نشر الشاعر والمفكر منصور الناصر محاضرة على موقعه على اليوتيوب، أدناه نص المادة التي اعتمد عليها في المحاضرة حول كتاب قراءة سريانية للقرآن للباحث لوكسينبرغ
إنا أنزلناه قرآنا عربيا.. أربع كلمات حفظناها جميعا. لكن من يشرح بدقة معنى هذه الكلمات: أي إنّا و قرآن و نزل و عربيا؟ الجواب لا أحد!
كذلك من يشرح آية إن الدين عند الله الإسلام؟
الجدل مستمرّ منذ 15 قرنا. ولا إجابة حاسمةمع هذا ظهرت نظريات حديثة تحاول قراءة هذا النص العظيم المقدس.الذي جرى اختطافه و تجييره لقرون لصالح السلطات الحاكمة ومؤسساتها الدينيةمؤخرا انتشر الحديث عن قرآن تختلط فيه العربية بالسريانية..فمع تأكيدنا أنه قرآن عربي 100%.
أرى أن التغافل عن قراءة البروفيسور لوكسينبرغ لم يعد ممكنا سواء من المؤيدين أو المعارضين.
وهو الذي كشف لنا ما عجز آلاف المفسرين والشراح عن فهمه.. بل منعوا أي محاولة لفهمه.
————————— فيديو
الرحلة المعرفية ستتضمن:
1- مقدمة عامة
2- من هو لوكسينبورغ ولماذا يقول أنا أدافع عن القرآن؟
3- ما هي نظريته وأي مشكلة تعالج؟ مع نبذة عن تاريخ التفسير وقواعده وأغراضه
4- لماذا الاعتراض الشامل على النظرية؟
5- وصايا و استنتاجات وخلاصات.
لماذا يجري التغافل عن الأخطاء التي ارتكبها نساخ القرآن. وهي واضحة لكل ذي عقل سليم؟
التستر عليها لا يعد دفاعا عن القرآن. بل دفاعا عن المتسترين على الحقيقةفهؤلاء وتحت شعار الغيرة على الدين، اختطفوا كما يبدو، جهلا أو عمدا. كتاب الله وجعلوا قراءته شأنا حصريا بهم فقط..ولا يجوز مسه إلا من قبلهم..
لم يكتفوا بذلك.. إنما راح أغلبهم يكفر كل من يقترب منه بهدف قراءته على الأقل!. ويحاربون كل باحث يحاول أن يدرس كتابا تؤمن به مئات الملايين
.. فلا هم درسوه حقا.. ولا هم تركوه للناس كي تدرسه!
والكارثة: أنهم يتحدثون عن ضرورة العودة للدين الصحيح.. حسنا وافقنا على العودة. ولكن ظهر لنا أن الدين كله بصحيحه وخطئه كان قائما على أخطاء لا أول لها ولا آخر!
بل أن الدين بأفضل صورة يمكن تخيلها. كان قائما على قراءة خاطئة، ولا علاقة لها بالأصل كله!
وهنا أسأل: ما الضير ممن يحاول تفسير القرآن بالمناهج الحديثة ويقدم قراءته ويضعها بين مختلف القراءات؟كونوا معنا أصدقائي في هذه الحلقة الأولى للتعرف على أخطر وأعمق قراءة معاصرة للقرآن الكريم.
فيديو لوكسي
هذا الذي أنصف القرآن أكثر من المسلمين
فيديوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو أنا أدافع عن القرآن
المقدمة
حين اطلعت على هذا الكتاب والنظرية شعرت وكأنني أقرأ النسخة الأولى من كتاب أصل الأنواع لداروين في العام الذي صدرت فيه أي عام 1859.
ووجه المقارنة. أن داروين قلب بنظرية التطور تلك كل قناعة راسخة آنذاك. فهاجمه الجميع. ولكنهم جميعا راحوا بعد فترة يبحثون عن الأصول.. أصل الأخلاق أصل الأديان وغيرها.
ما فعله لوكسينبيرغ مشابه لهذا فالكل هاجمه وانتقده. بل لا يوجد لديه مؤيدون حتى أنا!
