ثقافة

“غزوات الرسول”هل كانت فى سبيل الله؟؟

By nasser

December 17, 2021

الفهرس

الموضوع الصفحة
مقدمة:

– المسمى الحقيقى.. فتوحات أم غزوات..

Advertisements

3

– هل يمكن أن تكون الغزوات وسيلة لنشر الدين ؟؟ 4
أسباب الغزوات:-

– تحويل قريش من القبيلة إلى الدولة المسيطرة..

– الحالة الإقتصادية للصحابة المهاجرين والأنصار..

– حاجة المهاجرين إلى المال لرد ما عليهم للأنصار..

– الحالة الإقتصادية والإجتماعية لأهل الصُّفَّة..

Advertisements

5

7

8

Advertisements

8

أدلة علي الهدف من الغزوات :- 

– اعتراض القوافل التجارية..

Advertisements

– كتب النبى لزعماء القبائل..

– الغزوات وسبى بنات بنى الأصفر..

– الرسول يبارك سبى النساء..

9

10

11

11

وإذا كانت الغزوات لنشر الدين وفضائله فلنا هذه التساؤلات:-
– لماذا الترغيب فى الغزوات بالغنائم وبسلب القتيل؟ 12
2- لماذا كان يشترى النفوس بالأموال.. والدين لا يُشترى ولا يُباع؟ 13
3 – لماذا كان يؤثر بعض الناس مثل المؤلفة قلوبهم فى توزيع الغنائم؟ 13
4- لماذا كان المسلمون يعاملون النبى بعنف عند توزيع الغنائم؟ 14
5 – ولماذا كان صراع الصحابة على الغنائم؟ 14
6 – لماذا أيضاً لم يعاقب خالد بن الوليد رغم إرتكابه ما يلزم الحد؟ 15
7 – ولماذا فرض الجزية على أهل الكتاب المؤمنين بحسب(البقرة:62)، و(المائدة:69 15
8-  وإذا كان القرآن قد فرض الجزية على أهل الكتاب فقط فلماذا أخذ الرسول الجزية من المجوس مخالفاً للقرآن؟ 15
9-  وإذا كانت الغزوات لنشر الدين وتعاليمه فلماذا نهى الرسول عن السفر بالقرآن إلى الأماكن التى سيتم غزوها؟ 16
     تعريف للغنائم، والفئ، والصفى.. 17
   الغزوات عند بعض المفكرين.. 20
ختام:  27

– 

(صحيح البخارى – (56) كتاب الجهاد والسير – (38) باب فضل من جهز غازياً – حديث رقم 2843 – مكتبة أولاد الشيخ للتراث – الطبعة الأولى 2008 – رقم الإيداع 27028/2007)

إذن هى غزوات وليس فتوحات، وهذا سوف يتضح من أهدافها التى سوف نوضحها فيما بعد.

 

– 

 طبعاً انها لا يمكن أن تكون لنشر الدين، لأن الدين موقعه فى القلب والإكراه عليه لا يأتى إلا بالمنافقين.. يقولون الشهادة بألسنتهم، والله يعلم ما فى قلوبهم.

وظاهر أول وهلة أن الجهاد لا يكون لمجرد الدعوة إلى الدين، ولا لحمل الناس على الإيمان بالله ورسوله، وإنما يكون الجهاد لتثبيت السلطان وتوسيع المُلك.

 

دعوة الدين دعوة إلى الله تعالى، وقوام تلك الدعوة لا يكون إلا بالبيان، وتحريك القلوب بوسائل التأثير والإقناع، فأما القوة والإكراه فلا يناسبان دعوة يكون الغرض منها هداية القلوب، وتطهير العقائد. وما عرفنا في تاريخ الرسل رجلاً حمل الناس على الإيمان بالله بحد السيف، ولا غزا قوماً في سبيل الإقناع بدينه*، وذلك هو نفس المبدأ الذي يقرره النبي (صلعم) فيما كان يبلغ من كتاب الله.

قال تعالى: ” لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ” (البقرة: 256)

وقال:” ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”(النحل: 125)

وقال: “فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ” (الغاشية: 21،22)

“فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” (آل عمران: 20)

“أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ  (يونس: 99)

تلك مبادئ صريحة في أن رسالة النبي (صلعم)، كرسالة إخوانه من قبل، إنما تعتمد على الإقناع والوعظ، وما كان لها أن تعتمد على القوة والبطش، وإذا كان (صلعم) قد لجأ إلى القوة والرهبة، فذلك لا يكون في سبيل الدعوة إلى الدين، وإبلاغ رسالته للعالمين، وما يكون لنا أن نفهم إلا أنه كان في سبيل المُلك، ولتكوين الحكومة الإسلامية. ولا تقوم حكومة إلا على السيف، وبحكم القهر والغلبة، فذلك عندهم هو سر الجهاد النبوي ومعناه.[

(الإسلام وأصول الحكم – لعلي عبد الرازق – دراسة ووثائق بقلم د. محمد عمارة – ص148:146 – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – الطبعة الأولى 1972)

من ناحية أخرى فالغزاة لم يروا معجزة من الرسول تدفعهم إلى التضحية بأنفسهم.

واليك بعض الآيات القرآنية الدالة على ذلك:

(الأسراء:59): “وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ

(الشعراء:4): “إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ”

(الأسراء:93): “قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً”

إذن فهناك دوافع أخرى للغزوات.. هيا نعرض بعض هذه الدوافع..

– 

(أنظر جمع الجوامع (الجامع الكبير) للسيوطى – ج9 – حديث رقم 28116 – ص 189 – دار الكتب العلمية 2000م – بيروت)

(المستدرك للحاكم – ج2 (5 مجلدات) – حديث رقم 3617/754 – ص469 – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الثانية 2002م)

والحديث رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن عباس وكذلك رواه الإمام أحمد، والنسائى، والترمذى، وابن أبى حاتم من حديث سفيان الثورى، وقال الترمذى حديث حسن.

(تفسير ابن كثير – ج7 (8 مجلدات) – ص46 – طبعة دار الشعب – تحقيق عبد العزيز غنيم، ومحمد أحمد عاشور، ومحمد إبراهيم البنا)

واضح أن سيطرة قريش والجزية هى الهدف أما قول لا إله إلا الله فلا تعنى إلا الإنضواء تحت راية الدولة الجديدة، فهى ليست دليل الإيمان الذى موضعه القلب: “قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الآيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.

(الحجرات : 14)

ودلالة هذه الواقعة كسابقتها ولاحقتها – أنها تقطع بأن العرب لم يستوعبوا فكرة النبوة ولم يتمثلوا مبدأ الوحي، واعتبروا أن النبي يتخذ من هذه طريقاً إلى الملك ومن تلك سبيلاً إلى السيادة.

(الخلافة الإسلامية – المستشار محمد سعيد العشماوي – ص74:72 – الطبعة الأولى 1999م –  دار سينا للنشر – رقم الايداع 1945 / 1990. نقلاً عن تارخ الطبري والسيرة لابن هشام)

واضح من النص السابق أن النبى (ص) أخبر عتبة بن ربيعة عن رغبته فى إقامة مملكة أو دولة قريش التى تملك العرب والعجم.

– 

“من حدثكم أنَّا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم، فلما افتتح (ص) قريظة (يهود) أصبنا شيئاً من التمر والودك” رواه ابن حبان.

(صحيح ابن حبان – (7) كتاب: الرقائق – باب (5) – حديث رقم 684/1 – ص295 – دار المعرفة – بيروت – ص. ب 7876 – الطبعة الأولى 2004م)

فهنا عائشة تعترف أنها لم تشبع يوماً من التمر إلا بعد غزو الرسول (ص) لقريظة.

(المصدر السابق – (7) كتاب الرقائق – باب (6) – حديث رقم 729/1)

الحديث السابق لا يحتاج إلى أى تعليق لبيان الحالة الإقتصادية لبيت الرسول قبل الغزوات!

 قسم لهن مئة وسق وثمانين وسقاً، ولفاطمة بنت رسول الله (ص) خمسة وثمانين وسقاً،… الخ.

إذن بدأ الانفراج الإقتصادى مع الغزوات.

– 

 بينما نحن نصلى مع النبى (ص) إذ أقبلت عيرٌ تحمل طعاماً فالتفتوا اليها حتى ما بقى مع النبى (ص) إلا اثنا عشر رجلا فنزلت هذه الآية: “وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا” رواه البخارى.

(صحيح البخارى – (11) كتاب الجمعة – (38) باب: إذا نفر الناس عن الإمام- حديث رقم 936 – مكتبة الإيمان بالمنصورة – تحقيق طه عبد الرؤوف سعد – طبعة 2003م)

رواه أيضا الإمام أحمد (3/370).

