( حمورابي Hammurabi ) بالأكادية وبالعمورية ( أمو- راپي )، وتعني “الولي الشافي”، من أمو، “الولي الأب”، و راپي، “الشافي”؛. (وكان سادس ملوك بابل (من الأسرة البابلية الأولى) وحكم من عام 1792 ق.م. حتى 1750 ق.م) و أصبح أول ملوك الامبراطورية البابلية في أعقاب تنازل والده عن العرش، سين مبلط، باسطاً سيطرة بابل على بلاد ما بين النهرين بإنتصاره في سلسلة حروب ضد الممالك المجاورة .
وبالرغم من أن امبراطوريته كانت تسيطر على جميع أنحاء بلاد الرافدين عند وفاته، إلا أن خلفاؤه من بعده لم يتمكنوا من الحفاظ على امبراطوريته… وفي سفر التكوين ذكر حمورابي / أم ُـ راپي / أم ُـ رافي .. بأسم أم ـ رافل، ملك شينار/ شنعار الذي ورد ذكره في سفر التكوين الاصحاح 14 : 1 *حيث يبين من منطوق الاية ان كاتب السفر كان ان يسطر تقريبا ما حدث (بأستخدام لغة الماضي) وهذا يؤكد ان كاتب / مؤلف السفر هو مؤرخ وينقل ما حدث بلغته الكلدية / العبرية .. حيث يبدأ السفر 14: 1 بكلمة (( وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ {بالماضي})) {أَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ}، وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاَّسَارَ، وَكَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلاَمَ، وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ، 2 أَنَّ هؤُلاَءِ صَنَعُوا حَرْبًا مَعَ بَارَعَ مَلِكِ سَدُومَ، وَبِرْشَاعَ مَلِكِ عَمُورَةَ، وَشِنْآبَ مَلِكِ أَدْمَةَ، وَشِمْئِيبَرَ مَلِكِ صَبُويِيمَ، وَمَلِكِ بَالَعَ الَّتِي هِيَ صُوغَرُ. 3 جَمِيعُ هؤُلاَءِ اجْتَمَعُوا مُتَعَاهِدِينَ إِلَى عُمْقِ السِّدِّيمِ الَّذِي هُوَ بَحْرُ الْمِلْحِ ….. الخ
ويشتهر حمورابي بأنه صاحب مجموعة قوانين تعرف بشريعة حمورابي، واحدة من أولى تشريعات القوانين المكتوبة في التاريخ المسجل، وهذه القوانين منقوشة على ألواح حجرية / مسلة بإرتفاع (2.3 متر)، عثر عليها في فارس عام 1901.
وينتسب حمورابي إلى أسرة حاكمة عمورية، حكمت بابل منذ بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد وكان حمورابي السادس في ترتيب ملوك المملكة البابلية القديمة التي حكمها (1792-1750 ق.م)، وكان أشهرهم لأسباب عدة، في مقدمتها أنه أقام دولة مترامية الأطراف، ضمت مناطق بلاد ما بين النهرين، دجلة والفرات كلها، ووصل نفوذه إلى مناطق مجاورة في شمال سوريا وجنوب غرب إيران (عيلام).
حتى غدت المملكة البابلية في عهده أكبر دول الشرق القديم وأكثرها قوة وازدهاراً، وصارت اللغة البابلية لغة التجارة والأدب والدبلوماسية في العالم القديم، وبقيت كذلك حتى حلت محلها اللغة الآرامية منذ القرن السادس قبل الميلاد.
كانت أوضاع المنطقة عند استلام حمورابي سدة الحكم مضطربة، وكل حاكم يحاول فرض سيطرته على من حوله، فيجمع الأنصار، ويثبت حكمه بإحكام تبعية الملوك الصغار له، وكما يُعلم من رسالة لموظف كبير لملك ماري (تل الحريري اليوم)، يقول فيها: «إنه ليس ثمة ملك واحد قوي بنفسه، فحمورابي يقف وراءه (ويتبعه) عشرة إلى خمسة عشر ملكاً…».