النظرية مع هذا بقيت صادمة. ولا يمكن تجاوزها فما قبلها لن يعود أبدا إلى ما قبلها. لا خيار أمام كل باحث إلا أن يمر بها!
بالضبط كما هو الحال مع نظرية داروين.
المهم سأحاول أن أستعرض خطورة ما جاء به بحب نابع من حبي للقرآن الكريم. و إيماني بسلامة نية الباحث في مشروعه الكبير والخطير هذا.. فهو ينطوي بالتأكيد على روحية الباحث النزيهة.
.
الرحلة المعرفية ستتضمن:
1- مقدمة عامة
2- من هو لوكسيمبورغ ولماذا يقول أنا أدافع عن القرآن؟
3- ما هي نظريته وأي مشكلة تعالج؟ مع نبذة عن تاريخ التفسير وقواعده وأغراضه
4- لماذا الاعتراض الشامل على النظرية؟
5- وصايا و استنتاجات وخلاصات.
في البداية سنسمع الباحث متحدثا عن مشروعه
——————————————————————-
من هو كريستوف لوكسنبورغ؟
هو مؤرخ وعالم لغات ألماني، أصله عربي مسيحي من سوريا أو لبنان. والاسم لكسنبرغ (بالألمانية: Christoph Luxenberg)، معناه بالألمانية جبل النور. وهو مستعار خشية تعرضه لأعمال انتقامية بتهمة معاداة الإسلام. كما نصحه أصدقاؤه
Christoph Luxenberg – Wikipedia
مع أنه كان يعتقد أن عمله أكاديمي ولا يتطلب السرية. فلا إساءة فيها لأحد. حسب قوله.
اشتهر بكتابه: قراءة آرامية سريانية للقرآن. وافترض فيه
أولا: إمكانية تفسير القرآن بالاستعانة باللغة السريانية والآرامية.
وثانيا: أن أول نسخة جمعت وأصبحت تسمى القرآن كتبت بالخط والحرف السرياني. كما تكتب حاليا اللغتان الفارسية والكردية بالخط العربي. وهذا ما سبب أخطاء كبيرة في النقل. ينبغي تصحيحها.
الكتاب منذ نشره بالألمانية سنة 2000 أحدث ضجة واسعة. وسرعان ما ترجم للإنجليزية 2007 والفرنسية. وفي الكتاب تفسير لبعض آيات القرآن التي صعبت على المفسرين. وخاصة آيات الحور العين. وما ملكت أيمانكم.. وتلك أمة قد خلت من قبلها الأمم. ومعنى خاتم النبيين. وقد منعت باكستان دخول صحيفة بسبب نشرها مقالا عن هذه النظرية! وسنعرض آرائه حول كل منها في فيديوات قصيرة
ولوكسي ينتمي لتيار يعد متطرفا من الاستشراق. يدرس القرآن باعتباره نصا، والتركيز عليه كما هو. وهناك طبعا مستشرقون هاجموه مثل المستشرق Emilio Platti والمستشرق Harald Motzki ونقدا مدرسة Wansbrough، باعتبار أن تلك الفرضيات لا يمكن أخذها بعين الاعتبار، ويجب علينا احترام النظرة الاسلامية التقليدية، إن لم نستطع الخروج بفرضية قوية مؤصلة”.
هل نسميهم من الغيورين على الكتاب العظيم أم من المتعصبين أم المحرّفين لكلام الله وسابق قصد وترصد؟ هل أن المعنى في القرآن هو آخر ما يهتم به من يسمون أنفسهم علماء الدين والقرآن؟ جواب>> لماذا يرفعون شعارا تحشيديا ضد كل من يفكر ويتهمونه بأنه يثير الشبهات ويعادي الدين ويحارب الإسلام؟ الجواب:
ما هي المشكلة؟
لكل بحث علمي مشكلة فما هي المشكلة مع القرآن؟
أولا لنأخذ نظرة تاريخ المشكلة: المشكلة بدأت عندما ظهر كتاب مقدس كامل فجأة في منتصف القرن السابع الميلادي.
يتحدث عن رسول اسمه أو لقبه أو وسمه محمد، وبلغة لا يوجد لها تاريخ سابق مدون.