(صحيح البخارى – حديث رقم 936 – مكتبة اولاد الشيخ للتراث – مصدر سابق)

: “غزونا مع النبى (ص) سبع غزوات أو ستا كنا نأكل معه الجراد” رواه البخارى، ومسلم (1952).

(المصدر السابق – (72) كتاب الذبائح والصيد – (13) باب أكل الجراد – حديث رقم 5495)

: “كان الرجل يجعل للنبى (ص) النخلات حتى افتتح قريظة والنضير، فكان بعد ذلك يرد عليهم” رواه البخارى، ومسلم (1771).

(المصدر السابق – (57) كتاب فرض الخمس – (12) باب: كيف قسم النبى (ص) قريظة والنضير… حديث رقم 3128)

: كان رسول الله (ص) يأمر بالصدقة فيحتال أحدُنا حتى يجئ بالمُدِّ وإن لأحدهم اليوم مائة ألف كأنه يُعَرِّض بنفسه” رواه البخارى ومسلم (1018).

(المصدر السابق – (65) كتاب التفسير – باب (11) – حديث رقم 4669)

: أتى رجل رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله أصابنى الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئاً فقال رسول الله (ص): “ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله، فقام رجلا من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله، فقال لأمراته ضيف رسول الله (ص): لا تدخريه شيئاً. قالت: والله ما عندى إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالى فأطفئ السراج ونطوى بطوننا الليلة، ففعلت،…” رواه البخارى ومسلم (2054).

(المصدر السابق – حديث رقم 4889 – كتاب التفسير)

– 

(أنظر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان – (32) كتاب الجهاد – (24) باب رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم من الشجر والثمر حين استغنوا عنها بالفتوح – حديث رقم 1159، 1160 – دار الحديث – طبعة 2003م – رقم الإيداع 3958/1994م)

لذلك يقول الشيخ خليل عبد الكريم (كان فى جماعة الاخوان المسلمين): “الغنائم والأسلاب التى يفوز بها الصحاب بعد كل هجمة وإثر كل غارة وعقب كل كبسة وغب كل هيعة ستعدل أحوالهم المالية وتجعلهم أقل اعتماداً على بنى قيلة (الأنصار) مما يمنحهم استقلالا فى الرأى وحرية فى اتخاذ القرار وطلاقة فى التصرف.

(النص المؤسس ومجتمعه – السفر الأول – ص 93 – دار مصر المحروسة للنشر – الطبعة الأولى 2002م – رقم الإيداع 2034/2002)

– 

 قدم رهط من عُكِل على النبى (ص) فكانوا فى الصُّفَّة (مكان اتخذه فقراء المسلمين آخر المسجد النبوى). وقال عبد الرحمن بن أبى بكر: كان أصحاب الصُّفَّة الفقراء. رواه البخارى.

(صحيح البخارى – (8) كتاب الصلاة – (58) باب: نوم الرجل فى المسجد – مكتبة الإيمان بالمنصورة – مصدر سابق)

: أخبرنى عبد الله بن عمر أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له فى مسجد النبى (ص). رواه البخارى فى أكثر من موضع، والنسائى (722).

(صحيح البخارى – (8) كتاب الصلاة – باب (58) – حديث رقم 440 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

 كان أهل الصفة ناساً من أصحاب رسول الله (ص)، لا منازل لهم، فكانوا ينامون على عهد رسول الله (ص)، فى المسجد ويظلون فيه مالهم مأوى غيره، فكان رسول الله (ص) يدعوهم إليه بالليل إذا تعشى فيفرقهم على أصحابه وتتعشى طائفة منهم مع رسول الله (ص)، .

(الطبقات الكبرى لابن سعد – فصل: ذكر الصفة ومن كان فيها من أصحاب النبى (ص) – ج1 – ص255 – دار صادر – بيروت – ص.ب(10) – طبعة 1998م)

: ” للفقراء الذين أُحصروا فى سبيل الله”؛ قال: هم أصحاب الصفة وكانوا لا مساكن لهم بالمدينة ولا عشائر فحث الله عليهم الناس بالصدقة.

(المصدر السابق – ج1 – ص 255)

 رأيت ثلاثين رجلا من أهل الصفة يصلون خلف رسول الله (ص) ليس عليهم أردية.                                    (المصدر السابق – ص255)

: لقد كان أصحاب الصفة سبعين رجلا ما لهم أردية. رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقال الذهبى فى التلخيص: على شرط البخارى ومسلم.

(المستدرك للحاكم – ج3 – حديث رقم  4292/36 – ص 18 – مصدر سابق)

: رأيت سبعين من أصحاب رسول الله في الصفة ما علي أحد منهم رداء ٌ, إلا إزار أو كساء متوشحاً به قد عقده خلفه. رواه البخاري (442)، وابن حبان.    ( صحيح بن حبان – (7) كتاب الرقاق – باب (5) – حديث رقم 682/ 1 ديث رقم 682/ 1- مصدر سابق )

– 

: كنت من اهل الصفة فى حياة رسول الله (ص)، وإن كان ليغشى على فيما بين بيت عائشة، وأم سلمة من الجوع.

(الطبقات الكبرى لابن سعد – فصل: ذكر الصفة ومن كان فيها من أصحاب النبى (ص)– ج1 – ص256 – مصدر سابق)

 كنت من أهل الصفة.          (المصدر السابق – ص 256)

– 

 فكان أول لواء عقده رسول الله (ص) لحمزة بن عبد المطلب (رض) عنه فى شهر رمضان على رأس سبعة أشهر من مهاجرة النبى (ص) لعير* قريش.

(المغازى للواقدى – ج1 – ص 10 – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى 2004م. أنظر أيضاً البداية والنهاية لابن كثير)

: وفى ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهراً، غزوة بواط، اعترض عير لقريش، فيها أميه بن خلف ومائة رجل من قريش و (2500) ألفان وخمسمائة بعير ثم رجع ولم يلق كيدا.

(المغازى للواقدى – ج1 – ص25 – المصدر السابق)

 كانت أيضا اعتراض لعير قريش.                      (المصدر السابق – ص24)

 وندب رسول الله (ص) المسلمين، وقال: “وهذه عير قريش فيها أموالهم، لعل الله يغنمكموها” فأسرع من أسرع حتى إن كان الرجل ليساهم أباه فى الخروج،…    (المصدر السابق – ص34)

 عن أبى كبشة السلولى: أنه سمع سهل بن الحنظلية يذكر أنهم ساروا مع رسول الله (ص) يوم حنين فأطنبوا السير….

فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله إنى انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم فاجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله (ص) فقال: “تلك غنيمة للمسلمين غداً إن شاء الله” ثم قال: “من يحرسنا الليلة؟ فقال أنس بن مرثد الغنوى: أنا يا رسول الله… قال الحاكم: هذا الإسناد من أوله إلى آخره صحيح على شرط الشيخين. وقال الذهبى فى التلخيص: على شرط البخارى ومسلم وسهل صحابى كبير.

(المستدرك للحاكم – ج2 – حديث رقم 2433/58 – ص 93 – مصدر سابق)

: قال بن أبى مرثد الغنوى: إنى اطلعت الشعبين فإذا هوازن بظعتهم وشائهم ونعمهم متوجهون إلى حنين، فقال رسول الله (ص): “غنيمة للمسلمين غداً إن شاء الله” رواه الحاكم وقال الذهبى فى التلخيص: صحيح.                (المصدر السابق – ج1 – حديث رقم 865/192 – ص 362، 363)

: أخبرنا بن عون قال: كتب إلىّ نافع، فكتب إلىّ إن النبى (ص) أغار على بنى المصطلق وهم غارون، وأنعامهم تُسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم، وأصاب يومئذ جُويرية. حدث به عبد الله بن عمر، وكان فى ذلك الجيش. رواه البخارى، ومسلم (1730).

(صحيح البخارى – (49) كتاب العتق – باب (13) – حديث رقم 2541 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

لذلك أورد ابن قرناس هذا الحديث تحت عنوان: حروب الرسول غارات جاهلية وسبى.

(الحديث والقرآن – ص344 – منشورات الجمل – كولونيا (المانيا) – بغداد 2008 – Fax: 0221 7326763)

هذه بعض الأمثلة ويمكن الرجوع لكتب المغازى والسيرة.

– 

لذلك كانت كتب النبى لزعماء القبائل تنص على وجوب إعطاء الغنائم وسهم النبى والصفى*.

