أزاميل/ ترجمة وتحرير نادية عاكف:
أكدت العديد من الصحف العالمية أن تطبيع الدول العربية غايته إرضاء أميركا مقابل قمع شعوبها على عكس ما يروج له على العديد من صفحات الفايسبوك من أن المطبعين من الزعماء العرب هم قادة وطنيون يبحثون عن مصلحة شعوبهم، ويسعون خلف الاستقرار والرخاء في المنطقة.تتفق بعض الصحف الغربية في أن الهدف من التطبيع في الغالب هو العكس.
دول الخليج تسعى لثلاثة أهداف
وقالت الواشنطن بوست في مقال لها بعنوان (لماذا تسعى دول الخليج لتطبيع العلاقات مع اسرائيل؟).أن هناك ثلاثة أهداف من وراء ذلك:
1. احتواء الخصوم الخارجيين وبشكل خاص ايران. 2. تقوية العلاقة مع واشنطن. 3. وبالتالي الحصول على الضوء الأخضر لقمع شعوبهم، والقضاء على أي حركة معارضة او احتجاجات داخلية، دون الخشية من أي اعتراض من الخارج.
الرابحون ترامب و نتنياهو
صحيفة الاندبندنت تقول أن الرابح الأول من هذه الاتفاقات هو نتنياهو وكذلك ترامب، اذ أن الاثنين كانا يواجهان مأزقا داخليا، وفضائح شخصية، كل على حدا، وكانت هذه الاتفاقات واحدة من إنجازاتهما القليلة جدا التي يمكن أن يحتسباها.
أما بالنسبة للإمارات فلم تكسب من وراء هذا الاتفاق سوى الأمل بالتقرب من الانجيليين في واشنطن، والحصول على موافقات على صفقات أسلحة كان الأمريكان قد رفضوها سابقا، وربما يضمن لهم مقعدا على طاولة المفاوضات المستقبلية مع ايران.
CSIS: المزيد من الديمقراطية لن يجلب الخير للمنطقة!
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS وهو واحد من أهم مراكز الدراسات في الولايات المتحدة، يقول أن دول الخليج واسرائيل يشتركون في تحديد العدو.
إذ يرى الطرفان أن ايران تشكل الخطر الأكبر على مصالحهما، وأنهما يتفقان على أن المزيد من الديمقراطية لن يجلب الخير للمنطقة!
وعليه يجد ان من المفيد تعميق التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية.
ومن ناحية أخرى فإن هذه الخطوة ستساعد على اقناع واشنطن بالعدول عن سحب قواتها من المنطقة.
هاآرتس: الهدف ليس إيران فقط
صحيفة هآراتس الاسرائيلية تقول إن التعاون الاستخباراتي بين الطرفين بهدف مواجهة خطر ايران ليس هو السبب الوحيد، إذ أن الطرفين لديهما برامج لتبادل المعلومات منذ سنين طويلة.
لكن من وجهة نظرها أن حكام الخليج الفارسي (حسب تعبير هآراتس) يسعون الى الحصول على مباركة واشنطن على صفقات سلاح جديدة، كما أنهم يشتركون مع حكام اسرائيل في الرغبة بتمديد التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، ويأملون أن مثل هذه الخطوة قد تحقق ذلك.
الاندبندنت تختم مقالها بالقول “إن هذه الاتفاقات هي نتيجة لحالة البؤس التي تعم العالم العربي، وأنها لن تحمل السلام والرخاء للمنطقة كما تروج له الإدارة الأمريكية”.
وتضيف “لا يمكن أن نبني سلاما حقيقيا بين الشعوب على أساس اتفاقات هزيلة مدعاة للسخرية كهذه”.
عدوّ مشترك في المنطقة!
وتحت هذا العنوان قال موقع DW أن التقارب تأسس بين إسرائيل ودول الخليج العربية بشكل كبير على القلق المشترك بشأن إيران
واحتمالات مراجعة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لسياسات واشنطن المتبعة في المنطقة. وفي هذا الصدد يقول غيل مورسيان “أظن أن زيارة نتنياهو مرتبطة أيضا بمحادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قبل وقت قصير”. ويعتقد أنه من المحتمل أن يكون موضوع المحادثة هو إيران.