نبذة عن تاريخ مشكلة التفسير
أول معالم للمشكلة حدثت في غزوة للعرب في أرمينيا. حيث اختلف الفاتحين حينها حول قراءة آية فراسلوا الخليفة عثمان الذي أمر بعدها بتشكيل لجنة برئاسة زيد والتي جمعت “المصحف” وأحرق بعدها بالخل بقية المصاحف ومن بينها مصحف أبي ومسعود.
ما يثير الريبة عدم تفسير الرسول في حياته للقرآن الذي جاء به هو نفسه!. وكذلك كبار الصحابة. بل أنهم عدا علي لم يعرفوا الكثير عنه!.
تاريخيا قسم ابن عباس القرآن إلى أربعة أقسام:
الأول: قسم يفهمه كل أحد، ولا يحتاج إلى تفسير ..القسم الثاني: مايفهم وفق قواعد اللغة العربية.
القسم الثالث: ما يعرفه العلماء الراسخون في العلم، فقط
القسم الرابع: لا يعلم تأويله إلا الله !.
وهذا تقسيم عجيب مع هذا اتفق عليه المفسرون!..
تخيلوا رسالة يرسلها الله لعباده. ويقول لهم فيها لن تفهموه ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا.. لماذا أرسلته إذا؟ هل هذا كلام معقول!
النتيجة أن الناس انتشرت بينهم قناعة راسخة أن النص المقدس لا يمكن لأحد فهمه! وهو مخطئ لو فعل حتى لو أصاب!
لدي حلقة سأعيد نشرها قريبا حول ما سميته. خدعة التفسير.
– أهم تفسير هو تفسير الطبري:
فيه طرح لكل الآراء حول تفسير كل آية في القرآن.
ولكم إيقاف الفيديو أو التقاط سكرين شوت لقراءة ومعرفة منهج الطبري. صوووووووووووووووووووووووووورة 1+2
أي خلاصة ما جرى عبر قرون على أرض الواقع أن كتاب الله لم يرسل للناس جميعا، إنما لفئة محددة على الناس اتباعها وحتى ربنا!
بكلمة واحدة. الله أصبح هو التابع وليس المتبوع!
أنواع المشاكل في تفسير النص المؤسس:
- تاريخية: فلا يوجد تاريخ مثبت للأحداث التي تحدث عنها القرآن. ولا أحد يعرف أين نزل ومتى وكيف.
- لغوية: هناك كلمات وجمل غامضة لم يستطع المفسرون على اختلافهم حسم معناها. ومنها كلمات أساسية مثل محمد إسلام قرآن. وسنقدم في حلقات قصيرة قراءة المفسرين القدماء الغامضة لها وقراءة لوكسنبيرغ الواضحة.
- كتابية ونسخية: هناك مشاكل كثيرة في نسخ مخطوطات القرآن، وأنواع الخطوط و التنقيط والتشكيل إلخ
- تحريرية: هل هو كتاب أم مصحف مؤلف من صحف متنوعة؟ ما هو اسم الكتاب؟ قرآن أم مصحف؟ أيهما الإلهي المقدس و أيهما البشري كما تساءل يوسف الصديق؟
- وثائقية: لا وجود لأي وثيقة تؤكد زمن ظهور القرآن بين عامي 610-632 م على شكل كتاب محفوظ كما تحدث عنه المسلمون. أقدم وثيقة مؤكدة لمصحف كامل تعود لمطلع أو منتصف القرن التاسع الميلادي.
فيديو لوكسي حول تاريخ أقدم مخطوطة
الأهداف المعلنة للتفسير
لا سابق لمثل هذا العمل في تاريخ تفسير القرآن كلِّه؛ فقد حرر لوكسنبرغ، عبر منهجيته الباحثين من موروث المفسرين الإشكالي.
لا يهم إن كان مصيبًا أم غير مصيب في عمله، إلا أنه، وضع أساسا جديدا للتفسير لا يمكن تجاوزه.
بل جعل كل التفاسير التي مضت مجرد ظلال ومراجع له لا أكثر. أي عكس ما هو معروف. بأن يتبع اللاحق السابق.