ثم يعدد غيره من الملوك. فكان على حمورابي أن ينتهج سياسة عُرف بها دون غيره من المنافسين، وهي سياسة التحالف المؤقت، وسياسة الخطوة التي تتبعها خطوة تعززها، فكان يتحالف مع الأقرب ضد البعيد، وعندما ينتصر على البعيد، يعود إلى الأقرب بعد أن يتحالف مع غيره. وعلى الرغم من وقوف ملك ماري زيمري ليم معه، وتقديم العون الدائم من المحاربين والعتاد، وإقناع ملك حلب بمؤازرته في ذلك، فإنه لم ينج من مصير غيره من الحلفاء حين جعله حمورابي آخر الضحايا، فأكمل بذلك حمورابي توسيع دولته بعد ثلاثين سنة من المعارك والتحالفات.
لم تكن حنكة حمورابي تقتصر على السياسة والحرب، بل كانت مميزة أيضاً في تنظيم المملكة وإدارتها، وكان يتابع بنفسه شؤون الأقاليم ويتدخل فيها، فألغى منصب الإنسي Ensi (الحاكم المحلي) الذي لم يعد صالحاً في الدولة الكبيرة، وعين موظفاً كبيراً مكانه لإدارة الأقاليم والمدن الكبيرة.
يتبع توجيهات الملك ويستمد صلاحياته المحدودة منه. وغيّر النظام الاقتصادي أيضاً، فلم يعد القصر يمتلك مقدرات الدولة الاقتصادية وحده، ويتصرف بها، بل ظهرت الملكية الخاصة، وصارت لها مكانة بارزة في المجتمع، في مجال ملكية الأرض وزراعتها، وفي الأعمال الحرة والخدمات.
*كما برز دور إله مدينة بابل المحلي «مردوك» الذي كان شأنه لا يختلف عن شأن مدينة بابل نفسها، قبل وصول حمورابي إلى العرش، فصار إلهاً للدولة كلها، وأهّله هذا لاحتلال مكانة رفيعة في مجمع الآلهة السومري – الأكادي.
لم يصب حمورابي بالغرور، على الرغم من الإنجازات السياسية الكثيرة التي حققها، والوحدة التي تمت على يده وجمعت كل مناطق بلاد مابين النهرين،( فلم يؤلّه نفسه )، كما فعل غيره من الملوك العظام من قبل، بل اكتفى باللقب المألوف «ملك الجهات الأربع»!! ، وكان مخلصاً لرعاياه «ذوي الرؤوس السود» كما تدعوهم المصادر، وحريصاً على رعاية مصالحهم، وتحقيق العدالة والرفاهية لهم، فأطلق على نفسه لقب «الراعي» و«الوالد».
استمرت الدولة البابلية بعد حمورابي على يد خمسة خلفاء من نسله، ولكن الضعف بدأ يدب في أوصالها، والأخطار تتهددها، والأقاليم تنفصل عنها بدءاً من عهد ابنه سمسوإيلونا، حتى وجه الحثيون لها ضربة قاضية عام 1595 ق.م، ولكنهم لم يبقوا في بابل بل انسحبوا منها، واستلم الحكم الكاشيون الذين كانوا يتربصون ببابل الدوائر، وأقاموا دولة فيها دامت نحو أربعة قرون.
مسلة حمورابي :
تعود شهرة حمورابي العظيمة إلى التشريعات التي عُرفت باسمه، ودُعيت شريعة حمورابي، الذي توّج به أعماله الكبيرة طوال ثلاثة وأربعين عاماً قضاها في حكم بابل. فقد أصدر قانونه في العام الرابع والثلاثين من حكمه، بعد أن استقرت الأحوال في كل البقاع التي دانت لحكمه، وصار من الضروري أن تنظم العلاقات بين مختلف فئات المواطنين، وبين المواطنين والقصر، وأن تحدد حقوق الجميع بما يتلائم والأعراف السائدة في المنطقة ، وينسجم مع تقاليد ومصلحة الشعوب.
وقد دوِّن النص باللغة البابلية وبخطها المسماري على مسلة من حجر الديوريت الأسود، ارتفاعها 2.25م، ومحيطها عند القاعدة 1.90م، أما قسمها العلوي فهو أضيق وذو شكل هلالي، ويظهر عليه مشهد يمثل الملك حمورابي واقفاً أمام إله الشمس، إله العدالة. وتُعرض المسلة، التي عثر عليها عام 1901، اليوم في متحف اللوفر بباريس.