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب محمد النبى رسول الله (ص) لبنى زهير بن أقيش – قال أبو العلاء: وهم حى من عُكل – إنكم إن شهدتم ألا لا إله إلا الله، وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وفارقتم المشركين، وأعطيتم من الغنائم الخمس وسهم النبى (ص)، والصفى – وربما قال: وصفيه – فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسول الله (ص).     (السيرة النبوية لابن إسحاق – ج1،2 – ص 304 – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولى 2004م)

لذلك أيضا استحل النبى الأشهر الحرم مما عرضه لانتقاد قريش:

 وفيها تم الإستيلاء على عير قريش.(المغازى للواقدى– ج1– ص38– مصدر سابق)

وفى هذه السرية قالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام، فقد أصاب الدم والمال وقد كان يحرم ذلك ويعظمه.                                (المصدر السابق – ص30)

 

– 

جاء فى أسباب نزول (براءة:49) للسيوطى: أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله مثله.

وأخرج الطبرانى من وجه آخر عن ابن عباس أن النبى (ص) قال: اغزوا تغنموا بنات بنى الأصفر، فقال ناس من المنافقين: إنه ليفتنكم بالنساء، فأنزل الله: “وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي” (التوبة:49).

(أسباب النزول للسيوطى – ص153 – المكتب العلمى للتراث/ دار البيان العربى بالأزهر – الطبعة الأولى 2002م – رقم الإيداع 10153251/2002)

– 

: بينما هو جالس عند النبى (ص) قال: يا رسول الله إنا نصيب سبياً فنحب الأثمان فكيف ترى فى العزل؟ فقال: “أوإنكم تفعلون ذلك لا عليكم أن تفعلوا ذلكم، فإنها ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا هى خارجة” رواه البخارى، ومسلم (1438).

(صحيح البخارى – (34) كتاب البيوع – (109) باب بيع الرقيق – حديث رقم 2229 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

وقد علق ابن قرناس على الحديث قائلاً: الحديث يشير إلى أنه كان من المعتاد أن يخرج الصحابة للإغارة على الناس وسبى نسائهم والتسرى بهن، تماماً كما كانوا يفعلون فى الجاهلية، تحت سمع وبصر الرسول الذى كان يباركه، بل ويحثهم على  التسرى بالنساء المستولى عليهن.

(الحديث والقرآن – ص289 – مصدر سابق)

وقد اعترف النبى بالهدف فى الجهاد فى حديث صحيح متفق عليه:

 “جُعل رزقى تحت ظل رمحى، وجعل الذِّلَّة والصغار على من خالف أمرى” رواه البخارى ومسلم (843).

(صحيح البخارى – (56) كتاب الجهاد والسير – (88): باب ما قيل فى الرماح – ص 367 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

والحديث رواه أيضاً المتقى الهندى فى كنز العمال والطبرانى فى المعجم الكبير والديلمى عن عبد الرحمن بن عتبة عن أبيه عن جده.

(جمع الجوامع الكبير للسيوطى – ج2 – حديث رقم 6701 – ص 406 – مصدر سابق)

كذلك اعتراف الصحابى سعد بن أبى وقاص بأهداف الجهاد: فجاء تحت عنوان “وهذا ما قاله سعد بن مالك القائد العام” ما يلى:

إن سعداً خطب من يليه يومئذ وذلك الإثنين فى المحرم سنة أربع عشر قال: إن الله هو الحق لا شريك له فى الملك وليس لقوله خلف قال الله جل ثناؤه “وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ” (الأنبياء:105)- إن هذا ميراثكم وموعود ربكم وقد أباحها لكم منذ ثلاث حجج (سنين) ويقصد منذ تلا عليهم محمد هذه الآية. أ. هـ. فأنتم تطعمون منها وتأكلون وتقتلون أهلها وتجبونهم وتسبون نساءهم إلى هذا اليوم. (تاريخ الأمم والملوك للطبرى – ج3 – ص 531).

هكذا وبكل جلاء ووضوح وبغاية الصراحة يحدد سعد بن أبى وقاص أمير جيوش العراق وفارس المقصود من الغزو ويحصرها فى النقاط الآتية:

 

أولا: أكل خيراتها والتنعم بلذاتها وأطيابها التى طالما حرموا منها لأن بلادهم المالحة اليابسة التى عاشوا فيها لا تنبت مثلها.

 

ثانيا: قتل أهلها مع أنه لا توجد آية فى القرآن أو حديث يبيح لهم ذلك – ولم يبين سعد بن مالك وهو من هو سنده فى هذا الأمر الذى أصدره لأجناده – ولم يقل لهم: اقتلوا من يحاربكم (مع أنّ هؤلاء فى حالة دفاع شرعى عن أرضهم وتراب وطنهم. أ. هـ.) بل عمم فرمان القتل وجعله شاملاً!!!

 

ثالثا: الجباية التى تمثلت فى الجزية والعشور والخراج وسائر ضروب النهب التى عمدوا إليها لإستصفاء آخر درهم لدى العلوج!!!

رابعاً: سبى النسوان – أبكاراً وثيبات حتى يمتعوا أنفسهم بهن.

تلك كانت أهداف الغزو العربى للبلاد التى وطؤوها بأقدامهم الميمونة – وسعد بن أبى وقاص لا يرد على ربعى بن عامر وحده بل على كل من يدعى أن الفتوحات الميمونة كانت لإعلاء كلمة الله وعبادته وتوحيده الخ… ولو أن فرداً خلاف ابن مالك صرح به لجاز تهزيل كلامه وتضعيفه. وقد ينبرى من يجادلك – إن الإسلام لا يحتج بعبارته أو غيره وندفع إعتراضه الضامر الأعجف بالآتى:

1- إذا كانت أقوال وأفعال سعد بن أبى وقاص ومن على شاكلته من الصحابة ليست حجة على الإسلام فأقول وأفعال من هى التى تلزمه ألا يعد ذلك تسليماً بالشعار: (النظرية شئ والتطبيق شئ آخر)!!

2-  أم أن مبادئ الإسلام شبية بـ(مُثُل أفلاطون) ليست للتطبيق العملى!

3- وإذا عجز الصحبة ولم يمض على وفاة محمد سوى زمن يسير عن السير على هداه وخالفوا نهجه وسننه فكيف بغيرهم ممن يعيشون فى القرن الخامس عشر الهجرى؟

4- لو قيل إن ابن مالك أطلق تلك العبارات لتحميس عسكره وما عناها فبداية لا يجوز صدوره منه ثم ما هو دفعكم للواقع الموثقة التى أثبتت أن أغراض القائد الأشوس البُهمة (الشجاع) نُفذّت بحذافيرها على أرض الواقع والذى يمارى فعليه بكتب التاريخ – بل وغيرها حتى موسوعات الفقة – التى تناولت الحقبة المبروكة التى تحاول الأقلام التى تفتقر إلى الصدق والموضوعية وأمانة العلم ومسؤولية القلم أن تبرقشها وتزينها وتزخرفها وسع طاقتها ولكن هيهات – فإن ما أودعه السلف من مؤرخين وفقهاء الخ… فى مؤلفاتهم تفضح زيفهم وتكشف عن فساد منهجهم.

يبرر بن سعد بن مالك غزوهم للعراق وفارس وبداهة غيرهما من البلاد التى داسوها بحوافر أحصنتهم وبأخفاف إبلهم بأنها جميعها (هى ميراثكم وموعدكم وقد أباحها لكم منذ ثلاث حجج) ثم يتمحل آية من القرآن يجعلها سنده للوعد والميراث.

(شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة – السفر الثالث (الصحابة والمجتمع) – ص278:276 – دار سينا للنشر – القاهرة  – الطبعة الأولى 1997)

كذلك اعترف الصحابى “المغيرة بن شعبة” أن سبب الغزو هو أحوال العرب المتردية:

(صحيح البخارى – (58) كتاب الجزية والموادعة – باب (1) – حديث رقم 3159 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

 

: قال (عامل كسرى): يا معشر العرب، إنكم كنتم أطول الناس جوعاً، وأعظم الناس شقاءً، واقذر الناس قذراً، وأبعد الناس داراً، وأبعده من كل خير،…

قال المغيرة: فحمدت الله وأثنيت عليه وقلت: والله ما أخطأت من صفتنا ونعتنا شيئاً، إن كنا لأبعد الناس داراً، وأشد الناس جوعاً، وأعظم الناس شقاءً، وأبعد الناس من كل خير، حتى بعث الله إلينا رسولاً، فوعدنا النصر فى الدنيا والجنة فى الآخرة، فلم نزل نتعرف من ربنا منذ جاءنا رسوله (ص) الفلج والنصر حتى أتيناكم، وإنا والله نرى لكم ملكاً وعيشا لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبداً حتى نغلبكم على ما فى ايديكم أو نُقتل فى أرضكم…   (صحيح ابن حبان – (21) كتاب السير – باب (13) – حديث رقم 4756/1 – مصدر سابق)

والحديث رواه الطبرى أيضاً.