فأنت حين تتصدى لدراسة وتفسير أي نص لغوي. ماذا تفعل؟ تتقن لغة النص. وتاريخ هذه اللغة أي أصلها اللغوي ومحيطه اللغوي. أي أبرز النصوص التي كتبت به.وهذا ما فعله المفسرون الأوائل. فقد استعانوا بما توفر من خطب الكهان والشعر الجاهلي. لكنهم تحاشوا أمرا أساسيا وبصورة يبدو مقصودة. وأعني المحيط اللغوي. والسبب واضح ولن نعرفه إلا إذا عرفنا الغاية من التفسير.
غايات التفسير
وتتمثل في:
1- فهم القرآن لمعرفة الأحكام الشرعية الواردة فيه.
2- تثبيت أصول العقيدة في النفس
3- معرفة أحداث السيرة النبوية وأخبار الأمم السابقة.
وهذه الغايات لا تتطابق مع غاية لوكسنبيرغ وغيره. فهي غايات حشدية لا تهدف لخدمة الحقيقة ولا الناس، إنما حكمهم والسيطرة عليهم. باعتبارهم يمتلكون نفوسا-شياطين. يجب ترويضها بكل الطرق!.
أي أن كتاب الله أصبح مجرد أداة عليها أن تستجيب لمن يستعملها من جهة. ويطيع المؤمنون من يستعملها بشكل أعمى ودون نقاش.
وباستقراء ملاحظة العالم اللغوي كيس فرستيج عن كون الأشكال الأولى للتفسير تحوي بالفعل عددًا من تلك التصانيف المفترضة التي عرفها جولدتسهير [3] ووانسبرو [4] لاحقًا [5] ، تحاجج باور أن التفسير لطالما كان قائمًا بالفعل على مجموعة من المناهج والمقاربات، تعتمد على الأهداف والسياقات الفردية للمفسِّر [6] :
«بناء على نظريات التأويل، […] يتراءى لي أن التفسير في جوهره هو محاولة كلّ مفسِّر أن يصل عالمه بعالم القرآن؛ إنها محاولته أن يربط سياق نصّ القرآن بسياقه الفكري والسياسي والاجتماعي . إنها عملية خَلْق معنى؛ لأن ما يتأوَّله العالِمُ من النصّ المقروء ليس مذكورًا فيه صراحة: والتفسير لا يراعي على الدوام نحوَ القرآن وسياقه. والاحتمالات التأويلية تبدو غير محدودة؛ إلا أنها تظلّ مرتبطة بالنصّ بدرجات متفاوتة في دقّتها النحوية والسياقية، ولا يمكن للتفسير أن يستقلّ بذاته مع كلّ ذلك؛ لِمَا يقوم عليه من وصف وتكييف وتوسعة وأحيانًا حتى معارضة لنصّ القرآن. إنه نوع من التأليف الذي يخلق ويفرض معنى على القرآن، وهو كذلك نوع يستنبط معنى من نصّ القرآن، يمكن توسعته بكلّ المناهج المتاحة للمفسِّر، وبالتالي فدرجة التوافق مع القرآن والتوصيف (الأصلي) له، تعتمد كثيرًا على المفسّر نفسه، أي: أهدافه ومناهجه وسياقه».
وعليه لا يصح ولا معنى للاستعانة باللغات الأخرى التي ظهر وسطها القرآن الكريم. فهو ظهر بالأصل في عرفهم لكي يكون بديلا عنها فكيف يستعين رجال دين هذا الكتاب بنصوص دين آخر ولغته؟ اللغة كانت ملحقة بالدين كما يلحق الإنسان بقبيلته أو قوميته. و سأوضح هذا في حلقة منفصلة.
طبعا اضطر هؤلاء للاستعانة بهذا التراث، بشكل غير معلن، فهم لا يعيشون لوحدهم على القمر!. ولكنهم لم يسلموا من النقد. وظهرت بسبب هذا النقد ما يسمى بالإسرائيليات، والتي جرى رفضها والتبرؤ منها.
وهو سلوك مرده الفكرة الجوهرية للإسلام وهي أنه دين عمودي قادم من السماء. ولا علاقة له بالأرض ولا نوائب الزمان. وهذه الحجة نفسها تنتشر في جميع مفاصل الدين الذي شارك بصناعته مئات الفقهاء. وأدت إلى تأسيس كل شيء من الصفر. مع ادعاء الأصالة المطلقة لهذا الدين.
