أيقظ الحاجة إلى الحماية والحماية بالحب ، وهي حاجة لباها الأب . وإدراك الإنسان أن هذه الضائقة تدوم الحياة كلها جعله يتشبث بأب ، أب أعظم قوة وأشد بأساً هذه المرة . فالقلق الإنساني إزاء أخطار الحياة يسكن ويهدأ لدى التفكير بالسلطان الرفيق العطوف للعناية الإلهية ، كما أن إرساء أسس نظام أخلاقي يكفل تلبية مقتضيات العدالة ، هذه المقتضيات التي لبثت في غالب الأحيان غير متحققة في الحضارات الإنسانية ؛ ثم إن إطالة الحياة الأرضية بحياة مستقبلية تقدم إطار الزمان والمكان الذي ستحقق فيه تلك الرغبات ] ( المرجع السابق ص 41) . 8 – يربط فرويد بين التدين وبين بعض المشكلات النفسية وهي العجز والشعور بالتفاهة ، فيقول : [ لايزال النقاد يصرون على إطلاق صفة (( التدين العميق )) على كل إنسان يقر بما يراوده من شعور بتفاهة الإنسان وبالعجز البشري في مواجهة الكون ، وهذا بالرغم من أن جوهر التدين لا يقوم على ذلك الشعور ، وإنما بالأحرى على المسعى الذي يعقبه ويتفرع منه ، أي رد فعل الإنسان على ذلك الشعور في محاولة لاتقائه والتحصن ضده . أما من لا يتوغل إلى أبعد من ذلك ، أما من يسلم بكل تواضع بالدور الضئيل الذي يلعبه الإنسان في فسيح الكون ، فهو بالأحرى لا متدين بأصدق معاني الكلمة ] ( المرجع السابق ص 45) . 9 – يرى فرويد أن الدين لم يحقق السعادة والأخلاق التي يبحث عنها الإنسان ، فيقول : [ فمن المشكوك فيه أن يكون البشر قد عرفوا في مجملهم ، في العهد الذي كان الدين يسود فيه بلا منازع ، سعادة أكبر من تلك التي يعرفونها اليوم ؛ وعلى كل حال ما كانوا ، بالتأكيد ، أكثر أخلاقية ] ( المرجع السابق ص 52) . 10 – يشبه فرويد دور الدين في حياة الإنسان بالدور الذي تقوم به المنبهات والمسكرات للإنسان عند تناوله لهما ، فيقول : [ مفعول العزاء والسلوان الذي يقدمه الدين للإنسان يمكن المقايسة بينه وبين مفعول المنومات : وما يجري الآن في أمريكا أسطع مثال على ذلك . فهم يريدون هناك أن يحرموا الناس – تحت تأثير سيطرة النساء بالطبع – من كل منبه ومن كل شراب مسكر ، ويعلفونهم بالمقابل ورعاْ وتقوى ] ( المرجع السابق ص 67 ) . 11 – يؤكد فرويد أن الإنسان يمكن أن يحتمل مشاق الحياة عندما يقطع رجاءه بالغيب ، فيقول : [ ولاشك في أن الإنسان سيتوصل ، يوم يقطع رجاءه من عالم الغيب أو يوم يركز كل طاقاته المحررة على الحياة الأرضية ، إلى أن يجعل الحياة قابلة للاحتمال من قبل الجميع ] ( المرجع السابق ص ص 68-69) . 12 – يعقد فرويد مقارنة بين دور الدين ودور العقل في تحقيق الأخوة الإنسانية وتقليل أو تناقص الألم الذي يتعرض له الإنسان ، ويرجح العقل على الدين في هذه المقارنة ، فيقول : [ لما كانت أولوية العقل ستنشد في أرجح الظن نفس الأهداف التي يفترض في إلهكم أن يبلغكم إياها : الأخوة الإنسانية وتناقص الألم … أنتم تريدون أن يبدأ الهناء بعد الموت مباشرة ، وتطلبون إليه أن يحقق المستحيل ، ولا تريدون أن تتخلوا عن مزاعم الفرد وادعاءاته . أما إلهنا نحن ، العقل ، فلن يحقق من هذه الرغائب إلاّ بقدر ما ستسمح به الطبيعة الخارجية ، وسيتم ذلك رويداً رويداً ، وفي مستقبل غير منظور ، وبالنسبة إلى أبناء هم غير أبنائنا . أما نحن الذين نشكو مر الشكوى من الحياة فلا يعدنا بأي تعويض . ولن يكون هناك مناص من التخلي ، على الطريق التي تفضي إلى ذلك الهدف القصي، عن مذاهبكم الدينية ، ولن يكون من المهم عندئذ أن تفشل المحاولات الأولى أو ألاّ تكتب الحياة للتشكيلات البديلة الأولى . وأنتم تعلمون السبب : فما من شيء يستطيع على المدى الطويل أن يقاوم العقل والتجربة ، وتناقض الدين مع كليهما أمر لا يحتاج إلى بيان ] ( المرجع السابق ص 74) .
13 – ونختم نقلاً عن آراء فرويد حول الدين والصحة النفسية بما قاله من أن الدين عصاب البشرية الوسواسي العام ، حيث قال : [ يمكن القول بأن الدين هو عصاب البشرية الوسواسي العام ، وبأنه ينبثق ، مثله مثل عصاب الطفل ، عن عقدة أوديب، عن علاقات الطفل بالأب . وانطلاقاً من هذه التصورات ، يمكننا أن نتوقع أن يتم العزوف عن الدين عبر سيرورة النمو المحتومة التي لا راد لها ] ( المرجع السابق ص 60) . الموضوع: وجهة نظر سيجموند فرويد حول الدين بقسم قــاعـــة : عـلـم الـنـفـس الإســلامــي | Islamic Psychology