(فتح الباري بشرح صحيح البخاري للعسقلاني – المجلد التاسع – العدد (86) – ص371، 372 – حديث رقم 3159 – دار الغد العربي للنشر – توزيع مؤسسة الأهرام)

ويعلق خليل عبد الكريم على رواية سعد بن أبى وقاص، ورواية المغيرة بن شعبه قائلاً: “لم يذكر سعد بن مالك ولا المغيرة بن شعبة أُحدوثة إخراج العباد من جور الأديان إلى عدل الإسلام…

(شدو الربابة – السفر الثالث – ص 279 – مصدر سابق)

وإذا كانت الغزوات لنشر الدين وفضائله فلنا هذه التساؤلات..

 

1) لماذا الترغيب فى الغزوات بالغنائم وبسلب القتيل؟

والحديث رواه ايضاً ابن حبان فى صحيحه.

(صحيح ابن حبان – (21) كتاب السير – حديث رقم 4826/1 – مصدر سابق)

وقد كان الرسول يرغّب الغازى ويقول: “من قتل كافراً فله سلبه” رواه الإمام أحمد، وأبو داود عن أنس بن مالك (رض)، ورواه الإمام أحمد أيضاً، وابن ماجه عن سمرة (رض)، ورواه أبو داود أيضاً، والترمذى، والبيهقى عن أبى قتادة (رض).

(جمع الجوامع الكبير للسيوطى – ج7 – حديث رقم 21005 – ص 64 – مصدر سابق)

2) لماذا كان يشترى النفوس بالأموال.. والدين لا يُشترى ولا يُباع؟

(صحيح البخارى – (57) كتاب فرض الخُمس – (19) باب: ما كان النبى (ص) يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس… – حديث رقم 3146 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

(المصدر السابق – حديث رقم 3147)

 

 

3) لماذا كان يؤثر بعض الناس مثل المؤلفة قلوبهم فى توزيع الغنائم؟

(المصدر السابق – (57) كتاب فرض الخمس (19) باب: ما كان النبى يعطى المؤلفة قلوبهم – حديث رقم 3150)

وفى السيرة لابن إسحاق جاء العنوان التالى: أمر أموال هوازن وسباياها وعطايا المؤلفة قلوبهم منها وإنعام رسول الله (ص) فيها.                 (ابن إسحاق – ص 580 – مصدر سابق)

فمن هم المؤلفة قلوبهم؟..

“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ” (التوبة:60)

: (والمؤلفة قلوبهم) ليسلموا أو يثبت إسلامهم أو يسلم نظراؤهم أو يذبوا عن المسلمين … الخ.

( تفسير الجلالين – ص 160 – طبعة ونشر شركة الشمرلى – تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل – عضو لجنة مراجعة المصاحف الإزهر الشريف)

 (والمؤلفة قلوبهم) لأنهم يرجى منهم الإسلام والانتفاع بهم فى خدمته ونصرته.

(تفسير المنتخب – المجلس الإعلى للشئون الإسلامية – ص 269 – الطبعة الـ(18) 1995م – طبعة مؤسسة الأهرام)

 (والمؤلفة قلوبهم) وهم قوم كانوا فى صدر الإسلام ممن يظهر الإسلام، يتألفون بدفع سهم من الصدقة اليهم لضعف يقينهم،… الخ.

(الجامع لأحكام القرأن للقرطبى – الملجد 4 – ص 905 – دار الحديث القاهرة – طبعة 2002م)

4) لماذا كان المسلمون يعاملون النبى بعنف عند توزيع الغنائم؟

(صحيح البخارى – (57) كتاب فرض الخمس – (19) باب ما كان النبى (ص) يعطى المؤلفة قلوبهم – حديث رقم 3148 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

5) ولماذا كان صراع الصحابة على الغنائم؟

: كان رجل فى غُنيمة له، فلحقة المسلمون، فقال: السلام عليكم. فقتلوه وأخذوا غُنيمته فنزلت: “وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا” (النساء:49) رواه البخارى عن ابن عباس وأيضاً رواه ابن جرير وابن أبى حاتم ، من طريق سفيان بن عيينة، به.

(تفسير ابن كثير – ج2 – ص337 –  مصدر سابق)

: هل هذا هو كل رد فعل الرسول مقابل سفك دم إنسان برئ؟؟

6) لماذا أيضاً لم يعاقب خالد بن الوليد رغم إرتكابه ما يلزم الحد؟

(صحيح البخارى – (58) كتاب الجزية والموادعة – باب (11) – حديث رقم 3172 – مصدر سابق)

والحديت  رواه أيضا لإمام أحمد.

(مسند الإمام أحمد – ج2 – حديث رقم  6390- دار الفكر للنشر – الطبعة الثانية 1994م)

 هل هذا هو كل رد فعل النبى مقابل مجازر خالد بن الوليد؟

7) ولماذا فرض الجزية على أهل الكتاب المؤمنين بحسب (البقرة:62)، و(المائدة:69

فرض الرسول الجزية على أهل الكتاب بحسب (التوبة:29).

8) وإذا كان القرآن قد فرض الجزية على أهل الكتاب فقط فلماذا أخذ الرسول الجزية من المجوس مخالفاً للقرآن؟

(صحيح البخارى – (58) كتاب الجزية والموادعة – باب (1) – حديث رقم 3157 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

ومعلوم أن القرآن فرض الجزية على أهل الكتاب فقط بحسب (التوبة:29)؟؟..

لذلك يقول د. نصر حامد أبو زيد: لماذا لم يذبح المسلمون أهل المجتمعات الوثنية مثل فارس عملاً بالنصوص. ( نقد الخطاب الديني – ص 211 – دار سينا للنشر – الطبعة الثانية – 1994 رقم الإيداع 8727/ 92 )

وقد كان الخلفاء يتعجلون فى سن البلوغ من أجل الجزية فيقول لنا ابن كثير: واختلفوا فى إنبات الشعر الخشن حول الفرج، وهى الشعرة، هل تدل على بلوغ أم لا؟ على ثلاثة أقوال، يفرق فى الثالث بين صبيان المسلمين، فلا يدل على ذلك لاحتمال المعالجة، وبين صبيان أهل الذمة فيكون بلوغا فى حقهم لأنه لا يتعجل بها إلا ضرب الجزية عليه، فلا يعالجها. والصحيح أنها بلوغ فى حق الجميع لأن هذا أمر جبلى يستوى فيه الناس، واحتمال المعالجة بعيد، ثم قد دلت السنة على ذلك فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد، عن عطية القرظى رضى الله عنه قال: عرضنا على رسول الله (ص) يوم قريظة فكان من أنبت قتل، ومن لم ينبت خلى سبيله، فكنت فيمن لم ينبت، فخلى سبيلى.

وقد أخرجه أهل السنن الأربعة بنحوه، وقال الترمذى: حسن صحيح وإنما كان كذلك لأن سعد بن معاذ رضى الله عنه كان قد حكم فيهن بقتل المقاتلة وسبى الذرية.

(تفسير ابن كثير – ج2 – ص188:187 – مصدر سابق)

9) وإذا كانت الغزوات لنشر الدين وتعاليمه فلماذا نهى الرسول عن السفر بالقرآن إلى الأماكن التى سيتم غزوها؟

(صحيح البخارى – (56) كتاب الجهاد والسير – باب (129) باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو – حديث رقم 2990 – مكتبة أولاد الشيخ – مصدر سابق)

وفى لفظ ابن حبان عن ابن عمر قال: “نهى رسول الله (ص) أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو. رواه الإمام مالك فى الموطأ، والإمام أحمد، والبخارى، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حبان فى صحيحه.

(صحيح ابن حبان– (21) كتاب السير باب (13)– حديث رقم 4715/1 – مصدر سابق)

 عن عائشة قالت: لقد كان رسول الله (صلعم) “يضع رأسة فى حجرى  ويقرأ القرآن”. رواه البخارى ومسلم وأبو داود وإبن ماجه.

(سنن ابن ماجه – كتاب الطهارة –ج 1, 2 حديث رقم 634/3 – – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الأولى 1998)

– 

 ” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ…” روى البخاري عن ابن عباس: نزلت في بدر.