هكذا تم تأسيس معالم لغة جديدة كليا بقواعدها ونحوها وصرفها ومعاجمها. وكذلك منظومة دينية متكاملة. تتحكم وتشرف على جميع مفاصل الحياة. فظهرت المذاهب. والعلوم الدينية المختلفة.
كانت حركة الترجمة هي الإحراج الأكبر الذي واجهه قادة هذا المشروع. وكان لابد من مواجهة ما نتج عنه من حركة فكرية كبيرة تمثلت بظهور المعتزلة والكتاب والفلاسفة والمتصوفة.
عزلة هذا الدين عن غيره كانت عزلة لا نظير لها في التاريخ. إنه يتنصل من كل شيء. إنه موجود بكل تفاصيله قبل الخلق. ومزروع في ظهر آدم قبل ولادته! وهكذا. هناك رعب هائل من الإشارة ولو بشكل بسيط إلى وجود شيء قادم من خارج الإسلام.
والنتيجة لم يستطع هذا الدين التواصل بأي شكل مع الآخر. فكل ما عداه لا يستحق الاقتداء ولا التشبه ولا حتى التمثل والتقليد.
الآخر ليس كافرا فقط، بل غير موجود!
بصراحة أستغرب طبيعة هذا الدين الذي جرت صناعته وإنجازه بالكامل بعد ثلاثة قرون من ظهوره. وما زال ناجحا في الحياة و بشكله القديم نفسه تقريبا! وهذه حقا معجزة يصعب تصديقها!
الإجابات على المشكلة
حديثا، قدمت نظريات كثيرة حول تفسير القرآن: منها تفسير «المنار» للثنائي محمد عبده ورشيد رضا، والمراغي والطاهر بن عاشور وسيد قطب ومغنية، والأمثل» لشيرازي، و «الميزان» للطباطبائي، والطالقاني وبعضهم ركز على الأبعاد العلمية مثل طنطاوي جوهري وأحمد خان، و عبد الرزاق نوفل ومهدي بازركان ومصطفى محمود وغيرهم.
ومن أهم الإجابات مشروع لوكينبيرغ كريستوف لكسنبورغ – قراءة من خلال اللغة السورية – الارامية للقرآن
1
ما هو وصف وتعريف المشكلة إذن؟:
وصف المشكلة:
1- أن هذا القرآن هو رسالة وهدى وأرسل للناس جميعا. لكنها مع هذا رسالة لا يستطيع أحد قراءتها أو فهمها بطريقته! وعليه الاستعانة بمفسرين متخصصين!
2- لم يعثر أحد حتى الآن على كتيب تعليمات يوضح طريقة قراءته وفهمه كما هو الحال مع الأجهزة الحديثة.
3- وعليه فأن المشكلة تتعلق بنص مقدس مكتوب وليس شفاهي. جرى تبنيه من قبل تحالف من كبار رجال الدين والحكم. وفرضه هؤلاء على الجميع. ثم قيل لاحقا بعد جمعه من صحف مكتوبة إن نقله متواتر وجرى شفاها من شفاه الصحابة.
4- هذا الموضوع شائك جدا: فلو كان محفوظا في الصدور كما يقال:
1- فلو كان محفوظا فما الحاجة لجمع صحف القرآن تحت إشراف لجنة؟
2- لماذا لم يعمد الخليفة لتحفيظ عشرات من الصحابة أو أولادهم على يد القراء. كما يجري الآن، ثم نشرهم على الأمصار؟ أليس هذا أسهل بكثير تقنيا من نسخ ما في الصدور على العظام بحروف لا يعرف سوى بضعة أشخاص كيف تقرأ أو تلفظ؟
3- وحتى لو قلنا أن القرآن كان محفوظا في الصدور فقد رفض عثمان وكل من تلاه أي قراءة شفوية لا تستجيب للنص. وجرى اعتماد النص المكتوب معيارا وحيدا ليس له أي منافس. بل جرت العادة على تدمير أي بادرة للاشتباه أو التحريف ولو بشكل غير مقصود.وممن دفعوا ثمن ذلك ابن مسعود.
