أكدت دراسة أولية أجرتها كوريا الجنوبية أن 91% من المتعافين من مرض كوفيد 19 ما زالوا يعانون من اعراض جانبية، كالإعياء والعواقب النفسية وفقدان حاستي الشم والتذوق.
وقال كوون جون-ووك المسؤول في المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في إفادة مقتضبة، تابعتها “أزاميل” (29 ايلول 2020)، إن مسحا إلكترونيا أجري بمشاركة 965 شخصا تعافوا من مرض كوفيد-19 وإن 879 منهم، أي 91 بالمئة، قالوا إنهم أصيبوا بعرض جانبي واحد على الأقل للمرض.
الإعياء ابرز الأعراض
الإعياء كان العرض الأكثر شيوعا وبنسبة 26.2 بالمئة من المشاركين الذين أكدوا صعوبة التركيزوتشمل العواقب للمرض الأعراض الجانبية النفسية أو العقلية وفقدان حاستي الشم أو التذوق.
وقال كيم شين-وو أستاذ طب الباطنة في كلية الطب بجامعة كيونجبوك في دايجو بكوريا الجنوبية وكبير الباحثين في الدراسة إن المسح كان إلكترونيا لكنه سينشره قريبا مرفقا بتحليل مفصل.
العلماء حائرون
ندما بدأ فيروس كورونا بالتفشي حول العالم، كان هناك مخاوف شبه عالمية من قبل الخبراء، من أن الجائحة قد تضرب بشكل خاص القارة الأفريقية بمعدلات إصابة مرتفعة، ما سيهدد المنظومة الصحية في بلدان القارة.
لكن، وبعد 9 أشهر تقريبا على بداية الجائحة، والتي أصابت نحو 31 مليون شخصا حول العام، وتسببت بموت نحو 950 ألف شخص، فإن الدول الإفريقية، لم تتأثر بنفس المستوى الذي شهدته بقية دول العالم، بل إن استجابتها كانت أفضل من غيرها، ولا تزال الأسباب غامضة، وربما هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث والدراسات للإجابة على هذه التساؤلات.
وقد صرح العديد من العلماء بأن دول أفريقيا قدمت دروسا يُحتذى بها، لبقية دول العالم، وهنا يجب تسليط الضوء على إمكانية الانحياز التي يمكن أن تشوه البحث العلمي.
الدكتور سام أغاتر أوكونزي العامل في مستشفى أروا الإقليمي في شمال أوغندا قال:”إن نماذج التنبؤ الأول بالأمراض، رسمت صورة قاتمة للغاية لما قد يلحق بأفريقيا من خسائر بالأرواح والاقتصادات”.
أوغندا:التوقعات30 ألف وفاة والمسجل 70 فقط!
وفي أوغندا على سبيل المثال كان من المتوقع أن يكون هنالك نحو 600 حالة إصابة بفيروس كورونا مع حلول شهر سبتمبر من العام الجاري، ونحو 30 ألف حالة وفاة بسبب الوباء.
لكن الواقع كان مغايرا للتقديرات، حيث لم تسجل البلاد سوى نحو 7064 إصابة توفي منها 70 فقط حتى الآن، حسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز.
وسجلت جنوب أفريقيا وهي من أكثر الدول تأثرا بالوباء في القارة السمراء، نحو 665 ألف حالة، و16206 وفاة، وهذا ما نسبته 28 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، مقارنة بأكثر من 61 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وبالرغم من هذه الأرقام، ومع أن دولا أفريقية أخرى كأثيوبيا والجزائر ونيجيريا عانت من تفشي أكبر للوباء، فإن معظم دول القارة نجحت في احتواء الفيروس.
السر في التدابير الصارمة
الدكتور ماتشيديسو مويتي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا قال إن جزءا من نجاح الدول الأفريقية في التصدي للوباء، مرده التدابير الصارمة التي فرضتها في وقت مبكر من تفشي الفيروس، لتقييد حركة الناس وإبطاء انتقال العدوى داخل المجتمعات المحلية.
وأضاف:”اتخذت الحكومات تدابير مبكرة، من خلال الإغلاق رغم أن هذا كلفها الكثير اقتصاديا إلا أنه وفر لها وقتا كافيا، لكن هناك مخاوف كبيرة من ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة في الأسابيع القادمة، في أفريقيا، مع تخفيف القيود المفروضة، نرصد فعليا ارتفاعا في جنوب أفريقيا والجزائر وموريتانيا وغانا، ومن المرجح أن هذا سببه إعادة فتح المدن بين شهري مايو ويونيو”.
وقد أكدت المنظمة أن الأشهر القليلة المقبلة سواء في أفريقيا أو في دول أخرى ستكون مهمة جدا لكبح موجة ثانية متوقعة من التفشي.
وقال مويتي:”على الدول الأفريقية أن تستعد وأن تضع كافة قدراتها لاحتواء تفشي الفيروس، حتى لا تتسع دائرة التفشي”.
ويحاول العلماء معرفة ما فعلته دول أفريقية من خطوات صحيحة في المرحلة الأولى للوباء، ما ساهم بتقليص تداعياته.
وقال أوكونزي إن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث، وأن دول أفريقيا قد تكون مستعدة بشكل أفضل من غيرها من الدول نتيجة الخبرة التي اكتسبتها بتفشي أوبئة سابقا كإيبولا وغيره من الأوبئة.
شون ترولوف، وهو عالم وخبير في كلية جونز هوبكنونز، قال إنه من الممكن أن يكون لدى سكان أفريقيا حصانة ضد الفيروسات التاجية.