أصبح تفشي فيروس كورونا واقعا لا مناص من أن تتحد دول العالم لمواجهته، بعد أن انتشر إلى ما يزيد على 60 دولة.
ولكن ما المقصود بفيروس كورونا؟ وكي نمنع إصابتنا به؟
كيف نكتشف أعراض كورونا؟
اولا تظهر حمى، مع سعال جاف، وغالبا دون رشح من الانف أو عطاس، وبعد نحو أسبوع، يبدأ المصاب يشعر بضيق تنفس، يستدعي الرقود غالبا في المستشفى.
ولا تعني ظهور تلك الأعراض بالضرورة أنك مصاب بالمرض، فهي أعراض تشبه تلك المصاحبة لأنواع الفيروسات الأكثر شيوعا، مثل نزلات البرد والإنفلونزا.
ويمكن أن يسبب فيروس كورونا، في حالات الإصابة الشديدة، الالتهاب الرئوي، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، وقصور وظائف عدد من أعضاء الجسم وحتى الوفاة.
ويكون كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية سابقة (مثل الربو والسكري وأمراض القلب)، هم الفئة الأكثر عُرضة للإصابة الشديدة بالفيروس.
وتستمر فترة حضانة الفيروس – ما بين الإصابة وظهور الأعراض – لحوالي 14 يوما، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لكن بعض الباحثين يقولون إن هذه الفترة قد تستمر حتى 24 يوما.
كيف أحمي نفسي من الإصابة؟
تقول منظمات الصحة العالمية إن غسل اليدين بشكل منتظم وشامل أمر بالغ الأهمية في المكافحة لتجنب العدوى بالمرض.
ولم يعرف بعد على وجه الدقة كيف ينتشر فيروس كورونا من شخص لآخر، بيد أن الفيروسات المماثلة تنتشر عبر الرذاذ، مثل تلك التي تنتج عندما يسعل أو يعطس شخص مصاب.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بالتالي:
- غسل اليدين جيدا، فبإمكان الصابون قتل الفيروسات.
- تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال وغسل اليدين بعدها لمنع انتشار الفيروس.
- تجنب لمس العينين والأنف والفم حال ملامسة اليد لسطح يُرجح وجود الفيروس عليه، إذ يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجسم بهذه الطريقة.
- لا تقترب من المصابين بالسعال أو العطس أو الحمى، إذ يمكن أن ينشروا جسيمات صغيرة تحتوى على الفيروس في الهواء. ويُفضل الابتعاد عنهم لمسافة متر واحد.
Dr. Eric Berg talking about virus corona – رأي ونصيحة الدكتور بيرج عن فيروس كورونا
هل يمكن علاج فيروس كورونا والشفاء منه؟
يعتمد العلاج حتى الآن على إجراءات أساسية، وهي إبقاء جسم المريض قادرا على أداء عمليات الجسم الحيوية للجسم، على سبيل المثال وضع المريض على جهاز المساعدة في التنفس لحين اكتمال قدرة الجهاز المناعي لديه على مقاومة الفيروس.
ويستمر العمل على تطوير لقاح مضاد للفيروس، ويأمل الباحثون أن يبدأ تجريبه على البشر قبل نهاية العام.
كما تختبر المستشفيات فعالية العقاقير المضادة للفيروسات كي ترى مدى تأثيرها في علاج هذا الفيروس.
كيف بدأ الفيروس؟
الفيروس ليس “جديدا” (كان يصيب الحيوانات)، لكنه جديد بالنسبة للبشر بعد أن أصبح بإمكانه الانتقال بين أنواع مختلفة من الكائنات.
ويرتبط الكثير من الإصابات الأولى بسوق للمأكولات البحرية في ووهان في جنوب الصين.
ويتعامل الكثير من الناس في الصين عن قرب مع حيوانات حاملة للفيروسات، التي يسهل تفشيها في البلد ذي الكثافة السكانية العالية.
وعلى سبيل المثال، ظهر مرض متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) لأول مرة في الخفافيش، ثم انتقل إلى القطط، ومنها إلى البشر.
وبدأ وباء سارس في الصين عام 2002، وحصد أرواح 774 شخصا من بين 8098 مصابا.
والفيروس الحالي، هو واحد من سبعة أنواع معروفة لفيروس كورونا، ولا يبدو أنه يتحور حتى الآن. لكن في الوقت الذي يبدو فيه الفيروس مستقرا، يواصل العلماء مراقبته عن كثب.
خصائص غريبة..لا يمكن انتاجها في المختبر
انتشرت الشائعات ونظريات المؤامرة التي ترسم خططا سياسية خفية وراء نشر فيروس “كورونا”، وأصبح من الضرورة دحض تلك المؤامرات بأدلة علمية مثبتة، أبرز الشائعات تعلقت بمختبر للفيروسات في مدينة ووهان الصينية، التي تعتبر بؤرة تفشي الفيروس المستجد.
المختبر حقيقي وموجود فعلا في المدينة المعزولة بسبب الحجر الصحي، لكن دراسة علمية أولية أظهرت أن الفيروس جديد كليا، واستبعدت أي احتمال رجح إمكانية هندسته مخبريا.