ويقول “لا أفترض أن الرئيس ترامب سيواصل شن حرب مفتوحة ضد إيران. وفي هذا السياق، من الممكن أن محادثات الزيارة كانت أيضاً حول تعامل إدارة ترامب مع إيران في الشهرين المتبقيين من ولايته”.
من جهة أخرى، قال يوهانس بيكه، من كلية الدراسات اليهودية في جامعة هايدلبرغ، في حديثه لـDW أن التقارب العربي الإسرائيلي هو بلا شك نتاج للتوسع الإيراني: فبعد التدخلات الأمريكية الفاشلة و “الربيع العربي”، تسيطر إيران الآن على أربع عواصم عربية (بيروت، دمشق، بغداد ، صنعاء).
وبالتالي، فإن “احتواء خطر إيران يصب في مصلحة العديد من دول الشرق الأوسط – وربما يساعد التقارب العربي الإسرائيلي هنا في منع نشوب حروب مستقبلية”.
أما عن مستقبل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، بعد تطبيع العلاقات المحتمل بين السعودية وإسرائيل، يرى قواص تغيراً في مستقبل هذه النزاعات، ويقول إن “الصراع العربي الإسرائيلي لم يعد له أولية في المنطقة، هناك صراع عربي إيراني وصراع عربي تركي هذه الأيام.
وبالتالي إسرائيل قد لا تكون الهم الأول لبعض العواصم العربية، خصوصا أن إسرائيل باتت شريكة لبعض الدول العربية في أي اتفاق مقبل مع إيران، وإن الموقف العربي من تركيا خصوصا الخليجي والمصري من تركيا سيؤسس لمرحلة جديدة”.
ماهو التطبيع مع إسرائيل؟
هناك بعض من الدول العربية المطبعه مع إسرائيل منذ القرن العشرين وحتّى يومنا هذا؛ حيث قامت أوّل دولة عربيّة بتوقيع اتّفاقيّة السّلام مع إسرائيل يوم الإثنين 28/ربيع الآخر/1399هـ الموافق لتاريخ 26/مارس/1979م، كما أنّ هناك بعض الدّول العربيّة التّي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل خلال الشّهر الثّامن والشّهر التّاسع من عام 2020م أيضًا مع حرصها على عدم قيام إسرائيل بضمّ أيّة أراض جديدة إلى حدوده التي تشتمل على 77% من مساحة الأراضي الفلسطينيّة تقريباً.
التطبيع مع اسرائيل
يعرف التّطبيع بأنّه احد المصطلحات السّياسيّة التي تشير إلى جعل العلاقات طبيعيّة بين العديد من الدّول بعد توتّر العلاقة بينها لأيّ سبب من الأسباب، وهذا يعني أنّ التّطبيع مع إسرائيل يعني جعل علاقات دول العالم طبيعيّة مع إسرائيل بعد كافّة المجازر والاعتداءات التي قامت بها ضدّ الشّعب الفلسطيني، وعلى الرّغم من وجود العديد من الدّول التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل إلّا أنّ هناك العديد من الدّول التي ترفض التّطبيع حتّى يومنا هذا، ومنها: المملكة المغربيّة وسلطنة عمان.
الدول العربية المطبعه مع إسرائيل
هناك العديد من الدّول العربيّة التي قامت بتطبيع علاقتها مع إسرائيل بداية من سبعينيّات القرن الماضي، كما تسعى عدّة دول أخرى إلى تطبيع علاقتها مع إسرائيل أيضًا على أن تنتنع الأخيرة عن ضمّ المزيد من الأراضي الفلسطينيّة إلى حدودها؛ حيث قامت إسرائيل باحتلال قرابة الواحد وعشرين ألف كيلومتر مربّع من الدّولة الفلسطينيّة التي تبلغ مساحتها سبعة وعشرين ألف كيلومتر مربّع.