يتألف القانون من المقدمة، ومن المتن الذي يشتمل على المواد القانونية، ومن خاتمة، أما المقدمة فتشمل نحو 303 أسطر، صيغت بلغة شعرية، يتحدث فيها حمورابي عن أعماله المختلفة، ويؤكد شرعية حكمه، ثم تتوالى مواد القانون وعددها 282 مادة.
ويعالج القانون قضايا اقتصادية واجتماعية عرفها المجتمع في عهد حمورابي، فهي تتناول أمور القضاء والأمن، وحقوق المحاربين ومسؤولياتهم وشؤون الزراعة والملكية وشروط القروض، والأحوال بما تتضمنه من أمور الزواج والطلاق والميراث، وتتطرق إلى القصاص والتعويضات، وإلى أجور أصحاب المهن، واشتملت في ثناياها على أحكام راقية يقبلها المنطق في كل عصر، وأحكام أخرى يصعب على المرء قبولها إلا بمنطق العصر الذي ظهرت فيه لانها تتماشى مع احتياجات ذلك العصر .
وغلب على معظم المواد طابع الشدة والقسوة في مواجهة الإضرار بمصالح الدولة والاعتداءات على النفس والمال، وكان المبدأ الذي يتعامل معه، معالجة الأضرار التي لا تتسبب بالموت، هو «العين بالعين والسن بالسن»، ولكنه لم يطبق على كل الطبقات الاجتماعية.
فكان المجتمع في عهد حمورابي وفي قانونه ينقسم إلى ثلاث طبقات: الأحرار والعبيد وطبقة متوسطة بينهما، فإذا ما نجمت الأضرار نفسها عن طبقة عليا ولحقت أفراداً من طبقة أدنى كانت العقوبة أخف، وتقضي بالتعويض المادي وحده. وفي خاتمة المسلة يؤكد حمورابي على أهمية الأحكام القانونية المنظمة والتي شرعها في نشر العدل بين المواطنين كافة ويدعو الناس إلى التمسك بها.
ويطلب حمورابي من الآلهة أن تعاقب وتصيب باللعنات كل من يحرف أو يزيل نصوصا منها أو يحاول محو اسمه عنها . لم يكن حمورابي أول ملك في بابل يضع القوانين، كما كان يفترض الباحثون قبل اكتشاف قوانين أورنامو، وليبيت عشتار وأشنونا، فقد سبقه أورنامو ملك مدينة أور السومرية القديمة والتي امتدت فترة حكمه بين عامي 2111 و 2094 قبل الميلاد أي قبل حمورابي بحوالي ثلاثة قرون.
تشريعات حمورابي ليست الاولى
ولهذا فأن تشريعات حمورابي لم تكن وليدة عهدها ، ولم تكن الأولى من نوعها، بل تضمنت بطبيعة الحال مواد كثيرة سبقه إليها أصحاب القوانين السابقة، وأبقى حمورابي بعضها على حاله، وعدل بعض المواد الأخرى، وزاد عليها مواد جديدة لتتناسب والعصر الذي اصدر فيه قانونه.
وقد كان لقوانين حمورابي تأثير كبير في قوانين الشرق القديم وتشريعاته .. وكما نقل حمورابي وعدل بعض القوانيين من ما سبقه لتتناسب ومصلحة حكمه … كما نقل كاتب ومؤرخ التورات العديد من الشرائع بدون تغيير وعدل على بعضها وزاد عليها ما يوالم العصر الذي عاش به وتم فيما بعد استبدال كلمة الآلهة بالإله الذي يعبده لتستمر تقديس القوانين من خلال الشعب .
بعض التشابهات بين قانون حمورابي وشريعة التوراة : ندرج لكم بعض شرائع التوراة والتي تطابقت مع قوانين حمورابي من حيث المضمون او المنطق :
1*من قانون حمورابي المادة 8 : إذا سرق سيد ثوراً أو شاة أو حماراً أو خنزيراً أو قارباً، إذا كان (المسروق) يعود للإله أو للقصر، فعليه أن يعطي 30 مثلاً. أما إذا كان يعود إلى مسكين، فعليه أن يدفع 10 أمثال كاملة، إذا لم يكن لدى السارق ما يعوّض به فإنه يعدم.