5- رأيي أن عمل عثمان مفهوم ومنطقي. ولا تستطيع أي سلطة التساهل فيه. غير إن هذه السلطة كانت تفتقر للحكمة أو القدرة على منع تحريف القراءات.
6- وعليه أرى أن ما فعله عثمان كان خاطئا. لأن عملية جمع القرآن لا معنى لها. دون جمع وتوحيد الخطوط. ثم تحديد شكل قراءتها وطرق لفظ الحروف والكلمات. وهذا أمر يستحق الدراسة لمعرفة أسبابه. فربما فعلوا ذلك وتم تدمير أي أثر يشير إليه. بدليل أن القرآن الذي جمعه عثمان وفرق نسخه على الأمصار لا أثر له. فكيف يختفي هذا القرآن نهائيا؟أي أن هدف المشروع جرى تدميره عمدا. ولا حق بالتالي لأحد بادعاء دقة ما وصلنا بنسبة 100% . خاصة أن ما وصلنا جرى تحت إشراف عشرات الدول والسلاطين.
7- نعتقد الآن أن التفسير أمر لابد منه! والحقيقة أن التفسير في رأيي لا حاجة له. فما معنى أن ترسل رسالة لا يفهمها إلا القلة و يفرضونها على الجميع بالقوة؟ ولو قبلنا بالتفسير.. فهل نجح المفسرون يوما في التفسير؟ أعتقد أن تواصل محاولات التفسير بعد 1500 عام يؤكد أن حجم الفشل أكبر بكثير من حجم النجاح!.
ما هي نظرية لوكسينبورغ؟
هي نظرية في فكّ شفرة لغة القرآن. وقال الكاتب في مُوجَزِه التمهيدي ص307-299 (إنّ القرآن غير مكتوب بالعربية، بل بلغة مزيج تجمع العربية والآرامية، التي كانت مستعملة في مكة في زمان محمد والتي كانت مستوطنة آرامية ومعنى اسمها بالآرامي mâkkQâ بمعنى منخفض.
هذه اللغة المزيج تم تدوينها من البداية في مخطوطات مجردة بغير علاماتِ تشكيلٍ أو نقاطِ إعجام نميّز بها لاحقًا بين الباء والتاء والنون والياء…إلخ.
ونفى الكاتب النقل الشفهي الموازي لتلاوة القرآن. فيما عجز العرب عن فهم آيات القرآن، فأعادوا تأويل المخطوطات في ضوء لغتهم هم، وأقروا بوجود عدد كبير من الألفاظ الدخيلة من لهجات آرامية متعددة.
كانت الآرامية لغة المنطقة الثقافية بين دجلة و سيناء لأكثر من ألفِ عام، وأثرت على كلّ لغات المنطقة، بما فيها العبرية التي دُونت بها الأجزاء اللاحقة من العهد القديم.
الجديد في أطروحة لكسنبرج، أن أجزاء كبيرة من القرآن ليست عربيةً صحيحةً نحويًّا، إنما تحتاج لأن نقرأها قراءة آرامية.
الركن الرئيس الثاني لأطروحة الكاتب أن الأجيال اللاحقة (المتأخرة) من المسلمين لم تفهم الاصطلاحات العربية-الآرامية في كتابهم المقدّس، فكانوا مجبرين على إضافة علامات تشكيل ونقط للنصّ عشوائيًّا؛ ليكون مفهومًا جزئيًّا بالعربية (الفصحى).
