القدس/ نضال محمد
نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم الإثنين، عن مصادر أمنية سابقة في إسرائيل، أن توقيت نشر صحيفة “نيويورك تايمز”، السبت خبر اغتيال نائب زعيم تنظيم القاعدة، عبد الله أحمد عبد الله المعروف باسم أبو محمد المصري، هو رسالة موجهة من حكومة بنيامين نتنياهو إلى إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وتهدف إلى تقييد حرية بايدن في اتجاهه لاتفاق نووي جديد مع إيران.
وبحسب الصحيفة، فإن النشر لم يفاجئ مسؤولين عملوا في الماضي في أجهزة الأمن الإسرائيلية وكانوا على اطلاع على هذا الموضوع، خاصة وأن التعاون الوثيق بين الاستخبارات الإسرائيلية وبين نظرائهم من باقي دول العالم معروف.
لكن توقيت النشر، بعد ثلاثة أشهر من تنفيذ عملية الاغتيال، وبعد أسبوع من إعلان فوز بايدن في الانتخابات الأميركية يهدف لتمرير رسالة واضحة للرئيس المنتخب، وإبراز كون النظام الإيراني دفيئة لمنظمة القاعدة المسؤولة عن تفجيرات 11 سبتمبر، والتي تعتبر الأكثر خطورة من وجهة نظر الولايات المتحدة.
وبحسب هآرتس نقلا عن مسؤول سابق في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فإنه “لا يمكن استبعاد أنه كان مريحا لإيران استخدام تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة بسبب العقوبات المفروضة على إيران، وأيضا لتدفيع الولايات المتحدة ثمن اغتيال قاسم سليماني”.
ما سر الحملة الإعلامية ضد إيران؟ وهل قتل الظواهري ونائبه فعلا؟
تقارير: اغتيال المصري مجرد بداية لعمليات قادمة
وبالرغم من أن الأوساط الإسرائيلية الرسمية لم تتطرق إلى العملية، إلا أن وزير الأمن الأسبق، أفيغدور ليبرمان، اتهم أمس رئيس حكومة الاحتلال، وديوانه باعتبارهم الطرف المسؤول عن تسريب أمر العملية لصحيفة نيويورك تايمز.
وكان مراسل نيويورك تايمز، ويديعوت أحرونوت رونين بيرغمان، كتب أمس أن العملية تحمل أيضا رسالة لإدارة بايدن وتنبئ بعمليات إضافية في المستقبل ضد المشروع الإيراني.
إلى ذلك، كشفت صحيفة هآرتس النقاب، عن أن رئيس الأركان المشتركة للولايات المتحدة، الجنرال مارك ميلي، كان زار إسرائيل في 24 تموز/يوليو الماضي، قبل أسبوعين من تنفيذ عملية الاغتيال، ومع أن وزارة الأمن لم تؤكد وجود علاقة مباشرة بين هذه الزيارة وبين العملية، إلا أن تقرير نيويورك تايمز كان أكد أن عملية اغتيال أبو محمد المصري تمت على يد عناصر من وحدة “كيدون” التابعة للموساد الإسرائيلي، بناء على طلب من الولايات المتحدة.
ولفتت هآرتس إلى أن الزيارة السابقة للجنرال الأميركي لإسرائيل كانت قبل أيام معدودة من عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الجمهوري الإيراني، قاسم سليماني.
وخلال زيارة مايلي الأخيرة لإسرائيل التقى بكل من رئيس الحكومة نتنياهو، ورئيس الموساد، يوسي كوهين، ووزير الأمن، بني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي.
وقال الأخير بعد زيارة مايلي “إن للولايات المتحدة وإسرائيل مصلحة مشتركة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع انتهاكه من قبل إيران أو أذرعها”.