: “الأنفال” الغنائم، كانت لرسول الله خالصة، ليس لأحد منها شيء. وكذا قال مجاهد، وعكرمة، وعطاء، والضّحاك، وقتادة، وعطاء الخرساني، ومقاتل ابن حيان، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغير واحد أنها الغنائم. ثم نزلت بعد ذلك آية الخُمس [*.

(تفسير ابن كثير (3/545، 549) – مصدر سابق. انظر أيضاً الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس)

: ” وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ”. روى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن بريدة في قوله “واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول”، قال: الذي لله فلنبِيِّه ، والذي للرسول لأزواجه. وعن عطاء ابن أبي رباح قال: خمس الله والرسول واحد يحمل منه ويصنع فيه ما يشاء – يعني النبي (ص) .

 وهذا أعم وأشمل وهو أن الرسول (ص) يتصرف في الخُمس الذي جعله الله له بما شاء، ويرده في أمته كيف شاء، ويشهد لهذا ما رواه الإمام أحمد … [   (تفسير ابن كثير (4/4) – مصدر سابق)

وقد جاء في الصحيحين عن جابر : ” … وأُحِلَّت لي الغنائم ولم تُحَلّ لأحد قَبلي“.

(المصدر السابق (2/112، 3/490، 4/397))

جاء في (الحشر: 2-7): ” هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم.. وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء .. مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ… وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ“.

يقول ابن كثير: فالفَيئ: كل ما أُخِذ من الكفار بغير قتال ولا إيجاف خيل ولا رِكاب، كأموال بني النضير هذه، فإنها مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، أي: لم يقاتلوا الأعداء بالمبارزة والمصاولة، بل نزل أولئك من الرعب الذي ألقى الله في قلوبهم من هيبة رسول الله (ص) فأفاءه الله على رسوله، ولهذا تصرف فيه كما شاء، ..

وروى الإمام أحمد عن عمر (رض) قال: “كانت اموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكانت لرسول الله – ص – خالصة، …” رواه أحمد وأخرجه الجماعة في كتبهم إلا ابن ماجه. (المصدر السابق – (8/90). انظر أيضاً فتح الباري ج (86) – ص379 – توزيع مؤسسة الأهرام)

وقد كانت هداياه وعطاياه لوفود عام الوفود مما أفاء الله عليه.

(حروب دولة الرسول – د . سيد محمود القمني ( استاذ الفلسفة الاسلامية – جامعة عين شمس ) – ص 387،384 – الناشر: مكتبة مدبولي الصغير – الطبعة الثانية 1416 هـ – 1996 م . رقم الايداع 9347 /1995)

وتقول الكاتبة سناء المصري: والعالية التي تقع جنوب شرقي المدينة هي نصيب النبي من مغانم غزوة بني النضير عام 7هـ، وتشتهر بنخيلها وآبارها العذبة وهي كثيرة المياة وتزرع أراضيها القرع واللفت والجزر. وكانت الزراعة تقوم على أكتاف العبيد المشترين من الشام في أغلب الأحيان.

وأخذ النبي العالية له خالصة، فأعطى مَن أعطى وحبس مَن حبس وكان يزرع تحت النخل زرعاً وكان رسول الله (ص) يدخل له منها قوت أهله سنة من الشعير والتمر لأزواجه وبني عبد المطلب. وما تبقى من عائدها كان يشتري به السلاح والعتاد.

والعالية كانت مساحة كبيرة من الأرض الخضراء …

وكانت أم إبراهيم (مارية القبطية) تكون (تقيم) هناك وكان رسول الله (ص) يأتيها هناك .

تقول سناء المصري: وبصعود مارية إلى العالية ابتعدت خطوة عن جو المكائد والمؤامرات الدائرة بين زوجات النبي في غرفهن المحيطة بالمسجد، واقتربت خطوة من بيئتها الطبيعية بعد أن توفرت عناصر الخضرة والزراعة في المكان الجديد الذي يسميه محمد ابن سعد بـ (خرافة النخل)، من كثرة زرعه بالنسبة إلى الصحراء المحيطة.

(هوامش الفتح العربي لمصر – حكايات الدخول –  ص41. نقلاً عن الفيروز آبادي، والمغازي للواقدي – سينا للنشر –  الطبعة الأولى 1996 – رقم الإيداع 8996/96. الترقم الدولي: 8-000-288-977)

ويقول د. عبد الهادي عبد الرحمن: “وازدادت ثروة النبي زيادة كبيرة ذكرتها كتب السيرة بسبب الخمس أو تلك الأسهم التي اقتطعها لنفسه، كما حدث في فيئ بني النضير وفدك بكاملها، ونصيبه من أرض خيبر وهي طائفة كبيرة من أرضها قيل إنها تجاوزت النصف، فكانت هذه الأموال له خاصة، وكان يعزل منها نفقة أهله سنة ، ثم يجعل ما تبقى مجمل مال الله يصرفه في الكراع والسلاح.

وقد أثار هذا مشكلة بعد مماته، فاعتقدت فاطمة وأزواج النبي وأقرباؤه ، أن هذه الأراضي تكون موروثة عنه، لكن أبا بكر رفض وقال أن النبي قال : (لا نورث ، ما تركنا صدقة) ولم يأخذوا نصيبهم من الخُمس إلا في أيام عمر ابن الخطاب بعد أن اتسعت الدولة الإسلامية وازدادت ثروتها زيادة هائلة”.

(جذور القوة الإسلامية- د. عبد الهادي عبد الرحمن- ص167 – الطبعة الأولى – أبريل 1988- دار الطليعة للنشر- ص.ب: 1813/11 – بيروت- لبنان)

ويقول د. محمد عمارة (عضو مجمع البحوث الإسلامية) : يروي “أبو يوسف”* عن عبد الله ابن عباس: “ان الخمس كان في عهد رسول الله (ص) على خمسة أسهم: لله وللرسول سهم، ولليتامَى والمساكين وابن السبيل ثلاثة أسهم، ثم قسمه أبو بكر وعمر وعثمان على ثلاثة أسهم، وسقط سهم الرسول وسهم ذوي القُربَى. وقسم على الثلاثة الباقي. ثم قسمه على ابن أبي طالب على ما قسمه عليه أبو بكر وعمر وعثمان”

(قضايا إسلامية ]2[ – العدل الاجتماعي لعمر ابن الخطاب – ص27 – الناشر دار الثقافة الجديدة – رقم الإيداع 3365/78)

الصفي: هو ما يصطفيه الرئيس من الغنيمة قبل قسمتها.**

يقول ابن قيم الجوزية: ” وكان له (ص) سهم من الغنيمة يدعي الصفي، إن شاء عبداً، وإن شاء أمَة، وإن شاء فرساً، يختاره قبل الخُمس.

(الجهاد في سبيل الله لابن قيم الجوزية- ص44- المكتبة القيمة- مدينة نصر – القاهرة- ص.ب: 4045/11727 – ت: 2623840)

ويقول الشيخ خليل عبد الكريم: ومما يكشف عن اهتمام الصحاب بمسألة الغنائم وملحقاتها والتفاتهم إليها والتطلع دائماً صوبها أنه في غزوة بني النضير تمت المصالحة بين محمد واليهود الذين خلفوا وراءهم الشيء الكثير من الأموال والحلقة (الأسلحة) فاستشرفت إليها نفوس الصحب وعبر عن رغبتهم عمر ابن الخطاب وسوف نرى فيما بعد أنه كان جريئاً في مخاطبة محمد – فقال: (يا رسول الله ألا تُخَمِّس ما أصبت من بني النضير كما خمست ما أصبت من بدر).

ونرجح أن محمداً كان بودّه أن يفعل كدأبه في تطييب خواطرهم ولمعرفته العميقة بتعلق نفوسهم بالمغانم وما إليها، ولكنه لم يستطع لأنه كان قد تلا عليهم آيات من القرآن تجعلها لله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، ومن ثَمّ كان رده حاسماً على وافد الصحابة ومندوبهم في هذا الشأن: ابن الخطاب (لا أجعل شيئاً جعله الله لي دون المؤمنين بقوله تعالى: “ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى…” الآية كهيئة ما وقع فيه السهمان للمسلمين)، وفهم عمر من ذلك أن غنائم بني النضير هي من صفايا محمد وأن “الفيء” هو البديل الإسلامي “للصفي” ولو أنه ليس البديل الوحيد لأن لمحمد صفياً من كل غنيمة يصطفيه لنفسه مالاً كان أو حلقة أو سبياً، وأبرز مثل على ذلك تذكره كتب السيرة: صفية بنت حُيَيّ ابن أخطب بن سعية، إذن “الفيء” يمكن أن يطلق عليه “صفي إضافي”، ولذلك كان عمر ابن الخطاب (رض) يقول : كان لرسول الله (ص) ثلاث صفايا – فكانت بنو النضير حبساً (= وقفاً) لنوائبه … وكلها “فَيء”، ولكن ابن الخطاب اعتبرها صفايا وبذلك سوّى بين الفيء والصفي.