*شريعة التوراة : إذا سرق رجل ثوراً أو شاة فذبحه أو باعه فليعوض بدل الثور خمسة من القطيع. وبدل الشاة أربعة من الخراف. (خروج 21: 37).
2*من قانون حمورابي المادة 129 : إذا قبض على امرأة مضطجعة، مع سيد فيجب عليهم أن يوثقوهما ويلقوهما في الماء. ويمكن لزوج المرأة أن يبقي زوجته على قيد الحياة إذا رغب، كما يمكن للملك أن يخلّي حياة أمته.
*شريعة التوراة : وإن أخذ رجل يضاجع امرأة متزوجة فليمُت كلاهما. (تثنية 22:22).
3*من قانون حمورابي المادة 195 : إذا ضرب ولد والده فعليهم أن يقطعوا يده. *شريعة التوراة : من ضرب أباه وأمه فليقتل قتلاً (خروج 21: 15).
4*من قانون حمورابي المادة 196 : إذا فقأ سيد عين ابن أحد الأشراف، فعليهم أن يفقؤوا عينه.
*شريعة التوراة : الكسر بالكسر والعين بالعين والسن بالسن (لاويين 24:20).
5*من قانون حمورابي المادة 197 ـ 200 : إذا كسر سيد عظم سيد آخر، فعليهم أن يكسروا عظمه. إذا قلع سيد سن سيد من طبقته، فعليهم أن يقلعوا سنه.
*شريعة التوراة : الكسر بالكسر والعين بالعين والسن بالسن (لاويين 24:20).
6* من قانون حمورابي المادة 245 : إذا استأجر أحدهم ثوراً وأماته بسبب الإهمال أو الضرب، يعوّض صاحب الثور بثور مثله. *شريعة التوراة : ومن قتل بهيمة، فليعوّض مثلها، نفساً بدل نفس (لاويين 24:18)
7من قانون حمورابي المادة 250 : إذا عجل، وهو مار في الطريق، نطح رجلاً ما وأماته، هذه القضية لا تستوجب التعويض من صاحب الثور . *شريعة التوراة : وإن نطح ثور رجل أو امرأة فمات، فليرجم الثور ولا يؤكل من لحمه، وصاحب الثور براء (خروج 21:28). 7من قانون حمورابي المادة 251 : تابع للفقرة اعلاه اما إذا كان عبد أحدهم، فيدفع ثلث منة، من الفضة (المنة: تساوي بابل 505 غرام).شريعة التوراة وإن نطح الثور عبداً أو أمة، فليؤد إلى سيده ثلاثين مثقالاً من الفضة والثور يرجم (خروج 21:32). 8ومن قانون حمورابي المادة ((250 -252 )) والتي تنص على : ” إذا نطح ثور أثناء سيره في الشارع رجلاً فقتله، فلا وجه لتقديم مطالبات من أي نوع. أما إذا كان الثور ناطحاً من قبل، وتبينت لصاحبه هذه الحقيقة، ومع ذلك لم يكسر قرونه أو يربطه، فإذا نطح هذا الثور رجلاً حراً فقتله، فعلى صاحب الثور أن يدفع ثلاثين شاقلاً من الفضة. أما إذا نطح عبداً فيعطى سيده عشرين شاقلاً من الفضة”.
*ويقابلها تماما في ((سفر الخروج 28 : 32)) : ” إذا نطح ثور رجلاً أو امرأة فمات يرجم الثور ولا يؤكل لحمه، وأما صاحب الثور فيكون بريئاً. ولكن إذا نطح ثوراً ناطحاً من قبل وأشهد على صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلاً أو امرأة فالثور يرجم وصاحبه يقتل أيضاً…إن نطح الثور عبداً أوعبدة. يعطى سيده ثلاثين شاقل فضة، والثور يرجم “.
