خاص – ازاميل
اثارت قضية مذكرات القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني المعروف بـ ملا بختيار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي .
وقال بختيار في حفل لتوقيع الكتاب في مدينة السليمانية “ امتنعت عن قتل اسرى الشيوعيين في أحداث ( بشتاشان ) ورفضت ان أنفذ أوامر القيادة حين طلب مني“، فيما ندد بالاغتيالات التي كان ينفذها “الاتحاد” ومنها قتل اعضاء من التيار الشيوعي العمالي منتصف التسعينات.
وأكد أن “نوشيروان مصطفى وهو نائب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، قال لي حرفيا أنا سحقت رؤوس الشيوعيون وعليك ان تقطع اوصالهم“ .
واضاف “ امتنعت عن قتل ابنة الشهيد سلام عادل وهي كانت موجودة في مقراتنا، والشهيد سلام عادل من اجمل رموز البطولة في تاريخ العراق ,كيف لي ان اقتل نساء ورجال واطفال عرب من الناصرية والبصرة وهم لجوؤا الى مناطقنا؟“ .
واستغرب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الاعتراف ووصفوه تصريح بختيار بأنه صحوة ضمير متاخرة, اما البعض طالب باقامة دعوى قضائية على قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني وان الاغتيالات والجرائم التي ارتكبها ترقى الى جرائم ضد الانسانية .
و يعد هذا اول اعتراف من قيادي في الحزب الكردستاني بجرائم حزبه، وفي السنوات الماضية طالب العشرات المثقفين العراقيين من بينهم الشاعر سعدي يوسف الذي نشر مقال تحت عنوان (جلال الطالباني إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي و مجرم بشتاشان الشهير)، وبتقديم الطالباني إلى محكمة العدل الدولية واتهمه صراحة بالتنسيق مع صدام حسين في تنفيذ تلك المذبحة بحق الشيوعيين.
وفي مقال عن حقيقة ما جرى كتب الكاتب العراقي علاء اللامي “بدأ الطالباني حشد قواته من مختلف مناطق نفوذه، وكانت تلك القوات تتوقف أحياناً في مواقع حلفائها الشيوعيين في طريقها إلى بشتآشان، فيقدمون لها الطعام والمأوى، كما حدث في قاعدة (رزكة)، ثم تواصل مسيرتها دون أن يطرف جفنُ خجلٍ من رجالها. وفي ليلة الأول من أيار 1983، وفيما كان الشيوعيون يستعدون للاحتفال بمناسبة عيد العمال العالمي، بدأ الهجوم عليهم من جميع الجهات. بل شاركت ووفقا لبعض الناجين مدفعية الجيش الحكومي في القصف. واستبسل الشيوعيون في الدفاع عن أنفسهم ومواقعهم، وفشلت القوات المهاجمة والمؤلفة من مئات عدة من المقاتلين في التقدم والإجهاز على أقل من مئة مسلح، واستمرت المعركة ثلاثة أيام بلياليها.
وفي اليوم الثالث، ومع نفاد العتاد، بدأت القوات المدافعة الباقية الانسحاب من مواقعها إلى مواقع أخرى أمينة، ولكنها وقعت في كمائن المهاجمين، وهنا حدثت المجزرة: جرى تقسيم الأسرى على أساس قومي فأطلق المهاجمون سراح الشيوعيين الأكراد، وكان بعضهم قد قاتل حتى قُتل في المعركة، وقُتِل الأسرى بسادية بعدما جُردوا مما في جيوبهم من نقود.
في تلك الآونة، ورغم التحذيرات التي أرسلتها إحدى قواعد الأنصار الشيوعيين إلى قيادة الحزب، استمرت حالة الاسترخاء وانعدام الحذر، لدرجة أن الأنصار في( بشتآشان) ذاتها كانوا يقاتلون وهم يجهلون الطرف الذي يواجهونه ويظنونه القوات الكردية التابعة للنظام الحاكم التي تدعى أفواج الدفاع الوطني ( الجحوش ). ونتيجة لهذه الغفلة، وربما التواطؤ، وقع أحد قادة الحزب وهو كريم أحمد أسيراً في قبضة ميليشيات الطالباني، وأذاعت تلك الميليشيات بياناً قالت فيه إن أحمد وقعه يدين سلوك الحزب الشيوعي ويبرئ حزب الطالباني، فأحدث هذا البيان أزمة سياسية ومعنوية داخل الحزب وبين صفوف الأنصار خصوصاً “.
واحداث ( بشتاشان ) هي صدام مسلح وقع في الاول من ايار عام ١٩٨٣ بين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني و قوات الحزب الشيوعي العراقي في منطقة بشتاشان , شمال العراق , نتيجة لصراع سياسي بين القوى المعارضة لنظام صدام حسين وحيث قام قوات الاتحاد بقتل العشرات من اسرى الشيوعيين ..