والصفايا هي التي يأخذها رئيس أو زعيم القبيلة لنفسه من الغنائم في الغارات – دون باقي المغيرين – وكان ذلك عرفاً مستقراً في الجزيرة العربية بأسرها ولدى جميع القبائل بلا استثناء، ففي القاموس المحيط للفيروز آبادي (الصفي من الغنيمة ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة).

وبانتقال هذا العُرف إلى الإسلام أصبح تعريف الصفي (هو شيء نفيس كان يصطفيه النبي –ص- لنفسه كسيف أو قوس أو أمَة)، ولم يكن أحد من أفراد القبيلة يعترض أو يمد عينيه إلى صفي أو صفية الرئيس.               (شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة – السِّفر الأول – ص85، 86 – مصدر سابق)

: لنغلق ملف الرِّدَّة، يستنكر الكاتب الإسلامي فهمي هويدي قول أحدهم: “لقد كان للنبي بعض الامتيازات التي كانت تماثل امتيازات رؤساء القبائل، منها على سبيل المثال، حقّه في اصطفاء ما يشاء من الغنائم أو ما يشاء منها، حيث اصطفى صفية بنت حُيَيّ ابن أخطب من بين سبايا اليهود وتزوجها!

يقول فهمي هويدي: ما الذي نتوقعه من المسلم العادي حين يقرأ هذا الكلام الذي يصور نبيه على هيئة شيخ قبيلة معني باصطفاء الأموال والنساء من الغنائم ؟! …

ما هي المصلحة الوطنية في تقديم نبي الإسلام على هذه الصورة.    (جريدة الأهرام 8/8/1995م)

 

– 

1) : ذكر المستشار (التوبة:97): ” الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ”، و(الحجرات:14): ” قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ” وقال: وأغلب هؤلاء الأعراب لم يدخلوا الإسلام – كما يقول القرآن – طائعين مختارين للدين ذاته، لكنهم فعلوا ذلك تسليما لسلطة النبى وسلطان المؤمنين من المهاجرين والأنصار.

: فلقد ورد فى كتب السيرة والتاريخ الإسلامى أن النبى (ص) قال لعمه حين خاطبه فى أمر الرسالة واستياء القرشيين: “… أولا أدعوهم إلى ما هو خير لهم…؟ أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم… (قَالَةَ) لا إله إلا الله”. وفى قول آخر: “… كلمة تدين لهم بها العرب وتؤدى بها العجم الجزية” (تاريخ الطبرى – السيرة الحلبية).

فالمسألة فى هذا القول – المنسوب إلى الرسول – أن كلمة (أو قالة) لا إله إلا الله إنما هى سبيل لكى تدين العرب لقريش، (أى لرياستها وإمارتها وملكها)، وأن يتملك هؤلاء العرب غيرهم من العجم ويفرضون عليهم الجزية، وليس فيها أى إدراك حقيقى للدين الإنسانى الشامل، أو قصد شريف لنشر الشريعة السمحاء.

وهذا المعنى ذاته تردد فى قول للعباس (عم النبى) عندما سأله أعرابى عنه فرد عليه قائلا: “هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله به (الدين) وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه”. وقد ردد القول ذاته بعض المنافقين فى معركة الخندق أو الأحزاب (فى المدينة) – فيما بعد – حين قال يعدُنا محمد (ص) كنوز كسرى وقيصر ولا يستطيع أحدنا أن يذهب إلى الغائط”. ففى هذا القول وذاك لم يُذكر أى شئ – ولا تلميحا إن لم يكن تصريحا – عن هداية الروم والفرس أو نشر الإسلام بينهم أو دعوتهم إلى الدين القويم أو التبشير بينهم برسالة محمد (ص)، وإنما يقتصر الأمر على التملك وفرض الجزية وانتهاب الكنوز؛ وهو فهم – بلا أدنى شك – ينزع منازع الملك ويجرى مجارى السلطان، ولا يتجه اتجاه الدين أو ينحو نحو الشريعة.

وفيما روى أن النبى (ص) عندما رغب فى نشر دعوته، بعد أن نزلت الآية” “وأنذر عشيرتك الأقربين” (الشعراء:214)، جمع عشيرته هذه وقدم لهم طعاما ثم قال لهم: يا بنى عبد المطلب، إنى بُعثت إليكم بخاصة، وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذا الأمر ما رأيتم، فأيكم يبايعنى على أن يكون أخى وصاحبى ووارثى؟ وفى رواية أخرى: على أن يكون أخى وصاحبى ووارثى وخليفتى. (تاريخ الطبرى)

والتلفيق فى هذا النص، أو إعادة صياغته بمفهوم السلطة والملك، ومنظور الخلافة والوراثة، أمر جلى بيّن، ذلك أن النص ينسب إلى النبى (ص) أنه كلم عشيرته الأقربين – بنى عبد المطلب – عن “الأمر” لا عن الدين. والأمر – فى القرآن الكريم – يغلب أن يكون الرياسة والسلطة. وهو يجعل ممن يبايعه أخاً له وصاحبا ووراثا (وفى رواية: وخليفة)، فى حين أن النبى هو الذى قال إن الأنبياء لا يورثون؛ هذا فضلا عن أن النبوة أصلا لا تُورث، إذ هى اصطفاء من الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من البشر، وإنما يمكن توريث السلطة والخلافة – كما حدث فى التاريخ الإسلامى فيما بعد. وإذا فُرض وكان الحاضرون جميعا قد بايعوا النبى، فكيف يكون الجميع – أو حتى بعض منهم – وارثا له أو خليفة له؛ وماذا يرث وفيم يُستخلف!؟.                           (الخلافة الإسلامية – ص50،73،72– مصدر سابق)

2) : “وعندما كان ابن عوف يشاور الصحابة فيمن يتولى الخلافة بعد طعن عمر، أشار عمار بن ياسر عليه بتولية “على” وكان ذلك بحضور ابن أبى السرح الذى رفض اختيار عمار لعلى وطلب من ابن عوف تولية “عثمان” فما كان من عمار إلا أن شتمه ولابد أنه ذكره بماضيه الأسود، وحفظ عثمان هذا الجميل لعبد الله بن أبى السرح. فعينه فى سنة 25هـ والياً لمصر وعزل عمرو بن العاص عنها حتى يتمتع ابن أبى السرح بخيراتها وعرض عثمان على ابن العاص أن يظل على قيادة الجند فسخر عمرو من هذا العرض وقال: أنا إذن كماسك البقرة بقرنيها وأخر يحلبها! وهذا تعبير شديد البلاغة يصور مصر كبقرة حلوب وصاحب الجند يمسك بقرنيها وواليها وصاحب خراجها يحلبها فيرتوى ويتضلع من حليبها ولبانها ثم يرسل ما يفيض إلى الخليفة ليوزعه على النخبة القابعة فى أثرب/المدينة حتى إذا اكتفت أرسل الباقى إلى الرعيان فى البوادى ولا زال هناك من يقول إن هؤلاء الأماثل خرجوا من جزيرتهم ليخرجوا أهالى البلاد التى غزوها من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد مع أن هؤلاء الأخيرين لم يشتكوا لهم: لا من حكامهم ولا من أديانهم!..

وشمر ابن سرح عن ساعديه ليثبت لولى نعمته أنه عند حسن ظنه فاشتد فى حلب البقرة وأجهد ضروعها (واجتبى عبد الله مصر اثنى عشر ألف ألف دينار فقال عثمان لعمرو: درت اللقاح: قال عمرو: ذاك إن يتم بضر الفصلان) (تاريخ اليعقوبى).

وسُرّ عثمان من حصيلة الخراج والجزية التى استخلصها أخوه فى الرضاعة من مصر فأغزاه أفريقية – عسى أن يأتى منها هى الأخرى در وفير وعطاء جزيل – وفعلاً صح ما توقعه ابن عفان (…وكثرت الغنائم وبلغت ألفى ألف وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف) (تاريخ اليعقوبى).

وفى رواية أخرى أنها كانت ثلاثمائة قنطار من الذهب الخالص، وبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار والراجل ألف وكافأ ابن عفان أخاه فأعطاه خمس ما يستحقه بيت المال من الفئ الذى يبلغ بدوره الخمس أى أن عبد الله بن سعد ابن أبى سرح تحصل بمفرده على اثنى عشر قنطاراً من الذهب الخالص الإبريز!.

(شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة – السفر الثانى (الصحابة والصحابة) – ص 206،259 – دار سينا للنشر- الطبعة الأولى 1997)

لماذا أقدم “المصطفي” علي إنفاذ السرايا ثم بعث الغزوات ولم يمر علي مقامه ببلدة الأثاربة سوي شهور قليلة(سبعة أشهر) ؟

هناك بواعث عديدة لبك بعضها بالبعض واختلط احدها بالآخر وأنشب أولها بمنتهاها والتبس المجلي “السابق” بالمصلي “اللاحق له” ومن ثم يتعذر ترتيبها, منها: النشأوي “من النشأة” والنفسي والسياسي ولاقتصادي, ولذا فسوف ننسخ طرفاً منها:

من استقراء المعالم التاريخية والأنساق الاجتماعية ندرك أنه لدي عربان شبة جزيرة العرب الميمونة فإن الغارات ومداهمة العدو وغزوه وتصبيحه أي كبسه “الهجوم عليه” وحياطته في عماية الصبح وهو مستغرق في نوم عميق, يشكل شطرا وسيعا من تكوينهم النفسي ومساحة عريضه من بنيتهم الوجدانية ومكاناً رحباً من سمتهم الشعورية, فضلا عن أن ما تدره هذه الهجمات من عائد يتمثل في الأسلاب والغنائم هم مصدر دخل علي درجة من الأهمية والاستمرارية معاً حتي إنه من المتعذز أو المستحيل تصور وجود مجتمعهم إذا خلا من الغارات أو خلا من الغزوات أو تجرد من المنهوب أو خوي من المغصوب وهم مَعْلم متوافق تماما مع أوديتهم غير ذات الزرع وجهالتهم التي تحول دونهم ومعرفة استخراج المعادن التي بدونها لا تقوم صناعة . (للمزيد في هذا الموضوع أرجع إلي المصدر)

(النص المؤسس ومجتمعه – السفر الأول – ص 91 – دار مصر المحروسة للنشر – الطبعة الأولي2002 م – رقم الإيداع 2034 /2002)

وفى موضع ثالث يقول: هناك حصيلة مؤكدة من الغزوات والسرايا والبعوث وهى أسر نسوان وفتيات الأعادى الذين لا يستسلمون ولا يسلمون بل يظلون على عنادهم ويتشبثون بـ كفرهم ويتمسكون بـ ضلالهم ومن بين هاتيك المأسورات: الحسناء والوضيئة والفائقة الجمال والبالغة القسامة ومثلهن لا كفئ لهن إلا “صاحب التاج والبراهين” وقد نسخنا فيما سلف أن جويرية بنت الحارث سيد بنى المصطلق وصفتها التيمية بنت ابن أبى قحافة أنها حلوة ملاحة تأخذ بنفس من يقع بصره عليها وأن حَدْسَها “عائشة” لم ينزل الأرض فَـ لما جاءت إليه تستعينه على أداء مكاتبتها “ثمن عتقها” للصاحب الذى وقعت فى قرعته “حظه ونصيبه” عرض عليها أن يعتقها وينكحها هو فـ قبت على الفور لأنه شرف لم يخطر لها فى يقظة ولم تره فى نومة.

وفى غزاة خيبر أسرت صفية بنت حيي بن أخطب أحد زعماء أولاد الأفاعى ومن أنشط العناصر التى دأبت على التأليب والتجييش والتحريض ضد “أبى القاسم” وقد قتل زوجها كنانة بن الربيع وهو مالك أمنع وأقوى حصن فى خيبر ومن ثم اصبحت “= صفية” خلاء من موانع النكاح فَـ لما دنا منها وشملها بـ نظرة فاحصة ألقى عليها رداءه “وهى عادة عربية مستقرة تعنى العزم على الزواج” وأمر بها فـ حِيزت خلفه فـ علم تبعه أنه اصطفاها لـ نفسه.

وسلمها لـ الماشطة “الكوافيرة” أم خادمة أنس بن مالك (تحول بعد الغزو الاستيطانى النهبوى لدول الجوار من كبار الأثرياء) كيما تقينها “= تزينها” فـ وصفتها بـ أنها لم تر بين النساء أضوأ منها.

(المصدر السابق – ص96،95)

3)  وكتب التاريخ الإسلامية والسير والأخبار ثرية بالأمثلة التوضيحية لأصحاب العقول, ومن تلك النماذج ما حدث عندما اطلق عثمان يد أخيه في الرضاع (ابن أبي سرح) في البلاد المصرية, وأرسل مما جمع في مصر إلي عثمان غنائم وأموالا عظيمة , وكان قبله عليها (عمرو بن العاص), الذي سبق وجبي بدوره من مصر جباية مرهقة, لكن جباية (ابن أبي سرح) كانت أعظم وأكثر إرضاءً للخليفة, مما دعاه أن يأتي بعمر بن العاص ويسأله معرضاً بأمانته: “هل تعلم يا عمرو أن تلك اللقاح قد دَرٌتْ بعدك؟, فما كان من عمرو إلا أن أوضح ما آلت إليه أمور مصر بهذا الاستنزاف برده البليغ: “وقد هلكت فصالها!!”.

(رب الزمان – ص 107 – مكتبة مدبولي الصغير – الطبعة الأولي 1996 – رقم الإيداع 9350/95)

 وقد وعي عرب الجزيرة الدرس وقرأوه بإمعان وأدركوا دورهم التاريخي المنتظر, فكانت دعوة النبي (ص) وكان الوعي النافذ لرجل من سادة الملأ القرشي عظيم, وهو الشيخ (عتبة بن ربيعة) الذي كللت السنوات رأسه بالحكمة فقرأ خطوات التاريخ المقبلة قراءة واضحة بوعي ضفره موقعه القيادي في دار الندوة, فقام يحدد موقف الملأ القرشي من محمد ودعودة بندائه: “يا معشر قريش أطيعوني وخلّوها بي خلّوا بين هذا الرجل وما هو فيه فاعتزلوه. فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم. فإن تصبه العرب فقد كُفيتموه بغيركم, وإن ظهر علي العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به“.

(السؤال الآخر – الكتاب الذهبي– ص 75- مؤسسة روزاليوسف-  الطبعة الأولي فبراير 1998 – رقم الإيداع 4026/98)

 قال رسول الله (ص) للنعمان بن شريك: “…ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق. وليس يقوم بدين الله جَلّ وعزّ إلا من حاطه من جميع جوانبه. أرأيتم إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتي يمنحكم الله أموالهم ويورثكم ديارهم ويفرشكم (يزوجكم أو يملككم) نساءهم, أتسبحون الله وتقدسونه ؟فقال النعمان بن شريك: اللهم لك ذاك, فتلا رسول الله (ص): (إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا), (وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا).

(الصديق أول الخلفاء – ص 44 – الناشر : مكتبة غريب – رقم الإيداع 8614/87)

: وجمع عمر الناس, وعرض عليهم الغنائم, وظل يفحص جواهر كسرى النادرة وتيجانه وكنوزه ويتأملها, فبكى‍‍‍‍!

فقال له عبد الرحمن بن عوف: “ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فوالله إن هذا لموطن شكر”. قال عمر: “ما أعطي الله هذه النعمة قوما إلا تحاسدوا وتباغضوا, ولا تحاسدوا إلا ألقي الله بأسهم بينهم”.

ثم أشار إلي الغنائم النفيسة وأقسم علي عبد الرحمن بن عوف أن يقسمها فهو عليم بالجواهر, لتوزع في الوقت.

وقسم ابن عوف المتاع, ووزعه عمر علي الناس, بادئا بأهل السابقة في الإسلام. وبقي البساط المرصع بالذهب والجواهر النادرة, وكان لا ينقسم, وسألهم عمر المشورة في أمر البساط فقال بعضهم: “قد جعل الجند ذلك لك”. ومنهم من قال :”إنه لأمير المؤمنين لا يشركه فيه أحد” وزاد أحدهم: “يا أمير المؤمنين لقد أشغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك”.

فقال علي: “يا أمير المؤمنين لم يجعل الله علمك جهلا, ويقينك شكا. إنه ليس من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيت, وقسمت فسويت, أو لبست فأبليت, أو أكلت فأفنيت. وإنك إن تبقه اليوم علي هذا لم تعدم في غد من يستحق به ما ليس له”.

قال عمر: “صدقتني ونصحتني يا أبا الحسن”.

ثم قطع البساط وقسمه , فأصاب عليا منه قطعة لم تكن أجود من غيرها فباعها بعشرين ألفا .

