انتخابات العراق.. نتائج جزئية تظهر تقدم تحالف الصدر مع الشيوعيين
تصدر تحالف الصدريين مع الشيوعيين بزعامة مقتدى الصدر النتائج الأولية الجزئية للانتخابات التشريعية في العراق، يتبعها ائتلاف “النصر” بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وحل ثالثاً تحالف “الفتح” بزعامة هادي العامري..فيما فشل كما يبدو رئيس البرلمان سليم الجبوري في الفوز بأي مقعد وحصل على أقل من 5000 صوت
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اليوم الاثنين (14 مايو/ أيار 2018) نتائج أولية جزئية للانتخابات البرلمانية في 10 محافظات أظهرت تقدم تحالف “سائرون” بزعامة مقتدى الصدر في محافظات بغداد والأنبار وواسط وبابل والمثنى وديالى وكربلاء وذي قار والبصرة، وحل ثانياً تحالف ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي يتبعها ائتلاف تحالف الفتح بزعامة هادي العامري .
وصنع مقتدى الصدر اسمه من قيادته لمواجهات مسلحة بين مليشياته والقوات الأمريكية في العراق، ليستقي بذلك دعم الأحياء الفقيرة في بغداد ومدن أخرى. ووصفت الولايات المتحدة مليشيات “جيش المهدي” بزعامة مقتدى الصدر، بأنه أكبر تهديد لأمن العراق.
وإذا تأكدت النتائج الأولية بفوز تحالف الصدريين مع الشيوعيين، فقد يضطر العبادي، الشيعي الذي تلقى تعليمه في بريطانيا والذي كون علاقات مع واشنطن وطهران، إلى تشكيل تحالف مع الصدر الذي قاتل الأمريكيين ويعد واحداً من الزعماء الشيعة القلائل الذين يحتفظون بمسافة بينهم وبين إيران صاحبة النفوذ القوي في العراق.
ويسعى الصدر لتوسيع قاعدة دعمه الإقليمي. والتقى العام الماضي بالأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، الحليف الإقليمي للولايات المتحدة الذي يناصب إيران العداء. وللصدر، الذي شوهد وهو يشرب العصير في قصر بمدينة جدة السعودية، مصلحة مشتركة في مواجهة النفوذ الإيراني في العراق.
وظهر الصدر على واجهة الأحداث خلال الاضطرابات والفوضى التي اندلعت في العراق بعد إطاحة القوات الأمريكية بحكم صدام حسين عام 2003. وتحدى الفصيل المسلح التابع للصدر، والذي يتسلح أغلب أفراده ببنادق الكلاشنيكوف والقذائف الصاروخية، الجيش الأمريكي لدى محاولته إعادة الاستقرار للعراق.
ويستمد الصدر الكثير من سلطته من عائلته. فوالده هو محمد صادق الصدر الذي اغتيل في عام 1999 لتحديه صدام حسين. وقتل صدام أيضاً ابن عم والده محمد باقر في عام 1980.
واتهم مسؤولون أمريكيون وزعماء سنة “مليشيات جيش المهدي” بالمسؤولية عن الكثير من عمليات القتل الطائفية التي اجتاحت العراق. وأصدرت سلطة الاحتلال الأمريكي مذكرة اعتقال بحقه لدوره المزعوم في قتل رجل دين منافس.
وتبرأ الصدر من انتهاج العنف ضد العراقيين وأمر في عام 2008 الميليشيات التابعة له بأن تتحول إلى منظمة إنسانية. وما زال بإمكانه حشد الآلاف من أنصاره للضغط لتحقيق أهدافه وشكل تحالفاً بعيد الاحتمال مع الشيوعيين وأنصار علمانيين مستقلين آخرين للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة لإنهاء الفساد.
وفي خطاب تلفزيوني في نيسان/ أبريل الماضي دعا الصدر الشعب العراقي إلى المشاركة في ثورة بيضاء. وطالب الجميع بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية والتي وصفها بأنها الفرصة الأخيرة للتغيير. وتعرف قائمة الصدر باسم “سائرون”.
قال جمعة البهادلي وهو نائب في البرلمان المنتهية ولايته من كتلة الصدريين “برنامجنا يتضمن بناء مؤسسات دولة فاعلة وخالية من الفساد، ويتضمن إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية كالطبابة والتعليم للفقراء”. ويمتد التأييد للصدر إلى مدينة البصرة معقل الشيعة في جنوب البلاد وبالقرب من حقول النفط الرئيسية بالبلاد.
على صعيد متصل، ازداد التوتر في كركوك وإقليم كردستان العراق بعد اشتباكات واتهامات بتزوير الانتخابات. فقد أعلن محافظ كركوك راكان الجبوري حظر التجول السبت وأمر بإعادة فرز الأصوات يدويا هناك في الانتخابات العامة قائلا إن النظام الإلكتروني لفرز الأصوات أصدر نتائج “غير منطقية”.
لم تكد تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في مدينة السليمانية الكردية حتى انفجر الغضب بسبب اكتساح غير متوقع للحزب المهيمن على المدينة. وسرعان ما اندلعت اشتباكات بالأسلحة بين الفصائل المتنافسة.
وهدأت حدة الاشتباكات التي وقعت خلال الليل بحلول صباح اليوم في الوقت الذي أحصت فيه المفوضية العليا للانتخابات في العراق النتائج النهائية للانتخابات التشريعية.
لكن أحزاب المعارضة الكردية المدعومة بمسلحيها تطالب بإعادة الانتخابات وسط اتهامات بالتزوير. وفي تلك الأجواء يخشى كثيرون من أن تتحول المناطق التي تقطنها أغلبية كردية في شمال العراق إلى ساحة حرب بين الأحزاب.
تعد الاشتباكات في السليمانية معقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المتحالف مع إيران دلالة مباشرة على الصراعات الدامية التي يُخشى منها. وتوفي العام الماضي جلال الطالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي سبق وأن شغل منصب رئيس العراق كما اعترى الضعف مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ استفتاء الاستقلال الكارثي الذي روج له.
لكن النتائج الأولية تظهر انتصاراً قوياً للحرس القديم وهو ما ترفضه المعارضة بشكل مباشر. ومع شكوى الكثير من الناخبين من الفساد كان من المتوقع أن تنتزع الأحزاب الجديدة مقاعد من الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية ومن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يحكم إقليم كردستان شبه المستقل.
وبعد النتائج الأولية الصادمة أصبح الوضع في السليمانية متوتراً على نحو خاص. وسافر السياسي المخضرم هوشيار زيباري وهو وزير سابق للخارجية العراقية إلى هناك من أربيل للقيام بجهود وساطة.
وتطالب أحزاب المعارضة بإعادة الانتخابات في بيان مشترك الأحد وهددت “بإجراء سياسي” في بغداد والدول المجاورة إذا لم تلب مطالبهم. وحثت حكومة أربيل جميع الأطراف على وقف العنف وحل خلافاتهم من خلال القنوات