ولكي نعيد إكتشاف المعنى (الأصلي) نحتاج لنبذ نقاط التشكيلِ في النصّ التقليدي، وإيجاد قراءة أخرى، هذا النوع من الحجاج ليس جديدًا بدوره؛ فقد تم تتبعه في السنوات الأخيرة في سلسلة مقالات لـ)جاي آي بلامي)، المستعرب من أمريكا الشمالية، بالإضافة للكتاب (ذي السمعة السيئة) الذي ألَّفه عالم اللاهوت الألماني غونتر لولينغ[3][4 .[ومن المستغرب أن أيًّا من هذَين لم يُذكرا في قائمة مراجع لكسنبرج، وهذا كذلك مما سنتعرض له بالنقاش خلال هذا العرض، وعلى أيَّة حال، فإنّ كتابًا يعلن في تصديره (ص9 (أن الكاتب اختار أَّلا يناقش »كافة [كذا قال] الأدبيات المتعلقة«؛ لأن تلك الأدبيات «لا تكاد تسهم بشيء يُذكر في المنهجية الجديدة المعروضة هنا»، لَهُوَ كتابٌ يثيرُ -للمتأمل من الخارج- تساؤلات عن مدى نزاهته العلمية.
الآن قدمنا لطبيعة المشكلة وانواع الحلول فما هو منهج و أسلوب لوكسيمبورغ في بحوثه؟
1- يقرأ الآية
2- يذهب إلى الطبري ويرى تفسيرها. إن لم يجد تفسيرا لبعض الآيات المبهمة ونسبتها تعادل 20% من القرآن
4- يبحث في لسان العرب لابن منظور
5- يبحث في قاموس آرامي لفهم كلمات الآية.
6- يترجم الآية للسريانية.
7- يعيد التشكيل والتنقيط للآية https://youtu.be/DWpJzsRXEyM?t=461
8- لماذا يعود للسريانية؟ لأن العربية لم تكن تكتب قبلها. ولا وجود لكتب عربية إلا بعد قرن ونصف من ظهور القرآن. كما أن الحرف السرياني كان يستعمل في كتابة عدة لغات حتى في مناطق قرب الهند. وتسمى هذه الكتابة الكرشونية وفقا لاسم رابي يهودي.
9- بناء على منهجه هذا اعتقد أن القرآن كتب بلغة عربية أولا. ولكن بحرف سرياني. ثم جرى تعريب حروفه لاحقا وهذه العملية أدت لأخطاء في النسخ. تضاعفت مع التشكيل والتنقيط لاحقا
10- والحل وفقا للوكسينبرغ في العودة للنص الكرشوني. وهذا ما لم يفعله جميع المفسرين.
11- ما يقوله الباحث لا يجزم به بل هي مجرد اقتراحات في رأيه. والذي لم يعثر على أثر له حتى الآن.وغير آراءه في الطبعات الجديدة من كتابه. من باب رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
رابططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططط
لماذا تميزت هذه النظرية عن غيرها؟
لأنها لم تنطلق من تفسير النص ولا من تأويله.. ورفضت اعتباره نصا عربيا مفهوما بشكل لا لبس فيه. لم تفترض دقة النسخ والقراءة.
كل من يعرف عملية التدقيق والتصحيح اللغوي يعرف مدى صعوبة الأمر. حتى على أكبر الخبراء.
الرد على لوكسنبورغ:
لاشك أن الباحث قد دراسة مبتكرة جدا لم يسبقه أحد فيها. لكنها كأي دراسة لا يمكن أن تكون خالية من الأخطاء.
أعتقد أن حماسة صاحب النظرية لنظريته دفعته بعيدا. وراح يبتعد أكثر في طرح فرضياته النظرية ومن ثم اختبارها.
1- مثل إنه بدأ يستعين بالترجمة السريانية للكلمة العربية لفهم الآية القرآنية. وهذا أمر لا سابق له بهذه السعة والشمولية.
لماذا الاعتراض على لوكسيمبورغ؟
1- غيرة علمية: وهذا واضح من كلام لوكسي نفسه:
2- عبادة التراث: جميع المسلمين لا يعرفون شيئا عن الله و الرسول والصحابة والقرآن والحديث إلا عن طريق رجال الدين. وبالتالي هم يعبدون الدين ورجل الدين الذي تلقوا منه عقيدتهم. لهذا فإن الحقيقة وهي غاية الباحثين الجادين، تزعجهم. وتهد أسس عقيدتهم القائمة على إيمان أعمى بالمرويات والحكايات. وكلها قائمة على العنعنات.
3- تهديد مصالح الطبقة السياسية والدينية: الدكتور السعودي وكثير من المقالات والكتب.