أما بنات ملك الفرس, فقد أراد عمر أن يبيعهن كالجواري, ويضع ثمنهن في بيت المال.. وأعطاهن للدَلاٌل ينادي عليهن بالسوق, فكشف الدَلاٌل عن وجه إحداهن, فلطمته لطمة شديدة,فصاح الرجل:”واعمراه! ” وشكا إليه فدعاهن عمر, وأراد أن يضربهن بالعصا فقال علي رضي الله عنهما: “ياأمير المؤمنين إن رسول الله (ص) قال: (أكرموا عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر) إن بنات الملوك لا يبعن,ولكن قوّموهن”. فقوموهن وكن ثلاثا, فأعطاه أثمانهن ووهبهن: واحدة لمحمد بن أبي بكر, والثانية لعبد الله بن عمر, والثالثة لابنه الحسن.       ( المصدر السابق – ص 83 ,84 )

5 : وإن المتأمل في حركة الفتوحات الإسلامية سوف يتبين له أنها لم تسهم في إدخال الناس في دين الله وإنما أسهمت في زيادة ثروات الحكام وكانت في حقيقتها صدام عسكري بين حكم عربي وحكم آخر أُسقط بالقوة بينما بقيت الشعوب علي حالها وقد وفرضت عليها الجزية والخراج.

(دفاع عن الرسول – ص 149 – تريدنكو للنشر – بيروت لبنان ص. ب 5316/ 14- الطبعة الأولي 1997)

6 تاريخ الاسلام منذ قيام الاسلام إلي اليوم تاريخ صراع بين الطبقات, تارة يكتسي هذا الصراع صبغة اقتصادية اجتماعية وتارة يظهر بمظهر الصراع الايديولوجي والنزاع بين الفرق.

( التراث والحداثة ص 113 – مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت ص.ب 6001 /113 – الطبعة الأولي تموز/ يوليو 1991)

 ولكن الجابري من ناحية أخري, يري أن إقرارهذا النظام الدستوري الديمقراطي وحده ليس بكاف لغرس الحداثة السياسية, كما يقول, ذلك لأن العقل السياسي العربي كما يعرض طوال كتابه محكوم في ماضيه وحاضره بمحددات ثلاثة هي أي بعلاقات سياسة معينة تتمثل في القبلية وفي نمط انتاجي معين هو النمط الربوي الذي يرمز إليه بالغنيمة (أي الدخل غير الانتاجي) وسيادة العقيدة الدينية. ويري أنه لا سبيل إلي تحقيق متطلبات النهضة والتقدم بغير نفي هذه المحددات الثلاثة نفيا تاريخيا واحلال بدائل أخري معاصرة. وهو في نقده لسيادة هذه المحددات في الماضي إنما هو يمهدَ لنقدها في الحاضر كخطوة ضرورية في كل مشروع مستقبلي. وبرغم ما في حياتنا المعاصرة من تجديد وحداثة , فإن هذه المحددات ما تزال مؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر, بل ما تزال طاغية في سلوكنا السياسي والاقتصادي والفكري. ولهذا فقضية تجديد العقل السياسي العربي اليوم مطالبة بأن: تحول “القبيلة” في مجتمعنا إلي لا قبيلة, أي إلي تنظيم مدني سياسي اجتماعي. وتحول “الغنيمة” إلي اقتصاد “ضريبة” أي تحويل الاقتصاد الريعي الي اقتصاد انتاجي يمهد لقيام وحدة اقتصادية بين الاقطار العربية كفيلة بإرساء الأساس الضروري لتنمية عربية مستقلة. وتحويل العقيدة إلي مجرد رأي أي التحرر من سلطة عقل الطائفة والعقل الدوغمائي, دينيا كان أو علمانيا, وبالتالي التعامل بعقل اجتهادي نقدي. العالم العربي المعاصر مطالب اذن كما يقول الجابري بنقد المجتمع ونقد الاقتصاد ونقد العقل “المجرد والعقل السياسي”. وبدون ممارسة هذه الأنواع من النقد بروح علمية سيبقي كل حديث عن النهضة والتقدم والوحدة في الوطن العربي حديث آمال وأحلام. والحق أن كتاب نقد العقل العربي بأجزائه الثلاثة هو محاولة جادة رفيعة المستوي لتحقيق هذا المشروع العقلاني النقدي.

(الفكر العربي بين الخصوصية والكونية – ص 196 , 197 – دار المستقبل العربي للنشر – الطبعة الثانية 1998- رقم الإيداع 10571 /1996)

7 إن الصدمات التي واجهها كل من شعبي إيران, والروم, الكبيرين, نتيجة لحملات المسلمين, والمعاملة التي تلقوها من الأعراب, البدائيين, الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة, أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب, وشريعة العرب, فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة, وذلك الخراب والدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة, والأراضي العامرة, في الشرق والغرب, وغارات عباد الشهوات, العطاشي إلي عفة وناموس الدولتين الملكية والامبراطورية..الخ. (رسالة الإيمان ص 323).

(كشف الجاني محمد التيجاني بقلم عثمان محمد آل خميس الناصري– ص 8 – توزيع مكتبة ابن تيمية – القاهرة – الطبعة الأولي 1997م)

8) أن الحرب أنغرست فى نفوس المسلمين وصارت فى دمهم، وملكت عليهم حياتهم، فتحولوا إلى جنود عبر الغارات والسرايا والمعارك والقتال اليومى أو ما يستتبعه من إجراءات وقوانين، فلم يعودوا يهابون حروباً قبائلية صغيرة أو كبيرة، وإنما هم يتوجهون الآن لإزعاج أطراف الأمبراطورية البيزنطية، وهم يقولون بذلك للعالم الخارجى أن احتواء جزيرة العرب قد تم وأن المسألة مسألة وقت فقط. ويعنى أيضاً أن مرحلة الدفاع قد انتهت للأبد وبدأ ما يسمى بالهجوم الإستراتيجى من أجل إنجاح المشروع الإسلامى.

(جذور القوة الإسلامية – ص172 – دار الطليعة للنشر – بيروت – ص.ب. 1813/11 – الطبعة الأولى نيسان (ابريل) 1988)

 … ولم تطرح تلك البذور شجرتها إلا بعد حروب الردة والتى بعدها نقل أبو بكر الصراع من داخل بلاد العرب إلى خارجها، كما يقول فى ذلك طه حسين، لولا ذلك ما قُدّر للإسلام أن يعيش (الفتنة الكبرى – دار المعارف) ولآكلت الموارد القليلة وجدب الصحراء الإنجازات المحمدية بعودة الصراع الدائم على موارد الرزق، وقد حُلت هذه المشكلة المستعصية عبر الغنائم والثروات المنزوحة من بلاد الفتوحات الخصبة.              (المصدر السابق – ص 174) 

 وفرت فرقة من هوازن إلى أوطاس فلاحقهم الرسول بسرية من أصحابه عليهم ابو عامر الأشعرى، وقيل إن دريد بن الصمة قتله رفيعة السلمى (إبن الدغنة) وهو راحل إليها، وقتلوهم وسبوهم، وكان المسلمون يخشون أن يطأوا نساءهم وأزواجهم أحياء فقال القرآن“والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم” فاستحلوا بالآية فروجهن.(المصدر السابق – ص 181)

 

يسمونها الفتوح مثل فتح مصر مع أنه غزو استعماري استيطاني استنزافي لم تر الكنانة أبشع منه في تاريخها الطويل المجيد, فلم يحدث علي تعدد غُزاتها وتنوع جنسياتهم أن استعمرها واستنزف خيراتها واستوطن أرضها الطاهرة مثل أولئك العُربان بل إنهم فرضوا عليها بالقوة لغتهم الميمونة وثقافتهم المبروكة!

(النص المؤسس ومجتمعه – السفر الأول – ص265/ 33  – مصدر سابق )

 

.. انتهى..

*  وفي موضع آخر قال إن ذلك ينافي معنى الرسالة.  انظر ص150 نفس المصدر.

*  يريد هنا إبلهم ودوابهم التى كانوا يتاجرون عليها. (المغازى للواقدى – ج1 – ص20 – مصدر سابق)

* الصفى : هو ما يصطفية الرسول قبل توزيع الغنائم.

* والسؤال: ما الذي نسخ كونها للرسول خالصة؟ هل تكلم الناس في ذلك؟!

*  هو قاضي القضاة وصاحب الإمام الأعظم أبي حنيفة (شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة – السفر الأول – دار سينا للنشر – القاهرة – دار الانتشار العربي بيروت – لبنان – ص ب5752/113  – الطبعة الاولي 1997)

** بحسب تعريف المعجم الوجيز.