*** وهنا عندي سؤال بريئ لاخواني المؤمنين : اذا كان الله هو الذي خلق الثور وهو الذي اعطاه القرون لينطح بها وهو الذي وضع به غريزة الهيجان والنطح وهو لم يعطه العقل ليفكر ويختار القرار مثل الانسان ! فكيف ينزل شريعة تعاقبه اذا هاج ونطح ؟ … ولماذا يعاقبه بالرجم وليس بالذبح باعتباره بهيمة ؟؟
اليس الغرض من عقوبة الرجم هي تطبيق العقوبة من مجموعة وليس من شخص واحد ؟ ولتعذيب المذنب حتى الموت وليكون المذنب عبرة امام اقرانه لكي يعتبروا منه ولا يفعلوا فعلته الدنيئة ؟؟ فهل عقوبة رجم الثور تقام امام اقرانه ؟؟ وهل سيستفيد ويعتبر منها باقي الثيران وسيفكرون الف مرة قبل ان ينطحوا انسان ؟ وهل هي منطقية ومنزلة من الله ؟؟؟
هل كان ابراهيم موحدا ً وطبق شريعة الله ام طبق شريعة حمورابي ؟ : على الرغم من عدم وجود اي اثر آركولوجي يثبت وجود اي شخصية توراتية او شخصية ابراهيم / ابرام !! ولكن تجمع المصادر التاريخية التوراتية ( اذا اعتبرناها كتب تاريخية حتى وان كانت خاطئة ! ) على ان إبراهيم عاش تقريبا في فترة حكم حمورابي .. وخرج من مدينة أور، أي من سهل شنعار من بلاد بابل الجنوبية ، وعليه فإن إبراهيم لم يكن موحدا ولم يعبد الله كما ادعت الكتب السماوية لانه في تلك الحقبة كان يعبد آلهة الشمس / واله مردوك .. والغريب انه عند تحليل ومطابقة اعماله نستنتج بأن ابراهيم طبق شريعة حمورابي !.. وهكذا توارث أبنائه وأحفاده على التوالي هذه الشرائع وكانوا يعملون بها ويتقاضون بموجبها. ونحب ان نذكر بأن كاتب التوراة قد اشار( بفعل الماضي) في أسفارها بأن الملك أمرافل المذكور في سفر التكوين (1:14- 12). والذي يتطابق في الوصف مع حمورابي للتأكيد على ما ذكرنا اعلاه **فنذكر لكم : بان زواج إبراهيم من الجارية هاجر كما جاء ذكره في الرواية التوراتية حيث انه تزوجها على زوجته العاقر ( سارة ) {{ لينجب منها }} .. فهذا القرار كان تطبيقا لقوانين حمورابي المادة 145 وهذا القانون غير موجود في شرائع العهد القديم التي قيل ان الله انزلها على موسى !! وسنثبت لكم في بحث ملحق بانها نقلت ايضا من شرائع حمورابي من بابل !! {{ فقد ورد في قانون حمورابي المادة 145 ما نصه: «إذا تزوج سيد زوجة، ولم تهد له أولاداً، وقرر أن يأخذ جارية فلهذا الرجل أن يأخذها ويأتي بها إلى بيته أنها امرأة ثانية. وفي التوراة وردت القصة كما يلي : «فقالت ساراي لأبرام: هوذا قد حبسني الرب عن الولادة فأدخل على خادمتي، لعل بيتي يبنى منها» (سفر التكوين 2:16 ) }} ** وكذلك إن النزاع الذي حصل بين سارة وهاجر مذكورة أسبابه ايضا في قانون حمورابي .. حيث ورد في تكملة المادة 145: «… لا تكون مساوية للزوجة» والتوراة تقول : فلما رأت ( الخادمة ) هاجر أنها قد حملت ..هانت سيدتها في عينها.. فقالت ساراي لأبرام: ظلمي عليك، إني وضعت خادمتي في حضنك.. فلما رأت أنها قد حملت، هنت في عينيها. ليحكم الرب بيني وبينك ( تكوين 16: 4- 5). اي رب هذا الذي سيحكم ؟؟ انه رب حمورابي آله الشمس لذلك فان تظلم سارة ضد هاجر كان قانوني، بحسب شريعة حمورابي المادة 145… يعني الخادمة ستكون مجرد وعاء للولادة ليمتلئ بيت سيدتها وسيدها بالاطفال وهي امرأة ثانية وليست زوجة حسب شريعة حمورابي !! ويمتد الامر ليشمل نهاية قصة إبراهيم مع هاجر إذ لم يأخذ إبراهيم ابنه ويبيع هاجر، حسب عادة الأسياد مع العبيد، بل طردها من المنزل؟ وهذا دليل آخر على تطبيقه لقانون حمورابي الذي ينص بحسب المادة 146 ما يلي: إذا سيد تزوج زوجة وأعطت لزوجها جارية فولدت الجارية أولاداً، وإذا أرادت هذه الجارية أن ((تتساوى بعد ذلك مع سيدتها لأنها ولدت أولاداً))، (فلا يجوز لسيدتها أن تبيعها بالفضة أو تضعها في السلاسل أو تعدها من الإماء !!) والتوراة تشير إلى هذه القصة : «فقالت (سارة لإبراهيم): اطرد هذه الخادمة وابنها» (تكوين 21: 10). لذا بعد ولادة إسماعيل ، وحسب قانون حمورابي، لم يعد باستطاعة إبراهيم أن يبيع هاجر أو أن يعاقبها على تطاولها على سيدتها سارة . لذلك كان الحل الوحيد أمام سارة وحسب قانون حمورابي أن تطردها من المنزل ….وهكذا طبق ابراهيم شريعة حمورابي وطرد هاجر وابنه اسماعيل من المنزل !!! ومن هنا .. فلو كان ابراهيم موحدا ويخاف الله لما طرد ابنه وام ابنه من البيت ! وهذا يؤكد ان إبراهيم، في تصرفاته مع هاجر، قد طبّق شريعة حمورابي !! ولم ينزل الله كتابا وتعاليم عليه كما يدعي مؤلف القرآن !!! ولو كان مؤلف القران صادقا وابراهيم مسلما كما ادعى لاحتفظ باسماعيل وباع هاجر في سوق الرقيق كما جاء في تعاليم الاسلام !!! وحسبما وضحنا اعلاه فأن هذه الاقتباسات الحرفية وتطبيق ابراهيم لشريعة حمورابي هي ليست مصادفة عشوائية او شيئا من هذا القبيل كما يدعي ويعتقد بعض السذج بل هي امتداد لسلسلة طويلة من الاقتباسات لكُتاب ومؤرخي كتب اليهود من الحضارة الرافدينية وخصوصا البابلية .. ليس فقط في الشرائع وانما حتى من الاساطير والآله مع بضع متغيرات بسيطة تكاد تكون ساذجة ومضحكة بعد دخولهم الى الاراضي الكنعانية واختلاطهم بهم والتي كانت في تلك الحقبة جزء من ارض الحضارة الامورية البابلية القديمة حيث كانوا يعبدون الآله عشتار وايل وهكذا تطورت الرواية وتذكر معظم المصادر الاركلوجية بان اقدم بقايا رقوق لمخطوطة توراتية عثر عليها تعود الى القرن الثاني قبل الميلاد وهذا دليل كاف يؤكد بأن الشكل النهائي للنص التوراتي تم تأليفه وترتيبه في فترة السبي وما بعد العودة من السبي البابلي ( بعد القرن الثالث قبل الميلاد)، فالكُتاب والمؤلفين قد عاشوا مدة كافية في العالم البابلي وتعرّفوا على عاداته وتقاليده وشرائعه ، وعلى تراثه الفكري والروحي وتأثروا بها في عمليه التأليف لهذه النصوص التي اصبحت مقدسة وقانونية وتاريخية وهذه احد الاثباتات البسيطة والواضحة التي تعطي بالادلة الاركلوجية والمنطقية من حيث المقارنة التاريخية ان قصص وتعاليم قاعدة الديانات الابراهيمية / اليهودية وما ترتب عليها من اديان .. هي مقتبسة بالنص من الشرائع والاساطير البابلية القديمة … وهذا دليل على كذب الادعاء بالوهية التعاليم والشرائع والتي هي في اصلها تعاليم انسانية محضة .
سرمد رشاد الصورة المرفقة مسلة شريعة حمورابي. متحف اللوڤر، باريس.