الخلاصة والنتائج والتوصيات والختام
1- أن المشكلة ما زالت قائمة
2- تجاهلها لن يكون في صالحنا: جربنا هذا 1500 عام.. الا يكفي؟
3- محاربة القراء الجدد لن تجدي. سواء من قبل المؤسسات الدينية، أو عبر تهييج العامة عاطفيا.
4- تطبيق المناهج الحديثة أمرَ لا مفر منه.
5- أن المؤسسات الدينية عبر التاريخ كانت تحاول الاستفادة من قراءتها الخاصة للقرآن والإسلام. وليس تقديم الصورة الصحيحة عنه.
6- والنتيجة الأهم..
1- هي أن الذين ادعوا تحريف الآخرين لكتبهم. مارسوا التحريف ولكن بشكل آخر وذلك عبر فرض قراءتهم الخاصة على الجميع، ومنع أي قراءة أخرى غير قراءتهم هذه من الوجود.
2- أن القرآن كتاب لم يقرأ بعد كما قال الصدّيق. وأن التراث الذي وصلنا يمنع قراءته وفهمه. بل أن القائمين عليه يؤكدون استحالة ذلك!
3- أن القرآن وسيرة نبيه جرى التلاعب بأمرهما عمدا. وشوهت صورتهما بين الجميع مسلمين كانوا أو غير مسلمين. فهل يعقل أن يتسم الرسول بالصفات التي وردت عنه في السيرة؟ من يدعي الغيرة على نبيه فليظهرها الآن. ليس ضد المظلومين بل ضد الظالمين.
4- أن جميع المؤسسات الدينية كانت متواطئة مع هذا التحريف ليس للقرآن الكريم الذي ما زال محفوظا ولكن لقراءته، وفرضها على الجميع. حتى جعلوا الناس تخشى التقرب لكتاب ربهم. أو فتح فمها بكلمة دون إشارة منهم.
5- هذه القراءة تنتصف لقراءة القرآن الذي اتهمه الرصافي بأنه كتاب معميات
6- القرآن لم يكتب بلغة أو حرف سرياني. هذا فهم لاحق للموضوع. لم تكن هناك سريانية ولا عربية. كانت هناك لهجات آرامية متنوعة جدا. سميت إحدى اللهجات سريانية لأنها أصبحت مسيحية. فيما سميت الأخرى مسلمة لأنها أصبحت مسلمة! حكاية القرآن السرياني والعربي. نتاج صراع بين الدينين. وكلاهما صدرا من النبع اللغوي والديني والبيئي الجغرافي نفسه. ورفض فكرة لوكسي نابع من هذه القضية. أي قضية الصراع بين مجاميع بشرية عاشت في المناطق ذاتها.
لا يمكن تجاوز لوكسي مستقبلا من قبل أي مفسر. و سيعتمد عليه الذي هاجمه أو الذي وافقه
7- الرجل قدم قراءة جديدة للقرآن ويمكن إضافتها لبقية القراءات.
8- سينشر ثقافة جديدة في التعامل بحرية أكبر مع النص المقدس.. نهي الحرية القراءة
قد يقال: إن المطالبة بإعادة النظر في النص القرآني وإعادة قراءته قراءة عصرية تدعي خدمة كتاب الله، لكنها دعوات باطلة هدفها نزع القداسة عن القرآن والتشكيك في مصدره، ورفض مرجعيته، وإنكار دوره وتأثيره في الواقع، والعمل على الحيلولة بينه وبين إصلاح حال المسلمين.
بين جوزف قزي ولوكسمبرغ وابن ورّاق غاية واحدة، هي المقارعة في نشأة الاسلام واصول القرآن وبداياته ومحاولة الحد من “قدسيته” لدى المسلمين،
وهذا الكلام لا أصل له هنا. فعلى العكس فإن من يقوله هو الذي يحاول تجيير القرآن الكريم لقراءته. وفرضها على الآخرين خدمة لمصالحه.
أبي العلاء إذ قال:
أرائيك فليغفر لي الله زلتي **** فديني ودين العالمين رياء
والرياء، قبحه الله، من أكبر الرذائل الاجتماعية لأن فيه التمويه والتضليل وكلاهما من سموم السعادة في الحياة الاجتماعية….