أزاميل/ متابعة: نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، هذا الأسبوع مادة أكدت فيها إن الولايات المتحدة وجدت نفسها مجبرة على القيام بتغييرات هامة في مواقفها، وهي تظهر بشكل خاص من خلال المساهمة في معارك تكريت وتوجيه ضربات جوية لمساندة الجيش العراقي وحلفائه من الميليشيات الشيعية، وهو ما يعني أن موقفها المعادي لتنظيم الدولة لم يترك لها خيارا غير الوقوف في الجانب ذاته مع إيران.
ولكن في الوقت ذاته، تقدم الولايات المتحدة علنا كل سبل الدعم اللوجستي والاستخباراتي لتحالف الدول العربية في عملية عاصفة الحزم، التي تستهدف الميليشيات الحوثية التابعة لإيران في اليمن، وقد وصل هذا التعاون إلى درجة تشكيل غرفة عمليات مشتركة لوضع تفاصيل هذه العملية.
وتابعت “وفي خضم هذه المواجهة واسعة النطاق التي تدور بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، تتجنب الولايات المتحدة الانحياز المطلق لأي معسكر، وتتخذ مواقف غامضة ومتناقضة، وتعتمد سياسة اللعب على عدة حبال”.
وأشارت لوفيغارو أن هذه السياسة الأمريكية الرافضة لإعلان الانحياز تحدث عنها المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما في كتابه “المصلحة الأمريكية”، وشبهها بالسياسة التي انتهجتها إنكلترا في أوروبا على مدى عقود، ويرى فوكوياما أن نقطة الانطلاق نحو سياسة حكيمة ومتوازنة هي استيعاب أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لا يحق لها تفضيل طرف على الآخر في هذا الصراع السني الشيعي.
وأضافت “لأن رأسي الصراع كليهما مشاركان في سياسات أدت لتشجيع الإرهاب والإخلال بأمن المنطقة، وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يقدّر أن التدخل بطريقة منحازة لطرف على حساب طرف آخر سيسبب تهديدا للمصالح الحيوية الأمريكية في المنطقة وخسارة كبيرة.
ولهذا فإنه يكتفي بالعمل على تحقيق أهداف محددة، مثل الوقاية من الهجمات الإرهابية، دون الاختباء وراء الشعارات التي كان يطلقها بوش حول نشر الديمقراطية وبناء الشرق الأوسط الجديد.