في ورقة علمية منشورة على موقع “virological.org” بعنوان ” The Proximal Origin of SARS-CoV-2” قدمها عدد من علماء الأحياء الميكروبية البارزين، ممن قاموا بدراسة التركيبة الجينية لفيروس كورونا المستجد المعروف أيضا باسمي “كوفيد-19″ و”سارس-كوف-2”.
وكان علماء قد رجحوا احتمال كون الخفافيش مصدر الفيروس المستجد، ورغم أن الفيروس الموجود في الخفافيش لا يمكنه أن يصيب البشر مباشرة إلا أن العلماء يرجحون إصابة حيوان وسيط به، وأن الفيروس تعرض لتشويه خلال فترة تكاثره داخل جسد الحيوان الوسيط ما رفع من احتمالية إصابة البشر به.
اكتشف الباحثون أن الخصائص البيوكيميائية للفيروس الجديد تشير إلى أنه ربما تطور إلى شكله الحالي بطريقتين.
الأولى: الانتخاب الطبيعي في حيوان وسيط انتقل إليه الفيروس، والثانية: الانتخاب الطبيعي في البشر بعد انتقال الفيروس من الحيوانات.
وهذا يعني باختصار أن الطبيعة، وليس المختبر، هي من حددت الخصائص الغريبة في التكوين الجيني للفيروس، إما في المراحل الفاصلة بين الخفافيش والبشر، أو بين البشر أنفسهم، وقال البروفيسور في علم الأحياء الميكروبية وعلم المناعة في جامعة كولومبيا الأميركية، فينسينت راكانيللو، إن “البشر لم يكن بإمكانهم أن يحلموا بتحقيق هذا”.
وأضاف راكانيللو أن أي مختبر حول العالم كان يعمل على فيروس مثل هذا، وأن أقرب الفيروسات له موجودة في خفاش عثر عليه في منطقة يونان الصينية عام 2013، والتي تبعد 1000 ميل عن ووهان.
ويعتبر اكتشاف أصل الفيروس أمرا في غاية الأهمية لفهم تركيبة الفيروس، ورغم أن المصدر قد لا يساعد العلماء بشكل كبير في تطوير أي لقاح أو علاج مباشر، إلا أنه قد يساعد في تركيب أجزاء من الأحجية للإجابة عن تساؤلات حول كيفية ظهوره وتطوره، ويعتمد العلماء على الرجوع إلى معلومات من أمراض سابقة لدراسة كيفية التعامل مع هذا الفيروس الجديد، الذي أطلقت عليه تسمية “كوفيد-19”.
ولتتبع جذور الفيروس، يستعين العلماء بعدد من الأدلة في التركيب الجزيئي، ورغم أن التسلسل الجيني قد لا يكشف أصل الفيروس إلا أن الحمض النووي “DNA” يمكنه أن يوفر فهما كاملا لما حصل منذ الإعلان عن أول إصابة في الصين في ديسمبر الماضي.
ويسارع العلماء إلى تحديد نوع الفيروس، وسط حالة من الهلع حول العالم ومناداة من المنظمات للحكومات بتطبيق الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس.
هذه الحاجة إلى البحث المعمق تزداد، بالأخص تزامنا مع تطور فيروس كورونا إلى نوعين رئيسيين، أحدهما شديد العدوانية مع اختلاف معدلات انتقال المرض والتوزيع الجغرافي، وفقا لما ذكرته دراسة نشرت في مجلة ناشيونال ساينس ريفيو، التي ذكرت أن 70 في المئة من المصابين بالفيروس يحملون السلالة الأكثر عدوانية.
فرنسا وألمانيا تعلنان ارتفاع عدد الوفيات والاصابات بفيروس كورونا
فيما أعلنت فرنسا اليوم الخميس، تسجيل حالتي وفاة جديدتين بفيروس كورونا في البلاد، ما يرفع مجمل عدد الوفيات بالفيروس إلى 6، كما اعلن معهد “روبرت كوخ” للصحة العامة في ألمانيا، ارتفاع الاصابات إلى 109.
وأشارت الإدارة العامة للصحة إلى أن الشخصين اللذين فارقا الحياة يبلغان من العمر 73 و69 عاما، من منطقة واز وإيسن.
وقد أفادت السلطات الفرنسية بأن عدد الحالات المؤكدة التي تحمل فيروس كورونا بلغ 377 حالة.
ن جانبه، قال معهد “روبرت كوخ” للصحة العامة في ألمانيا، اليوم الخميس، إن عدد الحالات المصابة والمؤكدة بفيروس كورونا في البلاد، قفز إلى 109 حالات في غضون يوم واحد.
وأضاف المعهد أنه اعتبارا من صباح الخميس 5 مارس، كانت هناك 349 حالة موزعة على جميع أقاليم البلاد باستثناء إقليم واحد.
وأشار المعهد إلى أن عدد الإصابات ارتفاع من 240 إلى 349 في 24 ساعة.